الأقرع
04-04-2016, 11:01 AM
المستأجر الغامض
في تلك البناية القابعة أطراف أحدى القرى النائية كانوا سكان العمارة يتناقلون قصص وحكايات مرعبة وغريبة عن المستأجر الجديد في بنايتهم والذي يقطن وحيدا في الشقة العلوية ولا يختلط بأحد أبدا ولا يكلم أي شخص عدى المزاح مع بعض أطفال العمارة حينما يُصادفهم اثناء خروجه البسيط لأنه لا يغادر شقته ألا منتصف الليل فقط حاملً بيده كيسا ولا يعرف أحد ما بداخله ؟ ولا يعرف أحد أين يذهب ؟ ولا يعرف أحد من أين أتى أصلا ؟
وبعد مرور ثلاثة أسابيع على وجوده بدأت تنتشر في القرية جرائم أختطاف الأطفال وأغتصابهم مما أخاف الجميع وجعلهم يمنعون أطفالهم من الخروج إلى الشارع , كان سكان البناية يشكون في أمر الرجل المستأجر وبأنه مُرتكب الجرائم بسبب تصرفاته وأنعزاليته وكثرة لعبه مع الأطفال وتقديمه الهدايا لبعضهم , ورغم أبلاغهم الشرطة بذلك ألا أن أقوالهم لم تؤخذ بمحمل الجد لعدم وجود الأدلة ضده .
أيـام تمر أختطف خلالها طفلين من ابناء سكان العمارة والذين قرروا بعدها الأجتماع في شقة أحد اباء الأطفال المختطفين وراحوا يتكلمون ويتناقشون بجدية وغضب متهمين المستأجر بالجريمة , وبعد طول نقاش وأحتقان بينهم عزموا نهاية الأمر أخذ حقهم بأيديهم والأنتقام منه , وبالفعل ذهبوا كلهم وأجتاحوا شقته وأمسكوه وأخذوا يضربونه بوحشية ويطالبونه بالأعتراف عن مكان الأطفال وماذا فعل بهم .. ألا أنه ظل صامتا ولم يتكلم أو يقل شيئا , وخشية أن يتطور الأمر قام حارس العمارة بالأتصال بالشرطة والتي حضرت بدورها وفضت الشجار وفرقتهم عنه وأقتادتهم إلى مقر الشرطة .
كان الجميع متواجدين في غرفة الأستجواب ومعظم أهالي القرية متزاحمين في مبنى الشرطة , ولكن ما لفت نظر المحقق هو برود الرجل المستأجر وهدوءه وصمته رغم كل ما حدث له .. بدى رجل لا يمتلك مشاعر .. بدى رجل لا يتأثــر .. بدى رجل يُخبأُ شيئا مــا , قام المحقق يتكلم معهم ويستفسر عن مشكلتهم وأساسها .. ولكن قبل أن يُجيبه أحد رن الهاتف في مكتبه ! وبعدما أجابه وأنهى المكالمة نظر إليهم وقال :
- هذا الأتصال من أحد فروع الشرطة القريبة من هنا .. وأبلغوني بأنهم ألغوا القبض على المجرم الحقيقي ووجدوا في منزله أطفالكم !
ورغم فرحتهم وسعادتهم الكبيرة ألا أن هناك مشكلة شغلتهم .. مشكلة المستأجر الغامض والغريب الذي أتهموه وضربوه وآذوه , كان المحقق منشغلهم به وبشخصيته أكثر منهم .. فسألــه :
- من أنت يا هذا ؟ وما حكايتك ؟
ظل على هدوءه وبروده وملامحه الغير مبالية وكأنه بذلك يريد أثارة فضولهم أكثر .. بعد برهة الصمت تلك قال حكايته الغريبة بلا ألحانً أو دموع أو أحساس :
- لقد كنا مهاجرين إلى بلادكم من بلاد أخرى .. حينما وصلنا هنا كنت في الثامنة من العمر ومعي والدتي وشقيقتي "البكماء" التي تصغرني سنة , وفور دخولنا بلادكم أحضرونا إلى منطقة المزارع هنا في القرية لنختبأ من شرطة الهجرة والجوازات , لم يكمل علينا الشهر حتى توفيت والدتي .. وكثيرا ما كانت توصيني على الأعتناء بأختي والأهتمام بها فلم يكن لها أحدٌ عداي , بعد ستة أيــام من رحيل والدتي داهمت الشرطة المكان فـ هرب الجميع وكنت معهم ممسكا بأختي حتى دخلت معها منطقة المزارع واختبأنا هناك , بعد لحظات سمعت صوت رجلين ولم أرهما جيدا لأن الوقت كان ليلا .. فتركت شقيقتي لكي أعرف هل هم من الشرطة أم لا , رجعت بعد عشر دقائق فرأيت رجلين بالفعل ولكنهم ليسوا من الشرطة .. كانوا رجلين يغتصبون أختي .. كانوا يتناقلونها فيما بينهم .. كانوا يتسلون بها كما اللعبة .. كانوا ينتقمون منها لأنها لم تصرخ .. كانوا يتلاقفونها واحد تلو واحد .. لم يشفع لها سنها .. لم يشفع لها بكمها .. لم يشفع لها أي شيء , كنت متوقف هناك ولم أفعل شيء .. لم أتحرك من مكاني .. لم أدافع عنها .. حتى أنني لم أصرخ بدلً منها .. لقد بخلتُ عليها حتى بصوتي .. لم أساعدها حتى بصوتي .. كنت خائفا مثلها .. كنت فقط متوقفا هناك .. فقط وقفت أنظر إليها مختبأً خلف الأشجار , فعلوا ما يريدون بها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين أيديهم .. وخشية ألا يُفتضح أمرهم دفنوها في مكانها .. بعدما نجسوها أغدقوا عليها التراب .. بعدما أفقدوها براءتها دفنوها تحت التراب .. وأنا فقط كنت أنظر إليهم !
