الشيخ الحجاري الرميثي
01-04-2012, 03:31 PM
السِيرَةُ الذاتِيَـة بحياةِ المُفسِر لِلقـُرآن الكَريـم
العَلامَة الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثي مِنَ العِـراق
كُتِبَت السِيرَةُ ما كانَ لِلحَجاري وَمَِا كانَ ضِدَهُ
http://img85.imageshack.us/img85/8726/ppmgmglomgnlgknmg.jpg
الحَجاري فِي عُمْرهِ (13) سَنَة
http://img52.imageshack.us/img52/8541/16535732.jpg (http://www.3eoon-alforat.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.alforat.org%2F redirector.php%3Furl%3D%2568%2574%2574%2570%253a%2 52f%252f%2569%256d%2561%2567%2565%2573%2568%2561%2 563%256b%252e%2575%2573%252f%2570%2568%256f%2574%2 56f%252f%256d%2579%252d%2569%256d%2561%2567%2565%2 573%252f%2535%2532%252f%2531%2536%2535%2533%2535%2 537%2533%2532%252e%256a%2570%2567%252f)
http://i1106.photobucket.com/albums/h376/HohoSaid/Basm%20Allh%20001/Basm%20Allh%20002/0050.png
ألحَمدُ لِلّهِ عَلى نعَمِـهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِه, وَالثـَناءُ عَليهِ بآلائِـهِ فِـي بادِئِِِ الأمْـرِِ
وَعائِدِه وَالشكْرُ لَهُ عَلى وافِرِِ عََطائِهِِ وَرافِِدِه, وَالاعتِرافُ بلُطْفِهِِ فِي مََصادِرِِ
التَوفِـيقِ وَمَواردِه, وَأَشْهـَدُ أنْ لاَ إلـهَ إلاّ اللّـهُ, وَأنَ مُحمَداً عَبْـدُهُ وَرَسُولـُهُ
وَأشْهدُ أنَ عَلِياً أمِينَهُ وَحِجَتـُهُ عَلى خَلقِهِ, شَهادَةًَ مَقرُونَةً بالإيمانِ وَالصَبْرِ
بعِيدةٌ عَنِ الشَكِ وَالإرتيابِ مُتَحَلِيةٌ بقلائدِ الإخْلاصِ وَفَرائِدِه مُستَقِلةٌ بإحكامِ
قواعِـدِ التَوحِـيدِِ ومَعَاقِـدِه,, وَالصَلاةُ وَالسَـلامُ عَلى آلِ الرَسُـولِ الطاهِريـنَ
الجامِعِينَ نََوافِـر الإيـمانِ وَشَـوارِدِه,, وَالرافِـعينَ أعـلام الإسْـلامِ وَمَطارِدِهِ
وَالشارعِينَ نَهْجُ الهُـدى لِقاصِدِه, وَالهادِينَ سَبيلُ الحَقِِّ وَماهِـدِه, وَالسَلامُ
على حُماةِ مَعالِم الدِينِ وَمَعاهِدِِه, وَالحَمدُ للهِ رَبَّ العالَمِينَ,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
((السِــيرَة الذاتِيَــة))
افتتَحَ سَماحَة العَلامَة المُحَقِق فِي تَفسِيرِ القُرآن (كَريم عَبْدالأمِير ألحَجاري
مَسِيرَة حَياتَه فِي مَدِينَةِ الرُمَيثة التابعَة إلى مُحافظَةِ المُثنى جنـُوبِ العِراق
وَهَوَ مِنْ مَوالِيدِ (1956) وَالجَديرُ بالذِكْرِ كانَت والِدَتهَُ تَنتَظِر بلُوغَهُ وَهِيَّ
مُتفائِلَةٌ بِولادَتِهِ التِي انتَزَعَت اسْمُهُ مُطابقاً لِمُقتَضى الحال بالذكْرى فَسَمَتهُ
(كَريم) بشارَةً بِمَجيءِ الزَعِيم عَبد الكَريم قاسِم زعِـيم الجَمهُوريَة العِراقِيَة
فَمَّا خابَ ظنـُها حِينَ أطلَقََت اسْمُهُ كَريـم: فَكَرَمَ اللهُ وَجْهَهُ بَعدَ أنَ كانَ كَريمُ
النَفس مِنْ كَرائِم قوْمِهِ الشُرفاءِ عَلى غَيرِ قِياسٍ وَهُوَ الجامِِعُ لأَنواع الخَيْر
وَالشَرَفِ وَالفضائِل, قَوْيُ الظَهْر مُسَدِد الخُطا يَسْتَمِدُ العَوْن والتَوفِيق بِرَبِهِ
العَلِيُ العَظِيم: فذاعَ أمْرَهُ: وَبانَ صِيتَهُ: واشْتَهرَ شأنَهُ: وَكَبُرَ في ذاتِهِ فَلَيْسَ
مَنْ يُبالِغَهُ سابقٍ: ولاَّ مَنْ يُلْحَق بشَأوِّهِ لاَحِقّ: قََويُ الحِجَةِ: رَصِينُ البَلاغَةِ
سَريُ البَيانِ, لهُ شأنٌ كَبيرٌ, وَأمْرُهُ أمْـرٌ عَظِيمٌ خَطِير: يَتَفَجَرُ بيَنابيع عَـدلَهُ
وَيُنِيرُ مَفاوِّز الظُلُماتِ: يَنبَلِجُ مِنْ ثـَغرهِ نُور الرَشادِ: وَناظِرَهُ سَبيل الهِدايَةِ
يَسْرجُ الأمْل بِنـُورِ وَجْهِهِ: ويَسْري لَـهُ الأمْـر برَفـْعِ المَوانِعِ: ويَحلُلُ عُـقدَةَ
المَسائِلِ الصِعابِ: يَِمْـتازُ بِلِسانِ قََـَدْ أكَـنَ ناصِـعَ البَـيان: فَفاضَـت تَفاسِـيرَهُ
زاخِرَةً تُهَلهِلَ في أفواهِ مُحِبيه: تَمْتلِئُ بِها المَشاعِرُ: وتَجِيشُ بِها الخَواطِر
فـَلاَ يَتَوَهَمُ أحَدَكُم بـأنَ الشَيخَ ألحَجاري هُـوَ مِـنْ هـذا القَبِيل بَـينَ قَوْمِـهِ أَنْ
يُهْدِيَ للإنسانٍ شَيْئاً لِيُكافِئَهُ عَلِيهِ فَيُسَّمى كَريماً لِيَكتَسِبَ عَمَّا يُقال عَنهُ فِي
التَعجُبِ مَا أَكْرَمَهُ لَنَّا فَتَكُونَ لَهُ عَزازَةٌ بَينَهُم بِكَرَمِهِ لاَ يُريدُ أنْ يَمدَحَهُ أحَـدٌ
مِثلَّمَا مُدِحَ غيرَهُ وهُوَ بَينَهُم شَاذٌ مَعَ إنَهُم يَعرفُونَهُ في دِيـنِهِ ساذِجٌ وسَفِيهٌ
ومُرتَبي وَمُرتَشِي فَيَكِنـُونَ لَهُ القَدرَ وَالجاه, وَيمْنَحُوهُ دَرجَة المَنزلَة بَينَهُم
