
09-11-2011, 08:37 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: 1956
العمر: 69
المشاركات: 28
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
قصة النبي عُزير أماتهُ الله مائة عامٍ ثمَ بعثهُ حياً: من تفسير الشيخ الحجاري الرميثي
(2)(تابِعٌ لِتَفسِيرِ قصَة عُزَيْر)
[IMG]http://i1106.photobucket.com/albums/h376/HohoSaid/Basm%20Allh%20001/Basm%20Allh%20002/0***.png[/IMG]
وَلَمّا اسْتَحكَمَ فِيهُم اليَأسُ مِنْ شَخْصِهِ بِقِبُولِـهِ إلَيهِم, فَنَفَضُوا الأكفَ مِـنْ
رَواجِ اقتِراحِهِم إليهِ خَلَصُوا إلى أنفُسِهِم يَتَناجُونَ وَيَتَشاوَرُونَ كَيْفَ بَعَثهُ
الله بَعدَ مِئَةِ عامٍ حَياً فأرادُوا أنْ يَمنَحَهُم عُزيْرٌ بالحُجَةِ وَالبُرهانِ,,
فقالَت إحْدى بَناتَهُ إنَ لأبي شامَةٌ فِي كَتفِهِ الأيْمَن كانَ يَتمَيَّزُ بِها, وَيُعرَف
بِصِفَتِها فَكَشَفَ القوْمُ عَنْ كَتفِهِ فإذا العَلامَةُ هِيَّ كَمَا عَرَفَها أبناؤُهُ, وَعَن
مّا سَمَعَ عَنها أحفادُهُ وَالناس أجمَعِينَ, وَلكِنَهُم أرادُوا أنْ تَطمَئِنَ قلُوبَهُم
وَتَسْتَقِينَ نفُوسَهُم أكْثَرُ دَلالَةً وَبُرْهاناً لِتَنْبرِيَّ عَنهُم حِبالُ الشَكِ مِنْ بَـيْنَ
صِدُورِهِم, ثـُمَ سألُوه, وَقالـُوا: نَحنُ سَمِعنا مِنْ آبائِنا وَأسْلافِنا أنَ عُزيراً
كانَ نـَبِّياً للـَّهِ وَقـَد أخْفـى التَـوراة مِـنْ بَعـدِ مَـوْتِ مُوسى حَتى لاّ يَحرقها
الأعداء فإنْ كُنتَ عُزيراً فَأجِبْنا لأنَهُ لَمْ يَكُنْ فِي الأرضِ مَنْ يَحفظ التَوراة
غَيْرُكَ فَقَرَأها عَليهِم وَلَمْ يَترُك حَرْفاً مِنْها وَأقبَلُوا عَليهِ مُباركِينَ فَعَظَمُوه
وبَسَطَ اللهُ عَليهم فِي رزقِهِ وَزادَهُم فِي مالِهِ وَبارَكَ لَهُم فِي ثَمَرْهِ وَمَتَعَهُم
فِي مَظاهِرِ نِعمَتِهِ, وَرَفَهَهُم فِي مَجالِ عِيشَّتِهِم, وَلكِنَهُم ما ازْدادُوا إيماناً
بَلْ ازْدادُوا كُفراً وَضَلالاً وَتَمادِياً وَنَسَبُوا إلى اللهِ تَعالى عَنْ إحيائِهِ لَعُـزَيرٍ
(عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ)(التوبة30) (وَاللهُ العالِمُ) انتَهى تَفسِيرُ الشَيخ ألحَجاري
وَكانَ رأيُ آيَة الله السَيد مَحمَد حِسين الطَباطبائي فـِي تَفسِيرهِ المُختَصر
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ) بَعدَ الهِدايَةِ بالبرهان والاستدلال كَما في قِصَةِ
الذي حاجَ إبراهيم في رَبِـِهِ, حيثُ هَـدى إبراهيم لِقـَوْلِ الحَق ولَـم يَهـدي
الذي حاجَهُ بَلْ أبهَتَهُ كفرهُ, تأتي في مَرتَبةِ الهِدايَة بالإشادَةِ والإراءَةِ في
ذكرِ الذي مَرَّ على قَريَةٍ(وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) تَلِيها قِصَةُ إبراهيمُ
والطَير حَيثُ كانَت الهِدايَـة إلى الحَقِ مَعَ بـَيانِ الواقِعة بإشـهادِ الحَقيقـةِ
والعِلة التي تَترشح مِنها الحادِثة, أي بإراءَةِ السَبب والمُسَبب ( قَالَ أَنَّى
يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا أي كيفَ يُحيي أهل هذهِ القريَة وقولهُ اسْتعظامٌ
للأمْرِ وقِدرَةِ اللهِ مِن غَيرِ اسْتعبادِ يُؤدي لِلإنكار (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ
بَعَثَهُ) بِقبضِ روحِهِ وإبقائِهِ على هـذهِ الحال مائَـة عامٍ ثـمَ ردَّ روحه إليه
(قَالَ كَمْ لَبِثْتَ) أي كَـم مَكثتَ (قَالَ لَبِثْتُ يَـوْماً أَوْ بَعْـضَ يَـوْمٍ) وهـذا دليلٌ
على اختلافِ وقتِ إماتَته وإحياءِه كأولِ النَهارِ وآخرهِ (قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ
عَـامٍ فَانْظـُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَـمْ يَتَسَنَّهْ) هـوَ غـيرُ مَتَعفنٍ, ولا آسِـنٍ
(وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) قـَد صارَ عِـظاماً رمِيمَة تـَدلُ على طولِ مُـدَّة المَكثِ
بينما حال الطعامُ والشراب يَدلُ على إمكانِ أنْ تَبقى طولِ هذهِ المُدة على
حالٍ واحِدٍ (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) فَليسَ الأمرُ مُنحَصراً في بَيان الأمرِ لَهُ
فقط (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ) بيانٌ لَهُ فقط (كَيْفَ نُنْشِزُهَا) نَنمِيها (ثُمَّ نَكْسُوهَا
لَحْماً) ونردُ الحياة إليها (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَـهُ) رجُوعٌ مِنهُ إلى عَملِهِ قبلَ التَبينِ
(قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) بِصدقِ ما اعتمدَ عَليهِ مِن
العِلمِ, وقالَ إلهي لمْ تَزَل تَنصَح لي وتَهْديَني وأنا أؤمِن عَن عِلمٍ بِقدرَتِكَ
(انتهى تَفسِيرُ السَيد الطباطبائي)
((تَفسِيرُ العَلامَة محَمد جواد مَغنِيَة الصادِرُ مِنْ دار الكِتاب الإسْلامِي))
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ) تَقديرُهُ أوْ رأيتَ مِثل الذي ولم يُفصح سُبحانَهُ
عَـن اسمِ القريَة ولا عَـن اسـم المار بِها, ولكن المُفسرينَ ذكرُوا ونحنُ
نسْكت عَمّا سَكَت الله عنهُ وَهِيَ خَاوِيَةٌ خالِيَةٌ منَ السكان عَلَى عُرُوشِهَا
سِقوف البيُوت أي بيُوت القرية دَمار وآثار (قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ
مَوْتِهَا) ليسَ هـذا إنكاراً, بـل سُـؤال على سـبيل المعرفة بعملِية الإحياء
ويُومئ إلى هذا قولهُ تعالى (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَـةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) لِيعلمَ إنَ اللهَ
سُبحانَهُ يُحيي ويُميت بمُجردِ الإدارة التي عبرَ عنه سُبحانهُ بكَلمة (كُون
فيَكُون (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ليسَ هذا سُؤلاً على الحَقيقة بلْ سَبَب لِحمل الطَرف
الآخر على الاعترافِ بالجَهْلِ (قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) يدلُ هذا إنهُ
لم يشعر بالمُدةِ أو أنَ أمَد الآخرة غير أمَد الدُنيا (قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ)
فِي حِسابِ أهـل الدُنيا (فَانْظـُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَـمْ يَتَسَنَّهْ) لَـم تغيرهُ
السِنون (وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) سالِماً بَلا عَلف وماء, وهُنا تَكمن المُعجزة
الإلهية (وَلِنَجْعَلَكَ آيَـةً لِلنَّـاسِ) فعِلمُنا بـكَ ذلكَ لتكُـونَ دلـيلاً على البَعـثِ
وإمكانه عِـندَ مَـن يَعلـم بحالِكَ (وَانْظـُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا) نُحيِّيها
والمَعنى: كَما أحيَيناكَ بعـدَ المَـوتِ كذلكَ نـُحيِّي العظام وهِيَّ رَميـم ( ثـُمَّ
نَكْسُوهَا لَحْماً) تماماً كَمّا بَـدَأ أول خلـقِ يُعيـد (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَـهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ
اللـَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيـرٌ) وأنَ إرادتَهُ تعالى هيَّ عين قُدرَتـه على الفِعلِ
والإيجاد,, أمـا إرادتـُنا نحـنُ فلابُـدَ أن تَكونَ مَعها قِـدرةٌ وأدوات وعَـدم
المَوانِع والعبقات,, (انتَهى تَفسِير العَلامَة محَمد جواد مَغنِيَة)
|