بهاء الصدري
09-23-2011, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الخامس والعشرين من شهر شوّال المكرم تصادف ذكرى اسشتهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، حيث استُشهد بالسّمّ بواسطة المنصور الدوانيقي في عام 148هـ عن عمر يناهز الـ 65 ستين عاماً (أو 68 عاماً حسب بعض الروايات التاريخية) ودُفن في البقيع إلى جانب الأئمة الأطهار الإمام المجتبى والإمام السجاد والإمام الباقر عليهم السلام. وكانت فترة إمامته 34 عاماً.
وكان آخر ما أوصى به قُبيل وفاته عليه السلام ما رواه أبو بصير قائلاً: دخلتُ على أم حميدة أعزّيها بأبي عبدالله عليه السلام، فبكت وبكيتُ لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد، لو رأيت أبا عبدالله عند الموت لرأيت عَجَباً. فَتَحَ عينيه ثم قال: أجمعوا الي كلَّ مَنْ بيني و بينه قرابة. فلم نترك أحداً إلاّ جمعناه، فنظر إليهم ثم قال عليه السلام: (إنّ شفاعتنا لاتنال مستخفاً بالصلاة).
وتدل هذه الرواية على إنّ مجرد الولاء القلبي للأئمة الأطهار لايكفي للنجاة يوم الحساب، بل المطلوب منّا أن نوالي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأئمة الهدى قلباً و لساناً وعملاًُ. فرسول الله وأئمة الهدى قدوات وقادة لنا. علينا أن نتبع نهجهم في الحياة حتى نكون من شيعتهم حقاً، ولا يجتمع الولاء الحقيقي لرسول الله وأهل بيته مع المعاصي والذنوب والإنحراف عن الصراط السويّ. ولذلك علينا أن نقرأ كلماتهم وأحاديثهم ونجعل منها برنامجاً لحياتنا... وفي هذه الرسالة ندعوكم للإستماع إلى بعض كلمات ووصايا إمامنا السادس صادق آل محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام:
قال في وصيّته لعبد الله بن جُنْدَب (وهو من ثقاة أصحابه):
(يا ابن جندب، بلِّغ معاشر شيعتنا و قل لهم: لاتذهبنَّ بكم المذاهب، فوالله لاتُنال ولايتنا إلا بالورع والإجتهاد في الدنيا، ومواساة الإخوان في الله، وليس من شيعتنا مَنْ يظلم الناس.)
(يا ابن جندب، لو أنّ شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلَّهم الغمام،ولأشرقوا نهاراً، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجهلم، وَ لَما سألوا الله شيئاً إلا أعطاهم.)
(يا ابن جندب، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وإعطِ مَنْ حَرَمَكَ، وأحسِن إلى مَنْ أساء إليك، وسلِّم على مَنْ سَبَّك. وأنصف مَنْ خاصمك، واعف عَمَّن ظلمك كما أنك تحبّ أن يُعفى عنك، فاعتبر بعفو الله عنك، ألا ترى أنّ شمسه أشرقت على الابرار والفجّار، وأنّ مطره ينزل على الصالحين و الخاطئين؟.)
وقال عليه السلام في رسالة مطوَّلة إلى جماعة من شيعته وأصحابه:
(إيّاكم أن تشره نفوسكم إلى شيء مما حَرَّم الله عليكم، فإنّه من انتهك ما حَرَّم الله عليه ههنا في الدنيا، حال الله بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.)
وقال عليه السلام:
(ثلاث مَنْ كُنَّ فيه إستكمل الإيمان: مَنْ إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، ومَنْ إذا قدر عفا.)
(لا يستكمل عبدً حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: الفقه في الدين، وحُسْن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا.)
وقال في كلمة أخرى:
(إنا لَنُحبُّ مَنْ كان عاقلاً عالماً فهيماً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفيّا. إنّ الله خصَّ الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق، فَمَنْ كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومَنْ لم تكن فيه فليتضرَّع إلى الله وليسأله إيّاها. قيل له: وما هي؟ قال: الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحِلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، وصدق الحديث، والبرّ، وأداء الأمانة، واليقين، وحسن الخلق، والمروّة.)
وقال عليه السلام:
(ليس الإيمان بالتحلي، ولا بالتمنّي، ولكن الإيمان ما خلص في القلوب وصدَّقته الأعمال.)
وقال مخاطباً إيّانا:
(يا شيعة آل محمد. إنه ليس منّا من لم يملك نفسه عند الغضب، ولم يُحسن صُحبة مَنْ صَحِبه، ومرافقة مَنْ رافقه،ومصالحة مَنْ صالحه، ومخالفة مَنْ خالفه. يا شيعة آل محمد، إتقوا الله ما استطعتم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.)
ونختم رسالتنا بهذه الكلمة النفيسة من أحاديث إمامنا الصادق عليه السلام:
(طوبى لعبدٍ طلب الآخرة وسعى لها. طوبى لمن لم تُلهه الأماني الكاذبة. رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً، كانوا دعاةً إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم...)
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الخامس والعشرين من شهر شوّال المكرم تصادف ذكرى اسشتهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، حيث استُشهد بالسّمّ بواسطة المنصور الدوانيقي في عام 148هـ عن عمر يناهز الـ 65 ستين عاماً (أو 68 عاماً حسب بعض الروايات التاريخية) ودُفن في البقيع إلى جانب الأئمة الأطهار الإمام المجتبى والإمام السجاد والإمام الباقر عليهم السلام. وكانت فترة إمامته 34 عاماً.
وكان آخر ما أوصى به قُبيل وفاته عليه السلام ما رواه أبو بصير قائلاً: دخلتُ على أم حميدة أعزّيها بأبي عبدالله عليه السلام، فبكت وبكيتُ لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد، لو رأيت أبا عبدالله عند الموت لرأيت عَجَباً. فَتَحَ عينيه ثم قال: أجمعوا الي كلَّ مَنْ بيني و بينه قرابة. فلم نترك أحداً إلاّ جمعناه، فنظر إليهم ثم قال عليه السلام: (إنّ شفاعتنا لاتنال مستخفاً بالصلاة).
وتدل هذه الرواية على إنّ مجرد الولاء القلبي للأئمة الأطهار لايكفي للنجاة يوم الحساب، بل المطلوب منّا أن نوالي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأئمة الهدى قلباً و لساناً وعملاًُ. فرسول الله وأئمة الهدى قدوات وقادة لنا. علينا أن نتبع نهجهم في الحياة حتى نكون من شيعتهم حقاً، ولا يجتمع الولاء الحقيقي لرسول الله وأهل بيته مع المعاصي والذنوب والإنحراف عن الصراط السويّ. ولذلك علينا أن نقرأ كلماتهم وأحاديثهم ونجعل منها برنامجاً لحياتنا... وفي هذه الرسالة ندعوكم للإستماع إلى بعض كلمات ووصايا إمامنا السادس صادق آل محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام:
قال في وصيّته لعبد الله بن جُنْدَب (وهو من ثقاة أصحابه):
(يا ابن جندب، بلِّغ معاشر شيعتنا و قل لهم: لاتذهبنَّ بكم المذاهب، فوالله لاتُنال ولايتنا إلا بالورع والإجتهاد في الدنيا، ومواساة الإخوان في الله، وليس من شيعتنا مَنْ يظلم الناس.)
(يا ابن جندب، لو أنّ شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلَّهم الغمام،ولأشرقوا نهاراً، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجهلم، وَ لَما سألوا الله شيئاً إلا أعطاهم.)
(يا ابن جندب، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وإعطِ مَنْ حَرَمَكَ، وأحسِن إلى مَنْ أساء إليك، وسلِّم على مَنْ سَبَّك. وأنصف مَنْ خاصمك، واعف عَمَّن ظلمك كما أنك تحبّ أن يُعفى عنك، فاعتبر بعفو الله عنك، ألا ترى أنّ شمسه أشرقت على الابرار والفجّار، وأنّ مطره ينزل على الصالحين و الخاطئين؟.)
وقال عليه السلام في رسالة مطوَّلة إلى جماعة من شيعته وأصحابه:
(إيّاكم أن تشره نفوسكم إلى شيء مما حَرَّم الله عليكم، فإنّه من انتهك ما حَرَّم الله عليه ههنا في الدنيا، حال الله بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.)
وقال عليه السلام:
(ثلاث مَنْ كُنَّ فيه إستكمل الإيمان: مَنْ إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، ومَنْ إذا قدر عفا.)
(لا يستكمل عبدً حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: الفقه في الدين، وحُسْن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا.)
وقال في كلمة أخرى:
(إنا لَنُحبُّ مَنْ كان عاقلاً عالماً فهيماً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفيّا. إنّ الله خصَّ الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق، فَمَنْ كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومَنْ لم تكن فيه فليتضرَّع إلى الله وليسأله إيّاها. قيل له: وما هي؟ قال: الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحِلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، وصدق الحديث، والبرّ، وأداء الأمانة، واليقين، وحسن الخلق، والمروّة.)
وقال عليه السلام:
(ليس الإيمان بالتحلي، ولا بالتمنّي، ولكن الإيمان ما خلص في القلوب وصدَّقته الأعمال.)
وقال مخاطباً إيّانا:
(يا شيعة آل محمد. إنه ليس منّا من لم يملك نفسه عند الغضب، ولم يُحسن صُحبة مَنْ صَحِبه، ومرافقة مَنْ رافقه،ومصالحة مَنْ صالحه، ومخالفة مَنْ خالفه. يا شيعة آل محمد، إتقوا الله ما استطعتم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.)
ونختم رسالتنا بهذه الكلمة النفيسة من أحاديث إمامنا الصادق عليه السلام:
(طوبى لعبدٍ طلب الآخرة وسعى لها. طوبى لمن لم تُلهه الأماني الكاذبة. رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً، كانوا دعاةً إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم...)