فلسفة واقعنا
04-27-2010, 05:36 PM
المختار بن أبي عبيد الثقفي
تعريف بهذا الرجل
هو المختار بن أبي عُبَيد بن مسعود الثقفيّ.. كُنيتُه أبو إسحاق. وكان والده أبو عبيد يتنوّق في طلب النساء، فذكر له قومه نساءً فأبى أن يتزوّج منهنّ، فأتاه آتٍ في منامه فقال له: تزوّجْ دومةَ الحسناء الحومة، فما تسمع فيها للائمٍ لومة. فأخبر أهله، فقالوا له: قد أُمِرتَ فتزوّج دومةَ بنت وهب بن عمرو.. فلمّا حملت بالمختار قالت: رأيتُ في النوم قائلاً يقول:
أبْشِـري بالولَـدْ أشبه شيءٍ بالأسدْ إذا الرجالُ في كَبِدْ تقاتلـوا على بَلَـدْ كان له الحَظُّ الأشدّْ
وكان مولدُه في عام الهجرة.. فإذا ترعرع حضر مع أبيه وقعة قُسّ الناطف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلّت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمُّه. فنشأ مقداماً شجاعاً، يتعاطى معالي الأمور، وكان ذا عقلٍ وافر، وجوابٍ حاضر، وخِلالٍ مأثورة، ونفسٍ بالسخاء موفورة، وفطرةٍ تُدرك الأشياء بفراستها، وهمّةٍ تعلو على الفراقد بنفاستها، وحَدَسٍ مُصيب، وكفٍّ في الحروب مُجيب.. مارسَ التجاربَ فحنّكَتْه، ولابَسَ الخطوبَ فهذّبَتْه (1).
وينهض الشباب بالمختار، فتُعرَف فيه شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم، ويُسمَع منه ويُرى فيه مواقف الشجاعة والتحدّي أحياناً، وهذا أشدّ ما تخشاه السلطات الأُمويّة، فتُلقي القبضَ عليه وتُودعه في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة؛ تمهيداً لتصفية القوى والشخصيّات المعارضة، والتفرّغ لإبادة أهل البيت النبويّ بعد ذلك حيث لا أنصار لهم ولا أتباع.
وتقتضي المشيئة الإلهيّة أن يلتقي المختار في السجن بمِيثم التمّار، فيبشّره هذا المؤمن الصالح الذي نهل من علوم إمامه عليٍّ أمير المؤمنين عليه السّلام، فيقول للمختار: إنك تفلتُ وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السّلام، فتقتل هذا الجبّارَ الذي نحن في سجنه ( أي ابن زياد )، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخَدَّيه.
ولم تطل الأيّام حتّى دعا عبيدالله بن زياد بالمختار من سجنه ليقتله، وإذا بالبريد يطلع بكتاب يزيد بن معاوية إلى ابن زياد يأمره بتخلية سبيل المختار، وذلك أنّ أخت المختار كانت زوجة عبدالله بن عمر، فسألت زوجها أن يشفع لأخيها إلى يزيد، فشفّع فأمضى يزيد شفاعته، فكتب بتخلية سبيل المختار على البريد.. فوافى البريد وقد أُخرج المختارُ ليُضرَبَ عنقه، فأُطلِق! (2)
تعريف بهذا الرجل
هو المختار بن أبي عُبَيد بن مسعود الثقفيّ.. كُنيتُه أبو إسحاق. وكان والده أبو عبيد يتنوّق في طلب النساء، فذكر له قومه نساءً فأبى أن يتزوّج منهنّ، فأتاه آتٍ في منامه فقال له: تزوّجْ دومةَ الحسناء الحومة، فما تسمع فيها للائمٍ لومة. فأخبر أهله، فقالوا له: قد أُمِرتَ فتزوّج دومةَ بنت وهب بن عمرو.. فلمّا حملت بالمختار قالت: رأيتُ في النوم قائلاً يقول:
أبْشِـري بالولَـدْ أشبه شيءٍ بالأسدْ إذا الرجالُ في كَبِدْ تقاتلـوا على بَلَـدْ كان له الحَظُّ الأشدّْ
وكان مولدُه في عام الهجرة.. فإذا ترعرع حضر مع أبيه وقعة قُسّ الناطف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلّت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمُّه. فنشأ مقداماً شجاعاً، يتعاطى معالي الأمور، وكان ذا عقلٍ وافر، وجوابٍ حاضر، وخِلالٍ مأثورة، ونفسٍ بالسخاء موفورة، وفطرةٍ تُدرك الأشياء بفراستها، وهمّةٍ تعلو على الفراقد بنفاستها، وحَدَسٍ مُصيب، وكفٍّ في الحروب مُجيب.. مارسَ التجاربَ فحنّكَتْه، ولابَسَ الخطوبَ فهذّبَتْه (1).
وينهض الشباب بالمختار، فتُعرَف فيه شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم، ويُسمَع منه ويُرى فيه مواقف الشجاعة والتحدّي أحياناً، وهذا أشدّ ما تخشاه السلطات الأُمويّة، فتُلقي القبضَ عليه وتُودعه في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة؛ تمهيداً لتصفية القوى والشخصيّات المعارضة، والتفرّغ لإبادة أهل البيت النبويّ بعد ذلك حيث لا أنصار لهم ولا أتباع.
وتقتضي المشيئة الإلهيّة أن يلتقي المختار في السجن بمِيثم التمّار، فيبشّره هذا المؤمن الصالح الذي نهل من علوم إمامه عليٍّ أمير المؤمنين عليه السّلام، فيقول للمختار: إنك تفلتُ وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السّلام، فتقتل هذا الجبّارَ الذي نحن في سجنه ( أي ابن زياد )، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخَدَّيه.
ولم تطل الأيّام حتّى دعا عبيدالله بن زياد بالمختار من سجنه ليقتله، وإذا بالبريد يطلع بكتاب يزيد بن معاوية إلى ابن زياد يأمره بتخلية سبيل المختار، وذلك أنّ أخت المختار كانت زوجة عبدالله بن عمر، فسألت زوجها أن يشفع لأخيها إلى يزيد، فشفّع فأمضى يزيد شفاعته، فكتب بتخلية سبيل المختار على البريد.. فوافى البريد وقد أُخرج المختارُ ليُضرَبَ عنقه، فأُطلِق! (2)