الشيخ الحجاري الرميثي
08-26-2011, 09:51 AM
http://iraqeana.com/5606/alhham.gif
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/ouuoo_11.jpg
((سُورَةُ الأحزاب تَفسِير آيَة التَطْهِير))
وَقَـَـرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْـنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِـمْنَ الصَّلَاةَ
وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
أقُول فلابُدَ لِي أنْ أبَيِّنَ لَكُم قَبْلَ الخَوْضِ فِي آيَةِ التَطِهيرِ عَنْ مّا أمَرَ اللهُ
تَعالى بإقـْرارِ نِـساءِ النَبِّي فِـي بـِيُوتِهِنَ مَعَ مُـرادِ تَحدِيثِهُنَ طالِبات مِـنَ
النَبِّي الأكْرَم تَبَرجِهُنَ فِي الإسْلامِ تَـشْبيهاً بأهْـلِ الجاهِلِيةِ الكُفـْرِ الأولى
عَمّا يُظْهَرْنَ مُحاسِنهُنَ وَزينَتهَُنَ لِلرجالِ إذا خَرجْنَ,, وَيَعضِدُهُ مّا رَوِّيَّ
مِنْ إنذاراتٍ نَزَلَت لَيْسَ لِنِساءِ النَبِّي مِـنْ أيَـةِ التَطْهِير سَبيلاً: لأنَ اللـَّهَ
كانَ عالِماً بِهُنَ بغَوامِضِ الأشياءِ وَحَقائِقِها وَكَمّا يَلِي,,
نَزَلَت الآيَـة بَعـدَ نَصَرَةِ اللـَّه نِبيَّهُ مُحَمدٍ فِي مَعرَكَةِ الأحزابِ وَفَتَحَ عَليهِ
قََبِيلَة قُريْظَة وَالنَضِير فَظَّنَ أزْواجَهُ التِسْعَةَ أنـَهُ اخْتَصَ بنَفائِسِ اليَهُود
وَذخائِرهِم، فقَعَدنَ حَوْلَهُ وَقلْنَ: يا رَسُولَ اللهِ بنات كِسْرى وَقيْصَر إنَمّا
هُـنَ فِي الحُلْيِّ والحُلَّلِ وَالإماءِ وَالعَبيدِ, وَنحنُ نِسائُكَ عَلى ما تَراهُ مِنَ
الفاقََةِ وَالضِيقِ وَالنَفَقَة فَنُريدُ مِنكَ فِي تَوَسِيعِ حالِنا وَرَفاهَتِنا أنْ تُعامِلَنا
كَـمّا يَتَعامَل بـهِ المِلـُوك وَالأَكابـِر بِتَسْريحِ أزْواجِهِم تَمَتـُعاً مَـعَ زَخـْرَفَةِ
الدُنيا وَبَهْجَتها, فأمَرَ اللهُ نَبِيّّهُ أنْ يَتلُو عَليْهُنَ مّا نَزَل فِي أَمْرِهِن: وَكانَ
لِلنَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ: تِسْعُ أزْواجٍ بَعدَ وَفاةِ خَديجَةِ الكُبْرى, فِيهُنَ
خَمْسٌ مِنْ قرَيشٍ عائِشةُ بنتُ أبي بَكْرٍ, وَحَفصَةُ بنتُ عُمَر الخَطاب وَأمُّ
حَبيبَةَ بنتُ أبي سُفيانَ, وَأمّ سَلمَةَ بنتُ أُمَيَة، وَسودَةُ بنتُ زَمْعَة, وَأربعٌ
مِنْ سائِر العَرَب مِنْ غَيرِ القُرشِياتِ زَينَب بِنتُ جَحش الأسَدِيَة وَمَيْمُونةُ
بنتُ الحارث الهِلالِيَة, وَصَفِيَة بنتُ حَيّ بـنُ خَطَب الخَيْبريَّة, وَجَوْيَرِيَـةُ
بنتُ الحارث المُصْطَلِقيَّة فأمَرَ اللهُ تَعالى نَبِيَهُ أنْ يَتلُوا عَليْهُنَ هذِهِ الآيَة
(قـُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتـُنَّ تـُرِدْنَ الْحَـيَاةَ الدُّنـْيَا وَزِيـنَتَهَا فَتَعَالـََيْنَ أُمَتِّعْكُـنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)(الأحزاب:28)
هذِهِ الآيَـة مُتَصِلةٌ بِبَعضِ الآياتِ ما تَقدَّمَها وَما تَأخَرَها تُشيرُ إلى المَنْعِ
مِنْ إيذاءِ النبيِّ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ عَمّا كانَ يَتأذّى مِنْ بَعضِ أزْواجِهِ
كَمْا أشارَ القـُرآن عَنْ اثنَتَينِ مِنْهُنَ عائِشَة بنتُ أبي بَِكْرٍ, وَحَفصَة بنتُ
عُمَر بِتَظاهِرهِمّا عَلى النَبِّي لَمّا أرادَ الزَواجُ مِنْ زَينَب بِنت جَحش وَقالَ
رَبُكَ (إِنْ تَتـُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقـَدْ صَغَتْ قُلـُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ
هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)التَحريم4
فأوْرَدَ القُرآن بإنذارهِما تَوْبِيخاً لأمْرِهِما السَيِّئ الذِي هُوَ أشَدُّ تَأثِيراً فِي
قلُوبِهِما بَِعدَ أنْ مالَت مِنَ الزَيغِ عَلى النَبِّيِّ الأكْرَم, فَقالَ النَبِّيُ أنْ تَتُوبَا
مِنْ ذَنْبِكُما عَسى أنْ تَكُنْ قُلُوبُكُمَا قَـَدْ مَالَتْ إِلَى الخَيْرِ وَتَكُونَا قََـَدْ أَدَّيْتُمَا
مَا يَجـِبُ عَلَيْكُمَا كَاحتِرامِ النِساءِ لِـي مِـنْ إِجْـلالٍ وَتَكْرِيـمٍ لِمَقَامِي الـذِي
أكْرَمَنِي اللهُ فِيهِ وَمّا جِئتُ لَكُمّا مُتَعَنِتاً وَإنَما بَعَثَنِي الله مُبَلِغاً عَلى سَبيلِ
الوَعـْظِ والإرشادِ وَالتأدِيبِ وَالعِنايَةُ بشأنِكُما, وَالجُـمْلَةُ خَبَريَـة بظاهِـرِ
المَعصِيَةِ وَالقبْحِ يُضاعِفُ اللـَّهَ تَعالى لَها العِقاب ضِعفـَيْنِ, وَالتِي تَعمَل
عَمَلاً صالِحاً فَقَد وَعَدَها اللـَّهُ: وَقال (نـُؤْتِهَا أَجْـرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا
رِزْقًا كَرِيمًا) (الأحزاب:31) وَهذا الحِكْمُ وجُوبٌ عَلى أمَهاتِ المُؤمِنِينَ
بأجرَيْنِ كَمّا لِكَمالِ سائِرِ النِساءِ المُؤمِناتِ بأجْرِ واحِدٍ,, وَإنْ أُثِرنَ عَلى
حُبِّ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالدارِ الآخِرَةِ وَرَضَيْنَ بِمّا هُنَ فِيهِ مِنْ خِشُونَةِ عَيْشٍ
فإنَ اللهَ أعَـدَ لأمْثالِهُنَ مِـنَ المُحسِناتِ فِي أعمالِهنَ أجْراً لاّ يُقدَر قَـَدرَهُ
عِندَ اللهِ تَعالى,,
ثُمَ بَيَّنَ النَبيُّ بَعدَ أنْ نَهاهُنَ وَأمَرَهُنَ وَوَعَظَهُنَ لَئَلا يَبْتَعِدنَ عَنْ مُقارَفَةِ
الإثمِ لأنَ بِيُوتَهُنَ مَهابِطٌ لِلوَحِي مّا يَنفَعَهُنَ بَيْنَ أمْرَينِ حُبُ الله وَرَسُولَه
فإنْ لَمْ تَتُوبا فإنَ اللهَ ناصِرَنِي وَجُبْريل زَعِيم المَلائِكَة المُقَربِينَ وَرفِيقَهُ
بِعَطفِ الواو صالِح المُؤمِنِينَ عَليُ ابـنَ أبي طالِبٍ ظهِيراً, أيْ سَـنَداً لِي
يَأخِذُ بِحَقِي إذا اشْتَدَ الأمْرُ بِمّا يَسُوءَنِي مِنكُمّا مِنَ الإفراطِ بِيَّ فِي الغِيرَةِ
وَإفشاءِ السِرِّ بَيَنَ النُسْوَةِ وَأهلِها: كَذلِكَ فَإنَ اللهَ قََد أوْحى إلِيَّ أنَ عَذابَهُ
لَشَدِيدٌ عَلى مَنْ لاّ يُطِيعَني أوْ يَعرضَ عَنْ أوامِري وَالجُمْلةُ حَتمِيَةٌ قائِمَةٌ
مَقام جَواب الشَرط،, وَالتقدِيرُ أنْ تَتـُوبا إلى اللهِ بِعَدَمِ تَعَرضِكُما لِي فِيمَا
أحبُ وَأكْرَه, وَإلاّ الطَلاقُ يَجِب أوْ الهَجْر بِحَقِكُما وَتَخسَرانِ الآخِرَة كَمّا
وَعَـدَنِي رَبِّي بِثمانيَةِ أزَواجِ بَـدَلاً مِنكُـمّا وَمِـنَ جَمِيع النسْوَةِ: وَقالَ الله
(أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَـيْرًا مِنْكُـنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ
سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا)(التَحريم:5) أيْ يَحِلُ للنَبي بَعدَ النِساءِ اللَّواتِي
أنْ يَتَزَوَجَ بإذنِ رَبـِهِ ثـَمانُ أزْواجٍ مِنْ بَناتِ العَـم, وَبناتِ العَمَة، وَبناتِ
الخال, وَبناتِ الخالَة أللاتِي هاجَرْنَ معَهُ، وَيَحِلُ لَهُ مِنْ سائِرِ المُسْلِماتِ
وَمِنَ المُطَلقاتِ, وَمّا مَلَكَت يَمِنـَهُ مِـنَ الإماءِ, وَامرَأةٌ مُؤمِنةٌ إنْ وَهَـبَت
نَفسَها لَهُ بَلا مَهْرٍ وَهِيَّ تـُريدُ نِكاحها مِنهُ مِـنْ دُونِ المُؤمِنِينَ فـَلا تَحِلُ
لَهُم مِنْ بَعدِهِ أبداً,,
فَبَدَأَ النَبِيُ بِعائِشَة بَعدَ أنْ تابَت مِنْ زَيغِها الأوَل, فَذكَرَها بالثانِيَةِ: وَقالَ
يا عائِشَة ذَاكِـرٌ لَكِ أَمْـراً وَلاَ عَلَيْكِ أَلاَّ تَعْجَلِي حَتـى تَتَخَيَري فِيـهِ مّابَيْنَ
الدُنيا وَالآخِـرَة (قَالَتْ مَـنْ أَنْبَأَكَ هَـذَا قَالَ) النَبِّـيُ (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)
(التَحريم:3) ثـُمَّ تـَلاَ عَلَيْها الآيَـةَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) مِنْ إظهارِ الزينَةِ وَالتَصَنُعِ بِها كَسائِرِ نِساءِ الكَفَرَةِ,,
فَقالَت إنِي أريدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدار الآخِرَة ثُمَ جاءَ بِتَخيِّيرِ نِسائِهِ لِيُظْهِرِ
أمامَ اللـَّهِ صِدق مَوافقَتَهُنَ بَـيْنَ الصَبْرِ وَالرِضا بمّا قـُسِّمَ لهُـنَّ، وَالعَمْلُ
بطاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ فاتَبَعنَ النِساء الخَيْر عَلى قَوْلِ عائِشَة يَرِدنَ رِضَاءَ
اللـَّهِ وَرِضَاءَ رَسُولِهِ وَثـَوابَ الآخِرَةِ, وَبِمّا هُـنَّ عَليهِ مِنْ عَـيْشِ الحَياةِ
الدُنيا, وَمّا كانَ لِمُؤمنَةٍ مِنْ نِساءِ النَبِّي إذا حَكَمَ اللهُ فِي أمْرِها أنْ يَكُونَ
لَها الخِيارُ عَلى الدُنيا دُونَ الآخِرَةِ وَهِيَّ فِي عِصْمَةِ نَبِيِّ فَلابُدَ أنْ تُطَلق
