مهدي آل هزيم
05-29-2011, 07:58 PM
ألقى بنفسه على حشائش الحديقة .. فقد كان بخيلا لا يملك لنفسه حتى بيتا يسكن فيه , فأخذ يفكر أين ستذهب أموالي ؟!
فسرح بعيدا , أيعقل أن أموت وتذهب أموالي إلى الغرباء ؟! هه! , لا بل هذه الأموال كلها لي , نعم كلها لي
سوف أتلذذ بها في الحياة , ولا أحد سيشاركني بها , نعم .. ما أحلى هذه الأموال فأخذ يشمها كأنها وردة ذات رائحة عطرة , حتى لفت أنظار السائحين في الحديقة , فأخذ كل واحد يكلم الأخر
- ما بال هذا الرجل , أجُنّ ؟! , من الواضح انه رجل غني ولكن , بخيل بعض الشيء , - نعم , تبين ذلك من ملابسه الممزقة من كل جانب
فأحس في نفسه بأن الأنظار كلها أصبحت عليه , فأخذ بتعديل وضعة في الجلوس وتمتم :
- ما بال هؤلاء الناس , أيريدون مشاركتي في الأموال , فصرخ بصوت عال لا أرادي : لا , لن تشاركوني في هذه الأموال , كلها لي ؟!
فالتفت السائحون له , ولكن لا أحد أعطاه من اهتمامه شيء , فأخذت الأفكار تدور في رأسه وفي يديه صرة من المال
- امم , إنهم يخططون على هذه الصرة , ولكن لن تنالوت مني يالكم من مكارين , أنت لا تنظر إلى بهذة الطريقة , وأنت أيضا
حتى جاء إليه رجل , وسرعان ما أخفى صرة الأموال في جيبه وهو ينظر إليه نظرة حقد !
- ماذا تريد , تريد أموالي أليس كذلك ؟
أستغرب الرجل من طريقة نظراته إليه , فقد كان ينظر إليه من الأعلى إلى الأسفل
- هه ! , أموالك , أي أموال التي تتحدث عنها أنت , يبدو لي بأنك لا تعلم شيء عن هذا المكان , فقد كنت سأسألك أين دورة مياه الرجال .
فأبتعد عنه الرجل دون أي إجابة
- الحمد لله لقد ذهب , فأخرج الصرة من جيبه فصار يتحدث إليها , يا حبيبتي لن يتجرأ أحد على أخذك مني لو كان ذلك على نحر رقبتي !!
وما زالت الأنظار تتوجه إليه بازدياد فأخذ يفكر عن طريقة يبعد أنظار الناس عنه فالتفت لليمين تارة ولليسار تارة أخرى , حتى رأى امرأة قريبه منه تتجول تطلب العطاء من الناس حتى وصلت إليه .
- " من مال الله يا محسن "
هنا قال في نفسه إنها الطريقة الأنسب حتى أبعد أنظار الناس عني , ولكن ستذهب أموالي , يا لها من مصيبة عظيمة , فأخرج من جيبه صرة الأموال التي كان يجمعها من راتبه الشهري دون أن يصرف شيئا !!
- تفضلي يا أختي , هذه الأموال لك
فدهش كل من في الحديقة من هذا المنظر !!
- يا له من رجل كريم لقد تصدق بكل ما يملكه من الأموال !!! , نعم , لا شك في ذلك إنه رجل كريم جدا
فأبتسم ابتسامة خفيفة , وأستيقظ من نومه فزعا , مفجوعا !!
فقال : الحمد لله .. الحمد لله , لقد كان حلما !!!
فأخذ ينظر إلى الأموال وأحتضنها في صدره
وأقسم ألاّ ينام ثانية ً مما رآه في نومته الأخيرة .
تمت
مهدي صالح آل هزيم
25/6/1432 هـ
فسرح بعيدا , أيعقل أن أموت وتذهب أموالي إلى الغرباء ؟! هه! , لا بل هذه الأموال كلها لي , نعم كلها لي
سوف أتلذذ بها في الحياة , ولا أحد سيشاركني بها , نعم .. ما أحلى هذه الأموال فأخذ يشمها كأنها وردة ذات رائحة عطرة , حتى لفت أنظار السائحين في الحديقة , فأخذ كل واحد يكلم الأخر
- ما بال هذا الرجل , أجُنّ ؟! , من الواضح انه رجل غني ولكن , بخيل بعض الشيء , - نعم , تبين ذلك من ملابسه الممزقة من كل جانب
فأحس في نفسه بأن الأنظار كلها أصبحت عليه , فأخذ بتعديل وضعة في الجلوس وتمتم :
- ما بال هؤلاء الناس , أيريدون مشاركتي في الأموال , فصرخ بصوت عال لا أرادي : لا , لن تشاركوني في هذه الأموال , كلها لي ؟!
فالتفت السائحون له , ولكن لا أحد أعطاه من اهتمامه شيء , فأخذت الأفكار تدور في رأسه وفي يديه صرة من المال
- امم , إنهم يخططون على هذه الصرة , ولكن لن تنالوت مني يالكم من مكارين , أنت لا تنظر إلى بهذة الطريقة , وأنت أيضا
حتى جاء إليه رجل , وسرعان ما أخفى صرة الأموال في جيبه وهو ينظر إليه نظرة حقد !
- ماذا تريد , تريد أموالي أليس كذلك ؟
أستغرب الرجل من طريقة نظراته إليه , فقد كان ينظر إليه من الأعلى إلى الأسفل
- هه ! , أموالك , أي أموال التي تتحدث عنها أنت , يبدو لي بأنك لا تعلم شيء عن هذا المكان , فقد كنت سأسألك أين دورة مياه الرجال .
فأبتعد عنه الرجل دون أي إجابة
- الحمد لله لقد ذهب , فأخرج الصرة من جيبه فصار يتحدث إليها , يا حبيبتي لن يتجرأ أحد على أخذك مني لو كان ذلك على نحر رقبتي !!
وما زالت الأنظار تتوجه إليه بازدياد فأخذ يفكر عن طريقة يبعد أنظار الناس عنه فالتفت لليمين تارة ولليسار تارة أخرى , حتى رأى امرأة قريبه منه تتجول تطلب العطاء من الناس حتى وصلت إليه .
- " من مال الله يا محسن "
هنا قال في نفسه إنها الطريقة الأنسب حتى أبعد أنظار الناس عني , ولكن ستذهب أموالي , يا لها من مصيبة عظيمة , فأخرج من جيبه صرة الأموال التي كان يجمعها من راتبه الشهري دون أن يصرف شيئا !!
- تفضلي يا أختي , هذه الأموال لك
فدهش كل من في الحديقة من هذا المنظر !!
- يا له من رجل كريم لقد تصدق بكل ما يملكه من الأموال !!! , نعم , لا شك في ذلك إنه رجل كريم جدا
فأبتسم ابتسامة خفيفة , وأستيقظ من نومه فزعا , مفجوعا !!
فقال : الحمد لله .. الحمد لله , لقد كان حلما !!!
فأخذ ينظر إلى الأموال وأحتضنها في صدره
وأقسم ألاّ ينام ثانية ً مما رآه في نومته الأخيرة .
تمت
مهدي صالح آل هزيم
25/6/1432 هـ