دفئ القلوب
03-06-2012, 06:50 AM
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13002152261.gif (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدا وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد السيدة الجليلة الطاهرة
فاطمة المعصومة (http://noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37770)بنت الإمام الكاظم عليهما السلام
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12933213721.gif
السيّدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
هي السيّدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلويةالمباركة، وحفيدة الصدّيقة الزهراء عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) المطهّرين.
حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث.
أسماؤها وألقابها
1ـ فاطمة:
إن لهذا الاسم قدسية في نفوس أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليهم السلام)، ولذا ذكر بعض الباحثين أن جميع الأئمة http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif كانت لهم بنات بهذا الاسم، حتى أن أمير المؤمنين http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif الذي كان اسم أمّه فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) واسم زوجته فاطمة، كان له بنت اسمها فاطمة، وأنّ الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif كانت له أربع بنات بهذا الاسم،.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12865612311.gif
2ـ المعصومة:
ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بنت الإمام موسى بن جعفر http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-13.gif، فيقال في الأعم الأغلب:
فاطمة المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى:
فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif حيث قال:
من زار المعصومة بقم كمن زارني.
ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنها تدلّ على أنّ
السيدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بالمعصومة،
والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهمّ النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عمداً أو سهواً أو نسياناً، ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما في بعض المعصومين (عليهم السلام)،
وليست هي أمراً ظاهراً وإنّما هي حالة خفيّة من حالات النفس، ويستدلّ عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بالنص أو القرائن القطعية الدالّة على ثبوتها، كما أنّها أمر مشكك، أي ذات مراتب تتفاوت فيها القابليات والاستعدادات من شخص إلى آخر.
ـ كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت:
وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.
وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبىhttp://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifبهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) الإمام المعصوم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif في قصّة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له:
(عليك بكريمة أهل البيت)
مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة،
وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين، وأنّ مدينة قم حيث تضمّ مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد (عليهم السلام) ومنفراً لأهل العلم من شتى بقاع الأرض، يتلقّون علوم أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليهم السلام) محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا زالت هي والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم، وسيوافيك عن ذلك حديث.
ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد واختصّ أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.
أبوها
أجلّ ولْد الإمام الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif قدراً، وأعظمهم محلاًّ وأبعدهم في الناس صيتاً؛ لم يُرَ في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفساً وعِشرة؛ وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلّهم وأفقههم.
كنيته أبو الحسن، وهو أبوالحسن الأوّل، ويُعرف بالعبد الصالح، والكاظم. وقدنصّ على إمامته الإمام الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifفي حياته، وأوصى شيعته به من بعده.
ولد بالأبواء (موضع بين مكّةوالمدينة) يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة 124هـ، فأولَمَ الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifبعدولادته وأطعم الناس ثلاثاً.
وقبض ببغداد شهيداً بالسمّ في حبس الرشيد، على يد السِّندي بن شاهك يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 183هـ على المشهور، وعمره يومذاك 55 سنة. قام منها مع أبيه 20 سنة، وبعد أبيه 35 سنة، وهي مدّة خلافته وإمامته.
عاصر الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif قسماً من حكم المنصور، ثمّ ابنه محمّدالمهديّ ـ وقد حكم عشر سنين وشهراً وأيّاماً، ثمّ مُلك موسى الهادي فحكم سنة و15يوماً، ثمّ ملك هارون الرشيد بن محمّد المهديّ.
واستشهد الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بعد مضيّ 15 سنة من مُلك هارون، ودُفن ببغداد في الجانب الغربيّ، في المقبرة المعروفة
بمقابر قريش
(مدينة الكاظميّة الحاليّاً)، فصار يُعرف بعد شهادته
بـ «باب الحوائج»http://alshirazi.net/monasabat/monasabat/8alshirazi.net.jpg
أمّها
أمّ ولد يُقال لها سَكَن النُّوبيّة، وقيل:نجمة؛
وكُنيتهاأمّ البنين ؛ * اُمّها :
اتفق المؤرّخون وعلماء الأنساب أنّ اُمّ السيدة المعصومة (عليها السّلام) كانت جارية من أشراف العجم وفي السنام الأعلى منهم ، وكانت من فضلى النساء عقلاً وكياسة وديناً ؛ الأمر الذي دفع بالسيدة حميدة المصفاة ـ اُمّ الإمام الكاظم (عليه السّلام) ـ إلى شرائها وإسكانها معها في بيت الإمام الصادق (عليه السّلام) , فكان هذا الأمر مدعاةً لتعلق هذه الجارية بأهل هذا البيت وتمسكاً بهم , بحيث بلغ من إعظامها لمولاتها حميدة المصفاة أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها ؛ إجلالاً وتعظيماً لها .
كان لشرف بقائها في هذا البيت الطاهر السعادة الكبرى في أن تتلقى علوم أهل البيت (عليهم السّلام) وتصبح من أبرز تلامذة السيدة حميدة المصفاة , ممّا زاد إعجاب مولاتها فيها ؛ لذا أشارت السيدة حميدة على ابنها الإمام الكاظم (عليه السّلام) بالاقتران بها والزواج منها , فكان لها الشرف والفضل والكمال بهذا الزواج المبارك .
لم تلبث مدة حتّى منَّ الله تعالى عليها بأن صيّرها وعاءً طاهراً للإمامة ؛ حيث أصبحت اُمّاً للإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) , الولد البكر لها , ومن بعده بما يقرب العشرين عاماً منَّ الله تعالى عليها ثانية بولادة فاطمة المعصومة التي زادها شرفاً بأن كانت شقيقة للإمام الرضا (عليه السّلام) .
ذكر المؤرّخون أنّ لهذه الجارية أسماءَ عدّة , فكانت تسمى تُكتم ، ونجمة ، وأروى ، وسمانة ، واُمّ البنين ، وخيزران ، وصقر ، وشقراء ، والطاهرة(1) .
