عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-18-2011, 02:48 AM
خالد جاسم خالد جاسم غير متواجد حالياً
مشرف قسم الترحيب والإهداءات
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: في قلب صاحبه
المشاركات: 4,278
معدل تقييم المستوى: 20
خالد جاسم will become famous soon enoughخالد جاسم will become famous soon enough

افتراضي


الفصل العاشر


صانع السلام



قال السيد بنيت أثناء الفطور في الصباح التالي: " آمل يا عزيزتي أن تكوني قد أمرت بتحضير عشاء جيد اليوم, فأنا أتوقع ضيفا".


لمعت عينا السيدة بنيت :" إنه السيد بنغلي, أنا متأكدة. لماذا يا جاين ـ لم تذكري أية كلمة عن ذلك! حسنا, أن متأكدة من أنني سأكون سعيدة برؤية السيد بنغلي . . . "

قال زوجها :"إنه ليس السيد بنغلي, بل ابن عمي, السيد كولينز, الذي ربما طردك من هذا المنزل متى شاء, عندما أموت".


قالت زوجته: " أوه, يا عزيزي, أرجوك لا تتحدث عن ذلك الرجل الرهيب! أعتقد أن أقسى شيء في العالم هو أن تذهب أموالك إلى غير أولادك. كان ينبغي أن تفعل شيئا في هذا الصدد منذ وقت طويل!".


حاولت جاين وإليزابيث أن تشرحا لها مرة ثانية قانون الوراثة. فقد ورث السيد بنيت عن والده منزل العائلة في لونغبورن ودخلا مقداره ألفا جنيه في السنة. ولسوء حظ بناته, لا يمكن أن يرث المنزل والدخل إلا إبن بحكم القانون. وبما أن لا أبناء لديه, فلا بد أن ينتقل إلى أقرب أقربائه من الذكور, والذي كان رجل دين اسمه كولينز.





لم تقتنع السيدة بنيت, بل استمرت تتذمر من خطر ترك خمس بنات في الفقر من أجل رجل لم يكترث له أحد.




قال السيد بنيت: " إنه أمر خطر بالتأكيد, ولا يمكن لأحد أن يعفي السيد كولينز من ذنب وراثة لونغبورن. لكن إن استمعت إلى هذه الرسالة ربما فكرت فيه بشكل أكثر لطفا".


" أنا متأكدة من أنني لن أفعل. أعتقد بأنها وقاحة شديدة منه أن يكتب إليك على الإطلاق.فأنا أكره أمثال هؤلاء الأصدقاء المزيفين. لماذا لا يتابع النزاع معك مثلما كان يفعل أبوه من قبله؟".


" لماذا, إنه يبدو قلقا حقا بشأن ذلك كما ستسمعين".

هانسفورد, بالقرب من وسترهام, كنت
15 تشرين الأول(أكتوبر)
سيدي العزيز,
إن النزاع بينك وبين المرحوم والدي جعلني قلقا باستمرار. ومنذ أن ابتليت بفقدانه, رغبت دائما في إنهاء النزاع, لكنني كنت أخشى أحيانا أن أسيء إلى ذكراه إذا ما تصادقت مع أي شخص كان على خلاف معه (السيد بنيت مثلا!)


لقد كان من حسن حظي أن ألتقي رعاية الليدي كاثرين دي بورو الموقرة, أرملة السيد وليم دي بورو. آمل أن تكون مستعدا لتقبل حقيقة أنني التالي الذي سيتولى ميراث مقاطعة لونغبورن.


يحزنني أن أكون مصدر ألم لبناتك, أعذرني لذلك وأعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي لتسوية الخلاف حبيا ـ سوف نناقش ذلك فيما بعد. إن لم تعارض استقبالي في منزلك, سيسعدني أن أزورك وأزور عائلتك يوم الاثنين, 18 تشرين الثاني (نوفمبر), الساعة الرابعة. ربما أمكث معكم لمدة أسبوع, طالما أن الليدي كاثرين دي بورو لا تعارض غيابي من وقت إلى آخر.
تحياتي واحترامي , يا سيدي العزيز, لسيدتك وبناتك
صديقك
وليم كولينز"

قال السيد بنيت وهو يطوي الرسالة: "إذا يمكننا أن نتوقع وصول السيد صانع السلام هذا عند الساعة الرابعة. يبدو أنه شاب مهذب جدا. أنا متأكد من أنه سيكون صديقا نافعا, إذ أن الليدي كاثرين هي طيبة كفاية لتسمح له بالقدوم إلينا ثانية".

