مشاهدة النسخة كاملة : غاب نبضي ، #مهاجرة_إلى_الله
نسيت انساك
08-19-2015, 11:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين `
الحلقه 🌹1🌹
.
.
في غرفتها الصغيرة، الدافئة بكل تفاصيلها، بالذوق البسيط المرتب الراقي رتبت أمال كل جزء بعناية كبيرة، فهذه الغرفة هي عالمها الخاص جداً ، الذي تحب أن تخلو إليه كلما ضاق بها العالم الأوسع، حتى رائحة الغرفة لها عبق خاص ومريح، في زاوية هذه الغرفة الصغيرة استطاعت آمال أن تخصص محراباً روحانيا مريحا للروح، انتقت فيه كل الألوان الملائكية التي يمكن للمرء أن يحلق من خلالها إلى العالم الأرحب. هاهي آمال تقترب من سجادتها بعدما لبست وشاح الصلاة الخاص بها، كان لونه كلون السماء المشبعة بالغيوم البيضاء، وقفت بين يدي رب العزة ورفعت كفها للسماء وتمتمت: يا محسن قد أتاك المُسيء، أنت المُحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك" وبدأت تصلي صلاة الليل كما اعتادت كلّ ليلة، كانت تؤمن بأنّ الصلاة ليست بعدد الركعات، إنما بمستوى حضور القلب، فإن رأت في روحها إقبالا أشبعت تلك الروح، وإن رأت فيها إدبارا تعاملت معها بلطف ومرونة، وأدعية قصار، أنهت آمال تلك الليلة صلاتها، ومن ثم ختمت ليلتها بدعاء رجب المخصوص بعد كل صلاة( يا من أرجوه لكل خير......) وخلعت وشاح الصلاة، واتجهت لسريرها، ولكن فجأة ثمة ما يستوقفها، إنها هي من يستوقفها، فقد رأت صورتها في المرآة، اقتربت من المرآة شيئاً فشيئا وبدأت تنظر إلى نفسها وتتفحصها وتخاطب نفسها: أهذه أنا؟ آمال ما الذي حلّ بكِ يا آمال؟! أيعقل أن أكون أنا) تطرق آمال رأسها ومن ثم تعود للمرآة، تقرّب وجهها: ويلي كم أصبحتُ سمينة، ومن يراني يعتقد أنني في الثلاثين من عمري، اممم لا يهم، ومن يهتم أصلاً، فلأذهب للنوم فغداً لديّ محاضرة الساعة الثامنة صباحاً ودكتورنا لا يحب التأخير، فلأنطلق للنوم) تخلد آمال إلى سريرها، وتتناول هاتفها لتضبط الوقت لصلاة الصبح، ومن ثم تعرّج على المجموعات الخاصة قي برنامج الواتس أب، تدخل إلى قروب العائلة الخاص بالفتيات وإذا بمائة محادثة فائتة، تعجبت كثيراً، فعادة لا يتحدثن فتيات العائلة بهذا الكم إلا إذا كان هناك حدث مهم، بدأت آمال تقرأ تلك المحادثات، وإذا بضربات قلبها تتسارع، وتنفسها كذلك، وبدأت تكرر بهدوء: قاسم، قاسم" تبتسم وتواصل" أيعقل أنّ قاسم سيعود" ثم تعود لرشدها وتخاطب نفسها: آمال ما بكِ؟ لم أنتِ سعيدة؟ فترد بسرعة على نفسها وهي تبتسم: إنه قاسم، أتعرفين ما يعني قاسم - تغطي آمال وجهها بكفيها خجلاٌ وكأنَ أحدا ينظر إليها- قاسم سيعود، ذكريات الطفولة، لعبنا، مرحنا".
تعود آمال لقروب الفتيات في الواتس أب، وتبدأ بالكتابة: زينب أصحيح أنّ أخيك قاسم سيعود؟ زينب: نعم يا آمال، الخميس سيكون بيننا بعد غربة طالت سبع سنين آمال: والآن بعد أن أصبح طبيباً ما بقي إلا البحث عن عروس تليق به. تبدأ الفتيات بالضحك والغمز واللمز في القروب ندى: ها، ما الذي ترمين إليه يا آمال؟ هيا أفصحي، هل عاد بكِ الحنين إلى الطفولة؟ وردة: احم احم، هههه آمال، لا تنسي حينها كنت صغيرة ورشيقة ولطيفة، وحتى يفكر بكِ قاسم كخياراليوم ، اممم أعتقد أنّ أمامك مشوار طويل. ليلى: ما الذي تقصدينه يا وردة، لقد انقطع نفسي من الضحك، ما هو هذا المشوار ها؟ تنحيف، ونحت ورجيم وتجميل هههههه، ولا تنسي النظارة التي بسمك قاعدة قنينة البيبسي، ههه يعني عملية تشريط أيضاً، وااااهههههها فتيات العائلة حولوا المحادثة إلى مباراة للسخرية والضحك على آمال، وآمال مصدومة من ردة فعلهم، هي معتادة نعم على جو المزاح الذي يدور بينهن، ولكنها الفتاة التي اعتادوا على هدوئها واحترامها للجميع، هي التي لا تؤذي أحداً ولا تحاول أن تستفز أحداً، فتاة في حالها، طيبة وحنونة وصادقة، ما الذي جعلهم يتجاوزنّ حدودهن معها إلى هذا الحد؟ في هذه الأثناء قاطعت زينب الجميع: أعتقد أنكن تجاوزت حدودكن أخواتي مع آمال، كلامها كان طبيعياً جدا، لم هذا الأسلوب؟! أغلقت آمال الهاتف، صمتت طويلاً تحاول أن تستوعب ما قرأت، ثم انفجرت في البكاء، ولكنها الإيجابية التي لا تعطي لهذه الأمور التافهه شأناً في حياتها، مسحت دمعاتها، وتوجهت للمغسلة، غسلت وجهها، توقفت قليلاً أمام مرآة الحمام:" نعم أنتِ سمينة يا آمال، والنظارة تشوهك، ولا جمال جاذب يشدّ أحداً إليكِ كبقية الفتيات في عمركِ، لا عليكِ يا آمال هيا عودي للنوم، فغداً سيكون أجمل" وعادت إلى السرير وخلدت إلى النوم استعداداً لاستقبال يوم جديد. هاهي أشعة الشمس تتسلل من طرف ستارة نافذة آمال لتداعب وجهها الحنون وكأنها توقظها بلطف ودلال، تفتح آمال عينيها وتتمغط، ثم تنفجر بالضحك، لتحدث نفسها: هههههه و كأني ببنات العائلة البارحة بفعلتهن أخوات سندريلا، ههههه هذا يعني أنني أنا سندريلا الجميلة، تنفجر بالضحك مجدداً، لترمي بغطاء السرير جانباً وتنهض بكل نشاط، " بقي ساعة ونصف على موعد محاضرتي، لا وقت طويل لديّ" تصل آمال الجامعة وتدخل الفصل الدراسي قبل الوقت ، بل وقبل الجميع، يصل مجموعة من الطلاب، يطلّ أحدهم من الباب، يسأله زميله: هل وصل الدكتور؟ وآخر يقول: دعونا ندخل، وآمال تسمع حديثهم خارج الصف
📍ترى ما الحديث الذي دار بين الشـ
[اقتطعه واتساب]
* للأمانة منقول من الواتساب :)
نسألكُم الدعـاء
سيهاتي.