سكت قليلا دون أن يذرف دمعة واحدة , أكمل بعدها وكأنه يشرح لهم سر بروده وهدوءه :
- حينما دفنوها هناك .. لم يدفنوها هي .. بل دفنوني .. دفنونـــي أنــا .. حينما دفنوها دفنوا مشاعري معها يا حضرة المحقق .. دفنوا مشاعري هناك .. دفنوها وأغدقوا عليها بالتراب .. بل أغدقوا بالتراب علي .. فلم يقتلوها هي .. بل قتلوني أنا !
وما أن أنهــى حكايته حتى ضج مركز الشرطة الممتلئ بأهل القرية بكاء وصياحً وحسرة .. الجميع تعاطفوا معه وخجلوا من أنفسهم على ما فعلوه ولم يستطيعوا حتى النظر إليه , عند ذاك قال المحقق الذي لملم شتات نفسه التي تناثرت بعدما سمع , قال متوعدا :
- لا حول ولا قوة ألا بالله , سأفتح ملف هذه القضية وسأكرس جل وقتي لإلغاء القبض على هؤلاء السفلة .. كن مطئــن فلن يهدء لي بال حتى أجعل روح شقيقتك تنام بسلام !
الرجل , الذي فقد مشاعره ودفنت في ليلة ظلمة ولم يعد يتأثر بشيء قال بهدوء :
- لقد كانت في السابعة .. لقد كانت بريئة .. لقد كانت بكماء .. لم تستطع حتى أن تصرخ .. لم تستطع أن تقول : ساعدوني .. لم تستطع أن تقول : أرحموني .. لم تستطع القول بأن شقيقي تركني لهؤلاء .. لم تستطع القول بأن شقيقي سبب لي كل هذا , ليتني لم أذهب ذاك الليل .. ليتني مت قبل هذا !
هم بعدها مغادرا على أصوات بكاء ونياح من سمعوا قصته .. من سمعوا قصة الغدر .. قصة الغدر بطفلة .. من سمعوا قصة وحوش لا بشر .. قصة تقشعر من قسوتها الأبدان .. قصة ذاك الليل .. قصة أنتهت بصمت مدقع .. قصة دفنوها بالتراب , المحقق الذي تعاطف معه بشدة وحاول أن يتمالك دموعه طوال الوقت نادى عليه لكي يجعل أحد رجال الشرطة أن يقوم بإيصاله , سأله :
- أنتظر , إلى أيـــن ستذهب ؟
توقف الرجل قليلا .. وقال له ما بدى واضح بأن ماضيه تضارب مع حاضره .. وقصة الأمس ظن بأنه قد قرأها في احدى الكتب :
- سأذهب إلى الشقة لجلب الكيس الذي كنت أحمله دائما وفيه ملابس أختي لأسترها .. بعدها سأخرج للبحث عنها علني أجدها .. سأذهب لإنقذها علني أستطيع !
... أكمل سيره بعدها مغادرا المبنى وسط الحشود التي أنشقت له من الجانبين وجلعوه يمر لعلهم يقدرون أن يجعلونه ينسى , كان يسير ببطئ وعلى لسانه يقول هذه الأبيات :
أمشي بخطواتً كـ سير قارب
وكأنني من السم شارب
أتذكر من كان بداخلها الصوت صاخب
وعلى ذكراها أعيش باكيا وناحب
أبحث عنها وراء كل حاجب
أقول لها : في أي طريقً يا تُرى ذاهب !