فَفَرحَ النَبيُّ وَتَبَسَمَ, وَتَلا عَليْهُنَ قوْلَـهُ تَعالى (فَإِنَّ اللَّهَ أَعَـدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ
مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)(الأحزاب:29)
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
(تَفسِيرُ آيَة التَطْهِير)
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
هـذِهِ الآيَة وَقَعَ عَليْها الجِدالُ بَيْنَ مَذهبَّيْنِ وَلاّ زَالا هُمْا عَلى خِلافٍ مِنذُ
أكْثَر مِنْ ألْفِ عامٍ فَلَمْ يَتَحَقَق لِمَنْ الصَوابُ:أهْلُ السُنَةِ بِمَذاهِبِها الأربَعَة
تَتبَعَهُم الوَهابِيَة بِتَفسِيرِهِم يَقُولُونَ أنَ سِياقَ الآيَةُ تَتَحَدَث فِي أوَلِها إلى
نَهايَتِها عَنْ نِساءِ النَبِّي وَآيَة التَطْهِير هِيَّ شِمُولَيَة نَزَلَت بِهُنَ: إلاَّ مِنهُم
الطَبَري خَرجَ عَنْ سِياقَِهِم وَقالَ: نَزَلَت بأهْلِ البَيْتِ الخَمْسُ الكِساء,,
أمّا الشِيعَةُ الإمامِيَة الإثنى عَشَر قالـُوا نَزَلت بأهْـلِ البَيتِ عَليهِم السَلامُ
وَلَيْسَ لَنا دَلِيلٌ بِسَنَدِها إلاّ حَدِيث الكِساءِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جابِر بنَ عَبد
اللهِ الأنْصاري,, وَأقُول إنَمّا الحَدِيثُ القـُدسِي لَيْسَ سَندٌ لآيَـةٍ بِتَطْهِيرهِم
فالآيَةُ هِيَّ سَنَدٌ لِلحَدِيثِ وَبهذا الاعتِراضُ لَدَيَّ أربَعَة أدِلَةٍ تُفَسِرُ عِصْمَةَ
وَطاهَرَةَ أهْلَ البَيْتِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآن,,
وَلكِنَنِي أقِفُ مُحايِداً بَينَ طَرَفَيْنِ مُتَنازعَيْنٍ عَنْ آيَةٍ لاّ لِكَوْنِي شِيعِياً أقِفُ
مُتَعَنصِراً بالحَقِّ لِمَذهَبِي وَأبعِدُ الحَقَّ عَنْ غَيْرهِم: بَلْ أنا مُفَسِراً مّا جِئتُ
إلاّ لأُعطِيَّ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَهُ مِنْ سِياقِ هذِهِ الآيَة لِمَنْ التَطْهِير,,
أَقول: أنَ مِنْ طَبيعَةِ القُرآن الكَريم فِيهِ شَواهِدٌ عَدِيدَةٌ عَلى تَخَلُلِ آيَةٍ فِي
جُمْلَتَينِ مِمّا يَختَلِف سِياقِهُما عَـنْ الأخْرى فِيمّا جَعَلَ اللـَّهُ فِي أوَلِ قوْلِـهِ
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثُمَ قالَ فِي نِهايَتِهِ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)
بَيانٌ: إنَ اللـَّهَ تَعالى لَمْ يُفرِّق بَيْنَ المَرأةِ وَالرَجُلِ فالكُلُ سَواءٌ فِي العَمَلِ
وَالإيمانِ وَالأجْـرِ والكَرامَةِ وَالتَطْهِيرِ, وَالسُؤالُ يُطرَح أيْنَ يَقَع التَطْهِيرُ
بالنِساءِ أمْ بالرِجالِ تَعالُوا مَعِي فِي اسْتِنتاجِ الحَقائِقِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآنِ
الدَلِيلُ الأوَل: أنَ نِساءَ النَبِّيُ لَمْ يَسْكُنَ فِي بَيْتٍ واحِدٍ: بَـلْ فِي بيُوتٍ لِكُلِّ
مِنْهُنَ بَيْـتٍ, وَفِي الجُمْلَةِ قالَ اللـَّهُ عَنهُنَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) وَفِي آيَـةِ
التَطهِير قالَ (أَهْـلَ الْبَيْتِ) وَلَـمْ يَقـُل أهْـل البِيُوت عَلى وَصْفِ (بُيُوتِكُنَّ)
فالآيَةُ دالـَة لا تَحتاجُ إلى دَلِـيلٍ بِمّا خَصَت البَيْت الواحِد لاّ البِيُوت جَمْعاً
وَالبَيْتُ الواحِد هُم أهْلُ الكِساءِ الخَمْس لاّ نِساءَ النَبِّي كَمّا نَزَلَ بِمْثلِ هذِهِ
الآيَةِ فِي شَواهِدِ القُرآنِ بأنَ اللـَّهَ قَـَد ذَكَرَنا بآيَةٍ واحِدَةٍ فِي طَرَفَيْنِ عَلى
لِسانِ العَزيز يُخاطِبُ يُوسُفَ وَامْرَأتَهُ زُلَيْخا بِقَوْلِهِ (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ
هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) فَظَهَرَ لَنا فِي بِدايَةِ الآيَةِ مُخاطَبَة العَزيز لِِيُوسُفَ
وَفِي نَهايَتِها خاطَبَ بِها امْرَأتَهُ زُلَيْخا,,
هذا الدَلِيلُ: هَلْ أيْقَنَت بِهِ السُنَةَ وَالوَهابِيَةَ وَهَلْ يَعقَلُوا بأنَ اللهَ قالَ عَلى
لِسانِ العَزيز وَهُوَ يُخاطِب يُوسُفَ وَيَقُول لَهُ اسْتَغفِري؟؟
لَوْ أنَ اللهَ خاطَبَ يُوسُفَ عَلى لِسانِ العَزيز لَقالَ لهُ وَاسْتَغفِر لِذَنْبِكَ, إذاً