08-19-2015, 03:28 PM
تسلم الأيادي على هذا الطرح
قصة رائعة
بارك الله فيك
نسيت انساك
08-19-2015, 03:59 PM
الحلقه 🌹2🌹
كانت امال تسمع حديثهم خارج الصف، فيرد آخر: لمَ ندخل؟
ويخفض صوته: أو تعتقد أنك ستجلس مع ملكة جمال الكون؟ يضحكون بصوت منخفض،
فيسأل آخر: خخخ ترا من بالداخل ؟ ها ؟ أخبرني،
فيرد عليه : ملكة جمال السمينات " ههههههههه
كلّ ذلك يجري على مسمع من آمال، ينكسر قلب آمال كثيراً، بل أنها لم تستطع حبس دمعتها: تتكلم مع ذاتها: ربِّ، تعلم أني لا أهتم بما يتنابزون به عليّ، إنما ما يؤلمني أنني لا أؤذي أحداً، ولا أدوسُ على طرف احد، وأتعامل مع الجميع بمنتهى الإحترام والأدب، أتعاون مع زملائي، بل وكلّ ملخصاتي رهن إشارتهم، لا أبخل على أحدٍ ممن حولي بما أستطيع، فلم هذه المعاملة؟!ولمَ كلّ هذه الأحداث تتجمع فجأة عليّ؟!
تتنفس آمال الصعداء: لن يوقفني شيء عن بلوغ أهدافي في الحياة، ورب العالمين لا ينظر إلى أشكالنا، إنما ينظر إلى قلوبنا وأرواحنا، فإن كنت ربّ لم تمنحني شكلاً يعجب الناس، فيكفيني أنني أملك قلباً ترضى أنت عنه، آمنتُ بك ربي"
تمر الأيام ويحدد موعد وصول الدكتور قاسم، أمل العائلة وطبيبها الأول، الشاب الوسيم جداً، الخلوق جداً، الشاب الذي يجمع بين الإلتزام، والإنفتاح على الغرب، الشاب الواعي المثقف ، الشاب المؤمن الطموح، الشاب الذي تطمح إليه كل فتاة، ولذا تجد بنات العائلة كلهنّ ينتظرنّ قدومه بحماس كبير، فمن تلك التي ستحظى بقاسم؟ هكذا كنّ يتهامسنّ، فقد تجمعت العائلة بأكملها يوم الخميس يوم وصول قاسم في بيت الخالة حياة، وهي والدة قاسم، المرأة القوية الشخصية، الأتكيت، المثقفة، المضيافة، كانت الأمهات تتجمع في مجلس العائلة الصغير، والرجال في الديوانية الخارجية، أمّا الفتيات فكنّ في الصالة الداخلية، وقد ارتدت كل واحدة منهن حلّة جديدة، وتزينّ بمساحيق التجميل، وكأنه يوم العيد قد حل، إلا آمال، فقد اتشحت بعبائتها السوداء، وكانت على طبيعتها كعادتها.
تقترب وردة من آمال، وتحاول أن تخلع آمال عبائتها: آمال اخلعي هذه العباءة، كأنكِ عجوز بيننا، وضعي لك قليل من البودرة، مع قليل من الكحل وأحمر الشفاه، لونكِ باهت"
فترد عليها آمال بلطف وأدب: شكراً يا وردة لا أحبذ، أفضل أن أكون كما انا.
ليلى: آمال، إنه قاسم، رفيق الطفولة، أممم هههههه.
آمال: وإن يا ليلى، قاسم، إن تذكرني فسيتذكر أجمل ذكريات الطفولة، فما له وشكلي.
تقاطعهم ندى: دعوها يا بنات على راحتها، في كل الأحوال المنافسة كبيرة، فمن الذي سيلتفتُ إليها بين كل هذه الأعداد، وكل بنت منكن أجمل من الأخرى"
زينب أخت قاسم تشعر بخجل كبير من وقاحة الفتيات، فتقترب من آمال لتأخذ بخاطرها، إلا أنها تتفاجأ بكلام آمال: عزيزتي زينب، لا عليكِ، اهتمي بضيوفكِ، أنا لا أبالي بهذه الترهات"
تبتسم آمال فتبادلها زينب الإبتسامة: أنتِ رائعة يا آمال كما عهدتكِ"
في هذه الأثناء تدخل الخالة حياة إلى الصالة التي تجتمع فيها الفتيات فتتهافت البنات عليها، كل واحدة تحاول أن تتودد إليها، علها تكون زوجة ولدها الوحيد، فالخالة حياة لديها إبنتان وولد هم، فاطمة إبنتها الكبرى متزوجة ومسافرة مع زوجها الذي يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، و قاسم هو الإبن الوحيد، ومن ثم زينب في سنة ثانية جامعة، وهي في عمر آمال تقريباً، بينما ترحب الخالة حياة بالجميع كعادتها ولا تستثني أحدا.
أما آمال فلم تغادر مكانها إلا حينما اقتربت منها الخالة فوقفت احتراماً لها وقبلت جبينها، وعادت إلى حيث كانت تجلس، في هذه الأثناء بدأت الفتيات باللغمز واللمز مجدداً، وفجأة تدخل الخالة نرجس بضوضائها وهرجها ومرجها ، تمازح تلك وتضحك مع تلك. الخالة نرجس هي جارة العائلة، و هي شخصية مرحة، فضولية، ثرثارة، لا تترك أحداً في حاله، وقد اعتاد الجميع عليها، وتقبلها كما هي، أخذت جولة في الصالة ومن ثم تحولت إلى مجلس الأمهات.
مر الوقت وإذا بهاتف زينب يرن، ترفعه وتقفز فرحاً، وتركض ناحية أمها: ماما ماما البابا اتصل يقول أن قاسم قد وصل وهم في طريقهم من المطار إلى البيت عشر دقائق تقريباً و ويكونون عند باب البيت، فتبدأ حالة الإستنفار في كل أنحاءه، البخور يدور، والعاملات يجهزنّ البوفيه المعد خصيصاً لهذا اليوم، وتبدأ الخالة حياة في تجهيز المبالغ النقدية التي ستنثرها على رأس قاسم، بينما الفتيات كلُ واحدة ترتب هندامها مجدداً، وآمال تراقب الوضع عن كثب وتتبسم بينها وبين نفسها وتقول في أعماقها: ما كذبت والله، الحال يشبه تماما أخوات سندريلا، ههه أينكِ أيتها الساحرة تعالي وغيري شكلي علي أحظى بنظرة من الأمير قاسم خخخخ"
الخالة نرجس تلتفت إلى آمال فتقترب منها: ها يا آمال كل الفتيات يتزينن للأمير قاسم إلا أنتِ يبدو أنكِ غير مهتمة"
هنا تنفجر آمال من الضحك، وكأنّ الخالة نرجس قرأت ما بداخلها، و بينما آمال في غمرة ضحكها، وإذا بصوت الهلاهل والصلوات وأصوات تكرر: حمداً لله على سلامتك يا دكتور، نورت البلد بعودتك، أهلا وسهلاً.
وأخيراً تشرق شمس قاسم، يدخل في وسط العائلة التي تهافتت فرداً فرداً للسلام عليه، والخالة حياة تنثر النقود والورد عليه، بينما تمسح الجدة دموعها، أما زينب فلم تتمالك نفسها فقد دفعها الشوق إلى ان ترتمي في حضن أخيها، أمسك قاسم بكتفيها برفق ونظر في وجهها وهو يمازحها: ها لقد ازداد طولكِ قليلاً، وإذا به يلمح دمعة اللقاء في عينيها، فيمسحها بحنان، بينما الفتيات يتغامزن بعد هذا المشهد، ثم يعرج قاسم على والدته يقبل رأسها وكفيها، فتتهافت نساء العائلة للسلام على قاسم، ثم تتملق كل واحدة من الفتيات بطريقتها، وتتفنن في طريقة إلقاء التحية، وبينما كان قاسم يرحب في كل واحدة منهن، ويرد التحية عليهن بأدب واحترام، كانت عيناه تبحث عن أحدٍ ما، فجأة يمشي خطوات نحو زاوية السلالم، كانت آمال تقف جانباً تبدو خجلة وكأنها تريد ان تتوارى عن الأنظار،
إلا أنّ قاسم لمحها من بعيد واقترب ليخصها بتحيته: كيف حالكِ يا آمال؟ هل أنتِ بخير؟ فارتجفت آمال، واحمرت وجنتيها، ولم تعرف بما تجيب، فأجابت بعفويتها: من أنا ؟
فابتسم قاسم: ها أنتِ كما أنتِ لم تتغيري، هههه، نعم أنتِ، وهل هناك آمال غيركِ هنا؟!