تقولُ لي : أنها الأقدارُ والقدر كاتب
أقول لها : من كل هذا بتُ هارب
تقول : توقف لإجلي ولا تُحارب
كم هو مؤلمٌ هذا الواقع الكاذب
بقلمي
في تلك البناية القابعة أطراف أحدى القرى النائية كانوا سكان العمارة يتناقلون قصص وحكايات مرعبة وغريبة عن المستأجر الجديد في بنايتهم والذي يقطن وحيدا في الشقة العلوية ولا يختلط بأحد أبدا ولا يكلم أي شخص عدى المزاح مع بعض أطفال العمارة حينما يُصادفهم اثناء خروجه البسيط لأنه لا يغادر شقته ألا منتصف الليل فقط حاملً بيده كيسا ولا يعرف أحد ما بداخله ؟ ولا يعرف أحد أين يذهب ؟ ولا يعرف أحد من أين أتى أصلا ؟
وبعد مرور ثلاثة أسابيع على وجوده بدأت تنتشر في القرية جرائم أختطاف الأطفال وأغتصابهم مما أخاف الجميع وجعلهم يمنعون أطفالهم من الخروج إلى الشارع , كان سكان البناية يشكون في أمر الرجل المستأجر وبأنه مُرتكب الجرائم بسبب تصرفاته وأنعزاليته وكثرة لعبه مع الأطفال وتقديمه الهدايا لبعضهم , ورغم أبلاغهم الشرطة بذلك ألا أن أقوالهم لم تؤخذ بمحمل الجد لعدم وجود الأدلة ضده .
أيـام تمر أختطف خلالها طفلين من ابناء سكان العمارة والذين قرروا بعدها الأجتماع في شقة أحد اباء الأطفال المختطفين وراحوا يتكلمون ويتناقشون بجدية وغضب متهمين المستأجر بالجريمة , وبعد طول نقاش وأحتقان بينهم عزموا نهاية الأمر أخذ حقهم بأيديهم والأنتقام منه , وبالفعل ذهبوا كلهم وأجتاحوا شقته وأمسكوه وأخذوا يضربونه بوحشية ويطالبونه بالأعتراف عن مكان الأطفال وماذا فعل بهم .. ألا أنه ظل صامتا ولم يتكلم أو يقل شيئا , وخشية أن يتطور الأمر قام حارس العمارة بالأتصال بالشرطة والتي حضرت بدورها وفضت الشجار وفرقتهم عنه وأقتادتهم إلى مقر الشرطة .
كان الجميع متواجدين في غرفة الأستجواب ومعظم أهالي القرية متزاحمين في مبنى الشرطة , ولكن ما لفت نظر المحقق هو برود الرجل المستأجر وهدوءه وصمته رغم كل ما حدث له .. بدى رجل لا يمتلك مشاعر .. بدى رجل لا يتأثــر .. بدى رجل يُخبأُ شيئا مــا , قام المحقق يتكلم معهم ويستفسر عن مشكلتهم وأساسها .. ولكن قبل أن يُجيبه أحد رن الهاتف في مكتبه ! وبعدما أجابه وأنهى المكالمة نظر إليهم وقال :
- هذا الأتصال من أحد فروع الشرطة القريبة من هنا .. وأبلغوني بأنهم ألغوا القبض على المجرم الحقيقي ووجدوا في منزله أطفالكم !
ورغم فرحتهم وسعادتهم الكبيرة ألا أن هناك مشكلة شغلتهم .. مشكلة المستأجر الغامض والغريب الذي أتهموه وضربوه وآذوه , كان المحقق منشغلهم به وبشخصيته أكثر منهم .. فسألــه :
- من أنت يا هذا ؟ وما حكايتك ؟
ظل على هدوءه وبروده وملامحه الغير مبالية وكأنه بذلك يريد أثارة فضولهم أكثر .. بعد برهة الصمت تلك قال حكايته الغريبة بلا ألحانً أو دموع أو أحساس :
- لقد كنا مهاجرين إلى بلادكم من بلاد أخرى .. حينما وصلنا هنا كنت في الثامنة من العمر ومعي والدتي وشقيقتي "البكماء" التي تصغرني سنة , وفور دخولنا بلادكم أحضرونا إلى منطقة المزارع هنا في القرية لنختبأ من شرطة الهجرة والجوازات , لم يكمل علينا الشهر حتى توفيت والدتي .. وكثيرا ما كانت توصيني على الأعتناء بأختي والأهتمام بها فلم يكن لها أحدٌ عداي , بعد ستة أيــام من رحيل والدتي داهمت الشرطة المكان فـ هرب الجميع وكنت معهم ممسكا بأختي حتى دخلت معها منطقة المزارع واختبأنا هناك , بعد لحظات سمعت صوت رجلين ولم أرهما جيدا لأن الوقت كان ليلا .. فتركت شقيقتي لكي أعرف هل هم من الشرطة أم لا , رجعت بعد عشر دقائق فرأيت رجلين بالفعل ولكنهم ليسوا من الشرطة .. كانوا رجلين يغتصبون أختي .. كانوا يتناقلونها فيما بينهم .. كانوا يتسلون بها كما اللعبة .. كانوا ينتقمون منها لأنها لم تصرخ .. كانوا يتلاقفونها واحد تلو واحد .. لم يشفع لها سنها .. لم يشفع لها بكمها .. لم يشفع لها أي شيء , كنت متوقف هناك ولم أفعل شيء .. لم أتحرك من مكاني .. لم أدافع عنها .. حتى أنني لم أصرخ بدلً منها .. لقد بخلتُ عليها حتى بصوتي .. لم أساعدها حتى بصوتي .. كنت خائفا مثلها .. كنت فقط متوقفا هناك .. فقط وقفت أنظر إليها مختبأً خلف الأشجار , فعلوا ما يريدون بها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين أيديهم .. وخشية ألا يُفتضح أمرهم دفنوها في مكانها .. بعدما نجسوها أغدقوا عليها التراب .. بعدما أفقدوها براءتها دفنوها تحت التراب .. وأنا فقط كنت أنظر إليهم !
سكت قليلا دون أن يذرف دمعة واحدة , أكمل بعدها وكأنه يشرح لهم سر بروده وهدوءه :
- حينما دفنوها هناك .. لم يدفنوها هي .. بل دفنوني .. دفنونـــي أنــا .. حينما دفنوها دفنوا مشاعري معها يا حضرة المحقق .. دفنوا مشاعري هناك .. دفنوها وأغدقوا عليها بالتراب .. بل أغدقوا بالتراب علي .. فلم يقتلوها هي .. بل قتلوني أنا !
وما أن أنهــى حكايته حتى ضج مركز الشرطة الممتلئ بأهل القرية بكاء وصياحً وحسرة .. الجميع تعاطفوا معه وخجلوا من أنفسهم على ما فعلوه ولم يستطيعوا حتى النظر إليه , عند ذاك قال المحقق الذي لملم شتات نفسه التي تناثرت بعدما سمع , قال متوعدا :
- لا حول ولا قوة ألا بالله , سأفتح ملف هذه القضية وسأكرس جل وقتي لإلغاء القبض على هؤلاء السفلة .. كن مطئــن فلن يهدء لي بال حتى أجعل روح شقيقتك تنام بسلام !
الرجل , الذي فقد مشاعره ودفنت في ليلة ظلمة ولم يعد يتأثر بشيء قال بهدوء :
- لقد كانت في السابعة .. لقد كانت بريئة .. لقد كانت بكماء .. لم تستطع حتى أن تصرخ .. لم تستطع أن تقول : ساعدوني .. لم تستطع أن تقول : أرحموني .. لم تستطع القول بأن شقيقي تركني لهؤلاء .. لم تستطع القول بأن شقيقي سبب لي كل هذا , ليتني لم أذهب ذاك الليل .. ليتني مت قبل هذا !
هم بعدها مغادرا على أصوات بكاء ونياح من سمعوا قصته .. من سمعوا قصة الغدر .. قصة الغدر بطفلة .. من سمعوا قصة وحوش لا بشر .. قصة تقشعر من قسوتها الأبدان .. قصة ذاك الليل .. قصة أنتهت بصمت مدقع .. قصة دفنوها بالتراب , المحقق الذي تعاطف معه بشدة وحاول أن يتمالك دموعه طوال الوقت نادى عليه لكي يجعل أحد رجال الشرطة أن يقوم بإيصاله , سأله :
- أنتظر , إلى أيـــن ستذهب ؟
توقف الرجل قليلا .. وقال له ما بدى واضح بأن ماضيه تضارب مع حاضره .. وقصة الأمس ظن بأنه قد قرأها في احدى الكتب :
- سأذهب إلى الشقة لجلب الكيس الذي كنت أحمله دائما وفيه ملابس أختي لأسترها .. بعدها سأخرج للبحث عنها علني أجدها .. سأذهب لإنقذها علني أستطيع !
... أكمل سيره بعدها مغادرا المبنى وسط الحشود التي أنشقت له من الجانبين وجلعوه يمر لعلهم يقدرون أن يجعلونه ينسى , كان يسير ببطئ وعلى لسانه يقول هذه الأبيات :
أمشي بخطواتً كـ سير قارب
وكأنني من السم شارب
أتذكر من كان بداخلها الصوت صاخب
وعلى ذكراها أعيش باكيا وناحب
أبحث عنها وراء كل حاجب
أقول لها : في أي طريقً يا تُرى ذاهب !
تقولُ لي : أنها الأقدارُ والقدر كاتب
أقول لها : من كل هذا بتُ هارب
تقول : توقف لإجلي ولا تُحارب
كم هو مؤلمٌ هذا الواقع الكاذب
بقلمي