المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى وفاة أم المسيح مريم بنت عمران 25 صفر


دفئ القلوب
01-19-2012, 02:55 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





ذكرى وفاة (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)أم المسيح (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)بنت عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)25 صفر






http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963778521.jpg (http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963778521.jpg)





السيّدة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)بنت عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليه السلام





هي السيدة الطاهرة العذراء المعصومة الزكية الطيبة الطاهرة التقية ، سيدة نساء عالمها ، مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)بنت عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام من نسل إبراهيم خليل عليها السلام





ولادتها عليه السلام




روي أن حنّة زوجة عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)كانت عاقراً لم تلد، إلى أن عجزت، فبينما هي في ظل شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من سَدَنته وخدمه. وقد استجاب لها الله سبحانه، فحملت، وأثناء حملها توفي زوجها عمران


وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الواقعة بقوله تعالى



ربِّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 35




حياتها عليه السلام



كانت حياة السيدة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام عبارة عن سلسلة من الامتحانات والبلاءات والمعاجز والصبر على ما كتب الله تعالى، وأولى تلك الامتحانات أن أمها، التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت حنّة واعتذرت لله عزّ وجل فقالت



ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 36



ولكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم



فتقبّلها ربّها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً..



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 37



وقد ولدت مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام يتيمة ، فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا عليها السلام ، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، قال تعالى



وكفّلها زكريا



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 37



وشبّت مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام ، وبيتها المسجد ، وخلوتها فيه ، وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب ، وكلما زارها النبي زكريا عليه السلام، وجد عندها رزقاً فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها ، ويأتي الجواب



هو من عند الله يرزق الله من يشاء بغير حساب



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 37



وطوال تلك المدة كانت مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام ، وهي المنذورة المقيمة في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم




الامتحان الأكبر



كان الامتحان الأكبر لمريم عليها السلام ، العابدة الزاهدة المطهرة ، أن بشّرها الله سبحانه وتعالى بولد منها ، وهي من غير زوج، فقالت



أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر



آل عمران (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 47



ولكن الأمر الالهي أتى، ولا مردّ له



كذلك قال ربّك هو عليّ هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمراً مقضياً



سورة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 21



إن الله سبحانه وتعالى أخرج هذه الآية العظيمة للناس حتى يمتاز المؤمنون عن الكافرين، فشاءت حكمته أن تبتلى امرأة عابدة صالحة بحمل من غير زوج، يصدّقها الصادقون المؤمنون، ويكذّبها الكافرون المجرمون، ويكون ابنها الذي قضاه الله وقدّره على هذه الصورة معجزة وآية في خَلقه وخُلقه، رحمةً للناس في زمانه، وبعد زمانه، وليمهّد الطريق لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم



بعد أن حملت مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)عليها السلام ، وبدأ بطنها يكبر، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار، ولا تثير في وجهها الاتهامات، وقد ألجأها المخاض إلى جذع النخلة، وهي وحيدة طريدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها




وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم عليها السلام،وهي من هي في عالم الايمان والتقوى، حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم



قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً



سورة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 23



وحاشا لله، سبحانه وتعالى، أن يترك إنساناً آمن به ولجأ إليه، وخاصة إذا كان كمريم المصطفاة عليها السلام التي أتاها النداء الإلهي ليعطيها الأمن والأمان.. فناداها مولودها من تحتها



ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً



سورة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)الآيتان 24ـ 25



وهنا تأتيها المعجزات بالجملة، فهذا جدول ماء رقراق يفجّره الله لها، وها هي،وهي ضعيفة من آثار الولادة، تستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنيا


أما مسألة لقائها قومها



فقد تكفّل بها الرحمن، جلّ وعلا، حين أمرها بالصوم عن الكلام، ولتدع ابنها، السيد العظيم، يتولى الدفاع عنها، وبيان المهمة الكبيرة، والرسالة العظيمة التي سيؤديها



ولمّا أتت قومها، واستغربوا حملها وإنجابها، أشارت إلى طفلها الوليد، فاستنكروا ذلك وقالوا



كيف نكلّم من كان في المهد صبيا



سورة مريم (http://www.sahmalmenyah.com/vb/showthread.php?t=2792)آية 29



ولكن الله سبحانه وتعالى أنطقه قائلاً



إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً* وبراً بوالديت ولم يجعلني جباراً شقياً* والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً




مريم الآيتان 30ـ33



وهكذا يشاء الله سبحانه وتعالى لمريم العابدة عليها السلام ولابنها النبي عيسى(ع)، أن يواصلا رحلتهما لأداء الرسالة الإلهية التي حمّلها إياها




في ذكرى وفاة السيدة مريم بنت عمران عليها السلام



عاشت مريم عليها السلام مع ولدها عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دهرا طويلا في الجبل يعبدان إلههما الجبار يقومان الليل ويصومان النهار وياكلان من ورق الاشجار ونبات الارض ويشربان من ماء الامطار ، ثم ان عيسى ذات يوم نزل من الجبل يلتقط من نبات الارض ما يفطر به هو وامه إذ هبط ملك على مريم وهي معتكفة في محرابها وقال السلام عليك يامريم الصائمة القائمة فخرت مغشيا عليها من شدة هول ملك الموت ، فلما أفاقت من غشوتها قالت له من أنت يرحمك الله ؟ فلقد اقشعر جسمي وارتعدت فرائصي وذهب عقلي وتلجلج لساني وتغيرت من مخافتك الواني وخريت من خوفك مغشية على وجهي ؟ قال لها يا مريم أنا ملك الموت الذي لا أرحم الصغير لصغره ولا الكبير لكبره ولا الشاب لشبابه ، أنا هادم اللذات ، أنا مفرق الجماعات ، أنا منغص الشهوات ، أنا قاطع الأمنيات ، أنا مرسول لقبض الأرواح ، أنا مخرب القصور ، أنا عامر القبور ، أنا الذي لا أستأذن على أحد بدخولي عليه من الملوك والجبابره ، أنا ملك الموت




فقالت مريم جئت زائراً أم جئت قابضاً ؟ قال بل قابضاً فاستعدي يا مريم ، فقالت يا ملك الموت لا تعجل علي حتى يجيء قرة عيني وثمرة فؤادي وريحانة قلبي وفلذة كبدي عيسى ، فقال لها ملك الموت ما أمرني الله تعالى بذلك وأنا عبد مأمور من الله تعالى الحي الذي لا يموت ، وقد أمرني أن لا أرفع قدم حتى أقبض روحك في موضعك هذا ، فقالت يا ملك الموت قد سلمت أمري لله تعالى ورضيت بقضائه



فدنى ملك الموت عليه السلام منها وقبض روحها الى رحمة الله تعالى


فأمسى عيسى تلك الليلة لم يصعد إلى الجبل حتى دنى وقت العشاء الآخرة ، فلما صعد الجبل نظر الى أمه فإذا هي ممدده فظن انها نائمة ، وقد أدت الفريضة لربها ، ونامت لتستريح ولم يعلم عيسى بما نزل عليها من امر الله تعالى ، فوضع ما كان عنده من حشيش الارض ولم يفطر بشيء كل هذا لأجل أمه يريد أن يفطر معها ولم يعلم أن ملك الموت قد نزل بها


وقام عيسى عليه السلام في محرابه وجعل يصلي حتى مضى من الليل ثلاث ساعات ، فجاء ووقف عند رأسها وناداها بصوت خفيف وقلب يدها وقال السلام عليك يا أماه قد انتصف الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الجبار ، فلم تكلمه ، فقال في نفسه لكل نومة لذة وهي الآن في لذة نومها فما أنا بالذي منغص عليها لذتها


فعاد الى محرابه فصلى ثلث الليل الثاني وجاء ووقف عند رأسها وبكى وقال السلام عليك يا أماه قد انصرم الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون الى عبادة الرحمن فلم تكلمه ، فظن أنها تعبانه من العبادة وقد نامت لتستريح ثم عاد الى المحراب ولم يفطر تلك الليلة بشيء حتى كان عند الفجر جاء إليها ووقف عند رأسها وناداها فلم تجبه فأنكر شأنها فوضع فمه على فمها وخده على خدها وهو يقول يا أماه حملتيني في بطنك ورضعتيني من ثديك وسهرت علي ليلك وتعبت عليّ نهارك ، يا أماه مضى الليل وجاء النهار وقد جاءت فريضة رب العالمين التي لا بد منها ، فبكت عند ذلك ملائكة السماوات رحمة لهما ، وأوحى الله تعالى الى الملائكة يا ملائكتي ما يبكيكم ؟ فقالت الملائكة إلهنا وسيدنا نبكي رحمة على عيسى وأمه عبديك وكلمتك وروحك ، فإذا منادي ينادي في السماء يا عيسى إرفع فمك وخدك عن أمك الصائمة القائمة فإنها عرج بروحها الى ربها


فلما سمع ذلك الكلام خرّ مغشياً عليه ، فلما أفاق من غشوته نادى بأعلا صوته واحسرتاه وانقطاع ظهراه ، واغربتاه ، واوحشتاه يا أماه من يؤنسني في وحشتي ، ومن يعينني على عبادة ربي ، فأوحى الله تعالى إلى الجبل أن يكلم عيسى فكلمه وقال يا روح الله ما هذا الجزع أتريد أحسن مني مؤنساً ؟ فقال أعوذ بعزة ربي ورأفته ، ثم ان عيسى عليه السلام صبر على قضاء الله وقدره وشكره على نعمته وحكمته


كانت الحياة الدنيوية لروح الله وكلمته ورسوله الخاتم لرسل لبني إسرائيل عيسى بن مريم، ولأمه مريم بنت عمران عليهما السلام سلسلة متواصلة من الابتلاءات والاختبارات، وكانت حياتهما الدنيوية نموذجاً للزهد والبعد عن الدنيا، والرغبة فيما عند الله




فأما مريـم عليها السلام فإن الله سبحانه وتعالى اصطفاها واختارها على كل نساء الأرض. قال تعالى


وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين


وقال صلى الله عليه وآله وسلم


كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد..


الحديث


جاءت أنثى فيما ترجو أمها أن يكون مولودها ذكراً


وأول امتحان لمريم عليها السلام أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت أم مريم امرأة عمران واعتذرت للرب جل وعلا فقالت


رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت -وليس الذكر كالأنثى- وإني سميتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم


وأوفت بنذرها كما اشترطته على الله


رب أني نذرت لك ما في بطني محرراً


وكان لا بد من الوفاء بالنذر


وقبل الله سبحانه وتعالى هذا النـذر وجعله نذراً مباركاً.. بل لا يعرف نذر أعظم منه بركة، فقد أعقب خير نساء العالمين ورسولاً من أولي العزم من الرسل يجعل الله ولادته وحياته، ورفعه إلى السماء، ونزوله آخر الدنيا، وما أجرى على يديه من المعجزات آية كبرى من آيات الله سبحانه وتعالى... فأي نذر أعظم من هذا؟



مريم عليها السلام اليتيمة في بيت الله


ولدت مريم عليها السلام يتيمة فآواها الله عند زوج خالتها -والخالة بمنزلة الأم- وزوج خالتها هو زكريا عليه السلام وهو نبي قومه


وكان هذا من رحمة الله بمريم، ورعايته لها


قال تعالى


فتقبلها ربها بقبول حسن، وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا


وشبت مريم عليها السلام وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، ويلطف الله بها فيأتيها الطعام من الغيب وكلما زارها زوج الخالة، وجد عندها رزقاً، وهو الذي يقوم بكفالتها فمن أين يأتيها شيء لم يأت هو به؟


ويقول لها



يا مريم أنى لك هذا


فتقول


هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب



ولم تكن في هذا في جنة قبل الجنة، وإنما هو بلغة من الرزق يتحف الله به أولياءه، ويكرم به أهل طاعته اتحافاً وإكراماً، إذا ضاق بهم الحال واشتد بهم الأمر، وتذكيراً لهم بأن الله لا يضيع أهله، كما صنع الرب الإله لهاجر عليها السلام وابنها اسماعيل فقد فجر الله لهما زمزم ماءاً معيناً عندما تركهما إبراهيم في هذا المكان القفر


وكما فعل الرب سبحانه بخبيب بن عدي رضي الله عنه صاحب رسول الله الذي حبسه أهل مكة ليقتلوه، فرأوا في يده وهو في سجنهم قطفاً من عنب يأكل منه، وليس بمكة كلها عنب، ولا هو بأوان عنب، وإطعام الله أهله وأولياؤه من الغيب، وهم في الدنيا هو من باب اللطف بهم، وإظهاره معجزاته لهم فكم نبع الماء من بين أصابع النبي الخاتم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه؟


وكم بارك النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام القليل الذي لا يكفي خمسة من الناس فيأكل منه الجيش كله، وكانوا ثمانمائة رجل أكلوا لحماً وثريداً حتى شبعوا من عناق واحدة، وصاع من شعير

دفئ القلوب
01-19-2012, 03:03 AM
ذكرى وفاة أم المسيح مريم بنت عمران 25 صفر



http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:HxSr8f9jlHne_M:http://www.shiaweb.org/v2/media/c_pics/1255207386.jpg (http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:HxSr8f9jlHne_M:http://www.shiaweb.org/v2/media/c_pics/1255207386.jpg)


يعجز اللسان

عن البيان في هذه المناسبات الاليمة

وانما

يتذكر سيرة تلك الارواح السامية العالية

فياخذ من العبرة والموعظة

ويستلهم منها الدروس

ويتعطر بشذى عطرها الرباني

فيتقرب بالتوسل بها الى الله تعالى

فتحضرني هنا

موعظة من حياة السيدة مريم العذراء

صلوات الله تعالى عليها

عندما نزل عليها ملك الموت

فاستفسرت عن هويته واخبرته انها استوحشت منه

فاخبرها بانه هو ملك الموت

فسالته بانه هل جاء زائرا ام قابضا ؟

فاجاب بانه جاء قابضا

فطلبت منه بان يمهلها الى ان يحضر ابنها

النبي عيسى عليه السلام كي تودعه

فاجابها بانه لم يؤمر بذلك

فسلمت لامر ربها

وقضت نحبها

فلما حضر النبي عيسى عليه السلام

ظن انها نائمة

فتركها وتوجه الى صلاته

فلما راى انه دخل الليل ولم تصحو

خاطبها بما معنى قوله عليه السلام

انه اماه قد افطر الصائمون وقام القائمون

لما لا تقومين لصلاة الليل ؟

فاخبرته الملائكة

بانها قد ماتت

فبكى عندها واخذ يقول من يشاركني وحدتي

ومن يعينني على طاعة ربي

وبكى حتى بكت معه ملائكة السماء

فنودٍي ان يا روح الله

هل تريد مع الله انيسا ؟

فطلب من الله تعالى بان ياذن لامه بالكلام

حيث انها ماتت ولم يحضر وفاتها

فأذن الله تعالى بالكلام

فقالت له لم ايقظتني يا بني من رقدتي ؟

فسالها عن حالها وعما وجدت والى ماذا صارت ؟

فاخبرته انه صارت الى خير مصير والى رب غفور رحيم

ولكن

عندما سالها عن

الموت

انه كيف وجدت الموت ؟

فاخبرته بانه

لم تزل مرارة الموت بفمها

فاعانته الحور على غسلها

فهذه السيدة مريم العذراء صلوات الله تعالى عليها

وقد افنت عمرها كله في خدمة بيت المقدس

وفي العبادة لله تعالى

استوحشت من رؤية ملك الموت

ومازالت مرارة الموت في فمها

فكيف بنا نحن .. العباد المذنبون

واذا

بكت ملائكة السماء

رحمة للنبي عيسى صلوات الله تعالى عليه

فقد بكت لمواقف اصعب من هذا بكثير

بكت

عندما القى الامامان الحسن والحسين

صلوات الله تعالى عليهما بنفسيهما على جسد امهما

السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله تعالى عليها بعد وفاتها

وبكت على سيد الشهداء الامام الحسين صلوات الله تعالى عليه

عندما القت ابنته السيدة سكينة بنفسها عليه بعد مصرعه

ولا اعتقد ببعيد

انها بكت لمصاب اطفال مولانا مسلم بن عقيل

وقد ذبحهما المجرم الحارث وهم عطاشى وحيدين خائفين

كما تذبح الاضاحي

وا آل نبياه

وا مظلوماه

فقد سمعت من احد العلماء

انهم في السنين الماضية

عندما كانوا يبيتون عند المسيب

وعند المكان المقام لهذين الطفلين الشهيدين

كانوا يسمعون انينا يفجع القلوب

يظل مستمرا طوال الليل

فعظم الله تعالى اجور سادتنا رسول الله و اهل بيته

صلوات الله تعالى عليهم اجمعين

و اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل

جعلنا الله تعالى من الطالبين بثارهم مع وليهم بالحق الامام

الحجة بن الحسن العسكري

صلوات الله تعالى عليه

فعظم الله لكم الأجر


ذكرى وفاة أم المسيح مريم بنت عمران 25 صفر
http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963767011.jpg (http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963767011.jpg)



وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا




فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا




رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا




قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا



قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا



قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا



قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ



آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا



فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا




فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ



يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا



فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا



وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا



فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا



فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا



فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا




يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا



فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا



قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا



وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي



بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا



وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا



وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا



ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ



مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ



إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ



وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ



فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ



كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ




أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا



لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ



وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ



وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ



إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ



السلام عليكِ يا مريم ابنت عمران ايتها الصديقة الطاهرة






http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963791191.jpg (http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12963791191.jpg)





آتاها الله من كرامة الدنيا والآخرة

واصطفاها على نساء العالمين من زماننا

وأثنى الله تعالى عليها بأنها أحصنت فرجها

وأنها صدقت بكلمة ربها وهى الصحف المنزلة

على إدريس عليه السلام وغيره

وكتبه وهى التوراة والإنجيل والزبور

وأنها كانت من القانتين أي المواظبين

على طاعة الله تعالى وعبادته

وهى من نسل هارون أخي موسى عليهما السلام

ولم تكن نبيه , لأنه لا نبي من الإناث

وانما هي سيدة نساء زمنها ومن أكملهن

عندما نتحدث عن السيدة مريم أم المسيح عليهما

السلام نجد أنفسنا أمام شخصية

أم ليست كمثلها أخرى من الأمهات بمن فيهن

أمهات الأنبياء عليهم السلام

فهى وإن كانت أماً بشخصيتها تظل أبداً ماثلة

في سيرة ابنها ورسالته وهى تأخذ مكانتها

مع أمهات الأنبياء أصحاب الرسالات

الأربع الكبرى ويعلي من قدر أمومتها

كونها سابقة على الإسلام

سيهاتي.
01-19-2012, 07:54 AM
الله يعطيك الف عافيه على الطرح