المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : هذه هي مولاتنا الزهراء عليها السلام


بهاء الصدري
04-04-2012, 07:57 PM
* عن الامام الصادق عليه السلام: هي فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
* الامام الحسين عليه السلام: أمي -فاطمة- خير منّي.
* الامام الحسن العسكري: وهي -فاطمة- حجة علينا.
* عن علي عليه السلام: دخلت يوماً منزلي فاذا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره، وفاطمة بين يديه، وهو يقول: يا حسن ويا حسين، انتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه، ولا تعدل الكفتان إلاّ باللسان، ولا يقوم اللسان إلاّ على الكفتين...أنتما الامامان ولأمكما الشفاعة.
* روي عن مجاهد، أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيد فاطمة، فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقـد
آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.
* قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بهجة قلبي، وأبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والائمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلف عنه هوى.
* روي عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني. فاطمة أعز البرية عليّ.
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً .
* قال النبي صلى الله عليه وآله: يا فاطمة؛ ابشري فإن الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين، وعلى نساء الإسلام وهو خير الدين.
* قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما سميت ابنتي فاطمة، لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار.
* قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان؛ من أحب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار.
يا سلمان: حب فاطمة ينفع في مأة من المواطن أيسر ذلك المواطن: الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه إبنتي فاطمة رضيتُ عنه ، ومن رضيتُ عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه غضبتُ عليه، ومن غضبتُ عليه غضب الله عليه.
يا سلمان؛ ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً، وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها.
* قال الإمام علي عليه السلام عن فاطمة عليها السلام: "فو الله ما أغضبتها ولا أكرهتها علـى أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني ولا عَصَت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
* وروي عن عائشة زوجة النبي إنها قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمة ودلاً وهدياً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.قالت: وكانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها.
* وروي عن عائشة أيضاً أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم.

الزهراء عليها السلام مدرسة متكاملة
جاءت النظرة الإلهية لتنسف روح الاستعلاء، والسيطرة العنصرية للرجل على المرأة، هذه السيطرة التي ظلت سائدة في مجال التعامل الاجتماعي مع المرأة طيلة قرون عديدة، وهي للأسف مازالت سائدة حتى في المجتمعات الغربية التي تدّعي تحرير المرأة، وإعطائها حقوقها.
وكان من نتيجة تلك النظرة العادلة ان ظهرت نساء ارتفعن وسمون الى منازل القدوة في جميع الخصال والصفات الرفيعة السامية ، فتراهن مثال الشجاعة والصبر والمقاومة والتحمل حين الإقدام، والمبادرة الى رفض الظلم والتجبر والطغيان.. فإذا بهن قمم شامخة في الشجاعة والجرأة والعلم والتقوى، وكل معالم الفضيلة، والأخلاق الرفيعة، وآفاقها الواسعة.
ولا شك ان مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام تقف في مقدمة هؤلاء النساء الرافضات للظلم والطغيان ، والمعلمات للمرأة دروس الجهاد والمشاركة في تحمل اعباء المسؤولية الرسالية.
والسؤال المهم المطروح في هذا المجال هو : لماذا كان هذا النور الإلهي الذي انبثق من صلب خاتم النبيين والرسل محمد صلى الله عليه وآله، فتجسد في شخصية مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، وامتد في حياة ووجود الرسالة، وكان ركنا أساسيا في بقائها واستمرارها الى يومنا هذا ، ولماذا اقتصرت ذريته الكريمة صلى الله عليه وآله على هذه الريحانة الطاهرة المباركة ؟
السبب في ذلك دون شك أن مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، هذه الصديقة الطاهرة ، هي جزء لا يتجزأ من نور الرسالة، ودعامة أساسية من دعامات الإيمان. فالزهراء البتول عليها السلام غدت من خلال سيرتها الطاهرة، وظلامتها التي تتصدر كل ظلامة في التاريخ البشري؛ غدت مسيرة رسالية جهادية، وملاك رحمة للعالمين. فهي بذرة الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي جوهر أهل البيت الطاهر الذي شاء الله عزّ وجلّ له أن يكون مشكاة لنور يسطع وهاجاً في ضمير الزمان، وعلى امتداد الدهور. ففاطمة عليها السلام هي أم أبيها قبل أن تكون أما لأحد عشر كوكبا يسطع في سماء الإمامة، وعالم الرسالة .
مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام حجة اللـه على النساء

