قَلبِي يُدَاعِبُ طَيْفَ ذِكْرَى مَاضِيَا
صَارَتْ مَلاذًا لِلْنُفُوسِ الذُاوِيَة
أصبحتُ في أَشْجَانِ بُعْدِي أَبْتَغِي
سَلْوى وَ سُعْدَى من لَيالٍ خَالِية
كُنّا بِهَا رُوحًا وَ قَلْبًا وَاحِدًا
كُنّا يَدًا لِلْخَيرِ دَوْمًا رَاجِيَة
مَازَالَ صَوْتُ إِذَاعَةٍ يَسْرِي إِلَى
أَعْمَاقِ ِ قَلْبِي فَالنَواجِذُ بَادِيَة
سِرْنَا صُفُوفًا نَحْوَ فَصْلٍ رَائِعٍ
عِشْنَا بِهِ أَيّامَ عُمرٍ صَافِية
قَدْ كُنْتُ أَرْتَعُ في رِياَضِِ مَحَبّةٍ
وَبْلُ الإخاءِ غَدَا لِحُزني جَالِيَا
لكِنْ بَدَا شَبَحُ الفِرَاقُ أَخَافَنِي
بَاتَتْ عُيُونُ الصَحْبِ نظْرًا باكيَا
حفلُ التَخّرجِ كَانَ صَعْبًا وَقْتُهُ
وَصْفُ المَشَاعِرِ فِيهِ كَانتْ وَاهِيَة
كَيفَ المَشَاعِرُ يَا تُرَى إِحْسَاسُهَا
وَ الحُزْنُ خَالَطََ فَرْحَةً مَعَ حَالِيَا
أَصْبَحْتُ أَرْجُوا كُلّ عَهْدٍ سَابِقٍ
حَتّى الذّي كَانَ الثَقِيل زَمَانِيَا
صَارَ الوِصَالُ مُؤَلِمّي في فُرْقَتِي
صَارَ الوِصَالُ أَنِسَ نَفْسِي حَادِيَا
فِعْلاً غَدَا حَبْلُ الوِصَالِ مُوَثّقًا
وَ نَسِيتُ حُزْنَ وَدَاعِنَا بَلْ سَالِيَا
حِينَ التَذّكُرِ قَدْ نَسِيتُ مَحَازِنِي
لَكِنْ بُعَيْدَ الذِكْرِ صِرتُ الشَاكِيَا
|