الاسْتِغفارُ وَقعَ على زُلَيْخا امْـرأةُ العَزيـز, وَيُوسُفُ وَقَـَعَ عَليهِ العَـرضُ
عَنْ الكَلامِ أنْ لاّ يُفشِيَّ لَـهُ سِـراً بِمَكْنُونٍ لِغَيرهِ: وَمَعناهُما يََرْجَع لِلعاقِـلِ
المُفَسِر كَمّّا هُوَ فِي آيَةِ التَطْهِير أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يُخاطِبَ طَرَفانُ نِساءً
وَرجالاً: فَخَصَ النِساءُ بالبِيُوتِ, وَخَصَ الرِجالُ بالبَيْتِ, هـذا هُوَ الفَرقُ
الذِي جَعَلَ اللـَّهُ الآيَـةَ خِطاباً لِلطَرَفَيْن وَشَطْرَها نصْفَيْنِ لِكُلِّ مِنَ النِساءِ
وَالرِجالِ نَصِيبٌ يَختَلِف عَنْ نَصِيبِ الأخَر بأجْرِه,,
الدَلِيلُ الثانِي إنَنا نَفتَرضُ بِقَوْلِنا عَسى أنْ نَصِلَ إلى حَقِيقَةِ سَبيل المَعنى
نَقُول: لـَوْ أنَ اللهَ لازالَ يُخاطِبُ نِساءَ النبِّي إلى حَـدِ نِهايَةِ الآيَـةِ لَشُمِلْنَ
النِساء بآيَةِ التَطْهِير وَسُمَّيْنَ أهْل البَيْت إذا قالَ عَنْهُنَ الله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيُوتِ وَيُطَهِّرَكُنَ تَطْهِيراً, وَلكِنَهُ لَمْ يَقُل ذلِك
فَظَهَرَ التَصدِيقُ لـَنا بآيَـةِ التَطْهِيرِ بأنَها كانَت تُخاطِب الذِكُـور مِـنْ أهْـلِ
الكِساءِ تُرادِفَهُم فاطِمَةٌ خامِسَةٌ البَيْت لاّ النِساءَ مِنْ أزْواجِ النَبِّي وَالدَلِيلُ
فإنَ اللهَ تَعالى: قالَ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
وَلَمْ يَقُلْ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أهْلَ البِيُوتِ وَيُطهِّرَكُنَ تَطْهِيراً,,
الدَلِيلُ الثالِث: أنَ المُرادَ بالرِّجْسِ هُوَ الذَنبُ المُدنِّسِ أوْ النَجاسَةُ البالِغَة
كَمّا وَصَفَ اللـَّهُ تَعالى الخَمْرَ وَالمَيْسَرَ: وَقالَ (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ) الرِّجْسُ إنَمّا يَزُول عَيْناً وَلاّ يُطَهَر المَحَل بالماءِ وَإذهابَهُ عَنْ
أهـْلِ البَيْتِ وَتَطْهِيرَهُم مِنهُ: يَعنِي عَـدَم وقـُوعِ الرِّجْس فِيهُم, وَلاّ إزالَتَهُ
عَنهُم بَعدَ وقوعِهِ فِيهُم، وَلِلأسَفِ الشَدِيد إنَنا نَقرَءُوا فِي الكُتبِ الشِيعِيَةِ
وَمّا يَتَرَدُ عَلى لِسانِ خُطَباءِ المَنابِر لِقِلةِ مَعرِفَتِهِم: يَقُولُونَ إنَ اللـَّهَ هُوَ
الذِي قـَد طَهَرَ أهْل البَيْت؟؟ فَمِنْ هـذا تَرَبَصُوا الوَهابِيَةَ لَهُم وَقالُوا: إذاً
الرِّجْسُ كانَ بأهْـلِ البَيْتِ: لأنَ إزالَتـَهُ لاّ تَكُـون إلاّ لِمّا هُـوَ مُوجُودٌ فِيهُم
فأَزالَهُ الله عَنهُم وَطَهَرَهُم مِنْ رجْسِهِم تَطْهِيرا,,
يا شِيعَتُنا لاّ تَجْعَلُوا ألسِنَتَكُم مَحـْطاً لِلمَشْبُوهاتِ: وَقُولـُوا كَلاّ: لأعدائِكُم
لَوْ أنَ اللهَ طَهَرَ أهْلَ البَيْتِ باخْتِيارٍ مِنهُ بِمَا يُريـد دُونَ غَيرِهِمِ مِنَ العِبادِ
لِوَقـَعَ الانتِفاءُ بَـيْنَ الخَـيْرِ وَالشَـرِ كَمّا قـالَ القَدَريُـونَ وَالجَبْريُـونَ إنـَمّا
الخَيْرُ وَالشَرُ مِنَ عِندِ اللهِ,,
ثُمَ قُولُوا حاشا اللهُ سُبْحانَهُ أنَ يَجْعَلَ الشَرَ مِنهُ ثمَ يُحاسِبُ الإنسانَ عَلَيهِ
وَلكِنْ نَجِدُ فِي شَواهِـدِ القـُرآن مّا تَـبَّينَ فِي قَوْلِـهِ عَـزَّ وَجَل (وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا)(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(الشمْس: 8) يَعنِي: هذِهِ النَفسُ لَها
مَنْ أنْشَأها وَعَدَّلَها وَأوْدَعَ فِيها تَقواها فَعرَفَها الحَسََنُ وَالقَبيحُ وَمَنحَها
القُدرَةَ عَلى فِعلِ ما تُريد الخَيرَ لِتَطهِيرها كَمّا هُوَ فِي حالِ أهْل البَيْتِ قـَد
طَهَرُوا أنفُسَهُم بأنفُسِهِم قَبْلَ أنْ يُطهِرَهُم الله لأنَهُم مُذهَبِّينَ عَنْ الرِجْسِ
قَبْلَ أنْ يُذهِبَهُ اللـَّه عَنهُم, وَعَصَمُوا أَنفُسَهُم قَبْلَ أنْ يَعصِمَهُم الله, وَمِنْ
هذا قالَ اللـَّهُ (قـَدْ أَفْلَحَ مَـنْ زَكَّاهَا) أيْ: قََـَد فـازَ مَـنْ طَهَّـرَها بالطاعاتِ
وَأصلَحَ عَمَلُها (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أيْ خَسِرَ مَنْ أخْفى فضائِلُها بدَسِّ
أعمالِهِ الشَيطانِيَةِ بِفجُورِها,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
إنزِل تَحت وَأكْمِل قِراءَة التَفسِير
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/ouuoo_11.jpg
((سُورَةُ الأحزاب تَفسِير آيَة التَطْهِير))
وَقَـَـرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْـنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِـمْنَ الصَّلَاةَ
وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
أقُول فلابُدَ لِي أنْ أبَيِّنَ لَكُم قَبْلَ الخَوْضِ فِي آيَةِ التَطِهيرِ عَنْ مّا أمَرَ اللهُ
تَعالى بإقـْرارِ نِـساءِ النَبِّي فِـي بـِيُوتِهِنَ مَعَ مُـرادِ تَحدِيثِهُنَ طالِبات مِـنَ
النَبِّي الأكْرَم تَبَرجِهُنَ فِي الإسْلامِ تَـشْبيهاً بأهْـلِ الجاهِلِيةِ الكُفـْرِ الأولى
عَمّا يُظْهَرْنَ مُحاسِنهُنَ وَزينَتهَُنَ لِلرجالِ إذا خَرجْنَ,, وَيَعضِدُهُ مّا رَوِّيَّ
مِنْ إنذاراتٍ نَزَلَت لَيْسَ لِنِساءِ النَبِّي مِـنْ أيَـةِ التَطْهِير سَبيلاً: لأنَ اللـَّهَ
كانَ عالِماً بِهُنَ بغَوامِضِ الأشياءِ وَحَقائِقِها وَكَمّا يَلِي,,
نَزَلَت الآيَـة بَعـدَ نَصَرَةِ اللـَّه نِبيَّهُ مُحَمدٍ فِي مَعرَكَةِ الأحزابِ وَفَتَحَ عَليهِ
قََبِيلَة قُريْظَة وَالنَضِير فَظَّنَ أزْواجَهُ التِسْعَةَ أنـَهُ اخْتَصَ بنَفائِسِ اليَهُود
وَذخائِرهِم، فقَعَدنَ حَوْلَهُ وَقلْنَ: يا رَسُولَ اللهِ بنات كِسْرى وَقيْصَر إنَمّا
هُـنَ فِي الحُلْيِّ والحُلَّلِ وَالإماءِ وَالعَبيدِ, وَنحنُ نِسائُكَ عَلى ما تَراهُ مِنَ
الفاقََةِ وَالضِيقِ وَالنَفَقَة فَنُريدُ مِنكَ فِي تَوَسِيعِ حالِنا وَرَفاهَتِنا أنْ تُعامِلَنا
كَـمّا يَتَعامَل بـهِ المِلـُوك وَالأَكابـِر بِتَسْريحِ أزْواجِهِم تَمَتـُعاً مَـعَ زَخـْرَفَةِ
الدُنيا وَبَهْجَتها, فأمَرَ اللهُ نَبِيّّهُ أنْ يَتلُو عَليْهُنَ مّا نَزَل فِي أَمْرِهِن: وَكانَ
لِلنَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ: تِسْعُ أزْواجٍ بَعدَ وَفاةِ خَديجَةِ الكُبْرى, فِيهُنَ
خَمْسٌ مِنْ قرَيشٍ عائِشةُ بنتُ أبي بَكْرٍ, وَحَفصَةُ بنتُ عُمَر الخَطاب وَأمُّ
حَبيبَةَ بنتُ أبي سُفيانَ, وَأمّ سَلمَةَ بنتُ أُمَيَة، وَسودَةُ بنتُ زَمْعَة, وَأربعٌ
مِنْ سائِر العَرَب مِنْ غَيرِ القُرشِياتِ زَينَب بِنتُ جَحش الأسَدِيَة وَمَيْمُونةُ
بنتُ الحارث الهِلالِيَة, وَصَفِيَة بنتُ حَيّ بـنُ خَطَب الخَيْبريَّة, وَجَوْيَرِيَـةُ
بنتُ الحارث المُصْطَلِقيَّة فأمَرَ اللهُ تَعالى نَبِيَهُ أنْ يَتلُوا عَليْهُنَ هذِهِ الآيَة
(قـُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتـُنَّ تـُرِدْنَ الْحَـيَاةَ الدُّنـْيَا وَزِيـنَتَهَا فَتَعَالـََيْنَ أُمَتِّعْكُـنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)(الأحزاب:28)
هذِهِ الآيَـة مُتَصِلةٌ بِبَعضِ الآياتِ ما تَقدَّمَها وَما تَأخَرَها تُشيرُ إلى المَنْعِ
مِنْ إيذاءِ النبيِّ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ عَمّا كانَ يَتأذّى مِنْ بَعضِ أزْواجِهِ
كَمْا أشارَ القـُرآن عَنْ اثنَتَينِ مِنْهُنَ عائِشَة بنتُ أبي بَِكْرٍ, وَحَفصَة بنتُ
عُمَر بِتَظاهِرهِمّا عَلى النَبِّي لَمّا أرادَ الزَواجُ مِنْ زَينَب بِنت جَحش وَقالَ
رَبُكَ (إِنْ تَتـُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقـَدْ صَغَتْ قُلـُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ
هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)التَحريم4
فأوْرَدَ القُرآن بإنذارهِما تَوْبِيخاً لأمْرِهِما السَيِّئ الذِي هُوَ أشَدُّ تَأثِيراً فِي
قلُوبِهِما بَِعدَ أنْ مالَت مِنَ الزَيغِ عَلى النَبِّيِّ الأكْرَم, فَقالَ النَبِّيُ أنْ تَتُوبَا
مِنْ ذَنْبِكُما عَسى أنْ تَكُنْ قُلُوبُكُمَا قَـَدْ مَالَتْ إِلَى الخَيْرِ وَتَكُونَا قََـَدْ أَدَّيْتُمَا
مَا يَجـِبُ عَلَيْكُمَا كَاحتِرامِ النِساءِ لِـي مِـنْ إِجْـلالٍ وَتَكْرِيـمٍ لِمَقَامِي الـذِي
أكْرَمَنِي اللهُ فِيهِ وَمّا جِئتُ لَكُمّا مُتَعَنِتاً وَإنَما بَعَثَنِي الله مُبَلِغاً عَلى سَبيلِ
الوَعـْظِ والإرشادِ وَالتأدِيبِ وَالعِنايَةُ بشأنِكُما, وَالجُـمْلَةُ خَبَريَـة بظاهِـرِ
المَعصِيَةِ وَالقبْحِ يُضاعِفُ اللـَّهَ تَعالى لَها العِقاب ضِعفـَيْنِ, وَالتِي تَعمَل
عَمَلاً صالِحاً فَقَد وَعَدَها اللـَّهُ: وَقال (نـُؤْتِهَا أَجْـرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا
رِزْقًا كَرِيمًا) (الأحزاب:31) وَهذا الحِكْمُ وجُوبٌ عَلى أمَهاتِ المُؤمِنِينَ
بأجرَيْنِ كَمّا لِكَمالِ سائِرِ النِساءِ المُؤمِناتِ بأجْرِ واحِدٍ,, وَإنْ أُثِرنَ عَلى
حُبِّ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالدارِ الآخِرَةِ وَرَضَيْنَ بِمّا هُنَ فِيهِ مِنْ خِشُونَةِ عَيْشٍ
فإنَ اللهَ أعَـدَ لأمْثالِهُنَ مِـنَ المُحسِناتِ فِي أعمالِهنَ أجْراً لاّ يُقدَر قَـَدرَهُ
عِندَ اللهِ تَعالى,,
ثُمَ بَيَّنَ النَبيُّ بَعدَ أنْ نَهاهُنَ وَأمَرَهُنَ وَوَعَظَهُنَ لَئَلا يَبْتَعِدنَ عَنْ مُقارَفَةِ
الإثمِ لأنَ بِيُوتَهُنَ مَهابِطٌ لِلوَحِي مّا يَنفَعَهُنَ بَيْنَ أمْرَينِ حُبُ الله وَرَسُولَه
فإنْ لَمْ تَتُوبا فإنَ اللهَ ناصِرَنِي وَجُبْريل زَعِيم المَلائِكَة المُقَربِينَ وَرفِيقَهُ
بِعَطفِ الواو صالِح المُؤمِنِينَ عَليُ ابـنَ أبي طالِبٍ ظهِيراً, أيْ سَـنَداً لِي
يَأخِذُ بِحَقِي إذا اشْتَدَ الأمْرُ بِمّا يَسُوءَنِي مِنكُمّا مِنَ الإفراطِ بِيَّ فِي الغِيرَةِ
وَإفشاءِ السِرِّ بَيَنَ النُسْوَةِ وَأهلِها: كَذلِكَ فَإنَ اللهَ قََد أوْحى إلِيَّ أنَ عَذابَهُ
لَشَدِيدٌ عَلى مَنْ لاّ يُطِيعَني أوْ يَعرضَ عَنْ أوامِري وَالجُمْلةُ حَتمِيَةٌ قائِمَةٌ
مَقام جَواب الشَرط،, وَالتقدِيرُ أنْ تَتـُوبا إلى اللهِ بِعَدَمِ تَعَرضِكُما لِي فِيمَا
أحبُ وَأكْرَه, وَإلاّ الطَلاقُ يَجِب أوْ الهَجْر بِحَقِكُما وَتَخسَرانِ الآخِرَة كَمّا
وَعَـدَنِي رَبِّي بِثمانيَةِ أزَواجِ بَـدَلاً مِنكُـمّا وَمِـنَ جَمِيع النسْوَةِ: وَقالَ الله
(أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَـيْرًا مِنْكُـنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ
سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا)(التَحريم:5) أيْ يَحِلُ للنَبي بَعدَ النِساءِ اللَّواتِي
أنْ يَتَزَوَجَ بإذنِ رَبـِهِ ثـَمانُ أزْواجٍ مِنْ بَناتِ العَـم, وَبناتِ العَمَة، وَبناتِ
الخال, وَبناتِ الخالَة أللاتِي هاجَرْنَ معَهُ، وَيَحِلُ لَهُ مِنْ سائِرِ المُسْلِماتِ
وَمِنَ المُطَلقاتِ, وَمّا مَلَكَت يَمِنـَهُ مِـنَ الإماءِ, وَامرَأةٌ مُؤمِنةٌ إنْ وَهَـبَت
نَفسَها لَهُ بَلا مَهْرٍ وَهِيَّ تـُريدُ نِكاحها مِنهُ مِـنْ دُونِ المُؤمِنِينَ فـَلا تَحِلُ
لَهُم مِنْ بَعدِهِ أبداً,,
فَبَدَأَ النَبِيُ بِعائِشَة بَعدَ أنْ تابَت مِنْ زَيغِها الأوَل, فَذكَرَها بالثانِيَةِ: وَقالَ
يا عائِشَة ذَاكِـرٌ لَكِ أَمْـراً وَلاَ عَلَيْكِ أَلاَّ تَعْجَلِي حَتـى تَتَخَيَري فِيـهِ مّابَيْنَ
الدُنيا وَالآخِـرَة (قَالَتْ مَـنْ أَنْبَأَكَ هَـذَا قَالَ) النَبِّـيُ (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)
(التَحريم:3) ثـُمَّ تـَلاَ عَلَيْها الآيَـةَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) مِنْ إظهارِ الزينَةِ وَالتَصَنُعِ بِها كَسائِرِ نِساءِ الكَفَرَةِ,,
فَقالَت إنِي أريدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدار الآخِرَة ثُمَ جاءَ بِتَخيِّيرِ نِسائِهِ لِيُظْهِرِ
أمامَ اللـَّهِ صِدق مَوافقَتَهُنَ بَـيْنَ الصَبْرِ وَالرِضا بمّا قـُسِّمَ لهُـنَّ، وَالعَمْلُ
بطاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ فاتَبَعنَ النِساء الخَيْر عَلى قَوْلِ عائِشَة يَرِدنَ رِضَاءَ
اللـَّهِ وَرِضَاءَ رَسُولِهِ وَثـَوابَ الآخِرَةِ, وَبِمّا هُـنَّ عَليهِ مِنْ عَـيْشِ الحَياةِ
الدُنيا, وَمّا كانَ لِمُؤمنَةٍ مِنْ نِساءِ النَبِّي إذا حَكَمَ اللهُ فِي أمْرِها أنْ يَكُونَ
لَها الخِيارُ عَلى الدُنيا دُونَ الآخِرَةِ وَهِيَّ فِي عِصْمَةِ نَبِيِّ فَلابُدَ أنْ تُطَلق
فَفَرحَ النَبيُّ وَتَبَسَمَ, وَتَلا عَليْهُنَ قوْلَـهُ تَعالى (فَإِنَّ اللَّهَ أَعَـدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ
مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)(الأحزاب:29)
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
(تَفسِيرُ آيَة التَطْهِير)
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
هـذِهِ الآيَة وَقَعَ عَليْها الجِدالُ بَيْنَ مَذهبَّيْنِ وَلاّ زَالا هُمْا عَلى خِلافٍ مِنذُ
أكْثَر مِنْ ألْفِ عامٍ فَلَمْ يَتَحَقَق لِمَنْ الصَوابُ:أهْلُ السُنَةِ بِمَذاهِبِها الأربَعَة
تَتبَعَهُم الوَهابِيَة بِتَفسِيرِهِم يَقُولُونَ أنَ سِياقَ الآيَةُ تَتَحَدَث فِي أوَلِها إلى
نَهايَتِها عَنْ نِساءِ النَبِّي وَآيَة التَطْهِير هِيَّ شِمُولَيَة نَزَلَت بِهُنَ: إلاَّ مِنهُم
الطَبَري خَرجَ عَنْ سِياقَِهِم وَقالَ: نَزَلَت بأهْلِ البَيْتِ الخَمْسُ الكِساء,,
أمّا الشِيعَةُ الإمامِيَة الإثنى عَشَر قالـُوا نَزَلت بأهْـلِ البَيتِ عَليهِم السَلامُ
وَلَيْسَ لَنا دَلِيلٌ بِسَنَدِها إلاّ حَدِيث الكِساءِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جابِر بنَ عَبد
اللهِ الأنْصاري,, وَأقُول إنَمّا الحَدِيثُ القـُدسِي لَيْسَ سَندٌ لآيَـةٍ بِتَطْهِيرهِم
فالآيَةُ هِيَّ سَنَدٌ لِلحَدِيثِ وَبهذا الاعتِراضُ لَدَيَّ أربَعَة أدِلَةٍ تُفَسِرُ عِصْمَةَ
وَطاهَرَةَ أهْلَ البَيْتِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآن,,
وَلكِنَنِي أقِفُ مُحايِداً بَينَ طَرَفَيْنِ مُتَنازعَيْنٍ عَنْ آيَةٍ لاّ لِكَوْنِي شِيعِياً أقِفُ
مُتَعَنصِراً بالحَقِّ لِمَذهَبِي وَأبعِدُ الحَقَّ عَنْ غَيْرهِم: بَلْ أنا مُفَسِراً مّا جِئتُ
إلاّ لأُعطِيَّ كُلَّ ذِي حَقِّ حَقَهُ مِنْ سِياقِ هذِهِ الآيَة لِمَنْ التَطْهِير,,
أَقول: أنَ مِنْ طَبيعَةِ القُرآن الكَريم فِيهِ شَواهِدٌ عَدِيدَةٌ عَلى تَخَلُلِ آيَةٍ فِي
جُمْلَتَينِ مِمّا يَختَلِف سِياقِهُما عَـنْ الأخْرى فِيمّا جَعَلَ اللـَّهُ فِي أوَلِ قوْلِـهِ
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثُمَ قالَ فِي نِهايَتِهِ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)
بَيانٌ: إنَ اللـَّهَ تَعالى لَمْ يُفرِّق بَيْنَ المَرأةِ وَالرَجُلِ فالكُلُ سَواءٌ فِي العَمَلِ
وَالإيمانِ وَالأجْـرِ والكَرامَةِ وَالتَطْهِيرِ, وَالسُؤالُ يُطرَح أيْنَ يَقَع التَطْهِيرُ
بالنِساءِ أمْ بالرِجالِ تَعالُوا مَعِي فِي اسْتِنتاجِ الحَقائِقِ مِنَ القُرآنِ بالقُرآنِ
الدَلِيلُ الأوَل: أنَ نِساءَ النَبِّيُ لَمْ يَسْكُنَ فِي بَيْتٍ واحِدٍ: بَـلْ فِي بيُوتٍ لِكُلِّ
مِنْهُنَ بَيْـتٍ, وَفِي الجُمْلَةِ قالَ اللـَّهُ عَنهُنَ (وَقَـَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) وَفِي آيَـةِ
التَطهِير قالَ (أَهْـلَ الْبَيْتِ) وَلَـمْ يَقـُل أهْـل البِيُوت عَلى وَصْفِ (بُيُوتِكُنَّ)
فالآيَةُ دالـَة لا تَحتاجُ إلى دَلِـيلٍ بِمّا خَصَت البَيْت الواحِد لاّ البِيُوت جَمْعاً
وَالبَيْتُ الواحِد هُم أهْلُ الكِساءِ الخَمْس لاّ نِساءَ النَبِّي كَمّا نَزَلَ بِمْثلِ هذِهِ
الآيَةِ فِي شَواهِدِ القُرآنِ بأنَ اللـَّهَ قَـَد ذَكَرَنا بآيَةٍ واحِدَةٍ فِي طَرَفَيْنِ عَلى
لِسانِ العَزيز يُخاطِبُ يُوسُفَ وَامْرَأتَهُ زُلَيْخا بِقَوْلِهِ (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ
هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) فَظَهَرَ لَنا فِي بِدايَةِ الآيَةِ مُخاطَبَة العَزيز لِِيُوسُفَ
وَفِي نَهايَتِها خاطَبَ بِها امْرَأتَهُ زُلَيْخا,,
هذا الدَلِيلُ: هَلْ أيْقَنَت بِهِ السُنَةَ وَالوَهابِيَةَ وَهَلْ يَعقَلُوا بأنَ اللهَ قالَ عَلى
لِسانِ العَزيز وَهُوَ يُخاطِب يُوسُفَ وَيَقُول لَهُ اسْتَغفِري؟؟
لَوْ أنَ اللهَ خاطَبَ يُوسُفَ عَلى لِسانِ العَزيز لَقالَ لهُ وَاسْتَغفِر لِذَنْبِكَ, إذاً
الاسْتِغفارُ وَقعَ على زُلَيْخا امْـرأةُ العَزيـز, وَيُوسُفُ وَقَـَعَ عَليهِ العَـرضُ