فابتسمت وأنزلت رأسها خجلاً وردت: شكراً لك قاسم، أنا بخير وحمداً لله على سلامتك.
هنا قطعت هدوء الموقف كعادتها الخالة نرجس: هاااا ماذا تقصدون، أتنثرون النقود ولا أحصل على شيء مما أنثرتم، أين حلاوة الوصول، وإلا إنكم ستضيعونها عليّ"
يضحك الجميع ابتهاجا وفرحاً، ويتجه قاسم إلى ديوانية الرجال بينما تعود النساء للإستعداد لتناول وجبة الغداء على شرف الدكتور قاسم.
كانت آمال في عالمٍ آخر، فهي لا تصدق ما حدث، بينما كنّ بنات العائلة يشتطنّ غضباً، فقد كانت وردة تقول متذمرة: نحن نتقرب منه ونرحب به، فيرد علينا من طرف أنفه، بينما هذه السمينة القبيحة، هو من يقترب منها، ويلاطفها ويمدحها، وعععع.
ترد عليها ندى: أعتقد أنه يشفق عليها، وهل تريدني أن أصدق أن مثل قاسم يهتم لأمر واحدة بمستوى آمال، وهو من رأى وعاشر في الغربة أجمل الجميلات، لاااا مستحيل.
آمال ما زالت تسرح في عالمها الجميل، وإذا بليلى مع بقية الفتيات يقتربنّ منها، بينما كانت ليلى تحمل في يدها وردة طبيعية، وتنتف بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وترميها في وجه آمال استهزاءً بها وتقول: يحبني، لا يحبني، يحبني، لا يحبني، وااااهااااااهههههها . إلى أين وصل بكِ خيالكِ ها ؟ اسمعي حبيتي، ليس معنى أنه خصك بالتحية، أن يكون معجبا بكِ.
فتواصل وردة: معجب !! معجب بماذا مثلاً
فترفع آمال رأسها ومن ثم تقف من على الكرسي بغضب وتقول: كفى، إلى هنا ويكفي تجريح.
📍ترى مالذي سيحدث
[اقتطعه واتساب]
سيهاتي.
08-19-2015, 04:10 PM
حلو على شكل حلقات ممتاز
يسلمووو
نسيت انساك
08-19-2015, 06:09 PM
الحلقة 🌹3🌹
تتجه آمال لباب المنزل وهي تهمّ في الإنصراف، فتلمحها زينب وتركض ناحيتها: آمال آمال إلى أين؟
آمال تصمت لا ترد، تصل زينب إليها، إلا أنّ آمال تشيح بوجهها عنها، وكلما حاولت زينب أن تنظر إلى وجهها كلما كانت تحاول أن تشيحه في الجانب الآخر.
زينب تقف مذهولة: آمال أنتِ تبكين! لم؟ ما الذي حدث؟
فتتعذر آمال : لا عزيزتي، إنّ شيئاً ما دخل إلى عيني وبدأت تدمع، لا تخافي، ولكن لابد لي من الإنصراف ، اعذريني. فتحت آمال الباب وانصرفت والدموع تملأ عينيها، في طريقها للمنزل، وهي تقود سيارتها استرجعت كلّ الماضي حلوه بمره، ولكنها حينما وصلت إلى محطة فقد والدتها بكت كثيراً: ماما ماما أين أنتِ؟ رحلتِ عني وأنا في أمسّ الحاجة إليكِ، رحلتِ وتركتني بين أربعة شباب أكبر مني سناً، ولكنني اضطررت لأن أكون لهم أما وأختا وصديقة، وبالخصوص بعد زواج والدي، أماه كم أتوق في هذه اللحظة لأن أرتمي في أحضانكِ، وأبكي كما الأطفال، ماما ، ماما، أو يظنون أنني بلا مشاعر؟ أو يظنون أنني بلا قلب؟ أو يظنون أنني بلا لسان بمقدوره الرد؟!، ولكنني تربيت أن أكون مؤدبة وخلوقة وصابرة، وأمنح الناس فرصة حين يسيئون، هكذا تعلمت حين قرأت باب ( حق من أساء إليك، في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام) آآآه يا أمي"
كانت والدة آمال قد رحلت بمرض السرطان حين كانت آمال في العاشرة من عمرها، بينما كان لها أربعة أخوة يكبرونها مباشرة، محمد أخيها الأكبر وكان عمره آنذاك (18 عام)، علي ( 16عام)، عبد الله ( 14 عام) وأصغرهم كان منتظر ( 12 عاما) وكان الأقرب عمرا وروحا من آمال.
آمال: " يااااه عشر سنين مرت، تزوج جميع إخوتي وتركوا البيت وانشغلوا في حياتهم، وما بقي غير أخي منتظر، وهو في آخر سنة جامعة، وها نحن الإثنان نعيش في بيتٍ خال من الأم والأب، ولكنني احمد الله أن أعطاني هذا الأخ الحنون، ساتصل به...
ألو منتظر، منتظر: أهلا أخيتي، كيف حالكِ، لم أركِ اليوم ، افتقدتكِ في البيت
آمال تختنق بعبرتها، ثم تتمالك نفسها : أخي، أحتاج أن أتحدث معك" ثم تنفجر في البكاء
منتظر: آمال ما بكِ؟!، هل أنتِ بخير؟ أرعبتني آمال : أنا بخير أخي لا تخف، فقط محتاجة أن أبوحُ لك بما في خاطري، وأستشيرك.
منتظر: تعالي أخيتي، دقائق وأكون وصلت إلى المنزل.
آمال: وأنا في طريقي للبيت أخي، شكراً لك.
تصل آمال إلى المنزل، وإذا بمنتظر يترقب وصولها، فتندفع آمال إلى احتضان أخيها وهي تبكي، فيهدأها ويجلب لها كوبا من الماء، ويجلسها على أريكة الصالة، ويجلس على جنب آخذاً بيدها : آمال ما بكِ؟ عهدتكِ قوية، فالأيام صنعت منكِ إمرأة ناضجة قبل أوانها.
آمال تتنفس الصعداء: لكنني تعبت أخي، تعبت.
منتظر: هيا قولي ما عندكٍ أسمعكِ أخية، كلي آذان صاغية
آمال: لا أدري يا أخي من أين أبدأ، ولكن قبل ذلك لديّ سؤال، ألهذا الحد أنا قبيحة؟
منتظر: قبيحة!!! أستغفر الله، ما هذا الهراء يا آمال؟!
وبدأت آمال تسرد لأخيها كلّ ما يحذث معها بالتفصيل، إلى حد آخر حدث في بيت الخالة حياة.
منتظر يستمع إلى أخته بإنصات واهتمام تام، وبعد انتهائها يعتدل في جلسته، ينظر إليها متأملا وجهها البريء ثم يشرع في الحديث: اسمعي غاليتي الرائعة، جميلٌ ما صنعتِ، وإن دل على شيء، فإنما يدل على رفيع خلقكِ، ولكن مهم جداً أن تعي حقيقة ما يقوله إمامنا السجاد عليه السلام :" وحقّ من أساء إليك، أن تعفو عنه، فإن علمت أنّ العفو يضره انتصرت" ، وقال الله تبارك وتعالى { ولمن انتصر بعد ظلمه، فأولئك ما عليهم من سبيل}
حبيبتي آمال، ما فعلته مع كل من أساء إليكِ كان قمة الأخلاق، { إدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة، كأنه وليٌ حميم}، ما فعلته يحتاج إلى قلب كبير، وقدرة كبيرة على الصفح والغفران، ولكن ما حدث لكِ كان يقتضي منكِ أمرأً آخر، لأنّ الإساءة إليكِ تكررت من ذات الأشخاص، وعليه صار عفوكِ وتسامحكِ مضراً، إذ توهموا أنكِ ضعيفة عاجزة غير قادرة على الرد.
