المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : تفسير حروف الاذان والاقامه من امام الفصاحه والبلاغه


نازفة القلب
09-01-2011, 12:53 AM
عن مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله و سلامه عليه قال : كُنّا جُلوساً في المسجد إذا صعد المؤذّن المنارة فقال : الله أكبر الله أكبر ،
فبكى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و بكينا ببُكائه ، فلمّا فرغ المؤذّن قال [ يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه ]:أتدرون ما يقول المؤذّن ؟!
قُلنا : الله ورسوله ووصيّه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلاً و لبكيتُم كثيراً ،





# فلقوله : "الله أكبر" معانٍ كثيرة :



* منها أنّ قول المؤذّن: "الله أكبر" يقع على قِدَمه و أزليّته و أبديّته و عِلمه و قوّته و قدرته و حلمه و كرمه و جوده و عطائه و كبريائه ، فإذا قال المؤذّن "الله أكبر" فإنه يقول : الله الذي له الخلق و الأمر و بمشيئته كان الخلق و منه كان كلّ شيء للخلق و إله يرجع الخلق ، و هو الأوّل قبل كل شيء لم يزل ، و الآخر بعد كلّ شيء لا يزال ، و الظاهر فوق كلّ شيء لا يُدرَك ، والباطن دون كلّ شيء لايُحدّ ، فهو الباقي و كلّ شيء دونه فانٍ .


* و المعنى الثّاني "الله أكبر" أي العليم الخبير عَلِم ما كان و ما يكون قبل أن يكون .


* و الثالث "الله أكبر" أي القادر على كلّ شيء ، يقدر على ما يشاء ، القويّ لقُدرته ، المُقتدِر على خلقه ، القويّ لذاته ، قُدرته قائمة على الأشياء كُلّها ، إذا قضى أمراً فإنّما يقول له كُن فيكون .


* والرابع "الله أكبر" على معنى حِلمه وكرمه ، يحلُم كأنّه لا يعلم ، و يصفَح كأنّه لا يرى ، و يستر كأنّه لا يُعصى ، لا يعجل بالعقوبة كرماً و صَفحاً و حلماً .


* والوجه الآخر في معنى "الله أكبر" أي الجواد جزيل العطاء ، كريم الفِعال .


* والوجه الآخر "الله أكبر" فيه نفي كيفيّته ، كأنّه يقول: الله أجلّ مِن أن يُدرِك الواصِفون قَدر صِفته التي هو موصوف بها ، و إنّما يصِفُه الواصِفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى الله عن أن يُدرِك الواصفون صِفته علوّاً كبيراً .


* والوجه الآخر "الله أكبر" كأنّه يقول: الله أعلى وأجلّ وهو الغنيّ عن عباده ، لا حاجة به إلى أعمال خلقه .










# و أمّا قوله: "أشهد أنْ لا إله إلّا الله"



* فإعلام بإنّ الشهادة لا تجوز إلّا بمعرفة من القلب ، كأنّه يقول: اعلم أنّه لا معبود إلّا الله عزّ وجلّ و أنّ كلّ معبود باطل سوى الله عزّ وجلّ ، و أُقرّ بلساني بما في قلبي مِنَ العِلم بأنّ لا إله إلّا الله ، و أشهد أنّه لا مَلجأ مِنَ الله إلّا إليه و لا مَنجى مِن شرّ كلّ ذي شرّ و فتنة كلّ ذي فتنة إلّا بالله .






* و في المرّة الثانية "أشهد أنْ لا إله إلّا الله" معناه أشهد أن لا هادي إلّا الله ، و لا دليل لي إلّا الله ، وأُشهد الله بأنّي أشهد أنْ لا إله إلّا الله ، وأُشهد سُكّان السماوات و سُكّان الأرضين وما فيهنّ مِن الملائكة والنّاس أجمعين وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدوابّ والوحوش وكلّ رطبٍ ويابس بأنّي أشهد أنْ لا خالق إلّا الله ، و لا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطي ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافي ولا شافي ولا مُقدّم ولا مؤخِّر إلّا الله ، له الخلق والأمر وبيده الخير كلّه ، تبارك الله ربّ العالمين .







# وأمّا قوله: "أشهد أنّ محمّداً رسول الله"

* يقول: أُشهِد الله أنّي أشهد أنْ لا إله إلّا هو وأنّ محمّداً عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه ، أرسله إلى كافّة النّاس أجمعين بالهُدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون ، وأُشهد مَن في السّماوات والأرض مِن النبيّين والمرسلين والملائكة والنّاس أجمعين أنّي أشهد أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلّم سيّد الأوّلين والآخِرين .


* وفي المرّة الثانية "أشهد أنّ محمّداً رسول الله" يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلّا إلى الله الواحد القهّار مفتقرةً إليه سبحانه وأنّه الغنيّ عن عباده والخلائق أجمعين ، وأنّه أرسل محمّداً إلى النّاس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله الله عزّ وجلّ نار جهنّم خالِداً مُخلّداً لا ينفكّ عنها أبداً .










# وأمّا قوله: "حيّ على الصّلاة"

* أي هلمّوا إلى خير أعمالكم ودعوة ربّكم وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وإطفاء ناركم التي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم التي رَهَنتُموها بذنوبكم ليُكفّر الله عنكم سيّئاتكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ويبدّل سيّئاتكم حسنات ، فإنّه مَلِك كريم ذو الفضل العظيم ، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدّخول في خدمته والتّقدّم إلى بين يديه .


* وفي المرّة الثانية "حيّ على الصّلاة" أي قوموا إلى مُناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم و توسّلوا إليه بكلامه و تشفّعوا به وأكثروا الذّكر والقنوت والرّكوع والسّجود والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك .










# وأمّا قوله: "حيّ على الفلاح"

* فإنّه يقول: أقبِلوا إلى بقاء لا فناء معه ، وإلى نجاة لا هلاك معها ، وتعالوا إلى حياة لا موت معها ، و إلى نعيم لا نفاد له ، وإلى مُلك لا زوال عنه ، وإلى سرور لا حزن معه ، وإلى أُنس لا وحشة معه ، وإلى نور لا ظلمة معه ، وإلى سعة لا ضيق معها ، وإلى بهجة لا انقطاع لها ، وإلى غنى لا فاقة معه ، وإلى صحّة لا سقم معها ، وإلى عزّ لا ذلّ معه ، وإلى قوّة لا ضعف معها ، وإلى كرامة يالها من كرامة ، وعجّلوا إلى سرور الدّنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى .


* وفي المرّة الثانية "حيّ على الفلاح" فإنّه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه ، وإلى جزيل الكرامة و عظيم المنّة و سنيّ النّعمة والفوز العظيم ونعيم الأبد في جوار مُحمّد صلى الله عليه وآله وسلّم في مقعَدِ صِدقٍ عند مليك مُقتدِر .










# وأمّا قوله: "الله أكبر"

* فإنّه يقول: الله أعلى وأجلّ مِن أن يَعلم أحد مِن خلقه ما عنده مِن الكرامة لِعَبد أجابه وأطاعه وأطاع ولاة أمره وعؤفه وعَبَده واشتغل به وبِذِكره وأحبّه وأنِس به ، واطمأنّ إليه ووثِق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه في حُكمه وقضائه ورضي به .


* وفي المرّة الثانية "الله أكبر" فإنّه يقول: الله أكبر و أعلى وأجلّ مِن أن يَعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونِعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهَوانِه لمن أنكره وجحده .










# وأمّا قوله "لا إله إلّا الله
* معناه: لله الحجّة البالغة عليهم بالرّسل و الرّسالة والبيان والدّعوة ، وهو أجلّ مِن أن يكون لأحد منهم عليه حجّة ، فمن أجابه فله النّور والكرامة ، ومن أنكر فإنّ الله غنيّ عن العالمين وهو أسرع الحاسبين .










# ومعنى "قد قامت الصّلاة" في الإقامة
* أي حان وقت الزّيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المُنى و الوصول إلى الله عزّ وجلّ ، وإلى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه .








[ يقول الشيخ الصدوق - رحمه الله تعالى -: إنّما ترك الراوي لهذا الحديث ذِكر "حيّ على خير العمل" للتقيّة ]


[ يقول السيد هاشم الحسيني الطهراني - رضوان الله عليه -: و يُحتمل أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يُفسّرها
( أي "حيّ على خير العمل" ) لأنّه عليه السلام فسّر ما قال المؤذّن ، والمؤذّن من العامّة لم يكن يقولها ، وأمّا الشّهادة بالولاية فشاعت بين الشّيعة بإذن و ترغيب من الصادق عليه السلام على ما في حديث مذكور في محلّه ]




كتاب التوحيد للشيخ الصّدوق باب 34 ص232


تذكّروا إخوتي أخواتي الأحبة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلّا ارتحل ) ليس هدفي نقل رواية أو مشاركة في المنتديات ، بل نحن هنا لنُفيد و نستفيد و نرتقي في مدارج الكمال حيث القُرب الالهي .
و نسأل الله تعالى القبول

اسير الزمان
09-04-2011, 10:51 PM
موووووووضوع في غااااااااااية الروعة

عاااااااااااااشت الايااااااااااادي
دااااائما الابداااااااااااع حليفكم
تحيتي وحترامي
كريمـ

سيهاتي.
09-04-2011, 11:01 PM
الله على هيك مواضيع

بالفعل هيك المواضيع والا فلالالالا

تسلم روووحك الطاهره

نازفة القلب
09-04-2011, 11:09 PM
شكرا لكم ع المرور الراائع بالمووضوع

منورين بطلتكم