
12-20-2011, 11:10 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: ؟
المشاركات: 1,148
معدل تقييم المستوى: 15
|
|
ذكرى استشهاد زين العباد الإمام السجاد 25 محرم الحرام

اغتياله بالسم
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال
لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا
وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية
وصاياه لولده الباقر
وعهد الإمام زين العابدين إلى ولده الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) بوصاياه، وكان مما أوصاه به ما يلي
1- أنه أوصاه بناقته، فقال له إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكل لحمها السباع، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله ونفذ الإمام الباقر ذلك
2- أنه أوصاه بهذه الوصية القيمة التي تكشف عن الجوانب المشرقة من نزعات أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال له يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، فقد قال لي: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله
3- أنه أوصاه أن يتولى بنفسه غسله وتكفينه وسائر شؤونه حتى يواريه في مقره الأخير
إلى جنة المأوى
وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة إنا فتحنا ثم قال عليه السلام
الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين
وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته
لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كل نزعة من نزعات الهوى
تجهيزه
وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصلاة المكتوبة
تشييعه
وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله، ومن الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه، وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع، فأجابه سعيد
أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح
وهو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام (عليه السلام) الذي يحمل هدي الأنبياء من أفضل الطاعات وأحبها عند الله تعالى
في مقره الأخير
وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين
وبعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل والمصاب العظيم
السلام عليك يا إمامي
وسيدي زين العابدين والساجدين
وعلى جديك وجدتك وامك وابيك
وعلى عمك الحسن الزكي
وعلى عمتك ام المصائب زينب
وعلى اخواتك واخوانك وعماتك ونسائك
وعلى ابيك الحسين وانصاره
بابي انتم وامي طبتم وطابت الارض التي فيها دفنتم
ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين السجاد 25 محرم الحرام

وللإمام عليه السلام 14 لقب
زين العابدين
سيد العابدين
ذو الثفنات
الزكي
ابن الخيرتين
السجاد
البكاء
الزاهد
العدل
الخاشع
أبو الأئمة
الخالص
الرهباني
وصي الوصيي
العابد
وارث علم النبيين
إمام الأئمة
خازن وصايا المرسلين
سيد الساجدين
منار القانتين
إمام المؤمنين
هذا الذي تعرف البطحـاءُ
هذا الذي تعرف البطحـاءُ وطأتـهُ
والبيـتُ يعرفـه والحـلُّ والحـرَمُ
هـذا ابـن خيـر عبـاد الله كلُّهُـمُ
هذا التقـي النقـيُّ الطاهـرُ العَلَـمُ
هذا ابن فاطمـة ان كنـت جاهلـه
بجـده انبيـاء الله قــد ختـمـوا
وليس قولـك مـن هـذا بضائـره
العرب تعرفُ من انكـرت والعجـمُ
كلتـا يديـه غيـاثٌ عـمَّ نفعهمـا
يستوكفـان ولا يعروهمـا عــدمُ
سهلُ الخليقـةِ لا تُخشـى بـوادره
يزينه اثنان حسنَ الخَلـقِ والشيَّـمُ
حمّـالُ اثقـال اقـوامٍ اذا افتُدِحـوا
حلو الشمائـلِ تحلـو عنـده نَعَـمُ
ما قـال لا قـطُّ الا فـي تشهـده
لـولا التشهـد كانـت لاءه نـعـمُ
عمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعـت
عنها الغياهـب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلـهـا
الـى مكـارم هـذا ينتهـي الكـرمُ
يغضي حياءً ويُغضى مـن مهابتـه
فـلا يُكَـلَّـمُ الا حـيـن يبتـسـمُ
بكفّـه خيـزرانٌ ريحهـا عـبـقٌ
من كفِ اروع في عرنينـه شَمَـمُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحـتـه
ركن الحطيمِ اذا مـا جـاء يستلـمُ
الله شـرفـه قِـدَمـا وعـظَّـمـه
جرى بذاك لـه فـي لوحـه القلـمُ
اي الخلائق ليسـت فـي رقابهـم
لاولـيـة هــذا او لــه نِـعَـمُ
مـن يشـكـرُ الله يشكراوّلـيّـة ذا
فالدين من بيت هـذا نالـه الامَـمُ
يُنمى الى ذروة الدين التي قَصُـرَت
عنها الاكفُّ وعن ادراكهـا القَـدَمُ
من جدهُ دان فضـل الانبيـاء لـه
وفضـل امتـه دانـت لـه الامـمُ
مشتقـةٌ مـن رسـول الله نبعَـتُـهُ
طابت مغارسـه والخيـمُ والشيـمُ
ينشق ثوب الدجى عن نور غَرّتـه
كالشمس تنجاب عن اشراقها الظُلَـمُ
من معشرٍ حبهـم ديـن وبغضهـم
كفـرٌ وقربهـم منجـى ومُعتصـمُ
مُقـدّمٌ بعـد ذكــر الله ذكـرهـمُ
في كل بـدء ومختـوم بـه الكلـمُ
ان عُدَّ اهل التقـى كانـوا ائمتهـم
او قيل من خير اهل الارض قيل همُ
لا يستطيـع جـوادٌ بعـد جودهـم
ولا يدانيهـم قــومٌ وان كـرمـوا
هـم الغيـوث اذا ازمـةٌ ازَمــت
والاسد اسد الشرى والبأس محتـدمُ
لا ينقِصُ العسر بسطا مـن اكفهـم
سيان ذلك ان اثـروا وان عدِمـوا
يُستدفـعُ الشـر والبلـوى بحبهـمُ
ويُستَـربُّ بـه الاحسـان والنعـمُ

شهادة الإمام علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام
قال عليه السلام
القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسأ في الأخل، ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة
لم تعرف الدنيا في عمرها الطويل أناساً كالأئمة صلوات الله عليهم
فقد جمعوا المكارم كلها، وحازوا الفضائل بأجمعها، ومن العجب أن لا تجتمع الأمة بأسرها على إمامتهم مع إجتماعهم على ما يرونه فيهم من آي وحديث، وما يذكرونه لهم من علم وعمل وعبادة وزهادة وورع وأخلاق وكرم وشجاعة وسيرة مثلى، فلا هم وافقوا الشيعة على النص والتعيين، وأنّ الإمامة فيهم، قد نص عليهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسمّاهم واحداً بعد واحد، ولا هم رأوا الخلافة بالأفضلية، فهي حينئذٍ لهم ولا تتعداهم، فهم أفضل هذه الأمة نسباً، وأزكاهم حسباً، وأكثرهم علماً، وأحسنهم عملاً، وأسبقهم إلى مكارم الأخلاق
والحديث في هذه الصفحة عن الإمام الرابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
كيف نبدأ الحديث عنه عليه السلام؛ أنتحدث عن مصائبه التي لم يصب بالدنيا رجل مثلها؟ فهو الذي واكب واقعة كربلاء منذ البداية وحتى النهاية، وهو الذي شهد مصرع أبيه وإخوته وأعمامه وبني عمومته وأصحاب أبيه، رضوان الله عليهم أجمعين، كما شاهد عليه السلام بنات رسول الله (ص) عصر عاشوراء يتراكضن في البيداء من خباء إلى خباء، ومن خيمة إلى خيمة، ومنادي القوم: أحرقوا بيوت الظالمين. ولله صبره وهو ينظر إبن مرجانة وبيده العود ينكث ثنايا أبيه الحسين عليه السلام وكانت خاتمة الجولة الشام، ومجلس يزيد بن معاوية، وشماتة بني أمية
فلو أن أيوباً رأى بعض ما رأى لقال نعم هذا العـظيمة بلواه
فوالله لمصيبته لا تصغر عندها مصيبة أيوب عليه السلام فحسب بل تصغر لديها مصائب الدنيا بأسرها، وفوادح الدهر منذ أن تخطى آدم عليه السلام هذا الكوكب وحتى تقوم الساعة
وإذا كان الحديث عن مصائبه عليه السلام له المنطلق الرحب، والمجال الواسع، فجوانب حياته الأخرى فيها الشئ الكثير من العبر والدروس، فلقد كان عليه السلام الغاية في العبادة - كما يقول إبن أبي حديد - وكيف لا يكون كذلك، وقد أجمع أهل السير والتراجم على أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وصارت لأعضاء سجوده ثفنات كثفنات البعير، يقطعها في السنة مرتين
وإذا تحدثنا عن أدعيته عليه السلام، فأنت إذا رفعت القرآن الكريم وحديث الرسول الأعظم (ص) ونهج البلاغة، فقل فيها ما شئت، فهي زبور آل محمد والموسوعة الإلهية الكبرى
|