فيما أضاف البعض بأنّ من جملة أسمائها هو : سكينة ، وسلامة ، وتحية ، ونجية ، وسها ، وشهد(2) .
سُمّيت بالطاهرة بعد ولادة الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif؛
فالسيّدة المعصومة أخت الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif لأمّه وأبيه.
ولادتها ونشأتها
وُلدت السيّدة المعصومة في المدينة المنورة،
وترعرت في بيتالإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif.
فورثت عنه من نور أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم،وعُرفت على ألسنة الخواصّ بأنّها كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليهم السّلام.
نشأت السيّدة فاطمة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif،
لأنّ الرشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183هـ،
فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أنّ أولاد الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك.
أخوها الإمام الرضا عليه السّلام
خلّف الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بعد استشهاده أولاداً كثيرين ذاعت فضائلهم ومناقبهم في الخافقين،
وكان الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر وعظم الشأن وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ.
سُمّي http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بالرضا لأنّه كان رضى لله عزّوجلّ في سمائه، ورضى لرسوله والأئمّة عليهم السّلام بعده فيأرضه.
وقيل: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه،
كما رضي به الموافقون من أوليائه.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13002103082.gif
* سفرها إلى خراسان :
لما تسلّم المأمون العباسي زمام السلطة المطلقة للبلاد الإسلاميّة بعد مقتل أخيه الأمين على يدي طاهر بن الحسين قائد الجيوش الخراسانيّة التي أرسلها المأمون سنة (198) للهجرة , واعتلائه سدّة الحكم أمر جماعة من شَرَطته وقواد جيشه بالذهاب إلى مدينة الرسول (ص) ليصطحبوا معهم الإمام الرضا (عليه السّلام) من هناك إلى خراسان (عاصمة الخلافة العباسيّة) , زاعماً أنه يسلمه مقاليد الخلافة كونه الإمام المعصوم المفترض الطاعة .
اُخذ الإمام (عليه السّلام) قسراً إلى مدينة (مرو) مع علمه بأنّ شهادته ستكون على يد المأمون العباسي نفسه , وهو ما تحقق فعلاً بعد أن اُرغم الإمام (عليه السّلام) على قبول ولاية العهد ضمن شروطٍ ذكرتها جلّ كتب التاريخ .
وبعد مضي عام على سفر الإمام (عليه السّلام) , وحدوداً سنة (201) للهجرة لم تستطع السيدة فاطمة المعصومة (عليها السّلام) من تحمّل آلام الوحدة التي خلّفها عليها فراقُ شقيقِها الذي علم بحالتها وشوقها اللامتناهي إليه ، فكتب إليها بيد أحد غلمانه كتاباً يطلب منها القدوم إلى مقرّ إقامته في (مرو) . وما إن وصل الكتاب إليها ووقع بيدها حتّى تهيّأت للسفر وأعدّت العدّة للمسير إلى خراسان .
وقد ذكرت بعض المصادر أنها لما شدّت الرحال إلى أخيها تهيّأ معها ركبٌ قوامه اثنان وعشرون شخصاً ضمّ بعض إخوتها وأبنائهم وغلمانهم ، واتخذوا من الطريق المؤدّي إلى قم مساراً لهم إلى (مرو) . وفي الوقت نفسه تهيّأ ركب آخر قوامه ثلاثة آلاف شخص من بقية إخوتها ومَن انضمّ إليهم من بني أعمامهم وأولادهم , وأقاربهم ومواليهم وشيعتهم , وخرجوا قاصدين إلى (مرو) أيضاً ؛ حيث ذكروا أنّ الإمام (عليه السّلام) قد استأذن المأمون العباسي في قدومهم عليه (6) .
* أهم المحطات التي طوتها أثناء سفرها
اختار هذا الركب الأخير المسير إلى مدينة (مرو) عن طريق شيراز , وكان في طليعتهم أحمد ومحمّد والحسين أبناء الإمام الكاظم (عليه السّلام) , وما إن بلغوا أطراف مدينة شيراز , ووصلت أخبارهم إلى أسماع المأمون حتّى جُنّ جنونه , وأوعز إلى ولاته بصدّهم ومنعهم عن المسير , ومن ثمّ إرجاعهم إلى المدينة المنورة .
وعلى إثر هذه الأوامر الصادرة من مقر الحكومة العباسية خرج إلى هذا الركب جيشٌ قوامه أربعون ألفاً تحت إمرة والي شيراز ليقطعوا عليهم الطريق ، وبعد محاولة فاشلة في ردّهم عن الوجهة التي هم قاصدوها دخل الطرفان في معركة دامية أسفرت عن انكسار الوالي وجنوده ، فلجأ هذا الأخير ومَن معه إلى الحيلة والمكر ؛ فأشاعوا بين صفوف الركب العلوي : إنْ كان الغرض من سفركم هذا هو لقاء الإمام الرضا (عليه السّلام) فإنه قد مات ؛ الأمر الذي أدّى إلى زعزعة أفراد هذا الركب وتشتت شملهم وتفرّقهم في أطراف البلاد(7) .
وأمّا ركب السيدة فاطمة المعصومة (عليها السّلام) فقد اتخذ طريق قم ـ كما أسلفنا ـ مسلكاً للوصول إلى مدينة (مرو) ، ولكن ما إن وصل إلى ساوه ـ وهي بلدة لا تبعد كثيراً عن قم ـ حتّى حُوصر هو الآخر من قِبل أهلها ، فوقعت معركة دامية قُتل فيها إخوة السيدة فاطمة وأبناؤهم , وتشرّد مَن بقي منهم ، بحيث وصل الحال بأهل ساوه أن يهجموا على هارون ابن الإمام الكاظم (عليه السّلام) وهو يتناول الطعام ويقتلوه(8) .
ولما شاهدت فاطمة المعصومة إخوتها وأبناءهم صرعى مجزّرين , وقد قطّع القوم أجسادَهم وتركوها أشلاءً مبعثرة في تلك البقعة النائية , أصابها الإعياءُ والحزن الشديد , وأخذها المرض , وضعفت قواها بحيث لم تعد قادرة على مواصلة السفر (9) .
* تاريخ وصولها إلى قم :
لم تكن أرض ساوة ولا أهلها آنذاك أهلاً لاستضافتها وإكرامها ، وعليه فلا بدّ لها أن ترحل عن هذه الأرض إلى قم ، فسألت عن المسافة بينهما , فقيل لها : عشرة فراسخ ، فأمرت خادمها أن يحملها إلى هناك .
وما إن بلغ أهلَ قم نبأُ قرب وصولها إلى مدينتهم حتّى خرجوا زرافاتٍ لاستقبالها ، وكان في طليعتهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها واصطحبها إلى منزله(10) , فكان دخولها إلى هذه البلدة الطيبة يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوّل . وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً .
فأمر بتغسيلها وتكفينها ، وصلّى عليها ، ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البواري ، إلى أن بَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد ( عليه السلام ) عليها قبّة
وفاتها :
توفّيت السيّدة المعصومة في العاشر من ربيع الثاني 201 هـ ، ودفنت بمدينة قم المقدّسةحول زواج السيّدة المعصومة
إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها
السيّدة المعصومة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام،
والضغط الشديد والارهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد الرشيد، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم
الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif..
يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات
الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif.
ولقد كان العلويّون والطالبيّون مُلاحَقين مُشرّدين،
يلاحقهم جلاوزة الرشيد أينما حَلُّوا.
أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرؤ
ـ وقد عرف عداء الرشيد للكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif ـ
على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته
للإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif، كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifـ وهو العارف بهذا الظرف العصيبـ يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.
ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة،
وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما
أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليهم السّلام في زمن العبّاسيين عامّة،
وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص.
من كرامات السيّدة المعصومة عليهاالسّلام
حمزةالاذربيجانيّ
بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى دول عديدة، فُتحت أبواب السفر بين إيران وجمهورية آذربيجان، فصمّم عدد من مسؤولي الحوزة العلميّة في قمّ على السفر إلى آذربيجان لاختيار عدد من شبابها اللائقين، لدعوتهم للمجيء إلى قم لدراسة العلوم الإسلاميّة،
من أجل أن يكونوا في المستقبل مبلّغين في بلادهم يسدّون الخلل الموجود في التثقيف الإسلامي في تلك البلاد، ذلك الخلل الذي سبّبه الحكم الشيوعي الظالم هناك.
وفي «نخجوان» التقَوا بشاب يُدعى «حمزة» طلب منهم السماح له بالسفر إلى قمّ للدراسة في حوزتها، فاعتذر منه أولئك المسؤولون،
لأنّ من شروط الاختيار سلامة أعضاء بدن الفرد،
وكانت إحدى عيني «حمزة» معيوبة لا تبصر، وكان عيبها ظاهراً للعيان، وبطبيعة الحال فإنّ وجود نقص عضويّ ظاهر لدى الفرد المبلّغ ربّما يؤثّر سلباً في مدى تجاوب الناس معه.
ذرف «حمزة» الدموع سِخاناً، وتساءل:
لماذا أُحرم من هذه النعمة مع وجود الرغبة الشديدة للتعلّم لديّ ؟!
أصرّ والده أيضاً على قبوله لئلاّ يَترك رفضُه أثراً سيّئاً في نفسيّته، فلم يجد المسؤول ونبُدّاً
ـ تحت تأثير العاطفة الإنسانيّة ـ من قبوله.
عادوا ومعهم حمزة مع عدد من الشبان المتطوّعين للدراسة،
وجرى في العاصمة استقبال لهؤلاء الشباب الآذربيجانيين المتحمّسين، وصُوّرت تفاصيل ذلك الاستقبال وفي ضمن تصوير الفلم عمد أحد المصوّرين ـ لسببٍ ما ـ إلى التركيز على عين الشاب حمزة المطفأة،
فركّز عدسته عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وقرّبها عدّة مرّات خلال مراسم الاستقبال.
بعدها ذهب أولئك الشباب إلى الحوزة العلميّة في قمّ، وتمّ إسكانهم في إحدى المدارس الدينيّة،
فسُلّم مسؤول تلك المدرسة نسخة من فيلم من تلك المراسم ليحفظه في أرشيف المدرسة.
وحصل في أحد الأيّام أن عرض مسؤول المدرسة ذلك الفلم في قاعة المدرسة أمام أولئك القادمين الجدد، كنوع من أنواع الترفيه عنهم، فإذا باولئك الشباب ـ وكانت أعمارهم صغيرة نسبياً ـ يقهقهون ويتضاحكون كلّما ركّزت عدسة المصوّر على عين «حمزة»،
حتّى أحس صديقهم «حمزة» في تلك الجلسة بالضعة والهوان، وأضحت الحياة تافهة أمام عينيه، فصمّم على جمع لوازمهوالعودة إلى بلده، لأنّه أدرك أنّه سيغدو أضحوكة لهؤلاء الشباب الصغار.
نهض «حمزة» ليتشرّف بالذهاب إلى الحرم المطهّر للسيّدة المعصومة سلام الله عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بقلب منكسر، فذرف دموعه بحرقة، وناجاها بلوعة:
يا بنت باب الحوائج، لقد قطعتُ مئات الأميال من أجل أن أدرس تحت ظلالك، فأُصبح مبلّغاً لديني،
لكنْ لا طاقة لي على تحمّل كلّ هذا التحقير والاستهزاء، وها أنا أُجبر على العودة إلى بلدي ومدينتي،
فأُحرم من نعمة مجاورة حرمك!