"إنه محق تماما بما يقول عن الفتيات. لو أنه ينوي مساعدتهن, فأنا سأشجعه".


قالت إليزابيث: "أعتقد بأنه غريب الأطوار. إنني لا أستطيع أن أفهمه. فهو يكتب بطريقة متباهية جدا عن كونه التالي في تولي الميراث. هذا ليس خطأه. هل تعتقد بأنه رجل حساس يا والدي؟".

"كلا, يا عزيزتي. لا أعتقد ذلك. لدي آمال كبيرة بأنه ليس كذلك. أنا متلهف جدا لرؤيته".

أتى السيد كولينز في تمام الساعة الرابعة, فاستقبل بأدب من قبل العائلة كلها. تحدث السيد بنيت قليلا, لكن السيدات كن مستعدات للحديث ولم يكن السيد كولينز بحاجة إلى أي تشجيع. كان رجلا طويل القامة ثقيل الوزن, في الخامسة والعشرين من العمر. كانت تصرفاته جديه ورسمية جدا. وسرعان ما بدأ يهنئ السيدة بنيت على بناتها الخمس. قال أنه متأكدا من أنها ستراهن كلهن متزوجات زواجا جيدا.



"أنت طيب جدا يا سيدي. آمل أن تكون على حق إلا سيكن معدمات. إن قانون الإرث هو أمر مجحف. لا أقصد إهانتك, لأن المسألة هي مسألة حظ".



"أنا قلق جدا بشأن إيذاء بنات عمي الجميلات. لكنني أستطيع أن أعد الشابات بأنني آت إلى هنا لأظهر تقديري لهن. لن أقول المزيد في الوقت الحاضر, لكن عندما يعرف بعضنا بعضا أكثر . . . ".



قاطعته الدعوة للعشاء, فابتسمت الفتيات فيما بينهن. فهن لم يكن موضع إعجابه الوحيد. فكل الغرف وكل الأثاث نال ثناءه أيضا. وهذا كان سيسعد السيدة بنيت أكثر لو لم تشعر بأنه يتطلع إلى كل ذلك على أنه ملكا له في المستقبل.






ونادرا ما تحدث السيد بنيت خلال العشاء عن أي شيء باستثناء سؤاله السيد كولينز عن رأيه بالليدي كاثرين دي بورو. لم يكن ليختار أفضل من هذا الموضوع. إذ انفجر السيد كولينز بالمديح. حتى أنه أصبح أكثر وقارا, وقال أنه لم يسبق له في حياته أن قابل مثل هذا العطف والتقدير لدى إنسانة مرموقة. كانت طيبة كفاية لتوافق على العظات التي كان له الشرف في إلقائها أمامها. دعته للعشاء في منزلها مرتين. أرسلت في طلبه الأسبوع الماضي حين احتاجت رجلا آخر لترقص معه. اعتقد كثيرون من الناس أن الليدي كاثرين متعجرفة, لكنه لم يجدها كذلك أبدا. إذ طالما تحدثت إليه مثلما تتحدث إلى سيد آخر. حتى أنها كانت عطوفة كفاية لتنصحه بالزواج في أسرع ما يمكن. كما أنها قامت بزيارة منزله المتواضع وكانت طيبة كفاية لتقدم بعض المقترحات من أجل تحسينه.




وعندما طرحت عليه السيدة بنيت أسئلة, كان سعيدا ليخبرهم أن الليدي كاثرين دي بورو عاشت في روزينغز بارك, وأن لها إبنة واحدة هي وريثة روزينغز وممتلكات ضخمة. لكن هذه الشابة كانت لسوء الحظ مريضة دائما, لذلك لم تنه تعليمها أو تستمتع بمزايا المجتمع اللندني مثل معظم السيدات من منبتها العريق. وصف السيد كولينز بفخر المجاملات التي أفرح بها الليدي كاثرين وأبنتها. وردا على السيد بنيت, اعترف بوقار أنه تسلى من وقت إلى آخر بتحضير المجاملات سلفا والتي ثبت أنها مفيدة.




وجد السيد بنيت إبن عمه سخيفا مثلما كان يأمل. أنصت باستمتاع عظيم, مسترقا النظر أحيانا إلى إليزابيث التي شاركته فرحه.

</b></i>
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة