بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أخوتي الأفاضل
ها نحن ذا نقترب من هلال شهر المحرم والذي فيه جرت أحداث معركة الطف الأليمة بين حزب الله وحزب الشيطان
وانتهت تلك الأحداث بأبشع جريمة أرتكبت على وجه البسيطة منذ أن خلق الله آدم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
نعم أحداث أشابت رأس الرضيع تفنن فيها أولئك الأوغاد في صب أحقادهم على آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله تشفيا منه لأنه سفه آلهتهم وأخزاهم واذلهم بسيفه البتار الذي ما برح يذب عن دين الله القويم أعني بذلك مولاي أمير المؤمنين عليه السلام الذي أوقد في صدورهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية مما جعلها تجتمع وتتحشد لأخذ ثاراتها من إبنه ولي الله وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام
نعم إن المصاب جلل والمصيبة لا تقتصر على الخلاص من سيد الشهداء لأنه عارض خلافة ذلك الطاغي بل تتعداه إلى التشفي بالتمثيل بجسده الطاهر علهم بذلك يدكون النصر المزعوم والذي به تتحقق أمانيهم الواهية كما نطق بها زعيم النفاق معاوية حينما سمع صوت المؤذن وهو يهتف بذكر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله حيث قال وان ابن أبي كبشه ليصاح به كل يوم خمس مرات اشهد ان محمدا رسول الله فاي عملِ يبقى واي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلاَّ دفنا دفنا
إلا أنهم باءوا بعذاب الله الأليم وتلاشوا وصوت البني لا يزال يسمع بلا انقطاع وسيبقى يسمع إلى أن تقوم الساعة فمزاعم النصر لم يبقى لها أثر إلا في قلوب من اشرأبت بمعاداة الطيبين من آل النبي الكريم وأحقادهم قد ولت برفقتهم إلى نار الجحيم وبقي الحسين نبراس للأحرار يستضيئون بنوره ويقتدون بثورته المباركة
نعم إن القوم لم يكتفوا بقتل سليل النبوة والتميل بجسده الطاهر بل تجرأوا على الله وعلى رسوله بأن رفعوا رأسه على رمح طويل وطافوا به وبعائلته من بلد إلى بلد فرحا وسرورا لفعلتهم الشنعاء وحقدهم الأسود معتقدين بأنهم بذلك يطفئوا نور الله وتجاهلوا أن الله لهم بالمرصاد وأن نوره يبقى وكيد الشيطان يفنى لقد هتكوا حرم رسول الله بسبيهم عائلة الحسين والتعامل معهم على أنهم خوارج يتفرج عليهم القريب والبعيد والدني والشريف
أدخلوهم مجالس الطغاة اولئك القردة الذين نزوا على منبر رسول الله يدعون أنهم خلفائه ويتشفون من حرمه وبناته
نعم أيها الأحبة هذه الأيام الأليمة قد اقتربت لتعلن لكم الحداد على ذلك المصاب
فتهيئوا يرحمكم الله وصبوا الدمع على صريع كربلاء ولا تقصروا في مواساة الزهراء
وأعزيكم بمصابكم في سيد الشهداء عليه السلام