دفئ القلوب
10-17-2011, 10:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
http://www.mezan.net/forum/imotion/a0e16367c1.gif
إغراء وفتنة
أرسل هارون إلى الإمام في سجنه جارية بارعة في الجمال، بيد أحد خواصه لتتولى خدمته، علّ الإمام يفتتن بحسنها في اعتقاد هارون.
فلما وصلت إليه قال (عليه السلام) لمبعوث هارون:
(قل لهارون: بل أنتم بهديتكم تفرحون546، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها) فرجع الخادم ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام فغضب غضباً شديداً وقال للخادم: ارجع إليه وقل له: ليس برضاك حبسناك، ولا برضاك أخدمناك، واترك الجارية عنده وانصرف).
رجع رسول هارون وترك الجارية الحسناء عند الإمام، وأبلغه بمقالته ثم أنفذ هارون خادماً إلى السجن ليراقب ويتفحص حال الجارية. فلما انتهى إليها رآها ساجدة لا ترفع راسها وهي تقول: (قدّوس، قدّوس) فمضى الخادم مسرعاً وأخبر هارون بحالها فقال: سحرها والله موسى بن جعفر عليّ بها!!).
فجيء بها إليه، وهي ترتعد خوفاً فشخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجّده، فقال لها هارون: ما شأنك؟
قالت: شأني الشأن البديع، إني كنت عنده واقفة، وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلما انصرف من صلاته قلت له:
هل لكَ حاجة أعطيكها؟ فقال (عليه السلام): وما حاجتي إليكِ؟
قلت: إني أدخلت عليك لحوائجك. قال الإمام (عليه السلام):
فما بال هؤلاء ـ وأشار بيده إلى جهة ـ فالتفت، فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري، ولا أولها من آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصائف ووصايف لم أرَ مثل وجوههم حسناً، ولا مثل لباسهم لباساً، عليها الحرير الأخضر، والأكاليل والدرّ والياقوت وفي أيديهم الأباريق والمناديل، ومن كل الطعام فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت، فقال لها هارون والحقد يتطاير من عينيه لأن مؤامرته باءت بالفشل فقال: يا خبيثة لعلّك سجدت فنمتِ فرأيتِ هذا في منامك.
فقالت: لا والله يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي، فسجدت من أجل ذلك.
فالتفت هارون إلى خادمه، وأمره باعتقال الجارية، ليخفى الحادث تماماً، لئلا يسمعه الناس. فأخذها الخادم، واعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة والصلاة، فإذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، وقالت إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة، إبعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك، وبقيت عاكفة على العبادة حتى لحقت بالرفيق الأعلى.547
تبارك الله بهذا الإمام العظيم الذي يغيّر أسماء الأشياء من قبيح إلى جميل ومن سيء إلى حسن ومن شرير إلى صالح ومن كافر إلى مؤمن، كل ذلك بعمق إيمانه ولطف محبته وسمو أخلاقه وغزارة علمه فكانت له تلك الكرامات بين الناس جميعاً. فحارسه انقلب إلى صديق والجارية الخليعة انقلبت إلى مؤمنة صالحة.
لكن هارون الطاغية، هارون اللئيم، هارون العنيد ألم يشاهد أنواع هذه الكرامات للإمام (عليه السلام)؟ فلماذا لم يؤمن بها؟ ولماذا زاغ قلبه؟ ولما استولت على نفسه دكنة قاتمة أنسته ذكر الله واليوم الآخر؟ كل ذلك حب الجاه والسلطان، حب المال والدنيا الفانية!!
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
http://www.mezan.net/forum/imotion/a0e16367c1.gif
إغراء وفتنة
أرسل هارون إلى الإمام في سجنه جارية بارعة في الجمال، بيد أحد خواصه لتتولى خدمته، علّ الإمام يفتتن بحسنها في اعتقاد هارون.
فلما وصلت إليه قال (عليه السلام) لمبعوث هارون:
(قل لهارون: بل أنتم بهديتكم تفرحون546، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها) فرجع الخادم ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام فغضب غضباً شديداً وقال للخادم: ارجع إليه وقل له: ليس برضاك حبسناك، ولا برضاك أخدمناك، واترك الجارية عنده وانصرف).
رجع رسول هارون وترك الجارية الحسناء عند الإمام، وأبلغه بمقالته ثم أنفذ هارون خادماً إلى السجن ليراقب ويتفحص حال الجارية. فلما انتهى إليها رآها ساجدة لا ترفع راسها وهي تقول: (قدّوس، قدّوس) فمضى الخادم مسرعاً وأخبر هارون بحالها فقال: سحرها والله موسى بن جعفر عليّ بها!!).
فجيء بها إليه، وهي ترتعد خوفاً فشخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجّده، فقال لها هارون: ما شأنك؟
قالت: شأني الشأن البديع، إني كنت عنده واقفة، وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلما انصرف من صلاته قلت له:
هل لكَ حاجة أعطيكها؟ فقال (عليه السلام): وما حاجتي إليكِ؟
قلت: إني أدخلت عليك لحوائجك. قال الإمام (عليه السلام):
فما بال هؤلاء ـ وأشار بيده إلى جهة ـ فالتفت، فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري، ولا أولها من آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصائف ووصايف لم أرَ مثل وجوههم حسناً، ولا مثل لباسهم لباساً، عليها الحرير الأخضر، والأكاليل والدرّ والياقوت وفي أيديهم الأباريق والمناديل، ومن كل الطعام فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت، فقال لها هارون والحقد يتطاير من عينيه لأن مؤامرته باءت بالفشل فقال: يا خبيثة لعلّك سجدت فنمتِ فرأيتِ هذا في منامك.
فقالت: لا والله يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي، فسجدت من أجل ذلك.
فالتفت هارون إلى خادمه، وأمره باعتقال الجارية، ليخفى الحادث تماماً، لئلا يسمعه الناس. فأخذها الخادم، واعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة والصلاة، فإذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح، وقالت إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة، إبعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك، وبقيت عاكفة على العبادة حتى لحقت بالرفيق الأعلى.547
تبارك الله بهذا الإمام العظيم الذي يغيّر أسماء الأشياء من قبيح إلى جميل ومن سيء إلى حسن ومن شرير إلى صالح ومن كافر إلى مؤمن، كل ذلك بعمق إيمانه ولطف محبته وسمو أخلاقه وغزارة علمه فكانت له تلك الكرامات بين الناس جميعاً. فحارسه انقلب إلى صديق والجارية الخليعة انقلبت إلى مؤمنة صالحة.
لكن هارون الطاغية، هارون اللئيم، هارون العنيد ألم يشاهد أنواع هذه الكرامات للإمام (عليه السلام)؟ فلماذا لم يؤمن بها؟ ولماذا زاغ قلبه؟ ولما استولت على نفسه دكنة قاتمة أنسته ذكر الله واليوم الآخر؟ كل ذلك حب الجاه والسلطان، حب المال والدنيا الفانية!!