المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ حسين الأكرف في جريدة الوسط البحرينية


الانوار الزاهره
11-17-2012, 06:52 PM
الأكرف... رقراق الهمس مغرداً بـ «تويتر»

http://www.alwasatnews.com/data/2012/3724/images/main_loc-59.jpg
تصغير الخطتكبير الخط
الوسط - محمود الجزيري
بين نسق القوافي، وتنوع الأطوار، تنساب همساته الرقراقة. منشدٌ، أطل برأسه لأول مرة في ساحة الفن الإسلامي أواسط الثمانينات من نافذة فاجعة كربلاء عبر الموكب الحسيني، ومنه كانت الانطلاقة حتى غدا يومنا قامة إنشادية بارزة، أكثر ما يميزها شجو الأداء.
االشيخ حـسين الأكرف، حكاية المنشد وطالب الحوزة، الذي جدد النغم الموكبي، ومشروعٌ لم يبق المنشد فيه حبيس اللحن واللطم، بل انطلق في تشكيل ملامح جديدة للرادود الذي يمتلك من الحضور، والوعي، والفكر، الحظ الكثير.
وخارج أجواء المواكب وغرف الاستديوهات، التي اعتاد الناس أن يجدوا الأكرف فيها؛ فإنه ذو حضور لافت في برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر»، وفي حسابه (alakraf_twitt@) الذي غرد فيه أكثر من 10 آلاف مرة، يتابعه 69.37 ألف مغرد، بينما يتابع هو 317 مغردا.
في حديثٍ مطول مع منتديات قرية المالكية، تحدث عن المحفزات التي دفعته للدخول في ساحة الموكب والانشاد، قال الأكرف: «لأن والدي رادود كما كان طالب علوم إسلامية فترة من الزمن قبل ولادتي، ترك ذلك عندي الأثر العميق والارتباط الوثيق بخط أهل البيت (ع) باعتبار أن التباحث في علوم أهل البيت يجعل الإنسان أكثر تمسكاً بهذا الخط كما أن والدي كان خطيباً، وكان يقرأ بعض المجالس الحسينية في البحرين وخارج البحرين، كل هذه المحفزات جعلتني أجد نفسي مأخوذاً لشيءٍ من هذا القبيل»، موضحاً «أما البداية الحقيقية لي عندما وجدت نفسي في الموكب، ممسكاً باللاقط في مواجهةٍ مع الجمهور كقرارٍ أخيرٍ في مناسبة أربعين الامام الحسين (ع)، في (22 يناير/ كانون الثاني 1986) في ليلة الجمعة بقصيدةٍ من التراث العراقي كتب كلماتها الوالد بعنوان «قبر الشهيد ابن أمي بانت علي أنواره».
وعن جمعه بين التفرغ لدراسة العلوم الدينية، وممارسة النشاط العزائي والانشادي، يذكر الأكرف: «عندما قررت أن أكون طالب علوم إسلامية كانت نفسي تنازعني بين أن أكون طالب علوم إسلامية، ورادوداً في الوقت نفسه لأنه لم يكن أمامي نموذج عملي بأن هناك طالب علوم إسلامية رادود، كنت أتصور بمجرد أن أكون طالب علوم إسلامية فان حلمي كرادود سيتوقف وذلك أهمني، وفي المطار أثناء توجهي للنجف، كنت حزينا ولم يكن لدي حالة من الفرحة والبهجة للالتقاء بالنجف والتحول من رادود إلى طالب علوم إسلامية ولما وصلت النجف لم يكن هناك طالب علوم إسلامية وفي الوقت ذاته رادود إلا أنا والشهيد الشيخ رضا الشهابي، وكان نظام صدام على رأسنا، المخابرات تسكن معنا في الحوزات نفسها، في الشوارع، مخابرات في المكتبة، في الخباز في كل مكان مخابرات»،، مبيناً «مثل هذا الوضع كان مخيفاً والناس في الوقت نفسه بحاجة أن تعيش الشعائر، فقررنا أن نشارك أنا والشيخ رضا وقررنا القراءة في غرفنا بالسر وطلبنا من أحدهم أن يراقب فوق السطح وكنا نعزي في غرفة خاصة أو بالسرداب، ولم يكن هناك رد فقط لطم ونحن نقرأ اللطميات بهمس»، متابعاً «أقبلت ذكرى وفاة الزهراء والأوضاع كانت في تحسن نوعاً ما بعد وقف الحرب بين إيران والعراق، فوجدت أن كوني طالب علم لا يمنع أن أكون رادوداً في الوقت نفسه».
وعن تجديده للأوزان في الأداء الموكبي، وتعدد الألحان في القصيدة الواحدة، يشير الأكرف إلى أن ابتكار مدرسة تعدد الالحان في البحرين يرجع الى فكرة حوارية بين شاعر ورادود، الشاعر هو عبدالجليل محمد الدرازي، والرادود حسين الأكرف، «كنا في جلسة خاصة أصررنا ان نخرج فيها بجديد وكنت لأول مرة أشارك فيها في مأتم بن سلوم، ونظراً لأهمية الموقع، قررت الخروج بشيء متميز، بالتالي اعطاني عدة أوزان وطلب مني التلحين، فقمت بذلك، رتبنا لحنين مع بعض واستخرجت أنا لحنا ثالثا وسألته عن رأيه في أن نضمه للقصيدة أيضاً، فأيدني، وفي بيت عمتي بيت الرادود جعفر الدرازي طلب مني أن أسمعه ما لدي لمحرم هذا العام، فأخبرته «اني مسوي لحن طريقته بطيئة بعدين يسرع بعدين اسرع»... واسمعته لحنا واحدا فقط فاندهش وأعرب عن اعجابه، فتشجعت والقيتها وهي قصيدة «جرحنا بالثأر تكلم».
ويتابع «الأمر لا علاقة له بتأثرنا بالمدرسة الفارسية على رغم أنه من ناحية الذوق؛ فإن للمدرسة الفارسية الحضور الكبير في مواكبنا، وأنا استفدت من كل مدارس تعدد الألحان سواء فارسية، عراقية، أو بحرينية، كل هذه المدارس لها فضل وأنا أعتقد بأن كل رادود سبقني واستفدت منه له فضل علي في هذه المدرسة، لأني اعتبر هذه المدرسة خلاصة أعمال الماضين».
وفي معرض اجابته على سؤال من نشرة «عاشوراء البحرين» التابعة لجمعية التوعية الاسلامية، عن رسالة ثورة الامام الحسين (ع)، في خروجه إلى كربلاء ومدى علاقتها بثورات الربيع العربي التي تمور في المنطقة: «الإصلاح هو رسالة عاشوراء قبل الربيع العربي وبعده وحتى قيام الساعة، وإن عاشوراء هي المحرك الأساس لعجلة التغيير والبناء الإصلاحي في الأمة بما تشكله من رافد تعبوي ملهم»، مبيناً أن «الإصلاح هو التربة الوحيدة التي ينبت فيها السلام، فلا طريق للسلام في مفهومه الشامل إلا عبر الإصلاح في مفهومه الشامل، ويبقى السلام جزئياً فيما إذا كان الإصلاح كذلك، وكلما كبر الهدف تكبر التضحيات، وإن التطلعات الشبابية اليوم هي لسلام شامل لا يكون للخوف والجور والظلم والدكتاتورية فيه مكان، لذلك يحتاج الشباب إلى رصيد ضخم على مختلف الأصعدة يتحرك من خلاله شعار (الإصلاح والسلام) نحو طريق تحقيق هذه المعادلة».
وفي آخر تغريدة له، قبل ساعات من اتمام انجاز هذا الموضوع، كتب الأكرف: «أجمل الأشياء عندي أنني أحمل اسمكْ... وأعيش العمر أرثيك فعمري عاش همكْ... السلام عليك سيدي يا أبا عبدالله».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3724 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