ابن سيهات
05-23-2011, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جربت العيش في البستان اركض بين الاشجار
اقتلع الأعشاب واصنع منها قلائد وأساور
اقطف الثمار المتلية من الأغصان وآكلها
اقطع الزهور واشمها أتزين بها
العب في ماء النبع
اجري امرح , ألهو , أتسلى
حياة كلها لهو ولعب وزينة وتفاخر بما نجمع من خيرات البستان
لكن في يوم ما
تعثرت قدمي ووقعت
وأصبت بعدة جروح
سبب لي هذا آلاما كبيرة
وبعض الجروح بقي أثره قبيحا جدا أحاول إخفائه وستره
كذلك حرارة شمس الصيف
أثرت في بشرتي
وغيرت لون جلدي
كذلك برد الشتاء والأمطار
تركت أثرها على جسدي الضعيف
فذقت الم المرض وعانيت من الريح القوية
التي كان تعصف بي
فقررت
ان ابني بيتا متينا
وأغلق كل باب يجلب لي الريح
لعلي أستريح
وجلست في هذا البيت
وقلت
أخيرا
سأتمتع بالهدوء والسكينة
هنا لن اشعر بحر ولا برد
ولا توجد أشواك توخز أقدامي الرقيقة
ولا توجد أحجار أتعثر بها
جلست وجلست وجلست
لكن إلى متى
الى متى سابقى سجينة هذه الجدران الاربعة
الى متى الابواب والشبابيك كلها مغلقة
لايوجد هواء
يا الهي اكاد اختنق
لذلك قررت
ان افتح احدى النوافذ
التي كنت قد اغلقتها باحكام
نافذة في الطابق العلوي
استطيع منها ان اتنفس بعض الهواء
ويدخل منها بعض النور
وارى منها حركة الناس
نظرت من النافذة
على الجانب الايمن كان هناك متنزه
رايت فيه
الزهور والاشجار المثمرة
وخضرة العشب الجميلة
سحرني المنظر
وذكرني بتلك الايام الجميلة التي قضيتها في البستان
قلت انا هنا بامان
و من نافذتي هذه استطيع التمتع بمنظر الخضرة
والازهار كاني أشم رائحتها من بعيد
والأطفال الذين يلعبون في البستان
كأني اسمع أصوات ضحكاتهم
والماء الذي يجري في البستان
ارتوي بمجرد رؤيته
ولكني
رأيت الكثير من الشباب
يفعلون الفواحش
ويحاولون
استغلال السذج من النساء والأطفال
نظرت إلى الجانب الأيسر
كان هناك السوق
يوجد كثير من المحلات
تعرض أنواع البضائع
كل ما يحتاج إليه الناس وما لا يحتاجون إليه
وقد تجمع خلق كثير في السوق
يتفرجون ... ويشترون ... ويبيعون
لفت انتباهي محل البقالة
فالبقال يعرض الوان الفواكه والخضروات
كان منظرها ساحرا
جمالها يجذبك لها
ولا تستطيع مقاومة رغبتك في شرائها واكلها
لكن
يالهي
ما هذا الذي أراه
هذا البقال الذي يرتدي زي المؤمن
يضع الثمار الرديئة العفنة تحت الثمار الجيدة
وعندما يبيع للناس
يخلط الجيد بالرديء
حولت نظري إلى باقي المحلات
نظرت إلى المكتبة
كانت مليئة بالكتب القيمة
وبعضها نادر جدا
لكن
شيء غريب
لا احد يأتي إليها
صرخت بأعلى صوتي
أيها الناس
لقد كرم الله بني ادم
وميزهم عن الحيوانات
بان علم الإنسان بالقلم فعلمه ما لم يعلم
فلماذا تهملون الأقلام
لماذا تتركون المن والسلوى
وتنشغلون بفومها وعدسها وبصلها
حولت نظري الى الشارع
كانت السيارات تملأ الطريق
والناس تروح وتجيء
لكل منهم غاية
كل يريد الوصول الى غايته
بعضهم غايته واضحة
وبعضهم لا تعرف ماهي غايته
هل يريد الوصول إلى هدف دنيوي أم أخروي
ام انه يريد ان يضيع الوقت فقط ؟؟
تخيلوا ان بعضهم كل همه ان يحسب عدد خطواته
ويطير فرحا
إذا سار خطوات أكثر من اليوم السابق
لا يهم أين يضع قدمه
لا يهم ماهي نتيجة هذه الخطوة وما فائدتها
المهم هو عدد الخطوات
صرخت وقلت
إلى متى
إلى متى انتم مشغولون بحساب الأرقام
لماذا هكذا
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
؟؟؟!!!!!!!!!
لكن لم يصل صوتي إلى سمعه
أو ربما لهم أذان لا يسمعون بها
يالهي
ماهذا
دخان السيارات يلوث الجو
وأصوات أبواقها تفجر الرأس
هذا شخص تعثر و سقط
فداس عليه الجميع دون رحمة
وهذا شخص يخلط السم بالعسل
ويصنع منه حلوى
يفرقها على الاطفال
وهم يشكرونه لانهم لا يعلمون ما يخفي فيها
واغرب ما رايت
رايت متسولين يتشاجرون فيما بينهم
كل منهم يقول هذا مكاني
انا اتسول به
وانت تنافسني في رزقي
يالهي
لقد تعبت ومللت من مشاهدة هذه المناظر
التي تتكرر كل يوم
حتى الازهار والاشجار
لم يصبح لها ذلك الرونق الذي كان في السابق
وحتى ضحكات الاطفال ولعبهم لم يبق له
ذلك الاثر في نفسي
واخيرا بدات اخاف ان تاتي عاصفة
وتدخل لي الريح من هذه النافذة
فهل
اغلق النافذة واستريح؟؟؟؟
بقلم الاخت ام شبر (http://www.mollajalil.com/vb/showthread.php?p=330019&posted=1#post330019)
جربت العيش في البستان اركض بين الاشجار
اقتلع الأعشاب واصنع منها قلائد وأساور
اقطف الثمار المتلية من الأغصان وآكلها
اقطع الزهور واشمها أتزين بها
العب في ماء النبع
اجري امرح , ألهو , أتسلى
حياة كلها لهو ولعب وزينة وتفاخر بما نجمع من خيرات البستان
لكن في يوم ما
تعثرت قدمي ووقعت
وأصبت بعدة جروح
سبب لي هذا آلاما كبيرة
وبعض الجروح بقي أثره قبيحا جدا أحاول إخفائه وستره
كذلك حرارة شمس الصيف
أثرت في بشرتي
وغيرت لون جلدي
كذلك برد الشتاء والأمطار
تركت أثرها على جسدي الضعيف
فذقت الم المرض وعانيت من الريح القوية
التي كان تعصف بي
فقررت
ان ابني بيتا متينا
وأغلق كل باب يجلب لي الريح
لعلي أستريح
وجلست في هذا البيت
وقلت
أخيرا
سأتمتع بالهدوء والسكينة
هنا لن اشعر بحر ولا برد
ولا توجد أشواك توخز أقدامي الرقيقة
ولا توجد أحجار أتعثر بها
جلست وجلست وجلست
لكن إلى متى
الى متى سابقى سجينة هذه الجدران الاربعة
الى متى الابواب والشبابيك كلها مغلقة
لايوجد هواء
يا الهي اكاد اختنق
لذلك قررت
ان افتح احدى النوافذ
التي كنت قد اغلقتها باحكام
نافذة في الطابق العلوي
استطيع منها ان اتنفس بعض الهواء
ويدخل منها بعض النور
وارى منها حركة الناس
نظرت من النافذة
على الجانب الايمن كان هناك متنزه
رايت فيه
الزهور والاشجار المثمرة
وخضرة العشب الجميلة
سحرني المنظر
وذكرني بتلك الايام الجميلة التي قضيتها في البستان
قلت انا هنا بامان
و من نافذتي هذه استطيع التمتع بمنظر الخضرة
والازهار كاني أشم رائحتها من بعيد
والأطفال الذين يلعبون في البستان
كأني اسمع أصوات ضحكاتهم
والماء الذي يجري في البستان
ارتوي بمجرد رؤيته
ولكني
رأيت الكثير من الشباب
يفعلون الفواحش
ويحاولون
استغلال السذج من النساء والأطفال
نظرت إلى الجانب الأيسر
كان هناك السوق
يوجد كثير من المحلات
تعرض أنواع البضائع
كل ما يحتاج إليه الناس وما لا يحتاجون إليه
وقد تجمع خلق كثير في السوق
يتفرجون ... ويشترون ... ويبيعون
لفت انتباهي محل البقالة
فالبقال يعرض الوان الفواكه والخضروات
كان منظرها ساحرا
جمالها يجذبك لها
ولا تستطيع مقاومة رغبتك في شرائها واكلها
لكن
يالهي
ما هذا الذي أراه
هذا البقال الذي يرتدي زي المؤمن
يضع الثمار الرديئة العفنة تحت الثمار الجيدة
وعندما يبيع للناس
يخلط الجيد بالرديء
حولت نظري إلى باقي المحلات
نظرت إلى المكتبة
كانت مليئة بالكتب القيمة
وبعضها نادر جدا
لكن
شيء غريب
لا احد يأتي إليها
صرخت بأعلى صوتي
أيها الناس
لقد كرم الله بني ادم
وميزهم عن الحيوانات
بان علم الإنسان بالقلم فعلمه ما لم يعلم
فلماذا تهملون الأقلام
لماذا تتركون المن والسلوى
وتنشغلون بفومها وعدسها وبصلها
حولت نظري الى الشارع
كانت السيارات تملأ الطريق
والناس تروح وتجيء
لكل منهم غاية
كل يريد الوصول الى غايته
بعضهم غايته واضحة
وبعضهم لا تعرف ماهي غايته
هل يريد الوصول إلى هدف دنيوي أم أخروي
ام انه يريد ان يضيع الوقت فقط ؟؟
تخيلوا ان بعضهم كل همه ان يحسب عدد خطواته
ويطير فرحا
إذا سار خطوات أكثر من اليوم السابق
لا يهم أين يضع قدمه
لا يهم ماهي نتيجة هذه الخطوة وما فائدتها
المهم هو عدد الخطوات
صرخت وقلت
إلى متى
إلى متى انتم مشغولون بحساب الأرقام
لماذا هكذا
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
؟؟؟!!!!!!!!!
لكن لم يصل صوتي إلى سمعه
أو ربما لهم أذان لا يسمعون بها
يالهي
ماهذا
دخان السيارات يلوث الجو
وأصوات أبواقها تفجر الرأس
هذا شخص تعثر و سقط
فداس عليه الجميع دون رحمة
وهذا شخص يخلط السم بالعسل
ويصنع منه حلوى
يفرقها على الاطفال
وهم يشكرونه لانهم لا يعلمون ما يخفي فيها
واغرب ما رايت
رايت متسولين يتشاجرون فيما بينهم
كل منهم يقول هذا مكاني
انا اتسول به
وانت تنافسني في رزقي
يالهي
لقد تعبت ومللت من مشاهدة هذه المناظر
التي تتكرر كل يوم
حتى الازهار والاشجار
لم يصبح لها ذلك الرونق الذي كان في السابق
وحتى ضحكات الاطفال ولعبهم لم يبق له
ذلك الاثر في نفسي
واخيرا بدات اخاف ان تاتي عاصفة
وتدخل لي الريح من هذه النافذة
فهل
اغلق النافذة واستريح؟؟؟؟
بقلم الاخت ام شبر (http://www.mollajalil.com/vb/showthread.php?p=330019&posted=1#post330019)