آمال: إذا ما كان عليّ أن أفعل أخي، هل كان يتوجب عليّ أن أصرخ في وجههم، أو أرد عليهم بنفس منطقهم؟!
منتظر: لا يا عزيزتي، لا هذا ولا ذاك، بل عليكِ الرد بلطف، ومحاولة إيقاف هذه المهزلة بالنصيحة وبإيقافهم عند حدهم حتى لا يتكرر منهم ما حدث، والكلام ينطبق على زملائكِ في الجامعة وعلى بنات العائلة، وأكرر الرد بأخلاق رفيعة وبقوة شخصية وبحزم في حال تكررت الإساءة.
آمال: وهذا ما فعلته أخي في بيت الخالة حياة.
منتظر: ولكنكِ انسحبت باكية من المكان، وهذا ضعف، كان يتوجب عليكِ المكوث ومواصلة البرنامج، مع التحدث للفتيات بقوة وإيقافهن عند حدهن.
تبسمت آمال في وجه أخيها وقالت: منتظر.. أنت رائع, شكراً لك.
منتظر: أو تشكرينني أنا! بل اشكري إمامنا السجاد، وأنصحكِ بقراءة شرح رسالة الحقوق للاإمام زين العابدين للمحقق القبانجي.
آمال: لن أشتري الكتاب، بل أنت من سيجلبه لي في عيد ميلادي القادم
يضحك منتظر: بخيلة، بقي الكثير على ذكرى مولدكِ، قرابة الشهرين، آه منك.
يضحك الإثنان، ويقرران الخروج لتناول وجبة العشاء لكسر الروتين.
في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن،
📍[اقتطعه واتساب]
سيهاتي.
08-20-2015, 03:34 PM
احسنتم
نسيت انساك
08-20-2015, 03:41 PM
الحلقه 🌹4🌹
في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن، اقتربت آمال منهنّ: السلام عليكنّ، فيردنّ عليها السلام،
ومن ثم تقترب بتول منها: آمال، هل عرفتِ بموضوع المسابقة الأدبية في الجامعة لقسم اللغة الإنجليزية؟
آمال: لا يا صديقتي، ما الأمر؟
فترد عليها بتول بحماس: إنها مسابقة من عدة أقسام، الآن تم نشر شروطها، أنصحكِ يا آمال بالمشاركة، أنت متميزة وذكية، وبصراحة الجائزة شيء على مستوى، فالحائز على المركز الأول سيحصل على كورس مجاني مكثف في الصيف في جامعة أكسفورد في لندن.
آمال: حقاً، أممم لقد حمستني كثيراً يا بتول، يبدو أنني سأتوكل على الله وسأسجل اسمي، وحتى لو لم أفز لن أخسر شيئا.
في هذه الأثناء يرنّ هاتف آمال: ألو، أهلا زينب وعليكم السلام والرحمة، كيف حالكِ وكيف حال الخالة حياة، أنا بخير، أنتِ كيف هي أخباركِ وأخبار الجامعة، حياكِ الله عزيزتي، لا لا يوجد لديّ أي برنامج عصراً، تفضلي، سأكون في انتظارك عزيزتي.
تنهي آمال محاضرتها الأولى مع وقت الصلاة تقريباً، فتتوجه مباشرة إلى مصلى الجامعة لأداء فريضتي الظهر والعصر، في المصلى تقف آمال إلى جنب فتاة من الطائفة السنية وتضع تربة الصلاة وتشرع في صلاتها، وما إن انتهت من فرض الظهر، حتى استدارت إاليها الأخت وبادرتها بالسلام، فردت آمال عليها السلام بأحسن منه وقالت: غفر الله لكِ أختاه، إسمي آمال وأدرس الأدب الإنجليزي.
فردت عليها زميلتها : أما أنا فأسمي نوره من قسم إدارة الأعمال.
آمال: تشرفت بمعرفتكِ.
نوره: الشرف لي أختاه، أختي هل لي بسؤال؟
آمال: بالطبع نوره على الرحب والسعة تفضلي.
نوره: اعذريني، ولكن ثمة سؤال يحيرني، يبدو أنكِ من الطائفة الشيعية، ولقد تاكدت من هذا الأمر حين وجدتكِ تصلين على قطعة الحجر تلك.
آمال: نعم أنا من الطائفة الشيعية، وقطعة الحجر تلك هي من تراب كربلاء.
نوره: كربلاء؟! وهل هو سبب صلاتكم عليها؟
تبسمت آمال في وجه نوره وقالت: سؤالكِ وجيه يا نوره، وشكراً لأنكِ سألتِ، وإليكِ الإجابة عزيزتي، واعذريني لأنني سأجيب حسب ما لديّ من معلومات.
نوره:وأنا كلي آذان صاغية أخيتي.
آمال: عزيزتي نوره، إننا نصلي على قطعة الحجر حسب تعبيركِ لأننا وحسب رأي علمائنا لا يجوز أن نصلي على ما يؤكل أو يلبس، ولذا فإن أفضل شيء للسجود هو التراب، لو عدتِ لسنة رسول الله ستجدينه يصلي على حفنة تراب. وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سبط رسول الله، وبعد أن سالت دماءه الطاهرة عليها، اتخذ شيعة محمد وآل محمد تراب كربلاء لقداسته مكانا لسجودهم، ولكن لا يعني ذلك أن شرط السجود غلى هذا التراب، فيجوز كما قلت لكِ أن نسجد على أي شيء مما لا يؤكل أو يلبس.
نوره: أها الآن فهمت، يعني الموضوع اختلاف فقهي بيننا وبينكم، لأنّ علمائنا يجوزون السجود على القماش، فنحن نسجد على السجادة، شكرا لكِ أختي، تشرفت بمعرفتكِ، وأتمنى أن نجلس أكثر ونتطارح مثل هذه المواضيع.
آمال: أنا أسعد منكِ حقيقة، وحاضرة إليكِ في أي وقت، ولديّ مجموعة من الكتب ستختصر عليكِ الكثير، و سأبدأ بإعطائكِ كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، كتاب رائع جداً سيجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكِ.
نوره: حقاً، رائع جداً، ولكن اممم كيف لي أن أتأكد أنّ الكتاب موضوعي في طرحه؟
آمال: عزيزتي، الكتاب عبارة عن مطارحات بين عالم سني وعالم شيعي على هيئة مراسلات حقيقية، ولذا فإنكِ ستعيشين الدورين معاً، وستجدين ضالتكِ بإذن الله.
نوره: لقد حمستني كثيراً لقرائته، شكراً لأنكِ منحتني من وقتكِ الثمين، وأعتذر لأنني أخرتكِ عن إكمال صلاتكِ.
ضحكت آمال وقالت: نعم صليت الظهر، وبقيت صلاة العصر، وأنت تعرفين أننا نجمع بين الصلاتين، فالجلسة القادمة يبدو أنها ستكزن حول الجمع بين الصلاتين.
ضحكت نوره وطلبت رقم آمال للتواصل معها، فتبادلا الأرقام وودعتها.
أكملت آمال محاضراتها وعادت إلى البيت وإذا بمنتظر ينتظر وصولها ليتناولا وجبة الغذاء معاً،
وحين اجتمعا بادرته آمال: آه لقد نسيت أن أخبرك أن زينب ابنة الخالة حياة ستزورني اليوم.
وإذا بمنتظر يرتبك، ويتعلثم، وينزلق كوب الماء من يديه، فتتبسم آمال وتنظر إليه بنظرة جانبية: منتظر، ما بك، لم كل هذا الإرتباك، أمممم ما الخبر أخي هاااا .
وتبدأ في الضحك منتظر: أنا لست مرتبكاً ولا هم يحزنون، أنتِ تتوهمين.
آمال: لا بأس أتوهم، المهم سأنهي غدائي بسرعة، لأنها على وصول في أي وقت، تنهي وجبتها، وتقترب من منتظر شيئاً فشيئاً وهي تمازحه وتردد إحدى القصائد الحسينية التي تحفظها: خذني وياك أريد أبقى وياك، غربة هالدنيا غربة بلا أياك.
فينقض منتظر عليها ليضربها مزاحاً، فتحاول الهروب ركضاً عبر السلالم متجهة إلى غرفتها وهي تضحك.
في الخامسة تماماً يدق جرس المنزل، تتجه آمال لفتح الباب مستقبلة زينب بحفاوة: حبيبتي اشتقت إليكِ كثيراً.
زينب: وأنا أكثر عزيزتي، كيف حالكم وكيف حال الأهل؟ آمال: بخير غاليتي، تفضلي, تدخل زينب وتجلس مع آمال في الصالة الداخلية
📍ترى ما ا[اقتطعه واتساب]
نسيت انساك
08-20-2015, 03:42 PM
حلو على شكل حلقات ممتاز
يسلمووو
ربي يجزاك الجنـة نورت
يشرفني تواجدك هنا
ما أنحرم عمي العزيز
_°
عاشقة العترة
08-21-2015, 01:16 PM
♡♡
فاطمة نور
08-23-2015, 02:43 AM
ان شاءالله بقرائها
يعطيك العافيه
نسيت انساك
08-23-2015, 08:51 PM
الحلقه 🌹5🌹
تدخل زينب وتجلس مع آمال في الصالة الداخلية القريبة من غرفة الطعام، وتبدآن تتجاذبان الحديث، في هذه الأثناء ينزل منتظر من غرفته ليهم بالخروج، فيرحب بزينب بكل احترام وأدب، فترد عليه التحية بخجل، فيبادرها بالسؤال عن قاسم: كيف حال أخونا قاسم، انشغلت كثيراً ولم أسأل عنه منذ يوم استقباله، أبلغيه تحيتي.
زينب: بإذن الله، سأبلغه سلامك.
يودعهما، فتلحقه آمال لتستثيره وتداعبه ببعض الكلمات، فيدفعها بيده دفعاً خفيفاً وهومبتسم ويسرها بصوت منخفض: لا بأس سأريكِ ما سأفعله حين عودتي، سأنتقم أشد انتقام. ثم ينصرف لتعود هي إالى ضيفتها.
اعتذرت زينب في حديثها مع آمال عن كل ما حدث لآمال في بيتهم، وأعلمتها أن والدتها حينما علمت بالأمر استاءت كثيراً، وانها عرفت يومها أن آمال بسبب سوء معاملتهم غادرت البيت دون غداء، وبعد حديث طويل استوقفت آمال زينب قائلة: أخيتي، صدقيني لست متضايقة، بل على العكس، ما حدث علمني درساً كبيراً في الحياة، وأهمه كيفية التعامل مع أصناف البشر، صدقيني زينب، اكتشفت أنهم مساكين، سلوكهم هذا سيؤذيهم كثيراً، ولولا خوفي من الوقوع في الغيبة لحللت شخصية كل واحدة منهن، أما جمالي أو قبحي فهذا ليس من صنعي ولا صنعهن، إنه من صنع الله، وإذا كان لدى أي واحدة منهن اعتراض، فلتحاجج الله إن كان في مقدورها ذلك.
تبدو زينب متأثرة كثيرا مما سمعته، ترفع رأسها وتوجه سؤالاً إلى آمال: آمال من قال أنكِ قبيحة؟! أنتِ تملكين روحاً لا أجمل منها.
تبتسم آمال ابتسامة ألم وتقول: أملك روحا جميلة، لا شكلاً جميلاً أنتِ قلتها، ولست معترضة، بل راضية عن نفسي كل الرضا.
تنتفض زينب منزعجة وتقف فجأة: آمال اعطني يدكِ، هيا.
تمد آمال يدها إلى زيب حسب رغبتها وتقوم معها، فتتجه بها إلى أقرب مرآة، تنزع زينب نظارة النظر من على آمال، وتفتح شعرها، وتحركه بكفيها قليلا، وتقول لها : انظري إلى وجهكِ في المرآة، أنتِ جميلة، أتفهمين؟! جميلة جداً، ولكنكِ لا تدركين ذلك.
تقف آمال لوهلة متأملة، ومن ثم وفجأة تتلخبط و تقول: أووه ما الذي فعلته يا زينب، عن أي جمال تتحدثين. تلم شعرها من جديد، وتلبس نظارتها وتعود إلى حيث كانت تجلس مرتبكة، خجلة، متفاجئة.
تقترب زينب من آمال واضعة كفها على كتفها:آمال أقسم أنكِ جميلة.
تنفجر آمال في البكاء فجأة، وكانها طفل بحاجة إلى حنان أمه، فتأخذها زينب إلى حضنها، تحاول تهدئتها، تحضر لها كوب ماء، وبعد فترة من الزمن تهدأ آمال وهي ما زالت تتنهد من شدة البكاء، وتبدأ بالبوح لزينب: زينب، أوتعتقدين انني بلا قلب؟ نعم أنا سمينة، وألبس نظارة سميكة، وربما أهملت نفسي ولكن بداخلي أنثى تشعر كما تشعرون، تحب، وتحلم، وتتمنى... لربما ما جعلني كذلك أن ظروف غياب والدتي وضعني فجأة وفي عمر صغير في موقع الأم لأخواني الأربعة رغم أني أصغرهم، ولكن هكذا شاءت الأقدار، نعم نسيت نفسي كثيراً كثيراً، والآن أفقت ولكن بعد فوات الأوان، آآآه يا زينب ماذا أحكي وماذا أقول؟
تتنهد زينب وتبتسم في وجهها وهي تمسك بيدها: آمال، صدقيني، في حياتي لم أقابل إنسانة بروعتكِ.
من ثم تشير إلى قلبها وتكمل:"يكفي أنكِ تملكين هذا القلب الأبيض.
تحتضننان بعضهما بحنان، ومن ثم تستمر جلستهما إلى وقت صلاة المغرب، فتستأذن زينب وتهمّ بالإنصراف، فتودعها آمال بحفاوة كما استقبلتها، وتتجه لأداء صلاتها، وفي صلاة الغفيلة بين الفرضين ترفع آمال كفيها لتناجي ربها " إلهي لعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور"
تنهي آمال صلاتها وتتجه مباشرة إلى جهاز الحاسوب لتسجل في مسابقة الجامعة التي قررت الإشتراك فيها.
في صبيحة اليوم الثاني وفي أثناء تواجد آمال في الجامعة يرنّ هاتفها وإذا بها الخالة حياة، تتعجب آمال كثيراً، ترفع الهاتف لترد: أهلا خالتي كيف حالكم، سعدت جداً بمكالمتكِ.
الخالة حياة: وانا أسعد وردتي، كيف حال والدكِ وإخوتكِ، في الحقيقة اتصلت إليك لأمرين أولهما: اعتذر لما صدر اتجاهكِ في بيتي، أنا لا أقبل أن يُهان أحدٌ في بيتنا، ولو حدث ما حدث على مسمع مني لاتخذت إجراء يعيد إليكِ كرامتكِ.
آمال: لا يا خالة ليس لهذه الدرجة، الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك، لقد كان سوء فهم بالتأكيد وانا قد سامحتهن. تفضلي خالة اخبريني ما هو الأمر الثاني وانا في خدمتكِ.
