المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : سمعتوا بقصة خالد ؟


وحيدة كالقمر
06-21-2012, 02:33 PM
خالد هو شاب يتيم الأب، يعول أماً وكومة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين العاشرة
إلى الثلاثين، لطالما كان خالد يحلم بالعمل في مجال الصحة، ليداوي هذا ويعالج ذاك ويسهم
في شفاء هذا، اجتهد في دراسته في المرحلة الثانوية قدر المستطاع، ولكنه فوجئ بعد
تقديمه في كلية الطب أن درجة الاختبار التحصيلي التي حصل عليها لا تكفيه.




لم يجد اليأس سبيلاً إلى نفس خالد، بل عزم على اقتحام مجال الصحة بأي طريقة كانت، فما
كان منه إلا أن قام بالتقديم في كلية التمريض وقُبِل فيها، استمر يدرس فيها بجد واجتهاد
حتى تخرج بمعدل يفوق كافة أقرانه في دفعته، كان يوماً فرح فيه جميع أفراد أسرته، أمه
التي لطالما حلمت برؤية ابنها يرتدي البالطو الأبيض ويداوي المرضى، وعمه الذي كان
يقوم مقام والده، من فرط وشدة فرحته قد أعلن ابنته سمية خطيبة لخالد، فالكل كان يتوقع
ويتوسم فيه تعييناً ووظيفة منذ اليوم التالي للتخرج!



ذهب خالد وقدم طلباً للعمل في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، إلا أنه فوجئ
بتعيينه في منطقة تبعد عنه 600 كيلو متر، وهو لن يستطيع ترك من يعولهنّ ويذهب إلى
هناك، لذا فقد قرر البحث عن وظيفة في أحد المستوصفات الخاصة حتى يجيء الفرج، لم
يترك باباً إلا وقد طرقه، لكنه فوجئ بمستوصفات قد استعانت بمن هم أقل كفاءة منه، لأنهم
يوافقون على العمل بنصف الراتب الذي يستحقه من هم على شاكلة خالد، فلم يجد مكاناً يعمل
فيه ممرضاً، وصُدِم بمن عرض عليه العمل كموظف استقبال!!




اعترى الحزن خالداً، فحلمه الذي لطالما راوده لم يتحقق حتى الآن، لكنه عقد العزم على ألا
ييأس أبداً، سمع أن مسؤولاً من وزارة الصحة سيزور أحد المستشفيات المجاوة في جولة
تفقدية، عزم على الذهاب إليه وطرح شكواه عليه، جهز أوراقه وملفه وذهب ينتظر خروج
المسؤول أمام باب المستشفى.



وحينما خرج المسؤول أمام عينيه، حاول الاقتراب منه وطرح مشاكله عليه، إلا أن أحد جال
الأمن اللذين يحيطون بالمسؤول قد منعه، وزاد من حزنه ما رآه من "تطبيل" و"تصفيق"
ممن يحيطون بذاك المسؤول، وإثناء من الجميع على ذلك المستشفى ذي المبنى المتهالك
والأسّرة التي لا تصلح للاستهلاك الآدمي، وكلما نطق من حول المسؤول بكلمات المديح
الزائف، انطلق الآخون في تصفيق زائف كذلك!



اسودّت الدُنيا في وجه خالد، فقد فشل في الحصول على وظيفة يعول بها أهله، ويحقق بها
حلمه .. وفي طريق عودته لمنزله اشترى بعض الأدوية التي يعرف دورها جيداً بحكم
دراسته.



في المساء طرقت والدته باب غرفته مراراً، لكنها لم تجد إجابة، اعتقدت أنه نائم فلم تزعجه،
لكنها استغربت أن نومه استمر حتى ظهيرة اليوم التالي، فما كان منها إلا أن فتحت الباب
عنوة لتجد فلذة كبدها قد انقطع قلبه عن النبض، وأُغلقت عيناه وتورمت شفتاه، وبجانبه
علب من أدوية مخدرة وقاتلة، وورقة كُتِب عليها "أنا منتحر .. حسبي الله ونعم الوكيل فيمن
دمّر أحلامي".



وما زال الناس حتى اليوم، يتساءلون فيما بينهم، هل يجوز الترحم على خالد أم لا؟ وهل هو
في الجنة أم في النار؟ وتناسى الجميع .. لِم انتحر خالد .. وسينتحر بعده سامي وأحمد!

قطيفية
06-22-2012, 09:34 AM
قصه جميله

تسلمين

سيهاتي.
06-22-2012, 10:52 AM
الله يعطيك الف عفايه على القصة
تحياتي لك

وحيدة كالقمر
06-22-2012, 04:34 PM
اسعدني مروركم العطر

حبي f
06-26-2012, 06:37 AM
يسلمووووو روعه ياعطيك ربي العافيه

وحيدة كالقمر
06-26-2012, 10:49 AM
اسعدني مرورك

نسمات الربيع
06-29-2012, 03:47 PM
بجد ابداع يسلمووو على الطرح ودمت بوووود

وحيدة كالقمر
06-29-2012, 09:32 PM
منوره

عاشقة العترة
06-30-2012, 02:49 AM
باارك الله فيييييييييييييك

وحيدة كالقمر
07-31-2012, 01:59 AM
منورين

خالد جاسم
08-11-2012, 07:43 AM
تسلم ايدك

ع القصه الجميييله

يعطيك الف عافيه

عاشقة العترة
08-11-2012, 08:41 PM
تسلم ايدك

ع القصه الجميييله


يعطيك الف عافيه

شبر
08-12-2012, 08:35 PM
يسلمووووو عالقصة

وحيدة كالقمر
08-23-2012, 12:31 PM
طلتكم روعه