وهكذا باح للسيّدة كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت بمكنونات قلبه،
وما انعقد عليه ضميره، ثمّ نهض وفي الحلق شجى، وفي القلب حزن وأسى، فودّع السيّدة المعصومة الوداع الأخير،
وملأ من منظر ضريحها النوراني وقبّتها المتلألئة بصره،
وعاد أدراجه إلى المدرسة.
لكنّه لم يخطُ خارج الصحن الشريف إلاّ خطوات قليلة،حتّى صادف أحد زملائه في الدراسة، فسلّم عليه حمزة، فردّ عليه السّلام باستغراب
وكأنّه لا يعرفه!
فناداه حمزة باسمه، فعاد يتأمّل وجه حمزة في حيرة واندهاش،
فناداه وتساءل: أأنت يا حمزة ؟!
فأجابه: نعم، ولكن ما الأمر؟
فردّ: فما بال عينك؟!
ففطن حمزة ـ ويا للفرحة!
أنّ عينه المطفأة المحزونة قد شُفيت ببركة السيّدة المعصومة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، وأدرك أن كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) لم تمسح بيدها على قلبه الحزين وتُعيد إليه كرامته واحترامه فحسب..
بل إنّه سيعيش إلى جوارها كفرد عزيز فخور،
وأنّه سيُعَدّ عند عودته إلى آذربيجان أحدى معجزات أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) الأطهار عليهم السّلام في تلك الديار.
حمزة أحد طلبة الحوزة العلمية في قمّ، يشترك في المجالس والمحافل ويشرح قصّته بحماسة وشغف كبيرَين، ويبدي شكره وامتنانه العميقين ل
كريمة أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام.
وهناك أكثر من مائة طالب آذربيجانيّ يشهدون على هذه الواقعة، فضلاً عن الفلم المسجّل الموجود في أرشيف المدرسة.
ومنها: ما نقله الميرزا موسى فراهاني عن مسؤول حراسة حرم السيدة المعصومة (عليها السلام) أنّه في ليلة من ليالي سنة 1300هـ، كنت أتولّى فيها الحراسة فجيء بامرأة من كاشان مصابة بالشّلل للاستشفاء وربطت بالضّريح
وفي الساعة المقرّرة لإغلاق أبواب الحرم بقيت هذه المرأة في الحرم وأغلقت الأبواب، وكنت خارج الحرم أتولّى الحراسة
بعد منتصف الليل سمعت صوت المرأة وهي تقول: لقد شافتني
فتحت باب الحرم ورأيت تلك المرأة السعيدة وقد شفيت، فسألتها عن كيفيّة شفائها، فقالت: أصابني العطش الشديد وخجلت أن أدقّ الباب وأطلب منك الماء، ولذا نمت بعطشي، فرأيت في منامي أنّها أعطتني قدحاً من الماء، وقالت: اشربي هذا الماء وستجدين الشّفاء
فشربت الماء وانتبهت من النوم ولا أثر للعطش ولا للمرضومنها: ما نقل متواتراً عن المحروم السيد محمد الرضوي أحد خدّام الحرم المطهّر، قال: في ليلة رأيت السيدة المعصومة في عالم الرؤيا وهي تقول: قم وأضئ مصابيح المنائر، فانتبهت من نومي، ونظرت إلى الساعة فرأيت أنّه بقي أربع ساعات إلى أذان الصبح، فعدت إلى النوم ثانية، فرأيت نفس الرؤيا بعينها، ولكني عدت إلى النوم، وفي المرّة الثالثة رأيت نفس الرؤيا وقالت لي بغضب: ألم أقل لك أن تقوم وتضيء مصابيح المنائر؟ فقمت وأضأت المصابيح، وكان الجوّ شديد البرودة والثلج يتساقط بغزارة وقد غطّى الأماكن
وفي اليوم التالي كان الجوّ صحواً، وكنت واقفاً في الصّحن المطهّر فرأيت جمعاً من الزوار يتحدّثون وأحدهم يقول للآخر: كم يجب علينا أن نشكر هذه السيدة، ولو تأخرت إضاءة المصابيح دقائق معدودة لهلكنا من شدّة البرد
فتبيّن أنّ هؤلاء الزوّار على إثر تساقط الثلج بغزارة واختفاء معالم البلد قد ضلّوا الطريق، وبقوا في وسط الصحراء، ولكن لمّا أمرتني السيدة بإضاءة المصابيح بانت معالم المدينة لهم وأوصلوا أنفسهم إليها، ونجوا من أذى البرد وشدّته
نص زيارة السيدة المعصومه
السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وخديجة، السلام عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا أخت ولي الله، السلام عليك يا عمّة ولي الله، السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك، عرّف الله بيننا وبينكم في الجنّة، وحشرنا في زمرتكم، وأوردنا حوض نبيّكم، وسقانا بكأس جدّكم، من يد علي بن أبي طالب، صلوات الله عليكم، أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج، وأن يجمعنا وإيّاكم في زمرة جدّكم محمد (صلّى الله عليه وآله)، وأن لا يسلبنا معرفتكم إنّه وليّ قدير.
أتقرّب إلى الله بحبّكم، والبراءة من أعدائكم، والتسليم إلى الله راضياً به، غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راضٍ، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة،
يا فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) اشفعي لي في الجنة فإنّ لك عند الله شأناً من الشأن.
اللهم إنّي أسألك أن تختم لي بالسعادة، فلا تسلب منّي ما أنا فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم استجب لنا وتقبّله بكرمك وعزتك، وبرحمتك وعافيتك، وصلى الله على محمد وآله أجمعين، وسلّم تسليماً يا أرحم الراحمين.السلام عليك ايتها السيدة العابدة
والغريبة الصابرة
الداعية الى الله سراً وجهراً
فاز متبعك ونجا مصدقك
وخاب وخسر مكذبك
السلام عليك يا فاطمة بنت موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدا وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد السيدة الجليلة الطاهرة
فاطمة المعصومة (http://noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37770)بنت الإمام الكاظم عليهما السلام
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12933213721.gif
السيّدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
هي السيّدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلويةالمباركة، وحفيدة الصدّيقة الزهراء عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) المطهّرين.
حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث.
أسماؤها وألقابها
1ـ فاطمة:
إن لهذا الاسم قدسية في نفوس أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليهم السلام)، ولذا ذكر بعض الباحثين أن جميع الأئمة http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif كانت لهم بنات بهذا الاسم، حتى أن أمير المؤمنين http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif الذي كان اسم أمّه فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) واسم زوجته فاطمة، كان له بنت اسمها فاطمة، وأنّ الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif كانت له أربع بنات بهذا الاسم،.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/12865612311.gif
2ـ المعصومة:
ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بنت الإمام موسى بن جعفر http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-13.gif، فيقال في الأعم الأغلب:
فاطمة المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى:
فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif حيث قال:
من زار المعصومة بقم كمن زارني.
ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنها تدلّ على أنّ
السيدة فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بالمعصومة،
والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهمّ النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عمداً أو سهواً أو نسياناً، ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما في بعض المعصومين (عليهم السلام)،
وليست هي أمراً ظاهراً وإنّما هي حالة خفيّة من حالات النفس، ويستدلّ عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بالنص أو القرائن القطعية الدالّة على ثبوتها، كما أنّها أمر مشكك، أي ذات مراتب تتفاوت فيها القابليات والاستعدادات من شخص إلى آخر.
ـ كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت:
وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.
وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبىhttp://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifبهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) الإمام المعصوم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif في قصّة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له:
(عليك بكريمة أهل البيت)
مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة،
وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين، وأنّ مدينة قم حيث تضمّ مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد (عليهم السلام) ومنفراً لأهل العلم من شتى بقاع الأرض، يتلقّون علوم أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) (عليهم السلام) محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا زالت هي والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم، وسيوافيك عن ذلك حديث.
ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد واختصّ أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.
أبوها
أجلّ ولْد الإمام الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif قدراً، وأعظمهم محلاًّ وأبعدهم في الناس صيتاً؛ لم يُرَ في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفساً وعِشرة؛ وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلّهم وأفقههم.
كنيته أبو الحسن، وهو أبوالحسن الأوّل، ويُعرف بالعبد الصالح، والكاظم. وقدنصّ على إمامته الإمام الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifفي حياته، وأوصى شيعته به من بعده.
ولد بالأبواء (موضع بين مكّةوالمدينة) يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة 124هـ، فأولَمَ الصادق http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifبعدولادته وأطعم الناس ثلاثاً.
وقبض ببغداد شهيداً بالسمّ في حبس الرشيد، على يد السِّندي بن شاهك يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 183هـ على المشهور، وعمره يومذاك 55 سنة. قام منها مع أبيه 20 سنة، وبعد أبيه 35 سنة، وهي مدّة خلافته وإمامته.
عاصر الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif قسماً من حكم المنصور، ثمّ ابنه محمّدالمهديّ ـ وقد حكم عشر سنين وشهراً وأيّاماً، ثمّ مُلك موسى الهادي فحكم سنة و15يوماً، ثمّ ملك هارون الرشيد بن محمّد المهديّ.
واستشهد الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بعد مضيّ 15 سنة من مُلك هارون، ودُفن ببغداد في الجانب الغربيّ، في المقبرة المعروفة
بمقابر قريش
(مدينة الكاظميّة الحاليّاً)، فصار يُعرف بعد شهادته
بـ «باب الحوائج»http://alshirazi.net/monasabat/monasabat/8alshirazi.net.jpg
أمّها
أمّ ولد يُقال لها سَكَن النُّوبيّة، وقيل:نجمة؛
وكُنيتهاأمّ البنين ؛ * اُمّها :
اتفق المؤرّخون وعلماء الأنساب أنّ اُمّ السيدة المعصومة (عليها السّلام) كانت جارية من أشراف العجم وفي السنام الأعلى منهم ، وكانت من فضلى النساء عقلاً وكياسة وديناً ؛ الأمر الذي دفع بالسيدة حميدة المصفاة ـ اُمّ الإمام الكاظم (عليه السّلام) ـ إلى شرائها وإسكانها معها في بيت الإمام الصادق (عليه السّلام) , فكان هذا الأمر مدعاةً لتعلق هذه الجارية بأهل هذا البيت وتمسكاً بهم , بحيث بلغ من إعظامها لمولاتها حميدة المصفاة أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها ؛ إجلالاً وتعظيماً لها .
كان لشرف بقائها في هذا البيت الطاهر السعادة الكبرى في أن تتلقى علوم أهل البيت (عليهم السّلام) وتصبح من أبرز تلامذة السيدة حميدة المصفاة , ممّا زاد إعجاب مولاتها فيها ؛ لذا أشارت السيدة حميدة على ابنها الإمام الكاظم (عليه السّلام) بالاقتران بها والزواج منها , فكان لها الشرف والفضل والكمال بهذا الزواج المبارك .
لم تلبث مدة حتّى منَّ الله تعالى عليها بأن صيّرها وعاءً طاهراً للإمامة ؛ حيث أصبحت اُمّاً للإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) , الولد البكر لها , ومن بعده بما يقرب العشرين عاماً منَّ الله تعالى عليها ثانية بولادة فاطمة المعصومة التي زادها شرفاً بأن كانت شقيقة للإمام الرضا (عليه السّلام) .
ذكر المؤرّخون أنّ لهذه الجارية أسماءَ عدّة , فكانت تسمى تُكتم ، ونجمة ، وأروى ، وسمانة ، واُمّ البنين ، وخيزران ، وصقر ، وشقراء ، والطاهرة(1) .
فيما أضاف البعض بأنّ من جملة أسمائها هو : سكينة ، وسلامة ، وتحية ، ونجية ، وسها ، وشهد(2) .
سُمّيت بالطاهرة بعد ولادة الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif؛
فالسيّدة المعصومة أخت الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif لأمّه وأبيه.
ولادتها ونشأتها
وُلدت السيّدة المعصومة في المدينة المنورة،
وترعرت في بيتالإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif.
فورثت عنه من نور أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم،وعُرفت على ألسنة الخواصّ بأنّها كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليهم السّلام.
نشأت السيّدة فاطمة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif،
لأنّ الرشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183هـ،
فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أنّ أولاد الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك.
أخوها الإمام الرضا عليه السّلام
خلّف الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بعد استشهاده أولاداً كثيرين ذاعت فضائلهم ومناقبهم في الخافقين،
وكان الإمام الرضا http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر وعظم الشأن وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ.
سُمّي http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif بالرضا لأنّه كان رضى لله عزّوجلّ في سمائه، ورضى لرسوله والأئمّة عليهم السّلام بعده فيأرضه.
وقيل: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه،
كما رضي به الموافقون من أوليائه.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13002103082.gif
* سفرها إلى خراسان :
لما تسلّم المأمون العباسي زمام السلطة المطلقة للبلاد الإسلاميّة بعد مقتل أخيه الأمين على يدي طاهر بن الحسين قائد الجيوش الخراسانيّة التي أرسلها المأمون سنة (198) للهجرة , واعتلائه سدّة الحكم أمر جماعة من شَرَطته وقواد جيشه بالذهاب إلى مدينة الرسول (ص) ليصطحبوا معهم الإمام الرضا (عليه السّلام) من هناك إلى خراسان (عاصمة الخلافة العباسيّة) , زاعماً أنه يسلمه مقاليد الخلافة كونه الإمام المعصوم المفترض الطاعة .
اُخذ الإمام (عليه السّلام) قسراً إلى مدينة (مرو) مع علمه بأنّ شهادته ستكون على يد المأمون العباسي نفسه , وهو ما تحقق فعلاً بعد أن اُرغم الإمام (عليه السّلام) على قبول ولاية العهد ضمن شروطٍ ذكرتها جلّ كتب التاريخ .
وبعد مضي عام على سفر الإمام (عليه السّلام) , وحدوداً سنة (201) للهجرة لم تستطع السيدة فاطمة المعصومة (عليها السّلام) من تحمّل آلام الوحدة التي خلّفها عليها فراقُ شقيقِها الذي علم بحالتها وشوقها اللامتناهي إليه ، فكتب إليها بيد أحد غلمانه كتاباً يطلب منها القدوم إلى مقرّ إقامته في (مرو) . وما إن وصل الكتاب إليها ووقع بيدها حتّى تهيّأت للسفر وأعدّت العدّة للمسير إلى خراسان .
وقد ذكرت بعض المصادر أنها لما شدّت الرحال إلى أخيها تهيّأ معها ركبٌ قوامه اثنان وعشرون شخصاً ضمّ بعض إخوتها وأبنائهم وغلمانهم ، واتخذوا من الطريق المؤدّي إلى قم مساراً لهم إلى (مرو) . وفي الوقت نفسه تهيّأ ركب آخر قوامه ثلاثة آلاف شخص من بقية إخوتها ومَن انضمّ إليهم من بني أعمامهم وأولادهم , وأقاربهم ومواليهم وشيعتهم , وخرجوا قاصدين إلى (مرو) أيضاً ؛ حيث ذكروا أنّ الإمام (عليه السّلام) قد استأذن المأمون العباسي في قدومهم عليه (6) .
* أهم المحطات التي طوتها أثناء سفرها
اختار هذا الركب الأخير المسير إلى مدينة (مرو) عن طريق شيراز , وكان في طليعتهم أحمد ومحمّد والحسين أبناء الإمام الكاظم (عليه السّلام) , وما إن بلغوا أطراف مدينة شيراز , ووصلت أخبارهم إلى أسماع المأمون حتّى جُنّ جنونه , وأوعز إلى ولاته بصدّهم ومنعهم عن المسير , ومن ثمّ إرجاعهم إلى المدينة المنورة .
وعلى إثر هذه الأوامر الصادرة من مقر الحكومة العباسية خرج إلى هذا الركب جيشٌ قوامه أربعون ألفاً تحت إمرة والي شيراز ليقطعوا عليهم الطريق ، وبعد محاولة فاشلة في ردّهم عن الوجهة التي هم قاصدوها دخل الطرفان في معركة دامية أسفرت عن انكسار الوالي وجنوده ، فلجأ هذا الأخير ومَن معه إلى الحيلة والمكر ؛ فأشاعوا بين صفوف الركب العلوي : إنْ كان الغرض من سفركم هذا هو لقاء الإمام الرضا (عليه السّلام) فإنه قد مات ؛ الأمر الذي أدّى إلى زعزعة أفراد هذا الركب وتشتت شملهم وتفرّقهم في أطراف البلاد(7) .
وأمّا ركب السيدة فاطمة المعصومة (عليها السّلام) فقد اتخذ طريق قم ـ كما أسلفنا ـ مسلكاً للوصول إلى مدينة (مرو) ، ولكن ما إن وصل إلى ساوه ـ وهي بلدة لا تبعد كثيراً عن قم ـ حتّى حُوصر هو الآخر من قِبل أهلها ، فوقعت معركة دامية قُتل فيها إخوة السيدة فاطمة وأبناؤهم , وتشرّد مَن بقي منهم ، بحيث وصل الحال بأهل ساوه أن يهجموا على هارون ابن الإمام الكاظم (عليه السّلام) وهو يتناول الطعام ويقتلوه(8) .
