فجرالندى
07-10-2012, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ الإخلاص :
أهمّ أمر في حياة المسلم المؤمن هو الإخلاص في النيّة والعمل ، فما أكثر النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة التي تحثّ المسلم على الإخلاص ، وأ نّه لا قيمة للعمل لولا الإخلاص ، وأ نّه إنّما يصعد إلى الله الكلم الطيّب ، وهو العمل الخالص ، وأنّ الرياء هو الشرك الأصغر ، وأ نّه يوجب بطلان العمل.والإخلاص هنا يأتي بمعنيين :فتارة بمعنى العمل الذي لا غشّ فيه ، ولا تقصير ولا تهاون ولا تضييع ولا إجحاف في الوقت والعمل والشيء والمصنوعات والمنتوجات وما شابه ذلـك . وقـد دعا الإسـلام إلى هذا الأمر كثيراً ، وأ نّه من غشّ المسلمين فليس بمسلم.واُخرى يأتي بمعنى العمل الخالص لله وحده لا شريك له ، فلا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، ودعا إلى هذا الأمر أيضاً.
قال الله تعالى على لسان الشيطان الرجيم :
( قالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعينَ إلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الُمخْلَصينَ ){11}.
( إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ12 .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم : إخلاص العمل لله عزّ وجلّ ...
وقال (صلى الله عليه وآله) :إنّما نصر الله هذه الاُمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم.
وقال (صلى الله عليه وآله) : قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي.« بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين ».
« إعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلّها ».
« اخلص قلبك يكفك القليل من العمل ».
« طوبى للمخلصين اُولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كلّ فتنة ظلماء »
وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :« الإخلاص أشرف نهاية ».
« الإخلاص غاية الدين ».« الإخلاص عبادة المقرّبين ».« الإخلاص ملاك العبادة ».« الإخلاص أعلى الإيمان ».« الإخلاص شيمة أفاضل الناس ».« في إخلاص الأعمال تتنافس اُولي النهى والألباب ».
« كلّما أخلصت عملا بلغت من الآخرة أملا ».« إنّ لله عباداً عاملوه بخالص من سرّه فشكر لهم بخالص من شكره ، فاُولئك تمرّ صحفهم يوم القيامة فرّغاً ، فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه ».« العمل كلّه هباء إلاّ ما اُخلص فيه ».« أضاع من كان له مقصد غير الله ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« ولا بدّ للعبد من خالص النيّة في كلّ حركة وسكون ، لأ نّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا ، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال : ( اُولـئِكَ كَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ ) ، وقال : ( اُولـئِكَ هُمُ الغافِلونَ ).
« ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره ».
وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
« طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه ، وحبّه وبغضه ، وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته ، وفعله وقوله ».
« طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينسَ ذكر الله بما تسمع اُذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطى غيره ».وقال زين العابدين (عليه السلام) في مناجاته :« واجعل جهادنا فيك ، وهمّنا في إطاعتك ، وأخلص نيّاتنا في معاملتك ».
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) :« أين الذين أخلصوا أعمالهم لله ، وطهّروا قلوبهم لمواضع نظر الله ».
يقول الإمام الهادي (عليه السلام) :« لو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي رجل عبد الله وحده خالصاً ».
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« العلماء كلّهم هلكى إلاّ العاملون ، والعاملون كلّهم هلكى إلاّ المخلصون ، والمخلصون في خطر عظيم ».
وقال (صلى الله عليه وآله) :« إذا عملت عملا فاعمل لله خالصاً لأ نّه لا يقبل من عباده الأعمال إلاّ ما كان خالصاً ».« أخلصوا أعمالكم لله ، فإنّ الله لا يقبل إلاّ ما خلص له ».« ليست الصلاة قيامك وقعودك ، إنّما الصلاة إخلاصك وأن تريد بها وجه الله ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« قال الله : أنا خير شريك ، من أشرك بي في عمله لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً ».قال عزّ وجلّ :
( قُلْ إنِّي اُمِرْتُ أنْ أعْبُدُ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَاُمِرْتُ لأنْ أكونَ أوَّلَ المُسْلِمينَ )31.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« أ يّها الناس ، إنّه من لقي الله عزّ وجلّ يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً لم يخلط معها غيرها دخل الجنّة » ، فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال :
يا رسول الله ، بأبي أنت واُمّي ، كيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها ، فسّر لنا هذا حتّى نعرفه ؟
فقال : نعم ، حرصاً على الدنيا وجمعاً لها من غير حلّها ، ورضىً بها ، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة ، فمن لقي الله عزّ وجلّ وليس فيه شيء من هذه الخصال وهو يقول : لا إله إلاّ الله فله الجنّة ، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار ».
وقال (صلى الله عليه وآله) :« تمام الإخلاص تجنّب المعاصي ».وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :« تمام الإخلاص اجتناب المحارم ».
فهذا كلّه من قيمة الإخلاص ومقامه الشامخ في حياة المؤمن ، وأمّا حقيقته ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« إنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله ».
قال الحواريّون لعيسى (عليه السلام) : يا روح الله ، من المخلص لله ؟
قال : الذي يعمل لله لا يحبّ أن يحمده أحد على شيء من عمل الله عزّ وجلّ.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :أمّا علامة المخلص فأربعة : يسلم قلبه ، وتسلم جوارحه ، وبذل خيره ، وكفّ شرّه.قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
« من لم يختلف سرّه وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدى الأمانة وأخلص العبادة ».« الزهد سجيّة المخلصين ».
« العبادة الخالصة أن لا يرجو الرجل إلاّ ربّه ، ولا يخاف إلاّ ذنبه ».
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :« لا يكون العابد عابداً لله حقّ عبادته حتّى ينقطع عن الخلق كلّه إليه ، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبّله بكرمه ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّ وجلّ ».وفي المحجّة البيضاء للمحقّق الفيض الكاشاني عن الغزالي ، قال في بيان حقيقة الإخلاص بعد ذكر أقاويل المشايخ : الأقاويل في هذا كثيرة ، ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة ، وإنّما البيان الشافي بيان سيّد الأوّلين والآخرين ، إذ سئل عن الإخلاص فقال :
« هو أن يقول ربّي الله ثمّ تستقيم كما اُمرت »
أي لا تعبد هواك ونفسك ، ولا تعبد إلاّ ربّك ، وتستقيم في عبادته كما أمرك ، وهذه إشارة إلى قطع كلّ ما سوى الله عزّ وجلّ من مجرى النظر وهو الإخلاص حقّاً.وأمّا ما يورث الإخلاص
فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :سبب الإخلاص اليقين.الإخلاص ثمرة اليقين.إخلاص العمل من قوّة اليقين وصلاح النيّة.
الإخلاص ثمرة العبادة.إنّ إخلاص العمل اليقين.على قدر قوّة
الدين يكون خلوص النيّة.
ثمرة العلم إخلاص العمل.قلّل الآمال تخلص لك الأعمال.
أوّل الإخلاص اليأس ممّـا في أيدي الناس.
من رغب فيما عند الله أخلص عمله.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :إدفع عن نفسك حاضر الشرّ بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرّز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدّة التيقّظ ، واستجلب شدّة التيقّظ بصدق الخوف.
وأمّا ما يمنع الإخلاص ، فقال (عليه السلام) : كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه هواه.وأمّا آثار الإخلاص ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
قال الله عزّ وجلّ : لا أطّلع على قلب عبد فأعلم منه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلاّ تولّيت تقويمه وسياسته.وقال أمير المؤمنين علي
(عليه السلام) :
غاية الإخلاص الخلاص.المخلص حريّ بالإجابة.
بالإخلاص ترفع الأعمال.
لو خلصت النيّات لزكت الأعمال.عند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر.من أخلص النيّة تنزّه عن الدنيّة.
في إخلاص النيّات نجاح الاُمور.أخلص تنل.
من أخلص بلغ الآمال.
ثمرة العلم إخلاص العمل.
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق : فأمّا حقّ الله الأكبر عليك ، فأن تعبده لا تشرك به شيئاً ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
قال المسيح (عليه السلام) :يا عبيد السوء ، نقّوا القمح وطيّبوه وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه
تجدوا حلاوته وينفعكم غبّه.
وفي الدعاء عند زين العابدين (عليه السلام) :اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد واجعلنا ممّن جاسوا خلال ديار الظالمين ، واستوحشوا من مؤانسة الجاهلين ، وسعوا إلى العلم بنور الإخلاص.فهذا معنى الإخلاص وحقيقته وآثاره في النفس والمجتمع ، وإنّ الموفّق العاقل المصيب من كان مخلصاً في نواياه وأعماله ، ومن قلّة العقل أن يعمل الإنسان لغير ربّه ،
كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ما بين الحقّ والباطل إلاّ قلّة العقل .
قيل : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : إنّ العبد يعمل العمل الذي هو لله رضىً فيريد به غير الله ، فلو أ نّه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك{4}
اللهمّ ارزقنا الإخلاص واليقين ، وخير الدنيا والدين ، ووفّقنا للتوفيق ، واجعله لنا خير رفيق ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب.
م\ن
ـ الإخلاص :
أهمّ أمر في حياة المسلم المؤمن هو الإخلاص في النيّة والعمل ، فما أكثر النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة التي تحثّ المسلم على الإخلاص ، وأ نّه لا قيمة للعمل لولا الإخلاص ، وأ نّه إنّما يصعد إلى الله الكلم الطيّب ، وهو العمل الخالص ، وأنّ الرياء هو الشرك الأصغر ، وأ نّه يوجب بطلان العمل.والإخلاص هنا يأتي بمعنيين :فتارة بمعنى العمل الذي لا غشّ فيه ، ولا تقصير ولا تهاون ولا تضييع ولا إجحاف في الوقت والعمل والشيء والمصنوعات والمنتوجات وما شابه ذلـك . وقـد دعا الإسـلام إلى هذا الأمر كثيراً ، وأ نّه من غشّ المسلمين فليس بمسلم.واُخرى يأتي بمعنى العمل الخالص لله وحده لا شريك له ، فلا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، ودعا إلى هذا الأمر أيضاً.
قال الله تعالى على لسان الشيطان الرجيم :
( قالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعينَ إلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الُمخْلَصينَ ){11}.
( إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ12 .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم : إخلاص العمل لله عزّ وجلّ ...
وقال (صلى الله عليه وآله) :إنّما نصر الله هذه الاُمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم.
وقال (صلى الله عليه وآله) : قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي.« بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين ».
« إعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلّها ».
« اخلص قلبك يكفك القليل من العمل ».
« طوبى للمخلصين اُولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كلّ فتنة ظلماء »
وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :« الإخلاص أشرف نهاية ».
« الإخلاص غاية الدين ».« الإخلاص عبادة المقرّبين ».« الإخلاص ملاك العبادة ».« الإخلاص أعلى الإيمان ».« الإخلاص شيمة أفاضل الناس ».« في إخلاص الأعمال تتنافس اُولي النهى والألباب ».
« كلّما أخلصت عملا بلغت من الآخرة أملا ».« إنّ لله عباداً عاملوه بخالص من سرّه فشكر لهم بخالص من شكره ، فاُولئك تمرّ صحفهم يوم القيامة فرّغاً ، فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه ».« العمل كلّه هباء إلاّ ما اُخلص فيه ».« أضاع من كان له مقصد غير الله ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« ولا بدّ للعبد من خالص النيّة في كلّ حركة وسكون ، لأ نّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا ، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال : ( اُولـئِكَ كَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ ) ، وقال : ( اُولـئِكَ هُمُ الغافِلونَ ).
« ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره ».
وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
« طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه ، وحبّه وبغضه ، وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته ، وفعله وقوله ».
« طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينسَ ذكر الله بما تسمع اُذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطى غيره ».وقال زين العابدين (عليه السلام) في مناجاته :« واجعل جهادنا فيك ، وهمّنا في إطاعتك ، وأخلص نيّاتنا في معاملتك ».
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) :« أين الذين أخلصوا أعمالهم لله ، وطهّروا قلوبهم لمواضع نظر الله ».
يقول الإمام الهادي (عليه السلام) :« لو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي رجل عبد الله وحده خالصاً ».
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« العلماء كلّهم هلكى إلاّ العاملون ، والعاملون كلّهم هلكى إلاّ المخلصون ، والمخلصون في خطر عظيم ».
وقال (صلى الله عليه وآله) :« إذا عملت عملا فاعمل لله خالصاً لأ نّه لا يقبل من عباده الأعمال إلاّ ما كان خالصاً ».« أخلصوا أعمالكم لله ، فإنّ الله لا يقبل إلاّ ما خلص له ».« ليست الصلاة قيامك وقعودك ، إنّما الصلاة إخلاصك وأن تريد بها وجه الله ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« قال الله : أنا خير شريك ، من أشرك بي في عمله لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً ».قال عزّ وجلّ :
( قُلْ إنِّي اُمِرْتُ أنْ أعْبُدُ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَاُمِرْتُ لأنْ أكونَ أوَّلَ المُسْلِمينَ )31.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« أ يّها الناس ، إنّه من لقي الله عزّ وجلّ يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً لم يخلط معها غيرها دخل الجنّة » ، فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال :
يا رسول الله ، بأبي أنت واُمّي ، كيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها ، فسّر لنا هذا حتّى نعرفه ؟
فقال : نعم ، حرصاً على الدنيا وجمعاً لها من غير حلّها ، ورضىً بها ، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة ، فمن لقي الله عزّ وجلّ وليس فيه شيء من هذه الخصال وهو يقول : لا إله إلاّ الله فله الجنّة ، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار ».
وقال (صلى الله عليه وآله) :« تمام الإخلاص تجنّب المعاصي ».وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :« تمام الإخلاص اجتناب المحارم ».
فهذا كلّه من قيمة الإخلاص ومقامه الشامخ في حياة المؤمن ، وأمّا حقيقته ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :« إنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله ».
قال الحواريّون لعيسى (عليه السلام) : يا روح الله ، من المخلص لله ؟
قال : الذي يعمل لله لا يحبّ أن يحمده أحد على شيء من عمل الله عزّ وجلّ.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :أمّا علامة المخلص فأربعة : يسلم قلبه ، وتسلم جوارحه ، وبذل خيره ، وكفّ شرّه.قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
« من لم يختلف سرّه وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدى الأمانة وأخلص العبادة ».« الزهد سجيّة المخلصين ».
« العبادة الخالصة أن لا يرجو الرجل إلاّ ربّه ، ولا يخاف إلاّ ذنبه ».
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :« لا يكون العابد عابداً لله حقّ عبادته حتّى ينقطع عن الخلق كلّه إليه ، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبّله بكرمه ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام) :« العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّ وجلّ ».وفي المحجّة البيضاء للمحقّق الفيض الكاشاني عن الغزالي ، قال في بيان حقيقة الإخلاص بعد ذكر أقاويل المشايخ : الأقاويل في هذا كثيرة ، ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة ، وإنّما البيان الشافي بيان سيّد الأوّلين والآخرين ، إذ سئل عن الإخلاص فقال :
« هو أن يقول ربّي الله ثمّ تستقيم كما اُمرت »
أي لا تعبد هواك ونفسك ، ولا تعبد إلاّ ربّك ، وتستقيم في عبادته كما أمرك ، وهذه إشارة إلى قطع كلّ ما سوى الله عزّ وجلّ من مجرى النظر وهو الإخلاص حقّاً.وأمّا ما يورث الإخلاص
فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :سبب الإخلاص اليقين.الإخلاص ثمرة اليقين.إخلاص العمل من قوّة اليقين وصلاح النيّة.
الإخلاص ثمرة العبادة.إنّ إخلاص العمل اليقين.على قدر قوّة
الدين يكون خلوص النيّة.
ثمرة العلم إخلاص العمل.قلّل الآمال تخلص لك الأعمال.
أوّل الإخلاص اليأس ممّـا في أيدي الناس.
من رغب فيما عند الله أخلص عمله.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :إدفع عن نفسك حاضر الشرّ بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرّز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدّة التيقّظ ، واستجلب شدّة التيقّظ بصدق الخوف.
وأمّا ما يمنع الإخلاص ، فقال (عليه السلام) : كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه هواه.وأمّا آثار الإخلاص ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
قال الله عزّ وجلّ : لا أطّلع على قلب عبد فأعلم منه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلاّ تولّيت تقويمه وسياسته.وقال أمير المؤمنين علي
(عليه السلام) :
غاية الإخلاص الخلاص.المخلص حريّ بالإجابة.
بالإخلاص ترفع الأعمال.
لو خلصت النيّات لزكت الأعمال.عند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر.من أخلص النيّة تنزّه عن الدنيّة.
في إخلاص النيّات نجاح الاُمور.أخلص تنل.
من أخلص بلغ الآمال.
ثمرة العلم إخلاص العمل.
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق : فأمّا حقّ الله الأكبر عليك ، فأن تعبده لا تشرك به شيئاً ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
قال المسيح (عليه السلام) :يا عبيد السوء ، نقّوا القمح وطيّبوه وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه
تجدوا حلاوته وينفعكم غبّه.
وفي الدعاء عند زين العابدين (عليه السلام) :اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد واجعلنا ممّن جاسوا خلال ديار الظالمين ، واستوحشوا من مؤانسة الجاهلين ، وسعوا إلى العلم بنور الإخلاص.فهذا معنى الإخلاص وحقيقته وآثاره في النفس والمجتمع ، وإنّ الموفّق العاقل المصيب من كان مخلصاً في نواياه وأعماله ، ومن قلّة العقل أن يعمل الإنسان لغير ربّه ،
كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ما بين الحقّ والباطل إلاّ قلّة العقل .
قيل : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : إنّ العبد يعمل العمل الذي هو لله رضىً فيريد به غير الله ، فلو أ نّه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك{4}
اللهمّ ارزقنا الإخلاص واليقين ، وخير الدنيا والدين ، ووفّقنا للتوفيق ، واجعله لنا خير رفيق ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب.
م\ن