الخالة حياة: سلمتِ غاليتي،الأمر الثاني يا حلوتي، أنّنا في طور البحث عن عروس لولدي قاسم، فكما تعلمين هو الآن قد أكمل دراسته، وعيادته سيتم افتتاحها خلال الشهر القادم، ولم يبقى إلا العروس.
آمال ترتجف وتحاول أن تبدو طبيعية: نعم نعم خالة بالتأكيد .
الخالة حياة: وولدي قاسم من درحة معزتكِ في قلبه أصرّ بنفسه أن نطلب منكِ أن تبحثي عن عروس له، فهو يثق بكِ كثيراً.
تقف آمال مذهولة، وهي ترتجف حزناً وألما، والهاتف يكاد يسقط من يدها، ولكنها تتمالك نفسها، والخالة حياة على الهاتف في الجانب الآخر تواصل حديثها:ألو ألو آمال هل ما زلتِ معي.
آمال ترد وهي مخنوقة بعبرتها: نعم خالة، لا تحملي هماً سأبحث له عن أجمل وأطيب عروس، أنتِ لا تعرفين درجة معزتي لقاسم، وبما انه طلب بنفسه أن أبحث له عنها فلن أخذله.
تنهي آمال المكالمة مع الخالة، وترمي بجسدها على أحد الكراسي الجانبية
📍ما الذي [اقتطعه واتساب]
سيهاتي.
08-24-2015, 07:46 AM
الله يعطيك الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك
نسيت انساك
08-24-2015, 08:26 AM
الحلقه 🌹6🌹
وترمي بجسدها على أحد الكراسي الجانبية في الجامعة والدموع تنصب لا إرادياً من مقلتيها، ثم تلتفت فجأة إلى نفسها، وأنّها في مكان عام ولا يجدر بها ان تتصرف هكذا، تمسح دموعها وتتجه إلى سيارتها لتعود للمنزل.
في المنزل وحين تصل آمال تتوجه إلى غرفتها مباشرة، تغلق عليها باب غرفتها وتدفن رأسها في مخدتها لتصرخ فلا يسمع أحداً صرختها : آآآه كم أحببتك، كم حلمت بك زوجاً، كم تمنيت أن أمشي إلى جوارك عروساً، كم وكم وكم ، والآن يحكم عليّ الزمن أن أبحث أنا عن عروسٍ لك؟! لم؟ لم أنا؟ لم تختارني أنا لتعذبني؟ لم تختارني أنا ليشمت بي من يشمت وأكون مرمى لسهامهن؟ آآآآه على حظي التعيس آآآه.
وفي لحظة آلامها، وصراخها، يقع بصرها على لوحةٍ علقتها في غرفتها منقوش عليها عبارة طالما أحبتها ولكنها ولأول مرة تلتفت إليها وتستشعر معناها، مسحت دموعها وتأملتها، وظلت تكررها بهمس" لعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور"،
شعرت آمال بمسحة ملكوتية على قلبها الموجوع، فاعتدلت في جلستها، تنفست الصعداء، وتوجهت لدورة المياه جددت وضوئها وجلست في زوايتها التي عشقتها حيث لا ملجأ إلا الله، وكان شهر شعبان قد حل، ففتحت المناجاة الشعبانية، وبدأت تقرأها بحزن، واسترسلت فيها وما إن بلغت " إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك" حتى انهمرت الدموع كميزاب يغسل همومها وأحزانها، أغلقت كتاب الدعاء وبقت فقط تفكر في رحمة الله الواسعة، وتتمتم" الحمد لله على نعمك ربي، كم أشعر بالراحة لأنك تحبني مولاي، شكراً لك ربي، شكراً لك يا حبيبي.
استعادت آمال قواها، وغسلت وجهها، ونزلت إلى الطابق الأرضي لتساعد العاملة في إعداد مائدة الطعام، حينها يتصل منتظر ليخبر اخته انه لن يحضر لتناول الغداء معها لأنه سيتاخر في الجامعة، فتحاول آمال أن تأكل الشيء القليل لتتقوى فقط من أجل إكمال ما نوت عليه، وبالفعل تبدأ في لملمة أفكارها من أجل إيجاد الفتاة المناسبة إلى قاسم، واستطاعت في غضون ساعة أن تضع قائمة لا بأس بها لتستطيع بعد ذلك تنقيحها وتسليمها للخالة حياة، وضعت قائمة لفتيات من خيرة فتيات المنطقة، وأجملهن، ومن أفضل العوائل.
أغلقت آمال الدفتر، وراجعت موقع الجامعة الذي سجلت فيه من أجل المسابقة المعلن عنها، فهناك شروط مسبقة تؤهلك للدخول من عدمه، وما إن رأت آمال اسمها ضمن قائمة المقبولين في دخول المسابقة حتى استبشرت خيرا، وانفرجت أساريرها، وحمدت الله كثيرا.
في المساء وبعد أن ارتدت آمال ثوب نومها القطني، وأسبغت وضوئها، وتهيأت استعدادا لسفرها الملكوتي كما كل ليلة، وقبل أن تتوجه إلى مصلاها، فتحت دفترها الخاص التي تكتب فيه برنامجها اليومي، أو أي شيء تحب أن تدونه حتى لا تنساه، وفتحت صفحة أسماء الفتيات المرشحات إلى قاسم، تأملت تلك الأسماء كثيراً، انقبض قلبها، ارتفع عدد نبضاته، شعرت بوخزٍ وألم فيه، استعاذت من الشيطان الرجيم، وكررت الصلاة على محمدٍ وآله، ثم فتحت برنامج الواتس أب وتواصلت مع الخالة حياة، وأرسلت لها القائمة، أغلقت الهاتف، وتوجهت نحو ربها، جلست في مصلاها وتذكرت أجمل ما تعلمته بعمق" لعلّ الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور" ومن ثم حلقت مع المناجاة الشعبانية من جديد " فقد هربت إليك ووقفت بين يديك، مستكيناً لك، متضرعا إليك، راجياً لما لديك ثوابي، وتعلم ما في نفسي، وتخبر حاجتي"
هنا توقفت آمال عن القراءة رفعت رأسها نحو السماء وكررت تلك العبارة " وتعلم ما في نفسي، وتخبر حاجتي" آآآه مولاي، واخجلتاه من نفسي، أأبكي على دنيا في حضرتك، اعذرني سيدي، ولكن الأمر خارج عن يدي، لقد تملك الحبّ مني، ويعلم الله أنني كتمت حبي له في أعماق صدري، فمذ كنت صغيرة وأنا أراقب شخصيته، كلامه، عقلانيته، هدوءه مع ذكاءه مع خفة دمه، ولكنني لم أبح لأحد قط غيرك سيدي، فلا غيرك يعلم ما في قلبي، ولن يعلم ذلك غيرك، فقط لي رجاء سيدي، خذ ذكراه من قلبي، ولا تسكن قلبي حباً غير حبك...
تبكي آمال وتبكي، حتى شعرت أن قواها قد أنهكت، أكملت برنامجها العبادي بألم وحزن، وعقدت نية الصيام لليالي البيض من شهر شعبان،و خلدت للنوم، وقررت أن لا تداوم في اليوم التالي إلا بعد الساعة الثانية.
كان يوم خميس، وقد وصلت آمال الجامعة عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، توجهت للقسم الثقافي التابع للجامعة لإكمال إجراءات المسابقة، وبالفعل ملأت آمال استمارة التسجيل، وأعطاها الموظف موعد إجراء المسابقة في القنصلية البريطانية مع شروط المسابقة وغيرها، اشترك في المسابقة قرابة الخمسين طالب، كان العدد كبير والتنافس أكبر، وقد علمت أن المسابقة على مراحل، وكل مرحلة تتأهل مجموعة حسب الدرجات، وأنّ الفوز سيكون حليف ثلاث متسابقين، ولكل منهم جائزة مختلفة حسب المرتبة، كما أن التسابق سيكون في الكتابة، والتحليل، إضافة إلى مسابقة الثقافة العامة، والمباراة الشفهية من خلال مناقشة موضوع حي معاصر، حماس كبير شعرت به آمال، و لم يكن همها الفوز بقدر ما هي تجربة تتعلم منها، وتضيف إليها شيئاً جديداً.
عادت آمال إلى المنزل عصراً بعدما أنهت كل ما عليها، فتحت باب المنزل الداخلي.
📍ماذ[اقتطعه واتساب]
غسان 22
08-26-2015, 06:38 PM
يعطيك العافيه حلوو
ذوالفقار1
08-27-2015, 12:02 AM
رووووعة حيل
تسلم الايادي
نسيت انساك
09-13-2015, 12:49 PM
الحلقه 🌹7🌹
عادت آمال إلى المنزل عصراً بعدما أنهت كل ما عليها، فتحت باب المنزل الداخلي إلا أنها كانت تشعر بحركة غريبة، لم تكن مطمئنة تماماً، خاصة أن إضاءة البيت كلها مغلقة، والستائر مسدلة، تعجبت لما يحدث فدخلت بحذر وهدوء شديدين، وإذا بها فجأة تسمع صرخااات: مفاجأة مفاجأة ،
وإذا بجميع أخوانها مع زوجاتهم وأولادهم ومنتظر يفاجئونها : سنة حلوة يا آمال، سنة حلوة يا آمال سنة حلوة سنة حلوة سنة حلوة يا آمال"
لم تستطع آمال أن تتحكم في دموع الفرح، فقد تفاجآت بالفعل ونسيت أساساً أن اليوم هو عيد مولدها، احتضنت الجميع واحداً بعد الآخر شكرتهم كثيراً، لم تجد كلمات تتناسب وحجم تلك المفاجأة، كان يوماً رائعاً جداً، امتلأ البيت بضحكات الأطفال ومزاح الكبار، وسعادة الأحبة كل الأحبة، وهم في زخم الإحتفال، دق جرس الباب كان الجميع منشغل ارتدت آمال حجابها وعبائتها وتوجهت لفتح الباب وإذا بها تتفاجيء بالزائر..
تجمدت في مكانها للوهلة الأولى ثم اندفعت نحوه بلا شعور: بابا بابا، اشتقت إاليك كثيراً، احتضنته ولم تكن تريد أن تفارق حضنه،
كان منتظر هو من اتصل في والده، وتوسل إاليه كثيراً أن يحضر ليدخل السرور على قلب آمال، وكان والدهم قد ابتعد كثيراً عنهم بعد زواجه الثاني بعد رحيل والدتهم.
عمّ الهدوء المنزل حينما دخل الأب، وتسمر الجميع في أماكنهم، فلم يكونوا يتوقعون الزائر، إلا أنّ آمال رمقتهم بنظرة وغمزة فاندفع الجميع للسلام عليه والترحيب به، واكتملت سعادة آمال، وكان يوماً لا ينسى، تعبت كثيراً فقد كان يوماً حافلاً.
ذهب الجميع، حتى منتظر مرّ عليه مجموعة من أصدقائه وخرج ليكمل السهرة معهم، وعادت آمال إلى غرفتها، بعد أن ساعدت العاملة في تنظيف البيت وترتيب كل شيء، تهيأت كعادتها للنوم، ولكنها من شدة التعب وقبل أن تتوجه لمصلاها رمت بجسدها على السرير، وأخذت نفساً عميقا وكانت حينها الساعة الحادية عشر مساءً، وإذا بها تسمع نغمة الهاتف، فتحته فكانت رسالة من رقم لم تحفظه، فتحت الرسالة وإذا بها: السلام عليكم..
أحببت أن أقول: كل عام وأنتِ بخير، كلّ عام وأنت لله أقرب، كلّ عام وانت قد حققتِ كلّ أمانيكِ.. أخوكِ قاسم"
قفزت من على السرير وهي لا تكاد تصدق ما قرأت: قاسم، قاسم، من قاسم، يا ويلي، لا أصدق، أيعقل أنه قاسم ابن الخالة حياة، وما يدريه برقمي!!
توترت كثيراً: أرد، لا لن أرد، لا سوف أرد، اممم الوقت متأخر، ماذا أفعل؟ يا إلهي، اللهم صلّ على محمد وآل محمد" مجرد أن أنتهت من ذكر الصلاة على محمد شعرت بهدوء غريب،
حدثت نفسها بهدوء: آمال ما بكِ؟ ما الذي جرى عليكِ؟ إنه وقت الحبيب الأول، فاتركي كل شيء وتوجهي إاليه"
قامت من على سريرها وتوجهت لمحرابها الجميل، وحلقت كما كلّ ليلة، ومن ثم حاولت أن تستسلم للنوم، ولكنها كانت ليلة من أصعب الليالي، حيث قضت ليلتها بين غفوة واستيقاظ.
استيقظت آمال في اليوم الثاني مبكرة جداً، وسرعان ما تناولت هاتفها لترى إن كانت هناك رسالة جديدة من قاسم، ولكن هناك أمر آخر لفتها، إنها رسالة في بريدها الإلكتروني من الجامعة، لقد كان يحمل تأهلها للمرحلة النهائية للمسابقة،
سعدت آمال كثيراً لهذا الخبر، وسارعت للكتابة لإخوتها في القروب الخاص بالعائلة، وهيأت نفسها ومن ثم استقلت سيارتها للجامعة، حالما وصلت، أوقفت سيارتها في الموقف الخاص للطلبة، وإذا برسالة تصلها عبر الواتس أب، إنه قاسم من جديد، ترى ماذا يريد،
تعجبت وفتحت الرسالة وإذا به قد كتب: أعتذر إن كنت قد أزعجتكِ برسالتي البارحة، فقط أردت التهنئة.
فردت عيه آمال: شكراً لك، وأعتذر لعدم الرد ولكنني لم أعتد أن أستلم رسائل من شباب في وقت متأخر، بل أنني لا أستلم رسائل من أي أحد غير صديقاتي وأهلي، فمتأسفة جداً لأنني تفاجئت برسالتك.
فرد عليها: أكرر اعتذاري، لربما أسأت التصرف، فأنتِ على حق.
فردت: لا بأس عليك وأنا أكرر شكري.
أغلقت آمال هاتفها، وبدأت تحدث نفسها: ما الذي فعلته يا آمال؟! لقد كنتِ فظّة جداً، اممم ولكن هذه هي الحقيقة، تعلمت من ثقافة أهل البيت أنّ هناك حدود بين الشاب والشابة في التعامل، وثم الإنفتاح على وسائل التواصل الإجتماعي لا يعني أن نتخلى عن مبادئنا، أنا على يقين مما فعلت ولست نادمة.
مرّ قرابة الشهر وقد أنهت آمال المرحلة الأخيرة من مسابقة الجامعة، وهاهي تنتظر النتيجة، كان الجميع ينتظر في باحة الصالة الثقافية للقنصلية البريطانية، آمال، ومنتظر، وزينب ، وزميلات آمال، وهاهي النتيجة تعلن، بدأ العريف بإعلان الفائز بالمركز الثالث، ومن ثم الثاني،
وهو يعلن عن الفائز بالمركز الأول: والجائزة عبارة عن كورس مكثف في لندن، لمدة 3 أشهر في العطلة الصيفية في جامعة من أقوى جامعاتها
📍ترقبو البقيه . . ،
أبو البنين
09-13-2015, 04:31 PM
جميل مايطرح بارك الله فيكم
أعجبني ما تناولته أيديكم
لكم خالص الشكر
نسيت انساك
09-13-2015, 10:07 PM
الحلقه 🌹8🌹
والفائز هو : الطالبة آمال محمد هادي.
آمال تكاد لا تصدق، قلبها يرقص فرحاً، منتظر يحتضنها، ومن ثم زينب تبارك لها، والبقية، الكل سعيد جداً بهذه النتيجة المشرفة،
كان العام الدراسي يقارب على الإنتهاء وبدأت آمال تعدّ العدة للسفر، وفي ذات يوم وهي في رحلة تسوقها السريعة يرنّ هاتفها فتجيب: اهلا ليلى عليكم سلام الله، نعم أنا بخير، ماذا بكِ يا ليلى كأنكِ تريدين قول شيء ولكن على تردد، ما الخبر؟
فتجيبها ليلى: يبدو أنكِ لا تعلمين بآخر الأخبار؟
فتصاب آمال بالخوف: أرعبتني يا ليلى، تحدثي، ما الأمر؟
ليلى: لا لا لا تخافي فقط أردتّ إخباركِ أنّ قاسم قد وجد إبنة الحلال التي ستتقاسم معه بقية حياته.
هنا ارتبكت آمال وتلعثمت، وبدأ قلبها يخفق بسرعة، ثم استدركت الأمر، وقالت: حرامٌ عليكِ يا ليلى، وهل هذا الخبر السعيد يستدعي منكِ كل هذه المقدمات، الحمد لله أسأل الله له ولها التوفيق.
ليلى: ولكنكِ لم تسأليني من هي؟ ألا يهمكِ الأمر، يقال أنها جميلة جداً تتناسب معه، ورشيقة جداً جداً، وذويقة جداً، ومن عائلة غنية، وو فتقاطعها آمال: اذكري الله يا ليلى وصلي على محمد وآله وتمني لهما حياة سعيدة.
أستأذنكِ عزيزتي، لأنني جئت لأداء مهمة محددة ولا وقت لديّ.
أغلقت آمال الهاتف، وأطرقت رأسها قليلاً: رباه أسألك أن تسعني برحمتك التي وسعت كل شيء، نزلت دمعتها فمسحتها واستأنفت عملها.
تمرّ الأيام وهاهي حفلة عقد قران قاسم على مروة تتم، وقد كانت حفلة مميزة جداً، حضرت آمال الحفلة بعبائتها، بينما كنّ كل الفتيات متبرجات ويلبسنّ أجمل ما لديهنّ، اقتربت زينب التي كانت تشبه الحوريات في نعومتها وجمالها من آمال وقالت لها متعجبة: آمال لمَ لم تتزيني كما البقية، إن لم يكن من اجل أحد فمن أجلي انا صديقتكِ، أنا متضايقة جداً يا آمال.
آمال (تردّ مبتسمة): اعذريني يا زينب، لا يوجد لديّ من هو اغلى منكِ، ولكنني فكرتُ كثيراً، ما الذي سيضفيه التزين على واحدة مثلي سمينة وتلبس نظارة نظر، ووو أنتِ تعرفين الباقي.
زينب (تطرق رأسها حزناً): لم ننتهِ ببعد من هذه الديباجة يا آمال
آمال ترد وهي تضحك: لا عليكِ لقد جعلني المجتمع أحب شكلي، بل وأحترمني كما أنا، ههه فلسفتي الجديدة لا عليكِ، لا تشغلي بالكِ، اهتمي بضيفاتكِ.
يمر وقت بسيط وإذا بفتيات العائلة وكأنهن عصابة مافيا يقتربنّ من آمال، وهن يتقهقهن، ويتغامزنّ كعادتهن، ولكن وقبل أن تنطق أي واحدة منهنّ ببنت شفة، تقتحمهن آمال: أهلاً أهلا بالجميلات الرشيقات، ولكن يبدو أنّ الأمير قاسم لم يختر منكنّ أحدا ، وفضل الأميرة مروة عليكنّ جميعاً، وتنفجر بالضحك، وتتركهن وسط ذهولهنّ وتمضي، وهن بين ممتعظة، وأخرى تفتح عينيها متفاجئة، وأخرى تفتح فاهها مذهولة مما قالت آمال.
حاولت آمال طوال الحفلة أن تتحكم في مشاعرها، فليس من السهل أن ترى الشاب الذي كانت تحلم به يوماً يسير وبيده عروس أخرى سواها، دفنت كل حزنها، ووجعها واصطنعت ابتسامة كاذبة تظهر بها سعادتها أمام الجميع، دفنت حلمها ولكنها احتفظت بإنسانيتها فلم تتمنى إلى قاسم وإلى مروة في أي لحظة بشيء سوى السعادة الأبدية.
وكانت أصعب لحظة على قلبها، اللحظة التي ارتفعت فيها الزغاريد، وشغّلت فيها الأهزوجة الخاصة بالعريسين، هاهما يتمشيان كأنهما حورية وولد من الولدان المخلدون، هي بثوبها الملائكي الأبيض المائل للبيج (الأفوايت)، وهو ببدلته السوداء، كانا رائعين،
ولكن آمال التفتت منذ دخولهما أنّ قاسم يبحث عن أحدٍ ما بعينيه، كانت آمال تقف خلف إحدى الأعمدة الحجرية في صالة الحفل، ترمق قاسم من بعيد، وتحاكي نفسها: آمال، اعترفي أنّ عروسه جميلة جداً، ورشيقة، ماذا لو كنتِ أنتِ مكانها؟! لكنتِ أضحوكة الجميع، لا تناسب لا في وسامة ولا في حجم، ولا في جمال"
يعتصرها الألم وتعاود القول ودمعة ألم تترقرق في عينيها: ولكنني أحبه.
تقطع الخالة حياة حبل أفكارها، وتربت على كتفها قائلة: ها يا آمال إلى أين أخذكِ الخيال، أسأل الله أن يوفقكِ وأراك عروسة تبهر الناظرين"
فضحكت آمال قائلة " أخاف يا خالة تقصدين " فاقع لونها تسر الناظرين"
فضحكتا سوياً ومن ثم استدركت الخالة :" حاشاكِ يا بنيتي"
وانتهى الحفل وعاد الجميع إلى بيوتهم، وعادت آمال وقد ضاع حلمها، خلعت عبائتها على عجل وكأنها تشتاق إلى حضن حبيب غابت عنه منذ زمن، و رمت جسدها على مصلاها وهي تبكي بحرقة :" إلهي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري، إلهي ومولاي أنت الذي أعطيت أنت الذي رزقت أنت الذي أمت وأنت الذي أحييت، أنا التي سوفت، أنا التي أذنبت، أنا التي ظلمت، من أنا با رب من أنا.... بكت كثيراً كثيراً حتى أنها نامت على مصلاها ولم تستيقظ إلا مع صوت أذان الفجر
ومرت الأيام تلو الأيام وحان موعد سفر آمال، وهاهي في المطار حيث كان في وداعها أخوها الحنون منتظر، وكعادتها زينب لا تفارقها، ودعت آمال أخاها، وهمست في أذنه: منتظر، زينب خلوقة و جميلة، وطيبة ومؤمنة، وأعلم أنّك متيمٌ بها، فلا تضيّع الوقت، ولا تخسرها،
فضغط منظر على كف زينب بحنان وقال: لا تقلقي، رتبت أموري" فابتسمت آمال واستدارت ناحية زينب احتضنتها، وقالت لها: غاليتي، قريباً سأراك عروسة"
فخجلت زينب وأحمرّت وجنتيها، ودعتهما آمال، وهمّت بالإنصراف إلى الداخل، وفجأة وإذا بصوت من بعيد..
📍ترى من ي[اقتطعه واتساب]
احلى أموره
12-15-2015, 12:29 PM
يعطيك العافية جدا جميله اتمنى تكملينها ياعسل اوكيه
عاشقة العترة
01-01-2016, 03:28 PM
جميل زهورة الجميلة
انتي اللي كاتبه؟؟
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir