السـ جرح عيوني ــهر•._.•
03-13-2011, 05:09 AM
علي (( عليه السلام )) والحلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين .
(في البحار) مرت امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هناتها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلمس أو فليمس أهله، فإنما هي امرأة كامرأة، فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه!! فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام): رويداً إنما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفو عن ذنب.
قال قنبر: دخلت مع أمير المؤمنين على عثمان فأحب الخلوة فأومى إليه (إلي) بالتنحي، فتنحيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتبه وهو مطرق برأسه، وأقبل إليه وقال عثمان: ما لك لا تقول؟ فقال: ليس جوابك إلا ما تكره، وليس لك عندي إلا ما تحب ثم خرج قائلاً:
ولــــو أننـــــي جاوبتـــه لأمضـــه نوافذ قولي واحتضار جوابي
ولكنني أغضي على مضض الحشا ولو شـئت إقداماً لأنشب نابي
في البحار إن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال: يا جارية ما يبكيك؟ فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمراً فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله.
قال (عليه السلام): يا عبد الله: إنها خادم وليس لها أمر، فاردد إليها درهمها وخذ التمر.
فقام إليه الرجل فلكزه فقال الناس: هذا أمير المؤمنين.
فربا الرجل واصفر وأخذ التمر ورد إليها درهمها ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني.
فقال: ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك، وفي رواية: (إذا وفيت الناس حقوقهم).
ودعى (عليه السلام) غلاماً له مراراً فلم يجبه، فخرج فوجده على باب البيت فقال: ما حملك على ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك، فقال: الحمد لله الذي جعلني ممن يأمنه خلقه، امض، فأنت حر لوجه الله.
وكان (عليه السلام) في صلاة الصبح فقرأ ابن الكواء: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)(7) فأنصت علي (عليه السلام) تعظيماً للقرآن حتى فرغ من الآية ثم عاد في قراءته ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت أيضاً.
ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي، ثم قرأ: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)(8) ثم أتم السورة وركع.
(في البحار) عن الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى (الخورنق) فقالوا: نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا علياً قبل أن يجتمع (أن يصلي الجمعة) فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب، فصادوه، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا، هذا أمير المؤمنين!! فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، فارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب، ولم يفارق بعضهم بعضاً، فكانوا جميعاً حتى نزلوا على باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أيها الناس إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أسر إلي ألف حديث لكل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح، وإني سمعت الله جل جلاله يقول: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم)(9) وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن أسميهم لفعلت! قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما سقط السعف حياء ولوماً وجبناً.
قال ابن أبي الحديد في شرحه: (وأما الحلم والصفح: فكان أحلم الناس عن مذنب، وأصفحهم عن مسيء وقد ظهرت صحة ما قلنا يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم، وكان أعدى الناس له وأشدهم بغضاً، فصفح عنه.
وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد...
وكان علي يقول: ما زال الزبير رجلاً منا أهل البيت حتى شب عبد الله.
فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيراً فصفح عنه، وقال: اذهب فلا أرينك.
لم يزده على ذلك.
وظفر بسعيد بن العاصي بعد وقعة الجمل بمكة، وكان عدواً فأعرض عنه ولم يقل له شيئاً.
وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلما ظفر بها أكرمها وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس، عممهن بالعمائم، وقلدهن بالسيوف، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت، وقالت: هتك ستري ورجاله الذين وكلهم بي!! فلما وصلت إلى المدينة ألقت النساء عمائمهن وقلن لها: إنما نحن نسوة.
وحاربه أهل البصرة، وضربوا وجهه، ووجوه أولاده بالسيوف وسبوه ولعنوه، فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه ـ في أقطار العسكر ـ : ألا: لا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن تحيز إلى عسكر الإمام فهو آمن، ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلا الصفح والعفو.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين .
(في البحار) مرت امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هناتها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلمس أو فليمس أهله، فإنما هي امرأة كامرأة، فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه!! فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام): رويداً إنما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفو عن ذنب.
قال قنبر: دخلت مع أمير المؤمنين على عثمان فأحب الخلوة فأومى إليه (إلي) بالتنحي، فتنحيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتبه وهو مطرق برأسه، وأقبل إليه وقال عثمان: ما لك لا تقول؟ فقال: ليس جوابك إلا ما تكره، وليس لك عندي إلا ما تحب ثم خرج قائلاً:
ولــــو أننـــــي جاوبتـــه لأمضـــه نوافذ قولي واحتضار جوابي
ولكنني أغضي على مضض الحشا ولو شـئت إقداماً لأنشب نابي
في البحار إن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال: يا جارية ما يبكيك؟ فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمراً فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله.
قال (عليه السلام): يا عبد الله: إنها خادم وليس لها أمر، فاردد إليها درهمها وخذ التمر.
فقام إليه الرجل فلكزه فقال الناس: هذا أمير المؤمنين.
فربا الرجل واصفر وأخذ التمر ورد إليها درهمها ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني.
فقال: ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك، وفي رواية: (إذا وفيت الناس حقوقهم).
ودعى (عليه السلام) غلاماً له مراراً فلم يجبه، فخرج فوجده على باب البيت فقال: ما حملك على ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك، فقال: الحمد لله الذي جعلني ممن يأمنه خلقه، امض، فأنت حر لوجه الله.
وكان (عليه السلام) في صلاة الصبح فقرأ ابن الكواء: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)(7) فأنصت علي (عليه السلام) تعظيماً للقرآن حتى فرغ من الآية ثم عاد في قراءته ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت أيضاً.
ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي، ثم قرأ: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)(8) ثم أتم السورة وركع.
(في البحار) عن الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى (الخورنق) فقالوا: نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا علياً قبل أن يجتمع (أن يصلي الجمعة) فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب، فصادوه، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا، هذا أمير المؤمنين!! فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، فارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب، ولم يفارق بعضهم بعضاً، فكانوا جميعاً حتى نزلوا على باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أيها الناس إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أسر إلي ألف حديث لكل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح، وإني سمعت الله جل جلاله يقول: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم)(9) وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن أسميهم لفعلت! قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما سقط السعف حياء ولوماً وجبناً.
قال ابن أبي الحديد في شرحه: (وأما الحلم والصفح: فكان أحلم الناس عن مذنب، وأصفحهم عن مسيء وقد ظهرت صحة ما قلنا يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم، وكان أعدى الناس له وأشدهم بغضاً، فصفح عنه.
وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد...
وكان علي يقول: ما زال الزبير رجلاً منا أهل البيت حتى شب عبد الله.
فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيراً فصفح عنه، وقال: اذهب فلا أرينك.
لم يزده على ذلك.
وظفر بسعيد بن العاصي بعد وقعة الجمل بمكة، وكان عدواً فأعرض عنه ولم يقل له شيئاً.
وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلما ظفر بها أكرمها وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس، عممهن بالعمائم، وقلدهن بالسيوف، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت، وقالت: هتك ستري ورجاله الذين وكلهم بي!! فلما وصلت إلى المدينة ألقت النساء عمائمهن وقلن لها: إنما نحن نسوة.
وحاربه أهل البصرة، وضربوا وجهه، ووجوه أولاده بالسيوف وسبوه ولعنوه، فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه ـ في أقطار العسكر ـ : ألا: لا يتبع مول، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن تحيز إلى عسكر الإمام فهو آمن، ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلا الصفح والعفو.