عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-17-2012, 02:43 PM
ال العصائب ال العصائب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: 23
المشاركات: 37
معدل تقييم المستوى: 0
ال العصائب is on a distinguished road

افتراضي مشروع السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الأهداف والمنجزات


مشروع السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الأهداف والمنجزات






من المعلوم أن أي تحرك ضمن مراحل التكامل المطلوب والمنشود عند أكثر الحركات الإصلاحية إنما يقاس بقدر ما أنجز من أهداف ولا يقاس بما هو متوقع

بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الأهداف والمنجزات

الشيخ عدنان الحساني
من المعلوم أن أي تحرك ضمن مراحل التكامل المطلوب والمنشود عند أكثر الحركات الإصلاحية إنما يقاس بقدر ما أنجز من أهداف ولا يقاس بما هو متوقع من هذه الأهداف لمحدودية المقتضي الفعلي عند هذا المصلح أو ذاك لان هذا المقتضي إما أن يتوقف على الإرادة الفعلية وهي تنتهي مع انتهاء عمر هذا المصلح أو ذاك أو يتوقف على مقدار القوة والاستعداد عنده وهي محدودة بحدود الطاقة إلا أن حركة السيد الشهيد تجاوزت هذه الحدود وراحت تحتضن جملة من المقتضيات وفقا لمعطياته النفسية الفريدة كيف لا وهو العارف الكبير والذي تجلت في حركته قيم الربوبية وهيمنت على نهضته أنفاس الملكوت يقول ابن عربي في بيان هذا الشأن من شؤون العرفاء :(فإذا أراد الله اصطفاء عبد وان يخصه بهذا المقام طهر قلبه وشرحه وجعل فيه سراجا منيرا من اسمائة خاصة يسرجة من الأسماء الإلهية الاسم المؤمن المهيمن وبيده هذه الحضرة وذلك السراج من حضرة الإلوهية يأخذه الاسم المؤمن فإذا استنار القلب بذلك النور الالهى وانتشر النور فى زوايا قلبه من نور يعم البصيرة بحيث يحصل له إدراك المدركات على الكشف والمشاهدة لوجود هذه الأنوار فإذا حصل القلب على ما ذكرناه جعل فى ساحة من ساحات هذا القلب تلك الحضرة التي ذكرناها فمن هناك يعرف حركات العالم وأسراره).

فليس غريبا أن يأخذ السيد الشهيد بتلابيب القلوب وان يتنبأ بالمستقبل ويتفرس الوجوه والمواقف ويعطي نظرياته الإستراتيجية على وفق هذه القراءة الملكوتية وهذا بدوره اثر في حجم المنجزات ونوعيتها إيجابا بل كان داعيا من دواعي تنامي هذه المنجزات حتى بعد انقضاء عمره الشريف وهو ما لم يتسنى لأكثر المصلحين في تاريخ الحوزة الشيعية إلا أن هذه الانجازات ومن وراءها الأهداف التي كان يتوخاها السيد الشهيد الصدر قدس سره من حركته كانت ولازالت بحاجة إلى من لا يحتكر تلك الانجازات ويعطيها حقها من التوسيع والطرح والمراجعة والتنميط وتكثيف الجهود لتكريسها على ارض الواقع كمنجز ترتقي به أسباب الانفتاح على الآخر خصوصا وان حركته أنتجت أمة ستبقى تتوارث هذا الفكر لأجيال قادمة مما يعني توالي هذه المنجزات وبالتالي يعبر هذا الشيء عن ضرورة توالي الاستهدافات المهمة من قبيل الثبات على ظرف الجهاد الايجابي ما دامت الدول المتعاقبة تمثل الباطل وتكريس قيم المجتمع والوقوف معه والارتفاع به نحو التكامل الروحي والأخلاقي.

ولو تتبعنا هذه الانجازات الضخمة سوف نجدها شاملة لجميع الصعد والمستويات ومن هذه الصعد المختلفة:

فعلى الصعيد الاجتماعي كانت حركة السيد الشهيد نقلة نوعية في تحرير المجتمع العراقي من قيود الخوف وتذليل حواجز الشعور بالدونية والتهميش وما إلى ذلك من إخفاقات اجتماعية سابقة .

وعلى الصعيد السياسي فقد أوجدت هذه الحركة أفقا جديدا في التعامل مع الواقع السياسي العراقي بعد أن كان الطابع السلبي هو السائد بسبب عوامل الخوف والتردد والتهيب .

وعلى الصعيد الثقافي كانت لحركة السيد الشهيد دورا مفصليا في تحقيق الأمن الثقافي بعد أن كانت ثقافة الحزب الواحد هي المهيمنة على الساحة.

أضف إلى ذلك أن هذه الانجازات كانت بحاجة إلى حصانة تضمن ثباتها ودوامها وهو ما وفره السيد الشهيد من خلال أجهزته التبليغية وهو بحد ذاته كان انجازا كبيرا على الرغم من قلة الإمكانات ومواجهة السلطة من جهة والهجمة التي تعرض لها مشروعة من أكثر من جهة في حين ا ن أي مشروع إصلاحي آخر لم يكن ليتسنى له الثبات على منجزاته والحفاظ على مكتسباته لو انه تعرض لعشر ما تعرض إليه المشروع الصدري وهذا إنما يدل على شموخ شخصية السيد الشهيد وهيمنته على مجاري الأمور وما ذلك إلا لإيمانه الراسخ وشدة تسليمه لله تعالى .

رد مع اقتباس مشاركة محذوفة