وهكذا فان هذا الامتداد الرسالي الذي تمثله سيدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، هو مصداق قول النبي صلى الله عليه وآله: "فاطمة أم ابيها"، وبذلك فإنها عنوان المرأة المتكاملة، والقدوة والمثل الأعلى لكل النساء اللاتي يردن لأنفسهن الشرف والاستقلال والحشمة، وعدم الابتذال والتهتك. ومن ذلك يتضح أن حق فاطمة عليها السلام على النساء هو حق عظيم. فهي الحجة عليهنّ أولاً، قبل ان تكون حجة بالغة على المؤمنين .
وعلى هذا الصعيد نشاهد اليوم بوضوح موجة العودة الى العفاف والتمسك بالحجاب، وفي المقابل نجد أذيال الاستكبار ورواد الفساد والتحلل واتباعهم يحاولون التصدي لهذه الموجة من خلال محاربة الحجاب، وشنّ الحملات الإعلاميّة الظالمة ضدّه. ولا غرابة في ان يصدر ذلك منهم، لأن انتشار هذا المدّ يعني انهدام ركن أساسي من أركانهم التسلّطية التي يقومون عليها، وبالتالي فانه سيؤدي إلى دمارهم ونهايتهم .
انهم يشجّعون التهتك والفساد بمختلف وسائلهم الدنيئة، بغية إلهـاء الشعوب المسلمة، وصرفها عن التفكير في مصائرها، واغفالها عما يجري من نهب لثرواتها، وسحق لكراماتها.. وعلى هذا فان نشر الفساد، والخلاعـة، ومظاهر التبرج انما هو هدف سياسي استعماري قديم. ومن هنا يجب على المرأة ان تعي هذه الحقيقة لكي لا تتحول الى وسيلة لتحقيق تلك الأهـداف، وبالتالي تكون السبب في نزول الضرر والدمار عليها وعلى أبناء جيلها .
فاطمة عليها السلام مجد الرسالة الإلهية
إن مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام هي مجد الرسالة الإلهية، وتجسيد لكل ما في القرآن الكريم من لطائف العبر، ودقائق الفكر، وعظمة الحق.. فلابد لكل رسالة من ان تقدم نموذجا، ورسالة الإسلام هي أعظم رسالة، فلابد أن يكون الأنموذج الذي تقدمه هذه الرسالة هو الأنموذج الاعظم، فكانت مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي قدوة لكل إنسان؛ ذكرا كان أم أنثى.
وهكذا تسامت هذه المرأة العظيمة نحو معالي القيم والأخلاق، وذابت في الرسالة، وتحولت من مجرد شخص إلى نموذج رسالي.
ان رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاء سراجاً منيراً، وبشيراً هادياً، ورحمة للعالمين.. كان يركز كل تعاليمه، وبرامجه التربوية في ابنته فاطمة عليها السلام، وعلي بن أبي طالب الذي ربّاه على يديه الكريمتين، وإلا فكيف يمكن ان لا ينجح صلى الله عليه وآله في تربية فاطمة عليها السلام وهو الذي أثر في التاريخ، وصنع أجيالا من المؤمنين الرساليين يعجز اللسان عن وصف سموّهم وطهارتهم ونقائهم. ولذلك فقد كانت الزهراء عليها السلام مقياسا وميزانا للعفاف ، ومثالا لتجلي الأخلاق الحسنة، لأنها خلاصة التربية القرآنية، وعصارة شخصية تمثل القرآن الكريم .
والقرآن الكريم ينقل لنا جانباً من حياة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام وسلوكياتها في سورة كاملة، هي سورة "الانسان"، حيث تثني على فاطمة الزهراء لأنها -وهي ربّة العائلة وسيّدة البيت - هي التي حملت رغيفها في البدء ، ثم جمعت أرغفة أطفالها الصغار وهم صائمون لتعطيها خلال ثلاثة أيام متتالية الى المسكين واليتيم والأسير، متجاوزة بذلك -في سبيل العقيدة- عواطفها وطبيعتها كأمّ تفضّل أطفالها على غيرهم، وضاربة بذلك أروع الأمثلة في الذوبان في الرسالة الإلهية، والاندماج فيها، وتفضيلها على كل العلائق الدنيوية، ولكي تقول للمرأة المسلمة، ان المرأة بإمكانها اذا ما تربّت في أحضان الرسالة، وعاشت في أجواء القرآن والوحي أن تتحول الى أنموذج في التسامي والتكامل وتحدي غرائز وعوامل الضعف في النفس البشرية .
بمثل هذه المواقف الرائعة جسدت مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام قيم الرسالة ومبادئ الدين، وبذلك أصبحت حجة بالغة على البشرية جمعاء.

الزهراء عليها السلام خلق عظيم


(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وءَالَ إِبْرَاهِيمَ وءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ اِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَآ اُنْثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ( (آل عمران/33-37)
ونحن في رحاب الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ينبغي أن نتعرف على مدى علاقتنا بسيدتنا الكبرى عليها السلام. بل وكيف نستطيع أن نكون من شيعتها حقيقة وقد فطم الله شيعتها من نار جهنم؟ إذ جاء في حديث شريف: "إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله سبحانه وتعالى فطمها وفطم من احبها من النار" . فإن لها سلام الله عليها وقفة على باب الجنة، -كما في الرواية-. فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت، فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة؛ قال ابو جعفر الباقر عليه السلام: والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا يقول الله: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من اطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة فخذوا بيده وادخلوه الجنة؛ قال أبو جعفر عليه السلام: والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق.
وهنا يبرز سؤال مهم، بل وخطير بالنسبة لنا كموالين ومحبين لأهل البيت عليهم السلام، سؤال يرتبط ارتباطاً بمصيرنا وبمستقبلنا، ألا وهو ما المطلوب منا، بل ما الذي ينبغي علينا فعله في هذه الدنيا كي نكتب في الآخرة من شيعة فاطمة الزهراء عليها السلام، ومن الموالين لها؟