درجات التكبر
التكبر تارة يكون بالقلب فيعجب بصفة من الصفات وتورث في القلب أفضلية هذه الصفة على غيره فيتكبر ويتعالى عن غيره في نفسه ويظهر لهم التواضع ولكن في قلبه شيء منهم،
واخرى باللسان ففي بعض الاحيان يظهر هذا الكبر بلسانه فيلقي الكلمات الدالة على تكبره،
واخرى بالعمل فهنا يظهر تكبره ليس بالقول فقط بل بأفعاله بأن لا يجالس المستضعفين ولا يسلم عليهم .
أقسام المتكبر عليه
1 ـ على الله.كما في ابليس حينما أمره الله ان يسجد لآدم عليه السلام
قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
(34) سورة البقرة
2 ـ على أنبيائه ورسله، كما في الأقوام التي كذبت برسلهم واستكبروا عليهم
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}
(87) سورة البقرة
3 ـ على أوامر الله تعالى، وهي ترجع الى التكبر على الله وعلى عبادته.
4 ـ على عباده .
والتكبر في الأقسام الثلاثة الأولى لا يحصل من المؤمن والمسلم غالبا، أما في القسم الرابع فيحصل من المسلم ومن غيره.
أسباب التكبر ومناشئه
التكبر إنما يحصل لعدة أسباب:
1 ـ نقص في النفس، فالمتكبر لنقص في نفسه يرى انه اكبر من الآخرين حتى يسد هذا النقص.
2 ـ العجب، وذلك لأنه يعجب بنفسه فيظن انه افضل من الناس، والعجب يحصل لأمور كثيرة منها:
أ ـ العلم.
ب ـ العبادة والعمل.
ج ـ بالنسبة والحسب.
د ـ التفاخر بالجمال (وهذا يحصل عند النساء عادة فتتكبر على اقرانها لأنها اجمل منهن).
هـ ـ بالمال.
وـ بالقوة.
زـ بالاتباع والأنصار والتلامذة والغلمان والعشيرة.
3 ـ الحقد والحسد، فيحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فيتكبر عليهم حسدا وبغضا وحقدا.
4 ـ الرياء فلو انه اخلص العمل لله تعالى لما تكبر.
علاج الكبر
يمكن للإنسان أن يعالج الكبر الموجود عنده عن طريقين
الطريق العلمي والطريق العملي:
أما العلاج العلمي الذي به يقلع جذور الكبر من نفسه فيعلم نفسه من أي شيء تكون في أي شيء هو والى أي شيء مآله
يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
(ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ، ولا يدفع حتفه)
نهج البلاغة ج4 خطبة 454.
وكذلك يعلم بان الكبر من مختصات الله تبارك وتعالى وانه لو كان من لعلماء حقاً لعلم ذلك
فعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال:
(العزّ رداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئاً أكبه الله في جهنم).
الكافي: ج2 ص398 ح3
والعلاج العلمي وهو أن يتواضع لله تبارك وتعالى ويواظب على ذلك وينظر إلى آثار المتكبرين قبله وسوء عاقبتهم كما يذكرها القرآن الكريم وينظر إلى الأحاديث النبوية التي تذم المتكبرين وان التكبر يجعل الله عليه سبيلاً وان يكون مبغوضاً منه ومن الناس لأن الناس لا يحبون المتكبرين.
ويذكر أحاديث أهل البيت وكفى بها واعضاً
يقول الإمام الصادق عليه السلام:
ان في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له: سقر شكا إلى الله عز وجل من شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فاحرق جهنم.
نستجير بالله ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحسن أخلاقنا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين