المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن تُخلع ثياب الحزن


همسهـ آحســآآس
01-23-2012, 02:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هاهم المؤمنون بعد أن أحيوا أمر أولياء الله وعظموا شعائر الله لشهرين متتاليين لبسوا خلالها ثياب الحزن وفتحوا مجالس العزاء ليواسوا بذلك صاحب العصر عجل الله فرجه الشريف ويعزوه بمصائب أبائه وأجداده الميامين لا سيما المولى الحسين الذي عظمت مصيبته على المصائب على مر الزمان فقد أبكت ملائكة السماء وأحزنت حور الجنان وأدمت الحجر والمدر وفطرت القلوب وأبكت العيون وزلزت عرش الرحمن لتبقى حرارتها تشتعل على مر السنين والأيام فلا تكاد تمر مناسبة إلا وذكرت فيها مصيبته لتمزج تلك المناسبة وإن كانت سعيدة بدموع الحزن على مصابه الجلل ، لتُختم تلك المصائب بفقد الأمة لنبيها الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليُفارق الدنيا ، وعلى إثر ذلك تُمتحن الأمة بعترته الذين قال فيهم المولى العزيز على لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ... قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... 23 سورة الشورى
ليُمحص المؤمن من المنافق من خلال توجهه واختياره فإن هو سلك منهاج النبي ووالى عترته فهو من طلاب الخير المرحومين من قبل الله والداخلين في زمرة أوليائه المخلدون في نعيم الجنان ، وإن هو حاد عن جادة الحق ومال عن منهاج خير المرسلين ووالى أعداء الدين الذين حاربوا أولياء الله وعترة رسوله فقد اختار بذلك طريق الهلاك والدخول في زمرة الشيطان الرجيم ليُغل في الآخرة بسلاسل من نار ويُسجر بمقامع من حديد ويخلد في جهنم وبئس المصير
نعم أيها الأحبة
ها هم المؤمنون اليوم وبعد أن عزوا الزهراء والأمير برحيل خير المرسلين قد تهيأوا لمصيبة ابنته البتول والتي بدأت خيوطها تنعقد في سقيفة بني ساعدة لتتم حياكتها بتنصيب من ليس له طاقة على إدارة شئون مجتمع فضلاً عن شئون أمة وإزاحة من نصبه الله أميراً على المؤمنين ، لتُمنع ريحانة المصطفى من البكاء على أبيها ومن ثم يُغتصب إرثها وبعد ذاك يتم الهجوم على دارها وعلى إثره تُعصر ويُسقط جنينها وتُكسر أضلاعها وينبت المسمار في صدرها ويسحب بعلها الليث بحمائل سيفه ليجبر على بيعة من لا بيعة له ، لتبقى الزهراء عليها السلام بعد تلك الحادثة الأليمة أياماً وليالي تصب الدمع وتشكو لربها فضاعة الجرم الواقع عليها ومن ثم ترحل عن هذه الحياة وهي غاضبة على من آذاها لتلقى الله وأبيها رسول الله وهي في حال كئيب
نعم المؤمنون اليوم وفي ختام لبسهم لثياب الحزن يُظهرون استنكارهم الشديد على الجرائم المرتكبة ضد سيدة نساء العالمين ويدعون لإمام زمانهم بتعجيل الفرج ليظهر ويُزيل الظلم والجور ويُعيد الحق إلى نصابه لتهنأ الأمة بحكم الله العادل على هذه الأرض التي مُلئت بالفتن منذ اللحظة التي فارق فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هذه الحياة ، فقد تعهدوا بأن لا يخلعوا ولا يتزينوا ولا يحتفلوا بأفراحهم إلا بعد أن يُسعدوا قلب الزهراء المقروح وتطيب نفوسهم بمباركة إمام زمانهم لهم وتقديره لمواساتهم الأحزان التي حلت عليه إثر المصائب العظام التي حوتها أيام محرم وصفر والتي تتجدد في كل عام