عَنْ الكَلامِ أنْ لاّ يُفشِيَّ لَـهُ سِـراً بِمَكْنُونٍ لِغَيرهِ: وَمَعناهُما يََرْجَع لِلعاقِـلِ
المُفَسِر كَمّّا هُوَ فِي آيَةِ التَطْهِير أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يُخاطِبَ طَرَفانُ نِساءً
وَرجالاً: فَخَصَ النِساءُ بالبِيُوتِ, وَخَصَ الرِجالُ بالبَيْتِ, هـذا هُوَ الفَرقُ
الذِي جَعَلَ اللـَّهُ الآيَـةَ خِطاباً لِلطَرَفَيْن وَشَطْرَها نصْفَيْنِ لِكُلِّ مِنَ النِساءِ
وَالرِجالِ نَصِيبٌ يَختَلِف عَنْ نَصِيبِ الأخَر بأجْرِه,,
الدَلِيلُ الثانِي إنَنا نَفتَرضُ بِقَوْلِنا عَسى أنْ نَصِلَ إلى حَقِيقَةِ سَبيل المَعنى
نَقُول: لـَوْ أنَ اللهَ لازالَ يُخاطِبُ نِساءَ النبِّي إلى حَـدِ نِهايَةِ الآيَـةِ لَشُمِلْنَ
النِساء بآيَةِ التَطْهِير وَسُمَّيْنَ أهْل البَيْت إذا قالَ عَنْهُنَ الله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيُوتِ وَيُطَهِّرَكُنَ تَطْهِيراً, وَلكِنَهُ لَمْ يَقُل ذلِك
فَظَهَرَ التَصدِيقُ لـَنا بآيَـةِ التَطْهِيرِ بأنَها كانَت تُخاطِب الذِكُـور مِـنْ أهْـلِ
الكِساءِ تُرادِفَهُم فاطِمَةٌ خامِسَةٌ البَيْت لاّ النِساءَ مِنْ أزْواجِ النَبِّي وَالدَلِيلُ
فإنَ اللهَ تَعالى: قالَ (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
وَلَمْ يَقُلْ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُنَ الرِّجْسَ أهْلَ البِيُوتِ وَيُطهِّرَكُنَ تَطْهِيراً,,
الدَلِيلُ الثالِث: أنَ المُرادَ بالرِّجْسِ هُوَ الذَنبُ المُدنِّسِ أوْ النَجاسَةُ البالِغَة
كَمّا وَصَفَ اللـَّهُ تَعالى الخَمْرَ وَالمَيْسَرَ: وَقالَ (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ) الرِّجْسُ إنَمّا يَزُول عَيْناً وَلاّ يُطَهَر المَحَل بالماءِ وَإذهابَهُ عَنْ
أهـْلِ البَيْتِ وَتَطْهِيرَهُم مِنهُ: يَعنِي عَـدَم وقـُوعِ الرِّجْس فِيهُم, وَلاّ إزالَتَهُ
عَنهُم بَعدَ وقوعِهِ فِيهُم، وَلِلأسَفِ الشَدِيد إنَنا نَقرَءُوا فِي الكُتبِ الشِيعِيَةِ
وَمّا يَتَرَدُ عَلى لِسانِ خُطَباءِ المَنابِر لِقِلةِ مَعرِفَتِهِم: يَقُولُونَ إنَ اللـَّهَ هُوَ
الذِي قـَد طَهَرَ أهْل البَيْت؟؟ فَمِنْ هـذا تَرَبَصُوا الوَهابِيَةَ لَهُم وَقالُوا: إذاً
الرِّجْسُ كانَ بأهْـلِ البَيْتِ: لأنَ إزالَتـَهُ لاّ تَكُـون إلاّ لِمّا هُـوَ مُوجُودٌ فِيهُم
فأَزالَهُ الله عَنهُم وَطَهَرَهُم مِنْ رجْسِهِم تَطْهِيرا,,
يا شِيعَتُنا لاّ تَجْعَلُوا ألسِنَتَكُم مَحـْطاً لِلمَشْبُوهاتِ: وَقُولـُوا كَلاّ: لأعدائِكُم
لَوْ أنَ اللهَ طَهَرَ أهْلَ البَيْتِ باخْتِيارٍ مِنهُ بِمَا يُريـد دُونَ غَيرِهِمِ مِنَ العِبادِ
لِوَقـَعَ الانتِفاءُ بَـيْنَ الخَـيْرِ وَالشَـرِ كَمّا قـالَ القَدَريُـونَ وَالجَبْريُـونَ إنـَمّا
الخَيْرُ وَالشَرُ مِنَ عِندِ اللهِ,,
ثُمَ قُولُوا حاشا اللهُ سُبْحانَهُ أنَ يَجْعَلَ الشَرَ مِنهُ ثمَ يُحاسِبُ الإنسانَ عَلَيهِ
وَلكِنْ نَجِدُ فِي شَواهِـدِ القـُرآن مّا تَـبَّينَ فِي قَوْلِـهِ عَـزَّ وَجَل (وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا)(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(الشمْس: 8) يَعنِي: هذِهِ النَفسُ لَها
مَنْ أنْشَأها وَعَدَّلَها وَأوْدَعَ فِيها تَقواها فَعرَفَها الحَسََنُ وَالقَبيحُ وَمَنحَها
القُدرَةَ عَلى فِعلِ ما تُريد الخَيرَ لِتَطهِيرها كَمّا هُوَ فِي حالِ أهْل البَيْتِ قـَد
طَهَرُوا أنفُسَهُم بأنفُسِهِم قَبْلَ أنْ يُطهِرَهُم الله لأنَهُم مُذهَبِّينَ عَنْ الرِجْسِ
قَبْلَ أنْ يُذهِبَهُ اللـَّه عَنهُم, وَعَصَمُوا أَنفُسَهُم قَبْلَ أنْ يَعصِمَهُم الله, وَمِنْ
هذا قالَ اللـَّهُ (قـَدْ أَفْلَحَ مَـنْ زَكَّاهَا) أيْ: قََـَد فـازَ مَـنْ طَهَّـرَها بالطاعاتِ
وَأصلَحَ عَمَلُها (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أيْ خَسِرَ مَنْ أخْفى فضائِلُها بدَسِّ
أعمالِهِ الشَيطانِيَةِ بِفجُورِها,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
إنزِل تَحت وَأكْمِل قِراءَة التَفسِير