ولما شاهدت فاطمة المعصومة إخوتها وأبناءهم صرعى مجزّرين , وقد قطّع القوم أجسادَهم وتركوها أشلاءً مبعثرة في تلك البقعة النائية , أصابها الإعياءُ والحزن الشديد , وأخذها المرض , وضعفت قواها بحيث لم تعد قادرة على مواصلة السفر (9) .
* تاريخ وصولها إلى قم :
لم تكن أرض ساوة ولا أهلها آنذاك أهلاً لاستضافتها وإكرامها ، وعليه فلا بدّ لها أن ترحل عن هذه الأرض إلى قم ، فسألت عن المسافة بينهما , فقيل لها : عشرة فراسخ ، فأمرت خادمها أن يحملها إلى هناك .
وما إن بلغ أهلَ قم نبأُ قرب وصولها إلى مدينتهم حتّى خرجوا زرافاتٍ لاستقبالها ، وكان في طليعتهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها واصطحبها إلى منزله(10) , فكان دخولها إلى هذه البلدة الطيبة يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوّل . وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً .
فأمر بتغسيلها وتكفينها ، وصلّى عليها ، ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البواري ، إلى أن بَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد ( عليه السلام ) عليها قبّة
وفاتها :
توفّيت السيّدة المعصومة في العاشر من ربيع الثاني 201 هـ ، ودفنت بمدينة قم المقدّسةحول زواج السيّدة المعصومة
إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها
السيّدة المعصومة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام،
والضغط الشديد والارهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد الرشيد، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم
الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif..
يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات
الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif.
ولقد كان العلويّون والطالبيّون مُلاحَقين مُشرّدين،
يلاحقهم جلاوزة الرشيد أينما حَلُّوا.
أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرؤ
ـ وقد عرف عداء الرشيد للكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif ـ
على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته
للإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif، كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gifـ وهو العارف بهذا الظرف العصيبـ يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.
ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة،
وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم http://www.alseraj.net/alseraj1/pages_files/Text-10.gif
أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما
أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليهم السّلام في زمن العبّاسيين عامّة،
وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص.
من كرامات السيّدة المعصومة عليهاالسّلام
حمزةالاذربيجانيّ
بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى دول عديدة، فُتحت أبواب السفر بين إيران وجمهورية آذربيجان، فصمّم عدد من مسؤولي الحوزة العلميّة في قمّ على السفر إلى آذربيجان لاختيار عدد من شبابها اللائقين، لدعوتهم للمجيء إلى قم لدراسة العلوم الإسلاميّة،
من أجل أن يكونوا في المستقبل مبلّغين في بلادهم يسدّون الخلل الموجود في التثقيف الإسلامي في تلك البلاد، ذلك الخلل الذي سبّبه الحكم الشيوعي الظالم هناك.
وفي «نخجوان» التقَوا بشاب يُدعى «حمزة» طلب منهم السماح له بالسفر إلى قمّ للدراسة في حوزتها، فاعتذر منه أولئك المسؤولون،
لأنّ من شروط الاختيار سلامة أعضاء بدن الفرد،
وكانت إحدى عيني «حمزة» معيوبة لا تبصر، وكان عيبها ظاهراً للعيان، وبطبيعة الحال فإنّ وجود نقص عضويّ ظاهر لدى الفرد المبلّغ ربّما يؤثّر سلباً في مدى تجاوب الناس معه.
ذرف «حمزة» الدموع سِخاناً، وتساءل:
لماذا أُحرم من هذه النعمة مع وجود الرغبة الشديدة للتعلّم لديّ ؟!
أصرّ والده أيضاً على قبوله لئلاّ يَترك رفضُه أثراً سيّئاً في نفسيّته، فلم يجد المسؤول ونبُدّاً
ـ تحت تأثير العاطفة الإنسانيّة ـ من قبوله.
عادوا ومعهم حمزة مع عدد من الشبان المتطوّعين للدراسة،
وجرى في العاصمة استقبال لهؤلاء الشباب الآذربيجانيين المتحمّسين، وصُوّرت تفاصيل ذلك الاستقبال وفي ضمن تصوير الفلم عمد أحد المصوّرين ـ لسببٍ ما ـ إلى التركيز على عين الشاب حمزة المطفأة،
فركّز عدسته عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وقرّبها عدّة مرّات خلال مراسم الاستقبال.
بعدها ذهب أولئك الشباب إلى الحوزة العلميّة في قمّ، وتمّ إسكانهم في إحدى المدارس الدينيّة،
فسُلّم مسؤول تلك المدرسة نسخة من فيلم من تلك المراسم ليحفظه في أرشيف المدرسة.
وحصل في أحد الأيّام أن عرض مسؤول المدرسة ذلك الفلم في قاعة المدرسة أمام أولئك القادمين الجدد، كنوع من أنواع الترفيه عنهم، فإذا باولئك الشباب ـ وكانت أعمارهم صغيرة نسبياً ـ يقهقهون ويتضاحكون كلّما ركّزت عدسة المصوّر على عين «حمزة»،
حتّى أحس صديقهم «حمزة» في تلك الجلسة بالضعة والهوان، وأضحت الحياة تافهة أمام عينيه، فصمّم على جمع لوازمهوالعودة إلى بلده، لأنّه أدرك أنّه سيغدو أضحوكة لهؤلاء الشباب الصغار.
نهض «حمزة» ليتشرّف بالذهاب إلى الحرم المطهّر للسيّدة المعصومة سلام الله عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) بقلب منكسر، فذرف دموعه بحرقة، وناجاها بلوعة:
يا بنت باب الحوائج، لقد قطعتُ مئات الأميال من أجل أن أدرس تحت ظلالك، فأُصبح مبلّغاً لديني،
لكنْ لا طاقة لي على تحمّل كلّ هذا التحقير والاستهزاء، وها أنا أُجبر على العودة إلى بلدي ومدينتي،
فأُحرم من نعمة مجاورة حرمك!
وهكذا باح للسيّدة كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت بمكنونات قلبه،
وما انعقد عليه ضميره، ثمّ نهض وفي الحلق شجى، وفي القلب حزن وأسى، فودّع السيّدة المعصومة الوداع الأخير،
وملأ من منظر ضريحها النوراني وقبّتها المتلألئة بصره،
وعاد أدراجه إلى المدرسة.
لكنّه لم يخطُ خارج الصحن الشريف إلاّ خطوات قليلة،حتّى صادف أحد زملائه في الدراسة، فسلّم عليه حمزة، فردّ عليه السّلام باستغراب
وكأنّه لا يعرفه!
فناداه حمزة باسمه، فعاد يتأمّل وجه حمزة في حيرة واندهاش،
فناداه وتساءل: أأنت يا حمزة ؟!
فأجابه: نعم، ولكن ما الأمر؟
فردّ: فما بال عينك؟!
ففطن حمزة ـ ويا للفرحة!
أنّ عينه المطفأة المحزونة قد شُفيت ببركة السيّدة المعصومة عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام، وأدرك أن كريمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) لم تمسح بيدها على قلبه الحزين وتُعيد إليه كرامته واحترامه فحسب..
بل إنّه سيعيش إلى جوارها كفرد عزيز فخور،
وأنّه سيُعَدّ عند عودته إلى آذربيجان أحدى معجزات أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) الأطهار عليهم السّلام في تلك الديار.
حمزة أحد طلبة الحوزة العلمية في قمّ، يشترك في المجالس والمحافل ويشرح قصّته بحماسة وشغف كبيرَين، ويبدي شكره وامتنانه العميقين ل
كريمة أهل البيت (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) عليها (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) السّلام.
وهناك أكثر من مائة طالب آذربيجانيّ يشهدون على هذه الواقعة، فضلاً عن الفلم المسجّل الموجود في أرشيف المدرسة.
ومنها: ما نقله الميرزا موسى فراهاني عن مسؤول حراسة حرم السيدة المعصومة (عليها السلام) أنّه في ليلة من ليالي سنة 1300هـ، كنت أتولّى فيها الحراسة فجيء بامرأة من كاشان مصابة بالشّلل للاستشفاء وربطت بالضّريح
وفي الساعة المقرّرة لإغلاق أبواب الحرم بقيت هذه المرأة في الحرم وأغلقت الأبواب، وكنت خارج الحرم أتولّى الحراسة
بعد منتصف الليل سمعت صوت المرأة وهي تقول: لقد شافتني
فتحت باب الحرم ورأيت تلك المرأة السعيدة وقد شفيت، فسألتها عن كيفيّة شفائها، فقالت: أصابني العطش الشديد وخجلت أن أدقّ الباب وأطلب منك الماء، ولذا نمت بعطشي، فرأيت في منامي أنّها أعطتني قدحاً من الماء، وقالت: اشربي هذا الماء وستجدين الشّفاء
فشربت الماء وانتبهت من النوم ولا أثر للعطش ولا للمرضومنها: ما نقل متواتراً عن المحروم السيد محمد الرضوي أحد خدّام الحرم المطهّر، قال: في ليلة رأيت السيدة المعصومة في عالم الرؤيا وهي تقول: قم وأضئ مصابيح المنائر، فانتبهت من نومي، ونظرت إلى الساعة فرأيت أنّه بقي أربع ساعات إلى أذان الصبح، فعدت إلى النوم ثانية، فرأيت نفس الرؤيا بعينها، ولكني عدت إلى النوم، وفي المرّة الثالثة رأيت نفس الرؤيا وقالت لي بغضب: ألم أقل لك أن تقوم وتضيء مصابيح المنائر؟ فقمت وأضأت المصابيح، وكان الجوّ شديد البرودة والثلج يتساقط بغزارة وقد غطّى الأماكن
وفي اليوم التالي كان الجوّ صحواً، وكنت واقفاً في الصّحن المطهّر فرأيت جمعاً من الزوار يتحدّثون وأحدهم يقول للآخر: كم يجب علينا أن نشكر هذه السيدة، ولو تأخرت إضاءة المصابيح دقائق معدودة لهلكنا من شدّة البرد
فتبيّن أنّ هؤلاء الزوّار على إثر تساقط الثلج بغزارة واختفاء معالم البلد قد ضلّوا الطريق، وبقوا في وسط الصحراء، ولكن لمّا أمرتني السيدة بإضاءة المصابيح بانت معالم المدينة لهم وأوصلوا أنفسهم إليها، ونجوا من أذى البرد وشدّته
نص زيارة السيدة المعصومه
السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) وخديجة، السلام عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا أخت ولي الله، السلام عليك يا عمّة ولي الله، السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك، عرّف الله بيننا وبينكم في الجنّة، وحشرنا في زمرتكم، وأوردنا حوض نبيّكم، وسقانا بكأس جدّكم، من يد علي بن أبي طالب، صلوات الله عليكم، أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج، وأن يجمعنا وإيّاكم في زمرة جدّكم محمد (صلّى الله عليه وآله)، وأن لا يسلبنا معرفتكم إنّه وليّ قدير.
أتقرّب إلى الله بحبّكم، والبراءة من أعدائكم، والتسليم إلى الله راضياً به، غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راضٍ، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة،
يا فاطمة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=37786) اشفعي لي في الجنة فإنّ لك عند الله شأناً من الشأن.
اللهم إنّي أسألك أن تختم لي بالسعادة، فلا تسلب منّي ما أنا فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم استجب لنا وتقبّله بكرمك وعزتك، وبرحمتك وعافيتك، وصلى الله على محمد وآله أجمعين، وسلّم تسليماً يا أرحم الراحمين.السلام عليك ايتها السيدة العابدة
والغريبة الصابرة
الداعية الى الله سراً وجهراً
فاز متبعك ونجا مصدقك
وخاب وخسر مكذبك
السلام عليك يا فاطمة بنت موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته