فلسفة واقعنا
09-17-2010, 12:07 PM
يحكى على لسان سماحة
العلامة السيد محمد الفالي
عظّم الله قدره وأطال بقاءه أنه في أحد العصور
الوسطى وفي أحد الدول الآسيوية جرت المقادير
الإلهية على متسولين كانا يتسولان يوميا على
دكّة قرب قصر ملك الدولة آنذاك " أكبر شاه "
وكان أحدهما يدعو بهذه الصيغة :
" ارزقني يا أكبر شاه مما رزقك الله "
بينما كان الآخر يدعو بالصيغة التالية :
" اللهم ارزقني كما رزقت أكبر شاه "
ودارت الأيام على هذه الحال وبينما كان
موكب الملك أكبر شاه يستعد للخروج
سمع صوت هذين المتسولين وهما
يجلسان على دكة قصره ويدعوان
بهذه الطريقة وكل منهما بطريقته المعتادة
فانصرف الملك إلى شأنه وهو يفكّر بمكافأة
المتسوّل الذي ينادي باسمه ويقول :
" ارزقني يا أكبر شاه مما رزقك الله "
وحين عودة الملك من جولته أرسل إلى حاجبه
وقال له : قل للطباخ أن
يطبخ دجاجة سمينة وكبيرة
وأن يحشي بطنها جنيهات ذهب ويعطيها للمتسول
الذي ينادي باسمي في كل يوم فنفذ الحاجب الأمر
فما كان منه إلا أن أخذ الدجاجة المحشوة بالذهب
للمتسول وقال له : خذ هذه هدية الملك لك
فاندهش هذا المتسول من هدية الملك وأخذ
الدجاجة وبدأ يحدث نفسه ويقول :
ما هذا الملك الساذج ، هل رآني طلبت طعاما
إنما جوعي للمال وليس للطعام فقال له زميله
أنا معي درهم وأشعر بالجوع فهل تبيعني دجاجتك
بهذا الدرهم ؟ فأجابه خذها وأعطني الدرهم
فأخذها المتسول الآخر الذي كان في كل يوم
على دكّة أكبر شاه يردد ويقول :
" اللهم ارزقني كما رزقت أكبر شاه "
وذهب للبيت وفتح الدجاجة
ورأى ما فيها من جنيهات
ذهبية فتغيرت حياته وأصبح ثريا ،
أما زميله فلا يزال
يتردد على دكة الملك وأثناء
ذلك شاهد الملك أكبرشاه
هذا المتسول لازال يتردد
على دكة القصر فاستغرب
فاقترب منه ذات يوم وسأله :
مابك تجلس على دكة قصري ؟
فقال المتسول : الفقر والحاجة يامولاي الملك .
فقال له الملك : لقد أرسلت لك دجاجة في أحد
الأيام ماذا فعلت بها ؟
فقال المتسول : لم أكن جائعا
حينها يامولاي فبعتها
بدرهم إلى زميلي الذي كان يجلس معي .
فلطم الملك على رأسه وقال له :
يا غبي ، لقد ملأت لك أحشائها من جنيهات الذهب
وتبيعها بدرهم ما أسوء حظك .
فقال المتسول وبعينيه علامات الحسرة :
وما أدراني بما فيها يامولاي ، لعن الله حاجتي
كيف فرّطت فيك يادجاجتي !!!
فعرف الملك والمتسوّل حينها في أن من دعا الله
تعالى من واسع رحمته وفضله ورزقه يقسم
له ذلك حتى ولو كان هذا الرزق بين أيدي الملوك
فسبحان الله واهب العطايا والأرزاق
وتبارك الله أحسن الخالقين .
...
تحياتي
</b></i>
العلامة السيد محمد الفالي
عظّم الله قدره وأطال بقاءه أنه في أحد العصور
الوسطى وفي أحد الدول الآسيوية جرت المقادير
الإلهية على متسولين كانا يتسولان يوميا على
دكّة قرب قصر ملك الدولة آنذاك " أكبر شاه "
وكان أحدهما يدعو بهذه الصيغة :
" ارزقني يا أكبر شاه مما رزقك الله "
بينما كان الآخر يدعو بالصيغة التالية :
" اللهم ارزقني كما رزقت أكبر شاه "
ودارت الأيام على هذه الحال وبينما كان
موكب الملك أكبر شاه يستعد للخروج
سمع صوت هذين المتسولين وهما
يجلسان على دكة قصره ويدعوان
بهذه الطريقة وكل منهما بطريقته المعتادة
فانصرف الملك إلى شأنه وهو يفكّر بمكافأة
المتسوّل الذي ينادي باسمه ويقول :
" ارزقني يا أكبر شاه مما رزقك الله "
وحين عودة الملك من جولته أرسل إلى حاجبه
وقال له : قل للطباخ أن
يطبخ دجاجة سمينة وكبيرة
وأن يحشي بطنها جنيهات ذهب ويعطيها للمتسول
الذي ينادي باسمي في كل يوم فنفذ الحاجب الأمر
فما كان منه إلا أن أخذ الدجاجة المحشوة بالذهب
للمتسول وقال له : خذ هذه هدية الملك لك
فاندهش هذا المتسول من هدية الملك وأخذ
الدجاجة وبدأ يحدث نفسه ويقول :
ما هذا الملك الساذج ، هل رآني طلبت طعاما
إنما جوعي للمال وليس للطعام فقال له زميله
أنا معي درهم وأشعر بالجوع فهل تبيعني دجاجتك
بهذا الدرهم ؟ فأجابه خذها وأعطني الدرهم
فأخذها المتسول الآخر الذي كان في كل يوم
على دكّة أكبر شاه يردد ويقول :
" اللهم ارزقني كما رزقت أكبر شاه "
وذهب للبيت وفتح الدجاجة
ورأى ما فيها من جنيهات
ذهبية فتغيرت حياته وأصبح ثريا ،
أما زميله فلا يزال
يتردد على دكة الملك وأثناء
ذلك شاهد الملك أكبرشاه
هذا المتسول لازال يتردد
على دكة القصر فاستغرب
فاقترب منه ذات يوم وسأله :
مابك تجلس على دكة قصري ؟
فقال المتسول : الفقر والحاجة يامولاي الملك .
فقال له الملك : لقد أرسلت لك دجاجة في أحد
الأيام ماذا فعلت بها ؟
فقال المتسول : لم أكن جائعا
حينها يامولاي فبعتها
بدرهم إلى زميلي الذي كان يجلس معي .
فلطم الملك على رأسه وقال له :
يا غبي ، لقد ملأت لك أحشائها من جنيهات الذهب
وتبيعها بدرهم ما أسوء حظك .
فقال المتسول وبعينيه علامات الحسرة :
وما أدراني بما فيها يامولاي ، لعن الله حاجتي
كيف فرّطت فيك يادجاجتي !!!
فعرف الملك والمتسوّل حينها في أن من دعا الله
تعالى من واسع رحمته وفضله ورزقه يقسم
له ذلك حتى ولو كان هذا الرزق بين أيدي الملوك
فسبحان الله واهب العطايا والأرزاق
وتبارك الله أحسن الخالقين .
...
تحياتي
</b></i>