كُلَّما قـامَ وَقَعَـد كَأنـَهُ المَوْلى الشَريف قامُـوا وَقعَـدُوا مَـعَهُ, يَتَحَفَزُونَ عَلى
ضَلالَتِهِ بخِداعِيَةِ إيمانِهِ عَلى ثَرْوَتِهِ وَرَوْنَق مَلابِسه,,
وَرَغُم أنَ هذِهِ المَسْألَة باعتِبارِها مَسْألَة تَقلِيدِيَة عِندَ الناسِ السُذَج لاَيَكِنُونَ
قَدراً لِلعالِم المُجتَهِد بِقـَدَرِ مَا يَكنُونَ القَدرِ لِلجاهِلِ ذُو المال وَالمَلابِس, كانَ
لا بُدَّ لِهِذِهِ المَسْألَة منْ أنْ تُناقش وَتُعالَج برُوحٍ عِلمَيةٍ عَلى المَنابِر وَتَبْحَث
مِنْ خِلالِها النِقاشِ الرُوحِي وَالحِوار العِلْمِي, ويُحتَكمُ فِيها الأدِلَةُ وَالبَراهِينُ
العَقلِيَة وَالنِصُوص الدِيـنِية القَطْعِيَة لِحَـلِّ كَـنْ التَقدِيـر بَـيْنَ العالِـمِ وَالجاهِلِ
لاَ عَلى حَدٍ سَواءٍ: بَلْ لِلعالِمِ وَزْناً فِي عِلْمِهِ, وَالجاهِلُ لاَ قَدراً لَـهُ مِنْ غَـيْرهِ
فِي مالِهِ وَمَلابِسِه؟؟
إلاَّ أنَ هـذِهِ المَسألَة أخَـذَت مَنْحاً آخَـراً إنَـها قَـَد خَرَجَـت مِـنْ دائِـرَةِ الخـُلْقِ
وَالفِكْـر وَأصُولَـه, فصارَت مُـبَرِراً بـيَدِ النـاسِ عَـلى حريَـةِ الفِكْـر وَالتَعبيرِ
فصارَت أشْبَه بحَمْلَةِ تَقلِيد مَحَبَةِ الجاهِلِ عَلى العالِم عَلى حُبِّ دَنانِيره؟؟
فامْتُحِنَ العُلماءُ بسَّبَبِ هذِهِ المَسألَةُ المُتَعَمَّدةُ إثارَتُها فأجابُوا (الناسُ غايَةٌ
لاَ تُدرَك) فَكَرَمُ الشَيخ الحَجاري هُـوَ كَرَمٌ حَسِيب, كُرْمَهُ عَـيْنٌ, ونَعِيمَ عَـيْن
ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ,, أي تَكَـرَّمَ عَلى قَوْمِـهِ لَتَعْتادَ الجَمِيلَ مِـنَ الهُدى
وَالبَـيانِ وَالعِلْـمِ وَالحِكْمَةِ والعَمَـل: مَعَ إنَـهُ كانَ شـابٌ فِي العِشرينَ خَدَمَهُم
وَخَدَمَ وَطَنَه العِراق الحَبيب بِوَسائِلِ الصِناعاتِ الفَنيَة التي لَـنْ تَخْطُر عَلى
بالِ أحَدٍ مِنْ قَبلِهِ ما يَسْتَعصِى بِخْوضِها مِنْ مُهندسِينَ وَفَنِيينَ وَخبَراءٍ وَهِيَّ
المِهَنُ وَالصِناعاتُ الخارَقَةُ عَلى العـادَةِ التي مَنَحَها اللـَّهُ لِهـذا الشَيخ دُونَ
سابِقةِ عِلْـمِ أوْ تَجربَـةِ عَمَلٍ أوْ شَهادَةٍ مَعهَدِيَه: فاختارَتهُ الحِكُومَة السابِقَة
في مَرحَلَةِ شَبابِهِ أنَ يَكُونَ لَها مُلاحِظاً مَسْئُولاً فَنِياً عَلى مَحَطاتِهِا الحَراريَة
الكَهربائِيَة ومَشاريع المَـاء وَالآبـار الارتِوازيَـة فِـي الكَشْـفِ عَـنْ عَطلاتِها
دُونَ المُهَندسِينَ وَخـُبَراءِ وَضْـباطِ عَسْكَريين العائِدِيـنَ إلى هَيْئاتِ وَمَراكِـزِ
الهَندسَةِ العَسكَريَة,,
وَكانَ الشَيخ ألحَجاري آنذاكَ هُوَ جُندِيٌ مُكلَفٌ لا يَمتاز عَلى شَهادِةٍ تَخرجيَة
تَمنََحَهُ لِهذِهِ القِدرَة الفَنيَة, فَشاءَت مَشِيئَة اللـَّه أنْ تَنقِلـُهُ الحِكُومَة العِراقِيَة
عَلى عاتِقِها مِنْ جَبهاتِ القِتالِ العِراقِيَة الإيرانِيَة عام (1981) إلى طاقاتِها
الكَهربائِيَةِ الحَراريَة مِما يَئِسُوا ما اسْتَعصِيَّ عَطَلاتِها عَليهِم,,
وَهذا القـَدرُ لا يَكَفِي وَحدَهُ حَتى مَنحَتهُ الحِكُومَة العراقيَة قيادَة السِيارَة مَعَ
الكادِرِ الفَنِي مِنْ مُهندسِينَ وَعُمالٍ فَنيَّينَ بَـيْنَ يَدَيْـه لِتَحدِيدِ مَواقِعِ العَطلاتِ
وَتَصلِيحِها, فَتَوجَهَ الشَيخُ الحَجاري بِدُعائِـه وَقالَ: رَبي أنَتَ أعلَـمُ بيَّ بِـمَّا
أمَنَحتَنِي مَوْهِبَةً أنْ أوَّفِقَ جُهْدِي بَينَ عَمْلِ النِجارَةِ رزقاً لِعيالِي وَبَينَ عَمَلِ
الطاقَةِ الكَهربائِيَة العِملاقَة لِخِدمَةِ الناس,,
وَكانَ الشَيخ ألحَجاري قَـدْ فاجَئَ الناس بِمُعجِزَةِ عَمَلِهِ: فافتَتحَ مَعمَـلاً كَبـيراً
لِلنجارَةِ وَبأحدَثِ المُوبَيلياتِ فِي مَدينَتِهِ الرُميثة عام 1979 فانْدَهشُوا مِـنْ
عَقلِهِ الرَصِين بعَمَلِهِ الفَتاك دُونَ سابِقَةِ عِلمٍ لَهُ مِنْ قَبلُ مِمَنْ يَتَعَلم,,
فَداخَلَهُم الشَكُ فِي أمْرِهِ, وَتَخالَجَهُم الرَيْب فِي حَقِيقَةِ حالِهِ إنَهُ لَيْسَ هَوَ ذاكَ
البَشَرُ المَخْلـُوقِ كَمْثلِهِم؟؟ فاتَهَمُوهُ بالجِنُونِ وَلاَ زَالـُوا يَطلِقـُونَ عَليْهِ هـذِهِ
الكَلِمَة,, فَعَرَفَهُم الشَيخ عَلى حَقِيقـَةِ جَهْلِهِم وَسَذاجَتِهِم فأسَّـرَها وَقـالَ: إنَ
جَهْلَكُم كانَ يَتَفاشا مَا فِي الآباءِ هُوَ مَا فِي الأبناءِ كَمَّا اتَهَمَ آبائَكُم نَبيَّ اللـَّهِ
نُوح بالجِنُونِ حِينَ عَملَ لَهُم السَفينَة مِنَ خَشَبِ الشَجَرِ تُنجِيَهُم مِنَ الغَرقِ,,
حَتى قالَ لَهُم نُوح تَسْرفـُونَ في الجَهْلِ العَمَه وَتُمْعَنُونَ فِي الحَمَقِ وَالطَيْشِ
فَكُـلُ ذلِكَ شـاءَ عـذابُ اللـَّه فافتَتحَ أبْـوابُ السَماءِ بالماءِ الغَزيـرِ, وَتَفَجَرَت
عيُون الأرض حَتى تَجاوَزَ فَيَّضانُها السَيل وَالرَوابِي فَغَطَّهُما بالماءِ: فَهَرَعَ
نُوحٌ إلى السَفينَةِ مُخبِراً قوْمَه لِيَبحِرُوا مَعهُ حَتى يَنجُونَ مِنَ العَذابِ الواقِع
فَسَخرُوا مِنهُ وَرَمُوهُ بالجِنُونِ،, فألَحَ عَلَيهِم مِراراً وَتِكْراراً لَعَـلَ مِـنْ وَراءِ
نُصْحِهِ أنْ تَتَصِلَ كَلِمَتَهُ إلى مَدخَلِ وَجْدانِهِم أوْ تَتَجاوَزُ شِغافَ قلوبِهِم,,
فَيَئسَ مِنهُم وَتَركَهُم فِي ظُلماتِهِم لا يَبْصِرُونَ, وَفِي ثَمَّةِ ذلِك التَفتَ نوحٌ إلى
ابنِهِ وَقالَ لَهُ ارْكَب مَعِي يابُنَّي, قالَ لاَ: فإني (سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ
الْمَاءِ) قَالَ: أبيه يا بُنَّيَ (لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِـنْ أَمْـرِ اللَّهِ إِلَّـا مَـنْ رَحِـمَ وَحَـالَ
بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِـنَ الْمُغْرَقِينَ) ثـُمَ فَصَلَ المَوْجُ وَحَجَـزَ السَـيلُ وَالجِبال
بَينَهُما فَلَمْ يَعُد نُوح (ع) أنْ يَرى ابنَهُ وَقوْمَه,, هكذا طَوِّيَتْ صَحِيفَة القـَوْم
الظالِمِينَ إلى مَثواهِم جَهنَمَ وَبِئْسَ المَصِير,,
ولَمَّا بَلَغَ الشَوْطُ غَايَتهُ وَابتَلَعَتْ الأرْضُ الماء رَسَتْ تِلكَ السَفينَةِ عَلى جَبَلِ
الجُودِي فَهَبَطَ نُوحٌ مِنها بِسَلامٍ هُوَ وَمَنْ آمَنَه بِـهِ,,
فَهَلْ نَفَعَـتْ نَصِيحَة نـُوحٍ قوْمه مِثلَمَا خابَـتْ نَصِيحَة الشَيخ الحَجاري لأهْـلِ
مَدينَتهِ الرُمَيْثَة مِمَّا قَـدَمَ لَهُم أعمالَهُ الفَنِيَـةَ وَخطَبَـهُ وَمُحاضَراتَهُ الحُسَينيَة
مَعَ ثَمَّةٌ مِنْ تَفاسِيرهِ القرآنيَةِ: فَلَنْ يَلْتَمَسَ قَومُهُ بِشِعُورِ إحساسِهِم مِنهُ بأنَ
كَريمَتَهُ لاَ كَريمَةَ دُونَـهُ لِيَكِنـُوا لَـهُ القـَدرُ بَينَهُـم كَغَـيْرِهِ مِـنْ جُهَلائِهِم,, ذِلِكَ
تحْقِيقٌ لِقوْلِهِ عـَزَّ وَجَل بتَأويلِهِ (لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)(فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) يَعنِي قرآنٌ
يُكَرَمُ ما يُحمَد مَا فِيهِ مِنْ الهُـدى وَالبَيان وَالعِلْم وَالحِكْمَة وَالحِجَة: فلاَ شَكٌ
هُنا يَقَعُ فِي شَخْصِيَةِ الشَيخ الحَجاري بعِلْمِهِ إنَهُ المُفَسِرُ لِلقرآنِ الكَريم,,
فالقرآنُ مَعَهُ وهُوَ مَعَ القرآنِ: هذا هُوَ القَدرُ الكَبير الذِي تَبَناهُ الحَجاري مِنْ
رَبِّهِ الكَريم دُونَ هؤلاءِ: وَالدَلِيلُ فإنَها حِكْمَةٌ رَبانِيَة أرادَها اللهُ عَزَّ وَجَل أنْ
يَمنَحَها لِلشَيخِ الَّذِي لاَ تَدركُوهُ العِقُول إلاَّ لِمَنْ كانَ لَهُم دينٌ يََفقَهُونَ بـهِ فِي
مَحطِ تَفسِير القُرآن,وَبالرُغمِ مِنْ ذلِكَ التَكريم الإلهِي يُعتَبر الشَيخ ألحَجاري
مِنَ الشَخْصِياتِ المَعرُوفةُ الفـَذةُ وفـْقَ المَقايِّيس المَوضُوعِيَة قـُرآناً, يَمْتَثِلُ
مِنْ مَوقِـعٍ تَفسِيريَّ مُتَقـَدِمٍ, وَمَرْكـَزٌ دِينِيِّ مُتمَيِّـز, وَشَخْصِيَة مُثِيرَة شَهِيرَة
ومَعرُوفةٌ بِتَفاسِيرِهِ التِي هِيَّ مِنْ أبْرَزِ الرِمُوزِ التَأوِّيلِيَة قـُرآناً, البَلِيغَةُ مِـنْ
نَوعِها عَبْرَ القَنواتِ لِشَبَكةِ الأقمار وَشاشاتِ المَواقعِ وَالمُنتدياتِ الإسْلامِيَة
مُعرضاً عَـن كُـلِّ المُبالَغاتِ وَالتَهاوِّيلِ وَالبـِدَعِ التِي يَتَحـَدَثَ بـها المُفسِرُونَ
بإفراطِهم لِلناسِ,,
وَبالرُغمِ مِنْ ذلِكَ القَطْن القِسْم الأكْبر فِي عِلوُمِهِ القرآنِيَة لَنْ تَقـُرَ لَهُ عيُون
أهْل مَدينَتِه: فَخُيِِّلَت لَهُم نِفوسَهُم بأنَ طِينَتَهُم غَيـْرُ طِينَـتِه: فَكَذبُوهُ فِي دِينِهِ
وَماطَلُوهُ فِي عَقِيدتِهِ: وَسَخَرُوا مِنْ شَخْصِهِ الكَريم بِجَهلِهِم: وبَعدَها كَفرُوه
بِنفاقِهِم في مَذهَبهِ مَذهَب أهْل البَيْت صَلواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليهِم أجمَعينَ,,
ها هُوَ الشَيخُ الحَجاري قـدْ يَعلِنَ لِهؤلاءِ القَوم الذِينَ عِندَهُم أخذُ الباطِل أكْلاً
سَلَّجان, وَنـُورُ الحَقّ عِندَهُم أكْـلُ عاثٍ قَبِيحٍ غلِيـظُ النَحْضِ فِيهِ كُلَّ جارِحَةٍ
بَِلى سَمَّجَا هؤلاءِ قََوْمٌ يُحِبُونَ أَنْ يَسْرقُوا بِباطِلِهِم الحَقَّ ويَكرهُونَ أَيّ رَجُلٍ
أَرادَ مَعَهُم الدِينَ مَاطَلُوهُ نِفاقـاً, وَشاجَرُوهُ باطِلاً, وَأبْعـَدُوهُ عَـنْ مساجَلَتِهِم
كُرْها حَتى لاَ يَنكَشَفَ مَكنُون سِّرِ فَسادِهِم بِما يَعمَلُونْ باطِناً,,
فلَوْ إنَنـَّا قَـدْ ذهَبْنا فِي السُؤالِ عَـنْ أسْبابِ مَكنـُونِ سِّـرِهِم: وَناقَشْنا مَظاهِر
اختِفائِهِم لَوَجَدنا إيمانُ هؤلاء إلاَّ هُوَ احتِيالٌ مُزَودٌ بِتَرْوِّيجِهِم لِسِترِ فَسادِهِم
بِتَقلِدِهِم الكاذِب شَعائِر الله بأنَهُم المُؤمنُونَ عَلى الناس وَلكِن هُـمُ الفاسِقُون
وَثِمَّّةَ يَومٍ سَئَلـُوا الشَيخ وَكانَ جالِساً فِي مَوكِـبِ عَزاءٍ كَبير لَهُم فَتَهاوَشُوهُ
مِنْ كُلِّ رِكْنٍ وَقالُوا وَمَا قالُوا مُستَهزئُونَ كأنَ الشَيْطانُ قَـدْ بالَ فِي أفواهِهِم
ثُمَ قالُوا فمَّا قَدرُ وَزْن هذِهِ العِمامَة عَلى رَأسِكَ يا شَيْخَنا الوَهابي: فأجابَهُم
الشَيْـخ بِلُطـُفٍ وَاحـتِرامٍ حِشْمَـةً لِلمَكانِ الحُسَيني (أنَ وَزنَها نِصْـفَ كيْلـُو)
قالُوا كَذبَتَ يا دَجال إنَها وَاللهِ وَزنُ طاق حَجَر رَحَةِ الطِحانٍ عَلى صِدُورِنا؟
قالَ الشِيخ: إذاً سَأتركُها عَلى صِدُورِكُم خَمْـسُ سَنَواتٍ بالِيـاتٍ,, ثـُمَ التَفـتَ
لِلجَمِيعِ خَيِّرَهُم وَساذِجَهُم: قالَ وَاللهِ إننِّي غَيرُ مَتَأسِفٍ عَلى نَعمَةِ رَبِّي التِي
جَحَدتِمُوها وَنَغَزتِمُوها بإكْراهِكُم الناسِ ضِدِي: إنَكُم قَومٌ لَنْ يَسْتَرقَ الإيمانُ
فِي قلُوبِكُم: فأبْعدتِمُونِي عَنِ مِنابرَكُم الحُسْينيَة بأفكارِكُم القَناصَّةٌ الانتِهازيَة
فِي النِفاقِ عَلى غضُونِ خَمْس سَنواتٍ: تَكنـُونَ لِي فِي نِفـُوسِكُم كُرْهاً دَفِيناً
وَلا تـُغضُونَ العيُون فِي حَضرَتِي مَعَكُم مَهابَـةً,, أوَوَلَسْتـُم الرجالُ القائِمِينَ
فِي مَواكِبَكُم الحَسَينِيَة عَلى مُصالَحَةِ الدائِبينَ لَكُم عَلى خِدمَتِهِم وَاحتِرامِهِم
فَخَدَعتمُونا بِشَعائِركُم هذِي, إنَ شَعائِرَ اللهُ لا تـُقامَ إلاَّ لِمَنْ كانَت لَـهُ شَعِيرَةٌ
مِنها فِي قَلْبِـهِ, فَلَمَسْتُ مِنكُم بأنَكُـم لا تَتركُونَ لِلمُقبِلِ عَلَيْكُـم شَرَفـاً وَاضِحاً
وَلاَّ تَنظِرُونَ إلى التَقِيِّ بِشَغافِ قَلْـبٍ ثَغـرٍ مُبْتَسِم,, وَهـذا السَوادُ المُنتَصِب
كُذِباً كَأنَما تَرعاهُ الغَنَمُ فِي ثِغاءِها, وَالكَلْبُ يَحدُوَّ بِها إلى مَراعِيها, مَا قـامَ
واللـَّهِ لـُبانُ الخَـيْر نِعَّمَـة, وَنـُعامَ هـذِهِ الخَديعَةِ ألتي سَنَـحَتْ لِبلـُوغِ مَأرَبِكُم
وَالفرصَة التِي حَققتْ الوصُولِ إلى مَقصَدِكُم, فَسِّرتـُم عَلى هَـوى التَرغِيبِ
بِتَغطِيَةِ نَواقِصِكُم الفاسِدَة, فَإنَ خَطَرََكُم يَسْمُو مِنْ ظِفـْرٍ إلى هـامٍ كَأنَ الحِقدَّ
ناشِبٌ فِي صِدُورِكُم, والغِلُ ناقَِعٌ في قلُوبِكُم, فأعمى الأبْصارُ التي لاَّ تَـدرُكَ
الحَّق بِمَنفَعَتِه فَعَتَوتُـُم بِعَتِوِّكُم الطائِش النَكْـر: وَأنْكَرتـُم الشَمْسَ فِي وَضْـحِ
النَهار وَسَّدَيْتـُم مَسالِكَ الحَق المُبِّين بِبهْتانِكُم: وَضايَقتِمُونِي بِأنواعِ المَذلَةِ
وَصِنُوفِ الهَوانِ لاَّ تَجِدُونَ بكِنانَتِكُم إلاَّ أنْ تُشْبِعُوا نَهْمَ غَيْظِكُم, فَلَّنْ يُضْعِفَ
تَهْدِيدَكُم قـُوَتِي وَلَـمْ يُفِـلَّ وَعِيدَكُم عَزيمَتِي: فـَلاَّ مُحالَةَ لَكُم بَعـدَ عَدْوِّكُـم أنْ
تَسْتَطِيعُوا الهِجُومَ بِنَزعِكُم (العِـمَة) مِنْ رَأسِي: وَلاَّ تِلكَ القُوَةِ التِي تَجْبِرَكُم
ساكِـناً بِنِـفاقِ شَكْواكُـم لِتَسْتَطِيـعَ أيِّ مَرجَـعٍ أوْ عالِـمٍ يُوقِفَنِـي عَـنْ تَفسِـيرِ
القُرآنَ بِمَّا كُنتُم تَزْعَمُون وَلكِنَهُم عادُوا إلى حَدِيثِ جُبْنِهِم: وَإعلانِ خَوفِهِم
فَهُم رَأس البِدعَةِ وَداعِيَـة الضَّلالَـة التِي زَوَدَتهُم القِحِـةِ وَالتَمَرُدِ وَالشَـنآنِ
وَالغَباءِ وَالتَبَلـُد بمَنبَـعِ الفِتنَـةِ, لاَ يُردَهُم فِي ذلِكَ دِيـنٌ: وَلاَّ يُراعُونَ لِوَعـْظِ
واعِظٍ: بَلْ كانَت نفوُسَهُم الظامِئَة مُعَطَشَةٌ لِلمُنْكَراتِ, فَتَمادُوا بِطْغيانِهِم فِي
حَلَكِ الظَّلام: وَأعلَنُوا قِحَـةَ تَمَردَهُم فِي وَضَّحِ النَهارِ: وَجَرَفـُوا الكَـثِيرَ مِـنَ
النـاسِ مِـمَنْ زاغَ فِـي قِلـُوبِهِـم الباطـِلِ, وَرانَ فِـي نفـُوسِهِم حَـلَكِ الضَّـلال
فَتَمادُوا فِي عَتوِّهِم الذِي أضاعَهُ العَبْث وَتَمَلَكَهُ الشَر يُطاردُونَنِي فِي مَسالِكِ
الطَريقِ وَالحَدِيثِ في مَجالِسِ الشُرَفاءِ النُجَباء,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
إيمِيل الشَيخُ الحَجاري لِلمُراسَلة
Sheikh_karimalhjari@yahoo.com (Sheikh_karimalhjari@yahoo.com)
إنزل تَحَت وَتابع بَقيَة السِيرَة
العَلامَة الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثي مِنَ العِـراق
كُتِبَت السِيرَةُ ما كانَ لِلحَجاري وَمَِا كانَ ضِدَهُ
http://img85.imageshack.us/img85/8726/ppmgmglomgnlgknmg.jpg
الحَجاري فِي عُمْرهِ (13) سَنَة
http://img52.imageshack.us/img52/8541/16535732.jpg (http://www.3eoon-alforat.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.alforat.org%2F redirector.php%3Furl%3D%2568%2574%2574%2570%253a%2 52f%252f%2569%256d%2561%2567%2565%2573%2568%2561%2 563%256b%252e%2575%2573%252f%2570%2568%256f%2574%2 56f%252f%256d%2579%252d%2569%256d%2561%2567%2565%2 573%252f%2535%2532%252f%2531%2536%2535%2533%2535%2 537%2533%2532%252e%256a%2570%2567%252f)
http://i1106.photobucket.com/albums/h376/HohoSaid/Basm%20Allh%20001/Basm%20Allh%20002/0050.png
ألحَمدُ لِلّهِ عَلى نعَمِـهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِه, وَالثـَناءُ عَليهِ بآلائِـهِ فِـي بادِئِِِ الأمْـرِِ
وَعائِدِه وَالشكْرُ لَهُ عَلى وافِرِِ عََطائِهِِ وَرافِِدِه, وَالاعتِرافُ بلُطْفِهِِ فِي مََصادِرِِ
التَوفِـيقِ وَمَواردِه, وَأَشْهـَدُ أنْ لاَ إلـهَ إلاّ اللّـهُ, وَأنَ مُحمَداً عَبْـدُهُ وَرَسُولـُهُ
وَأشْهدُ أنَ عَلِياً أمِينَهُ وَحِجَتـُهُ عَلى خَلقِهِ, شَهادَةًَ مَقرُونَةً بالإيمانِ وَالصَبْرِ
بعِيدةٌ عَنِ الشَكِ وَالإرتيابِ مُتَحَلِيةٌ بقلائدِ الإخْلاصِ وَفَرائِدِه مُستَقِلةٌ بإحكامِ
قواعِـدِ التَوحِـيدِِ ومَعَاقِـدِه,, وَالصَلاةُ وَالسَـلامُ عَلى آلِ الرَسُـولِ الطاهِريـنَ
الجامِعِينَ نََوافِـر الإيـمانِ وَشَـوارِدِه,, وَالرافِـعينَ أعـلام الإسْـلامِ وَمَطارِدِهِ
وَالشارعِينَ نَهْجُ الهُـدى لِقاصِدِه, وَالهادِينَ سَبيلُ الحَقِِّ وَماهِـدِه, وَالسَلامُ
على حُماةِ مَعالِم الدِينِ وَمَعاهِدِِه, وَالحَمدُ للهِ رَبَّ العالَمِينَ,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
((السِــيرَة الذاتِيَــة))
افتتَحَ سَماحَة العَلامَة المُحَقِق فِي تَفسِيرِ القُرآن (كَريم عَبْدالأمِير ألحَجاري
مَسِيرَة حَياتَه فِي مَدِينَةِ الرُمَيثة التابعَة إلى مُحافظَةِ المُثنى جنـُوبِ العِراق
وَهَوَ مِنْ مَوالِيدِ (1956) وَالجَديرُ بالذِكْرِ كانَت والِدَتهَُ تَنتَظِر بلُوغَهُ وَهِيَّ
مُتفائِلَةٌ بِولادَتِهِ التِي انتَزَعَت اسْمُهُ مُطابقاً لِمُقتَضى الحال بالذكْرى فَسَمَتهُ
(كَريم) بشارَةً بِمَجيءِ الزَعِيم عَبد الكَريم قاسِم زعِـيم الجَمهُوريَة العِراقِيَة
فَمَّا خابَ ظنـُها حِينَ أطلَقََت اسْمُهُ كَريـم: فَكَرَمَ اللهُ وَجْهَهُ بَعدَ أنَ كانَ كَريمُ
النَفس مِنْ كَرائِم قوْمِهِ الشُرفاءِ عَلى غَيرِ قِياسٍ وَهُوَ الجامِِعُ لأَنواع الخَيْر
وَالشَرَفِ وَالفضائِل, قَوْيُ الظَهْر مُسَدِد الخُطا يَسْتَمِدُ العَوْن والتَوفِيق بِرَبِهِ
العَلِيُ العَظِيم: فذاعَ أمْرَهُ: وَبانَ صِيتَهُ: واشْتَهرَ شأنَهُ: وَكَبُرَ في ذاتِهِ فَلَيْسَ
مَنْ يُبالِغَهُ سابقٍ: ولاَّ مَنْ يُلْحَق بشَأوِّهِ لاَحِقّ: قََويُ الحِجَةِ: رَصِينُ البَلاغَةِ
سَريُ البَيانِ, لهُ شأنٌ كَبيرٌ, وَأمْرُهُ أمْـرٌ عَظِيمٌ خَطِير: يَتَفَجَرُ بيَنابيع عَـدلَهُ
وَيُنِيرُ مَفاوِّز الظُلُماتِ: يَنبَلِجُ مِنْ ثـَغرهِ نُور الرَشادِ: وَناظِرَهُ سَبيل الهِدايَةِ
يَسْرجُ الأمْل بِنـُورِ وَجْهِهِ: ويَسْري لَـهُ الأمْـر برَفـْعِ المَوانِعِ: ويَحلُلُ عُـقدَةَ
المَسائِلِ الصِعابِ: يَِمْـتازُ بِلِسانِ قََـَدْ أكَـنَ ناصِـعَ البَـيان: فَفاضَـت تَفاسِـيرَهُ
زاخِرَةً تُهَلهِلَ في أفواهِ مُحِبيه: تَمْتلِئُ بِها المَشاعِرُ: وتَجِيشُ بِها الخَواطِر
فـَلاَ يَتَوَهَمُ أحَدَكُم بـأنَ الشَيخَ ألحَجاري هُـوَ مِـنْ هـذا القَبِيل بَـينَ قَوْمِـهِ أَنْ
يُهْدِيَ للإنسانٍ شَيْئاً لِيُكافِئَهُ عَلِيهِ فَيُسَّمى كَريماً لِيَكتَسِبَ عَمَّا يُقال عَنهُ فِي
التَعجُبِ مَا أَكْرَمَهُ لَنَّا فَتَكُونَ لَهُ عَزازَةٌ بَينَهُم بِكَرَمِهِ لاَ يُريدُ أنْ يَمدَحَهُ أحَـدٌ
مِثلَّمَا مُدِحَ غيرَهُ وهُوَ بَينَهُم شَاذٌ مَعَ إنَهُم يَعرفُونَهُ في دِيـنِهِ ساذِجٌ وسَفِيهٌ
ومُرتَبي وَمُرتَشِي فَيَكِنـُونَ لَهُ القَدرَ وَالجاه, وَيمْنَحُوهُ دَرجَة المَنزلَة بَينَهُم
كُلَّما قـامَ وَقَعَـد كَأنـَهُ المَوْلى الشَريف قامُـوا وَقعَـدُوا مَـعَهُ, يَتَحَفَزُونَ عَلى
ضَلالَتِهِ بخِداعِيَةِ إيمانِهِ عَلى ثَرْوَتِهِ وَرَوْنَق مَلابِسه,,
وَرَغُم أنَ هذِهِ المَسْألَة باعتِبارِها مَسْألَة تَقلِيدِيَة عِندَ الناسِ السُذَج لاَيَكِنُونَ
قَدراً لِلعالِم المُجتَهِد بِقـَدَرِ مَا يَكنُونَ القَدرِ لِلجاهِلِ ذُو المال وَالمَلابِس, كانَ
لا بُدَّ لِهِذِهِ المَسْألَة منْ أنْ تُناقش وَتُعالَج برُوحٍ عِلمَيةٍ عَلى المَنابِر وَتَبْحَث
مِنْ خِلالِها النِقاشِ الرُوحِي وَالحِوار العِلْمِي, ويُحتَكمُ فِيها الأدِلَةُ وَالبَراهِينُ
العَقلِيَة وَالنِصُوص الدِيـنِية القَطْعِيَة لِحَـلِّ كَـنْ التَقدِيـر بَـيْنَ العالِـمِ وَالجاهِلِ
لاَ عَلى حَدٍ سَواءٍ: بَلْ لِلعالِمِ وَزْناً فِي عِلْمِهِ, وَالجاهِلُ لاَ قَدراً لَـهُ مِنْ غَـيْرهِ
فِي مالِهِ وَمَلابِسِه؟؟
إلاَّ أنَ هـذِهِ المَسألَة أخَـذَت مَنْحاً آخَـراً إنَـها قَـَد خَرَجَـت مِـنْ دائِـرَةِ الخـُلْقِ
وَالفِكْـر وَأصُولَـه, فصارَت مُـبَرِراً بـيَدِ النـاسِ عَـلى حريَـةِ الفِكْـر وَالتَعبيرِ
فصارَت أشْبَه بحَمْلَةِ تَقلِيد مَحَبَةِ الجاهِلِ عَلى العالِم عَلى حُبِّ دَنانِيره؟؟
فامْتُحِنَ العُلماءُ بسَّبَبِ هذِهِ المَسألَةُ المُتَعَمَّدةُ إثارَتُها فأجابُوا (الناسُ غايَةٌ
لاَ تُدرَك) فَكَرَمُ الشَيخ الحَجاري هُـوَ كَرَمٌ حَسِيب, كُرْمَهُ عَـيْنٌ, ونَعِيمَ عَـيْن
ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ,, أي تَكَـرَّمَ عَلى قَوْمِـهِ لَتَعْتادَ الجَمِيلَ مِـنَ الهُدى
وَالبَـيانِ وَالعِلْـمِ وَالحِكْمَةِ والعَمَـل: مَعَ إنَـهُ كانَ شـابٌ فِي العِشرينَ خَدَمَهُم
وَخَدَمَ وَطَنَه العِراق الحَبيب بِوَسائِلِ الصِناعاتِ الفَنيَة التي لَـنْ تَخْطُر عَلى
بالِ أحَدٍ مِنْ قَبلِهِ ما يَسْتَعصِى بِخْوضِها مِنْ مُهندسِينَ وَفَنِيينَ وَخبَراءٍ وَهِيَّ
المِهَنُ وَالصِناعاتُ الخارَقَةُ عَلى العـادَةِ التي مَنَحَها اللـَّهُ لِهـذا الشَيخ دُونَ
سابِقةِ عِلْـمِ أوْ تَجربَـةِ عَمَلٍ أوْ شَهادَةٍ مَعهَدِيَه: فاختارَتهُ الحِكُومَة السابِقَة
في مَرحَلَةِ شَبابِهِ أنَ يَكُونَ لَها مُلاحِظاً مَسْئُولاً فَنِياً عَلى مَحَطاتِهِا الحَراريَة
الكَهربائِيَة ومَشاريع المَـاء وَالآبـار الارتِوازيَـة فِـي الكَشْـفِ عَـنْ عَطلاتِها
دُونَ المُهَندسِينَ وَخـُبَراءِ وَضْـباطِ عَسْكَريين العائِدِيـنَ إلى هَيْئاتِ وَمَراكِـزِ
الهَندسَةِ العَسكَريَة,,
وَكانَ الشَيخ ألحَجاري آنذاكَ هُوَ جُندِيٌ مُكلَفٌ لا يَمتاز عَلى شَهادِةٍ تَخرجيَة
تَمنََحَهُ لِهذِهِ القِدرَة الفَنيَة, فَشاءَت مَشِيئَة اللـَّه أنْ تَنقِلـُهُ الحِكُومَة العِراقِيَة
عَلى عاتِقِها مِنْ جَبهاتِ القِتالِ العِراقِيَة الإيرانِيَة عام (1981) إلى طاقاتِها
الكَهربائِيَةِ الحَراريَة مِما يَئِسُوا ما اسْتَعصِيَّ عَطَلاتِها عَليهِم,,
وَهذا القـَدرُ لا يَكَفِي وَحدَهُ حَتى مَنحَتهُ الحِكُومَة العراقيَة قيادَة السِيارَة مَعَ
الكادِرِ الفَنِي مِنْ مُهندسِينَ وَعُمالٍ فَنيَّينَ بَـيْنَ يَدَيْـه لِتَحدِيدِ مَواقِعِ العَطلاتِ
وَتَصلِيحِها, فَتَوجَهَ الشَيخُ الحَجاري بِدُعائِـه وَقالَ: رَبي أنَتَ أعلَـمُ بيَّ بِـمَّا
أمَنَحتَنِي مَوْهِبَةً أنْ أوَّفِقَ جُهْدِي بَينَ عَمْلِ النِجارَةِ رزقاً لِعيالِي وَبَينَ عَمَلِ
الطاقَةِ الكَهربائِيَة العِملاقَة لِخِدمَةِ الناس,,
وَكانَ الشَيخ ألحَجاري قَـدْ فاجَئَ الناس بِمُعجِزَةِ عَمَلِهِ: فافتَتحَ مَعمَـلاً كَبـيراً
لِلنجارَةِ وَبأحدَثِ المُوبَيلياتِ فِي مَدينَتِهِ الرُميثة عام 1979 فانْدَهشُوا مِـنْ
عَقلِهِ الرَصِين بعَمَلِهِ الفَتاك دُونَ سابِقَةِ عِلمٍ لَهُ مِنْ قَبلُ مِمَنْ يَتَعَلم,,
فَداخَلَهُم الشَكُ فِي أمْرِهِ, وَتَخالَجَهُم الرَيْب فِي حَقِيقَةِ حالِهِ إنَهُ لَيْسَ هَوَ ذاكَ
البَشَرُ المَخْلـُوقِ كَمْثلِهِم؟؟ فاتَهَمُوهُ بالجِنُونِ وَلاَ زَالـُوا يَطلِقـُونَ عَليْهِ هـذِهِ
الكَلِمَة,, فَعَرَفَهُم الشَيخ عَلى حَقِيقـَةِ جَهْلِهِم وَسَذاجَتِهِم فأسَّـرَها وَقـالَ: إنَ
جَهْلَكُم كانَ يَتَفاشا مَا فِي الآباءِ هُوَ مَا فِي الأبناءِ كَمَّا اتَهَمَ آبائَكُم نَبيَّ اللـَّهِ
نُوح بالجِنُونِ حِينَ عَملَ لَهُم السَفينَة مِنَ خَشَبِ الشَجَرِ تُنجِيَهُم مِنَ الغَرقِ,,
حَتى قالَ لَهُم نُوح تَسْرفـُونَ في الجَهْلِ العَمَه وَتُمْعَنُونَ فِي الحَمَقِ وَالطَيْشِ
فَكُـلُ ذلِكَ شـاءَ عـذابُ اللـَّه فافتَتحَ أبْـوابُ السَماءِ بالماءِ الغَزيـرِ, وَتَفَجَرَت
عيُون الأرض حَتى تَجاوَزَ فَيَّضانُها السَيل وَالرَوابِي فَغَطَّهُما بالماءِ: فَهَرَعَ
نُوحٌ إلى السَفينَةِ مُخبِراً قوْمَه لِيَبحِرُوا مَعهُ حَتى يَنجُونَ مِنَ العَذابِ الواقِع
فَسَخرُوا مِنهُ وَرَمُوهُ بالجِنُونِ،, فألَحَ عَلَيهِم مِراراً وَتِكْراراً لَعَـلَ مِـنْ وَراءِ
نُصْحِهِ أنْ تَتَصِلَ كَلِمَتَهُ إلى مَدخَلِ وَجْدانِهِم أوْ تَتَجاوَزُ شِغافَ قلوبِهِم,,
فَيَئسَ مِنهُم وَتَركَهُم فِي ظُلماتِهِم لا يَبْصِرُونَ, وَفِي ثَمَّةِ ذلِك التَفتَ نوحٌ إلى
ابنِهِ وَقالَ لَهُ ارْكَب مَعِي يابُنَّي, قالَ لاَ: فإني (سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ
الْمَاءِ) قَالَ: أبيه يا بُنَّيَ (لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِـنْ أَمْـرِ اللَّهِ إِلَّـا مَـنْ رَحِـمَ وَحَـالَ
بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِـنَ الْمُغْرَقِينَ) ثـُمَ فَصَلَ المَوْجُ وَحَجَـزَ السَـيلُ وَالجِبال
بَينَهُما فَلَمْ يَعُد نُوح (ع) أنْ يَرى ابنَهُ وَقوْمَه,, هكذا طَوِّيَتْ صَحِيفَة القـَوْم
الظالِمِينَ إلى مَثواهِم جَهنَمَ وَبِئْسَ المَصِير,,
ولَمَّا بَلَغَ الشَوْطُ غَايَتهُ وَابتَلَعَتْ الأرْضُ الماء رَسَتْ تِلكَ السَفينَةِ عَلى جَبَلِ
الجُودِي فَهَبَطَ نُوحٌ مِنها بِسَلامٍ هُوَ وَمَنْ آمَنَه بِـهِ,,
فَهَلْ نَفَعَـتْ نَصِيحَة نـُوحٍ قوْمه مِثلَمَا خابَـتْ نَصِيحَة الشَيخ الحَجاري لأهْـلِ
مَدينَتهِ الرُمَيْثَة مِمَّا قَـدَمَ لَهُم أعمالَهُ الفَنِيَـةَ وَخطَبَـهُ وَمُحاضَراتَهُ الحُسَينيَة
مَعَ ثَمَّةٌ مِنْ تَفاسِيرهِ القرآنيَةِ: فَلَنْ يَلْتَمَسَ قَومُهُ بِشِعُورِ إحساسِهِم مِنهُ بأنَ
كَريمَتَهُ لاَ كَريمَةَ دُونَـهُ لِيَكِنـُوا لَـهُ القـَدرُ بَينَهُـم كَغَـيْرِهِ مِـنْ جُهَلائِهِم,, ذِلِكَ
تحْقِيقٌ لِقوْلِهِ عـَزَّ وَجَل بتَأويلِهِ (لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)(فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) يَعنِي قرآنٌ
يُكَرَمُ ما يُحمَد مَا فِيهِ مِنْ الهُـدى وَالبَيان وَالعِلْم وَالحِكْمَة وَالحِجَة: فلاَ شَكٌ
هُنا يَقَعُ فِي شَخْصِيَةِ الشَيخ الحَجاري بعِلْمِهِ إنَهُ المُفَسِرُ لِلقرآنِ الكَريم,,
فالقرآنُ مَعَهُ وهُوَ مَعَ القرآنِ: هذا هُوَ القَدرُ الكَبير الذِي تَبَناهُ الحَجاري مِنْ
رَبِّهِ الكَريم دُونَ هؤلاءِ: وَالدَلِيلُ فإنَها حِكْمَةٌ رَبانِيَة أرادَها اللهُ عَزَّ وَجَل أنْ
يَمنَحَها لِلشَيخِ الَّذِي لاَ تَدركُوهُ العِقُول إلاَّ لِمَنْ كانَ لَهُم دينٌ يََفقَهُونَ بـهِ فِي
مَحطِ تَفسِير القُرآن,وَبالرُغمِ مِنْ ذلِكَ التَكريم الإلهِي يُعتَبر الشَيخ ألحَجاري
مِنَ الشَخْصِياتِ المَعرُوفةُ الفـَذةُ وفـْقَ المَقايِّيس المَوضُوعِيَة قـُرآناً, يَمْتَثِلُ
مِنْ مَوقِـعٍ تَفسِيريَّ مُتَقـَدِمٍ, وَمَرْكـَزٌ دِينِيِّ مُتمَيِّـز, وَشَخْصِيَة مُثِيرَة شَهِيرَة
ومَعرُوفةٌ بِتَفاسِيرِهِ التِي هِيَّ مِنْ أبْرَزِ الرِمُوزِ التَأوِّيلِيَة قـُرآناً, البَلِيغَةُ مِـنْ
نَوعِها عَبْرَ القَنواتِ لِشَبَكةِ الأقمار وَشاشاتِ المَواقعِ وَالمُنتدياتِ الإسْلامِيَة
مُعرضاً عَـن كُـلِّ المُبالَغاتِ وَالتَهاوِّيلِ وَالبـِدَعِ التِي يَتَحـَدَثَ بـها المُفسِرُونَ
بإفراطِهم لِلناسِ,,
وَبالرُغمِ مِنْ ذلِكَ القَطْن القِسْم الأكْبر فِي عِلوُمِهِ القرآنِيَة لَنْ تَقـُرَ لَهُ عيُون
أهْل مَدينَتِه: فَخُيِِّلَت لَهُم نِفوسَهُم بأنَ طِينَتَهُم غَيـْرُ طِينَـتِه: فَكَذبُوهُ فِي دِينِهِ
وَماطَلُوهُ فِي عَقِيدتِهِ: وَسَخَرُوا مِنْ شَخْصِهِ الكَريم بِجَهلِهِم: وبَعدَها كَفرُوه
بِنفاقِهِم في مَذهَبهِ مَذهَب أهْل البَيْت صَلواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليهِم أجمَعينَ,,
ها هُوَ الشَيخُ الحَجاري قـدْ يَعلِنَ لِهؤلاءِ القَوم الذِينَ عِندَهُم أخذُ الباطِل أكْلاً
سَلَّجان, وَنـُورُ الحَقّ عِندَهُم أكْـلُ عاثٍ قَبِيحٍ غلِيـظُ النَحْضِ فِيهِ كُلَّ جارِحَةٍ
بَِلى سَمَّجَا هؤلاءِ قََوْمٌ يُحِبُونَ أَنْ يَسْرقُوا بِباطِلِهِم الحَقَّ ويَكرهُونَ أَيّ رَجُلٍ
أَرادَ مَعَهُم الدِينَ مَاطَلُوهُ نِفاقـاً, وَشاجَرُوهُ باطِلاً, وَأبْعـَدُوهُ عَـنْ مساجَلَتِهِم
كُرْها حَتى لاَ يَنكَشَفَ مَكنُون سِّرِ فَسادِهِم بِما يَعمَلُونْ باطِناً,,
فلَوْ إنَنـَّا قَـدْ ذهَبْنا فِي السُؤالِ عَـنْ أسْبابِ مَكنـُونِ سِّـرِهِم: وَناقَشْنا مَظاهِر
اختِفائِهِم لَوَجَدنا إيمانُ هؤلاء إلاَّ هُوَ احتِيالٌ مُزَودٌ بِتَرْوِّيجِهِم لِسِترِ فَسادِهِم
بِتَقلِدِهِم الكاذِب شَعائِر الله بأنَهُم المُؤمنُونَ عَلى الناس وَلكِن هُـمُ الفاسِقُون
وَثِمَّّةَ يَومٍ سَئَلـُوا الشَيخ وَكانَ جالِساً فِي مَوكِـبِ عَزاءٍ كَبير لَهُم فَتَهاوَشُوهُ
مِنْ كُلِّ رِكْنٍ وَقالُوا وَمَا قالُوا مُستَهزئُونَ كأنَ الشَيْطانُ قَـدْ بالَ فِي أفواهِهِم
ثُمَ قالُوا فمَّا قَدرُ وَزْن هذِهِ العِمامَة عَلى رَأسِكَ يا شَيْخَنا الوَهابي: فأجابَهُم
الشَيْـخ بِلُطـُفٍ وَاحـتِرامٍ حِشْمَـةً لِلمَكانِ الحُسَيني (أنَ وَزنَها نِصْـفَ كيْلـُو)
قالُوا كَذبَتَ يا دَجال إنَها وَاللهِ وَزنُ طاق حَجَر رَحَةِ الطِحانٍ عَلى صِدُورِنا؟
قالَ الشِيخ: إذاً سَأتركُها عَلى صِدُورِكُم خَمْـسُ سَنَواتٍ بالِيـاتٍ,, ثـُمَ التَفـتَ
لِلجَمِيعِ خَيِّرَهُم وَساذِجَهُم: قالَ وَاللهِ إننِّي غَيرُ مَتَأسِفٍ عَلى نَعمَةِ رَبِّي التِي
جَحَدتِمُوها وَنَغَزتِمُوها بإكْراهِكُم الناسِ ضِدِي: إنَكُم قَومٌ لَنْ يَسْتَرقَ الإيمانُ
فِي قلُوبِكُم: فأبْعدتِمُونِي عَنِ مِنابرَكُم الحُسْينيَة بأفكارِكُم القَناصَّةٌ الانتِهازيَة
فِي النِفاقِ عَلى غضُونِ خَمْس سَنواتٍ: تَكنـُونَ لِي فِي نِفـُوسِكُم كُرْهاً دَفِيناً
وَلا تـُغضُونَ العيُون فِي حَضرَتِي مَعَكُم مَهابَـةً,, أوَوَلَسْتـُم الرجالُ القائِمِينَ
فِي مَواكِبَكُم الحَسَينِيَة عَلى مُصالَحَةِ الدائِبينَ لَكُم عَلى خِدمَتِهِم وَاحتِرامِهِم
فَخَدَعتمُونا بِشَعائِركُم هذِي, إنَ شَعائِرَ اللهُ لا تـُقامَ إلاَّ لِمَنْ كانَت لَـهُ شَعِيرَةٌ
مِنها فِي قَلْبِـهِ, فَلَمَسْتُ مِنكُم بأنَكُـم لا تَتركُونَ لِلمُقبِلِ عَلَيْكُـم شَرَفـاً وَاضِحاً
وَلاَّ تَنظِرُونَ إلى التَقِيِّ بِشَغافِ قَلْـبٍ ثَغـرٍ مُبْتَسِم,, وَهـذا السَوادُ المُنتَصِب
كُذِباً كَأنَما تَرعاهُ الغَنَمُ فِي ثِغاءِها, وَالكَلْبُ يَحدُوَّ بِها إلى مَراعِيها, مَا قـامَ
واللـَّهِ لـُبانُ الخَـيْر نِعَّمَـة, وَنـُعامَ هـذِهِ الخَديعَةِ ألتي سَنَـحَتْ لِبلـُوغِ مَأرَبِكُم
وَالفرصَة التِي حَققتْ الوصُولِ إلى مَقصَدِكُم, فَسِّرتـُم عَلى هَـوى التَرغِيبِ
بِتَغطِيَةِ نَواقِصِكُم الفاسِدَة, فَإنَ خَطَرََكُم يَسْمُو مِنْ ظِفـْرٍ إلى هـامٍ كَأنَ الحِقدَّ
ناشِبٌ فِي صِدُورِكُم, والغِلُ ناقَِعٌ في قلُوبِكُم, فأعمى الأبْصارُ التي لاَّ تَـدرُكَ
الحَّق بِمَنفَعَتِه فَعَتَوتُـُم بِعَتِوِّكُم الطائِش النَكْـر: وَأنْكَرتـُم الشَمْسَ فِي وَضْـحِ
النَهار وَسَّدَيْتـُم مَسالِكَ الحَق المُبِّين بِبهْتانِكُم: وَضايَقتِمُونِي بِأنواعِ المَذلَةِ
وَصِنُوفِ الهَوانِ لاَّ تَجِدُونَ بكِنانَتِكُم إلاَّ أنْ تُشْبِعُوا نَهْمَ غَيْظِكُم, فَلَّنْ يُضْعِفَ
تَهْدِيدَكُم قـُوَتِي وَلَـمْ يُفِـلَّ وَعِيدَكُم عَزيمَتِي: فـَلاَّ مُحالَةَ لَكُم بَعـدَ عَدْوِّكُـم أنْ
تَسْتَطِيعُوا الهِجُومَ بِنَزعِكُم (العِـمَة) مِنْ رَأسِي: وَلاَّ تِلكَ القُوَةِ التِي تَجْبِرَكُم
ساكِـناً بِنِـفاقِ شَكْواكُـم لِتَسْتَطِيـعَ أيِّ مَرجَـعٍ أوْ عالِـمٍ يُوقِفَنِـي عَـنْ تَفسِـيرِ
القُرآنَ بِمَّا كُنتُم تَزْعَمُون وَلكِنَهُم عادُوا إلى حَدِيثِ جُبْنِهِم: وَإعلانِ خَوفِهِم
فَهُم رَأس البِدعَةِ وَداعِيَـة الضَّلالَـة التِي زَوَدَتهُم القِحِـةِ وَالتَمَرُدِ وَالشَـنآنِ
وَالغَباءِ وَالتَبَلـُد بمَنبَـعِ الفِتنَـةِ, لاَ يُردَهُم فِي ذلِكَ دِيـنٌ: وَلاَّ يُراعُونَ لِوَعـْظِ
واعِظٍ: بَلْ كانَت نفوُسَهُم الظامِئَة مُعَطَشَةٌ لِلمُنْكَراتِ, فَتَمادُوا بِطْغيانِهِم فِي
حَلَكِ الظَّلام: وَأعلَنُوا قِحَـةَ تَمَردَهُم فِي وَضَّحِ النَهارِ: وَجَرَفـُوا الكَـثِيرَ مِـنَ
النـاسِ مِـمَنْ زاغَ فِـي قِلـُوبِهِـم الباطـِلِ, وَرانَ فِـي نفـُوسِهِم حَـلَكِ الضَّـلال
فَتَمادُوا فِي عَتوِّهِم الذِي أضاعَهُ العَبْث وَتَمَلَكَهُ الشَر يُطاردُونَنِي فِي مَسالِكِ
الطَريقِ وَالحَدِيثِ في مَجالِسِ الشُرَفاءِ النُجَباء,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
إيمِيل الشَيخُ الحَجاري لِلمُراسَلة
Sheikh_karimalhjari@yahoo.com (Sheikh_karimalhjari@yahoo.com)
إنزل تَحَت وَتابع بَقيَة السِيرَة