المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : ما حكاية سلطان ؟


الأقرع
06-10-2015, 07:11 AM
ما حكاية سلطان ..؟


سلطان كان شاب محبوبً من الجميع هو وأقرباءه الثلاثة وأصدقاءُ طفولتهِ الذين كانوا كالأشقاء بل أكثر وأكثر ، محبةً ومودةً وأحتِرامً يكنونهُ لِبعضِهم .

ذات يومً مشؤومٍ جداً بينما كانوا يتجولون بِسيارتهم وقليلا بِطيشهم إذ بالفاجعة تحلُ بِهم ويرتطِمون بِقوةٍ شديدة في أحد الجُدران .. فماتوا جميعهم عدا سُلطان الذي نجا ولم يمت أو يُصاب بأيُ خدش .

قضت أيامٌ وهو يصارع حزنه وهمه وذلك الغم الذي جثم على صدره وأخرج شيبً منه ، شيئاً فشيئاً حتى رجِع إلى سابقِ عهده وكما كان عليه من قبل وإلى حياته الطبيعيه مرِحً مُبتسِمً دائما ، مما أسعد أُسرته وباقي أهل حيه لأنهم كانوا يحبونهُ لِخفةِ ظلِهِ وطيبتهِ وأيضاً تعاطفٌ معه لِفقدانه أقربائه وما جرى لهم .

ألا وأن بعد ثلاثةِ أشهر بدا سُلطان على غير عادتِهِ إذ أجتاحته حالة حزنٍ وخوفٍ وهمٍ غلبت تلك التي أُصيب بِها لحظة وفاة أقرِبائه .. فلم يعُد يتحدثُ مع أحد ، لا يقابِلُ أحد ، لا يُغادِرُ غرفته ألا فيما ندر ، تعجب الجميع من حالته لا يعرِفون ما أصابهُ وأيُ لعنةٍ حلة به؟ ظل هكذا وحيدا مُنعزِلً لا يتكلمُ حتى مع والدته .. تارةً يبكي وأخرى يتحسرُ على ما بِداخلهِ والذي لا يعلمُه أحدٌ غير خالقه .

ذات يوم جاء لِزيارتهِ من مكانً بعيد جداً قريبٌ له وكان سُلطان يحترِمهُ ويعزه كثيرً .. ورغم حالته النفسية السيئة ألا أنه تحامل على نفسِهِ قليلاً .. وراح يتكلم معه يسترجعون ذكرياتِهِما وطفولتِهِما وتلك الأيام التي خلت .. شيئاً فشيءّ حتى أقترح عليه قريبهُ أن يذهبوا إلى البحر كما كانوا يفعلون في صِغرِهم .

وافق سلطان على ذلك بعد رفضٍ متكرر .. جلسوا على الشاطئ يخطون الجروح بِداخلِهم .. وقريبه يحاوِلُ بشتى الطرق أن يُقنِعهُ بإن يتكلم ويتحدث وينفضُ ما أعتلى صدرهُ وما سبب له تلك الكآبة ويخبرِه عن السبب الذي جعلهُ حزينً هكذا .. لكي يعود كما كان سابِقً ويطمئِن الجميع على ما به وما يعانيه ويكتشِف علته .

ألا أن سلطان ظل في حالةِ سكونه وهدوءه المُحير لِبُرهةٍ من الوقت وهو ينظــرُ أمامه كأنه يرى شيئا , ثم قال لقريبه :
- هل تصدق بأنك تكون مع أصدِقائُك تفرح وتمرح .. وتكون مع من أحببتهم طوال حياتك وفجأة يموتُ الجميع هكذا ويختفون من عالمك .. وتبقى أنت الوحيِدُ حيً في هذه الدنيا ,، وكأن الموت نسيك .. تذكر كُل أصدقائُك ونسيك .

يُكمل سلطان حديثه أو ما بدت هموماً وأحزانً دكت كُل مشاعِره وأحاسيسهُ التي أختلطت بِداخِل غموضِها وألغازها التي لم يفهمها أحدً حتى هو نفسه :
- هل تعرف بأنني أشعر بخوفً شديد .. خوفاٌ من كل شيء .. كُل شيء .. من الناسُ والمجتمع .. ومن عيون الناس خائف .. ومن الذكريات ومن الموت ومن القبرُ حتى .. ومن ضيقةُ القبرُ خائف .

سكت بعدها ولم يتكلم وكأنه تجرع ذات السُمِ مرةً أخرى .. لم يعرف قريبه ماذا يقول له .. فهو الآخر لم يفهم علة سلطان جيداً .. عدا بإنه كان حزينً على موتِ أقربائِه ولا زال يعيش تلك الذِكرى الإليمة التي سكنت بِداخله ولم تخرج .. غير ذلك لم يعرف ماذا كان يقصد بالخوفِ من الناس وعيونِهم وبقية ما ذكر .. وبالرغم من تلك السيريالية التي أحاطت بكلامِ سلطان .. ألا أن قريبه شعر بالأسى عليه وعلى الحالة التي كان بها وتمنى لحظتُها لو لم يسأله .

دقائِقٌ قضت قال لِسُلطان سوف أذهب لِأُحضِر شيئا لنشربه .. فذهب إلى البقالةِ ليشتري مشروب بارد عله يطفئُ نيران الجحيم التي أشتعلت بِداخلِ سلطان ولم تنطفي , عاد بعد برهةً يحملُ بيدهِ ما ظن أنه نعيمٌ بارد ,، ولكن حينما أقترب من سلطان وأمعن النظر إليه جيداً شعر بإن هناك شيئا غريبً يحدث .. إذ بدت ملامحهُ جافةً بارِدة .. راح يهزهُ .. يُحرِكهُ .. يُكلِمهُ لكن لا حياةَ لمن تنادي ,، فكانت الفاجعة والطامة بأن سلطان "قد فارقت روحه الدنيا" , ولم يعد موجودً في ذات العالم معهم .

توفي سلطان وترك خلفه لُغزٌ لم يُحل .. معادلةً بدت بسيطةً جدا حينما نظروا إليها .. ولكنهم عندما أقتربوا منها تبين بإنها أصعب من كل مُعادلاتِ الفيزياء والكيمياءِ والأحياء مجتمعة .. لم يعرفوا لِما كان حزينً ومهمومً وما سببُ كُلُ ما جرى له ؟ ومِما كان يُعاني .

بعد خمسةِ أشهر من وفاتِهِ .. بدأ يُصيبُ قريبهُ مثلِ ما أصاب سلطان وحل بهِ .. همٌ وغمٌ وحالةٌ نفسيةٌ سيئة .. ولا أحد يعرف ماذا حل به هو الآخر .


- لِما كان سلطان حزينٌ ويعاني ما يعانيه ؟
- ما السبب في ذلك ؟
- ولِما حدث لقرِيبه ما حدث له ؟

- هذا ما أتركه لِخيال القارئ ..؟


ملاحظة : ربما يكون الجواب فيه شيئا من الصعوبة ولكن سأقرب الصورة أكثر لتكون أوضح وأسهل ,

- اقرأ بتمعــن أحداث البداية , وحوار النهاية جيدا .
- الجواب لم يُذكر داخل القصة .
- أخيرا \ القصة كتبتها قبل 8 سنوات ودائما أعيد كتابتها وصياغتها مرارا , غيرت في الأحداث كلها مرات عدة ألا الأجابة على اللغز لم أستطع تغييرها أو التلاعب بها شعرت بطريقة ما بأنها مرتبطة بقلب القصة , وترددت كثيرا طوال هذه السنين لكي أعتمدها بسبب هذا اللغز حتى قررت تنزيلها الآن ... لذا أرجو ألا يسألني أحد عنه لأنني لن أقول وحتى لو أكتشف أحدا الحل فلن أخبره , لأن أساس القصة غموضهــا .



بقلمـــي

ذوالفقار1
07-11-2015, 11:51 AM
ابدعت يالغالي

بس شنونه السر ؟؟