المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الذنب


وشآح الخجل
02-24-2012, 12:04 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف







لا ينبغي الرياء في كتمان المعصية

لا ينبغي الرياء في إظهار الطاعةوكذلك لا ينبغي في كتمان المعصية, توضيح ذلك إذا أدى شخص عبادة أو عملاً خيرياً سراً ثم أظهره بهدف طلب المنزلة والوجاهة لدى الناس كأن يقول: أعطيت المبلغ الفلاني إلى الفقير الفلاني, انشغلت الليلة الماضية بالصلاة والمناجاة وغير ذلك فهذا حرام بالتفصيل المتقدم. نعم إذا كان هدفه واقعاً من إظهار العمل هو فقط شكراً لله على التوفيق الذي تفضل به, أو حث شخص آخر وترغيبه للإشتراك في عمل الخير ذاك فلا ضرر في ذلك

كذلك إذا أخفى شخص ذنبه عن الناس حفاظاً على منزلته بينهم وحرصاً على استمرار مدحهم وثنائهم فإنه بذلك يكون مرائياً لأنه طلب المنزلة لدى الناس بإخفاء ذنبه وبعبارة أخرى: أظهر نفسه بمظهر الورع والتقوى والخائف من الله عبر إخفاء ذنبه

وكلما كان إخفاء الذنب ليس لإظهار طهارته وتقواه فليس رياءاً ولا حراماً بل إذا أخفى ذنبه عن الناس لأهداف صحيحة - سيأتي بيانها - فذلك حسن وفي بعض الموارد يكون واجباً





الأهداف الصحيحة لإخفاء الذنب

1 - لأنه علم أن الله ستار العيوب وهو يحب أن لا ينكشف ذنب أحد, فيخفي ذنبه لذلك, وشاهد الصدق على هذا عندما يكون الشخص يحب أن لا ينكشف ذنب أي مسلم كما يحب ذلك لنفسه. هذا يثبت أنه لله لا يحب أن يظهر ذنبه ولذلك أخفاه

2 - لأنه يعلم أنه إذا ظهر ذنبه فسيقع الناس في غيبته وذمه, كما يوجب ذلك تشوشه بحيث لا يوفق لحضور القلب والتوجه في العبادة أو أن ذلك يحرمه من بعض الخيرات, أو أن الناس يؤذونه من هنا لا يحب انكشاف ذنبه

3 - لأنه يتصف بالصفة الكريمة الحياء ومن كانت هذه صفته يخجل من انكشاف ذنبه, ولكي يحول دون خجله من الناس فإنه يخفي ذنبه, وطبعاً صفة الحياء مرضية عقلاً وشرعاً

روي عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم

الحياء شعبة من الإيمان

و

إن الله يحب الحيي

إلا أن مثل هذا الشخص ينبغي أن يكون أشد خجلاً من الإفتضاح أمام الله فلا يذنب من الأساس

وعلى أي حال فإن الذين يخفون ذنوبهم عن الناس حياءاً هم يقيناً أفضل من الذين لا يستحون, ولا يتورعون عن إظهار ذنوبهم

4 - لأنه علم أنه إذا اطلع آخر على ذنبه فستزول من نفسه الآخر

خطورة الذنب, ويستصغر الذنب وسيبتلى هو أيضاً بالتلوث والمعصية. مثلاً

إذا اطلع أفراد الأسرة أن أباهم أو كبيرهم لا يصلي أو يفطر عامداً من غير عذر في شهر رمضان أو يشرب الخمر فإن ذلك يترك أثره فيهم, وقد يتلوثون هم بهذا الذنب. وكذلك الأمر في كل كبير بالنسبة إلى من تحت يده فإنه يجب على الكبير إذا كان مبتلى بذنب أن يخفيه عنه حتى لا يكون سباً في جرأته على الذنب

مقتطفات من كتاب القلبُ السَّليم للسَّيّد عَبْد الحُسَيْن دَسْتغيْب


نسألكم الدعاء