عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 09-13-2015, 10:07 PM
الصورة الرمزية نسيت انساك
نسيت انساك نسيت انساك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 







افتراضي

الحلقه 🌹8🌹

والفائز هو : الطالبة آمال محمد هادي.

آمال تكاد لا تصدق، قلبها يرقص فرحاً، منتظر يحتضنها، ومن ثم زينب تبارك لها، والبقية، الكل سعيد جداً بهذه النتيجة المشرفة،

كان العام الدراسي يقارب على الإنتهاء وبدأت آمال تعدّ العدة للسفر، وفي ذات يوم وهي في رحلة تسوقها السريعة يرنّ هاتفها فتجيب: اهلا ليلى عليكم سلام الله، نعم أنا بخير، ماذا بكِ يا ليلى كأنكِ تريدين قول شيء ولكن على تردد، ما الخبر؟

فتجيبها ليلى: يبدو أنكِ لا تعلمين بآخر الأخبار؟

فتصاب آمال بالخوف: أرعبتني يا ليلى، تحدثي، ما الأمر؟

ليلى: لا لا لا تخافي فقط أردتّ إخباركِ أنّ قاسم قد وجد إبنة الحلال التي ستتقاسم معه بقية حياته.

هنا ارتبكت آمال وتلعثمت، وبدأ قلبها يخفق بسرعة، ثم استدركت الأمر، وقالت: حرامٌ عليكِ يا ليلى، وهل هذا الخبر السعيد يستدعي منكِ كل هذه المقدمات، الحمد لله أسأل الله له ولها التوفيق.

ليلى: ولكنكِ لم تسأليني من هي؟ ألا يهمكِ الأمر، يقال أنها جميلة جداً تتناسب معه، ورشيقة جداً جداً، وذويقة جداً، ومن عائلة غنية، وو فتقاطعها آمال: اذكري الله يا ليلى وصلي على محمد وآله وتمني لهما حياة سعيدة.

أستأذنكِ عزيزتي، لأنني جئت لأداء مهمة محددة ولا وقت لديّ.

أغلقت آمال الهاتف، وأطرقت رأسها قليلاً: رباه أسألك أن تسعني برحمتك التي وسعت كل شيء، نزلت دمعتها فمسحتها واستأنفت عملها.

تمرّ الأيام وهاهي حفلة عقد قران قاسم على مروة تتم، وقد كانت حفلة مميزة جداً، حضرت آمال الحفلة بعبائتها، بينما كنّ كل الفتيات متبرجات ويلبسنّ أجمل ما لديهنّ، اقتربت زينب التي كانت تشبه الحوريات في نعومتها وجمالها من آمال وقالت لها متعجبة: آمال لمَ لم تتزيني كما البقية، إن لم يكن من اجل أحد فمن أجلي انا صديقتكِ، أنا متضايقة جداً يا آمال.

آمال (تردّ مبتسمة): اعذريني يا زينب، لا يوجد لديّ من هو اغلى منكِ، ولكنني فكرتُ كثيراً، ما الذي سيضفيه التزين على واحدة مثلي سمينة وتلبس نظارة نظر، ووو أنتِ تعرفين الباقي.

زينب (تطرق رأسها حزناً): لم ننتهِ ببعد من هذه الديباجة يا آمال

آمال ترد وهي تضحك: لا عليكِ لقد جعلني المجتمع أحب شكلي، بل وأحترمني كما أنا، ههه فلسفتي الجديدة لا عليكِ، لا تشغلي بالكِ، اهتمي بضيفاتكِ.

يمر وقت بسيط وإذا بفتيات العائلة وكأنهن عصابة مافيا يقتربنّ من آمال، وهن يتقهقهن، ويتغامزنّ كعادتهن، ولكن وقبل أن تنطق أي واحدة منهنّ ببنت شفة، تقتحمهن آمال: أهلاً أهلا بالجميلات الرشيقات، ولكن يبدو أنّ الأمير قاسم لم يختر منكنّ أحدا ، وفضل الأميرة مروة عليكنّ جميعاً، وتنفجر بالضحك، وتتركهن وسط ذهولهنّ وتمضي، وهن بين ممتعظة، وأخرى تفتح عينيها متفاجئة، وأخرى تفتح فاهها مذهولة مما قالت آمال.

حاولت آمال طوال الحفلة أن تتحكم في مشاعرها، فليس من السهل أن ترى الشاب الذي كانت تحلم به يوماً يسير وبيده عروس أخرى سواها، دفنت كل حزنها، ووجعها واصطنعت ابتسامة كاذبة تظهر بها سعادتها أمام الجميع، دفنت حلمها ولكنها احتفظت بإنسانيتها فلم تتمنى إلى قاسم وإلى مروة في أي لحظة بشيء سوى السعادة الأبدية.

وكانت أصعب لحظة على قلبها، اللحظة التي ارتفعت فيها الزغاريد، وشغّلت فيها الأهزوجة الخاصة بالعريسين، هاهما يتمشيان كأنهما حورية وولد من الولدان المخلدون، هي بثوبها الملائكي الأبيض المائل للبيج (الأفوايت)، وهو ببدلته السوداء، كانا رائعين،

ولكن آمال التفتت منذ دخولهما أنّ قاسم يبحث عن أحدٍ ما بعينيه، كانت آمال تقف خلف إحدى الأعمدة الحجرية في صالة الحفل، ترمق قاسم من بعيد، وتحاكي نفسها: آمال، اعترفي أنّ عروسه جميلة جداً، ورشيقة، ماذا لو كنتِ أنتِ مكانها؟! لكنتِ أضحوكة الجميع، لا تناسب لا في وسامة ولا في حجم، ولا في جمال"

يعتصرها الألم وتعاود القول ودمعة ألم تترقرق في عينيها: ولكنني أحبه.

تقطع الخالة حياة حبل أفكارها، وتربت على كتفها قائلة: ها يا آمال إلى أين أخذكِ الخيال، أسأل الله أن يوفقكِ وأراك عروسة تبهر الناظرين"

فضحكت آمال قائلة " أخاف يا خالة تقصدين " فاقع لونها تسر الناظرين"

فضحكتا سوياً ومن ثم استدركت الخالة :" حاشاكِ يا بنيتي"

وانتهى الحفل وعاد الجميع إلى بيوتهم، وعادت آمال وقد ضاع حلمها، خلعت عبائتها على عجل وكأنها تشتاق إلى حضن حبيب غابت عنه منذ زمن، و رمت جسدها على مصلاها وهي تبكي بحرقة :" إلهي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري، إلهي ومولاي أنت الذي أعطيت أنت الذي رزقت أنت الذي أمت وأنت الذي أحييت، أنا التي سوفت، أنا التي أذنبت، أنا التي ظلمت، من أنا با رب من أنا.... بكت كثيراً كثيراً حتى أنها نامت على مصلاها ولم تستيقظ إلا مع صوت أذان الفجر

ومرت الأيام تلو الأيام وحان موعد سفر آمال، وهاهي في المطار حيث كان في وداعها أخوها الحنون منتظر، وكعادتها زينب لا تفارقها، ودعت آمال أخاها، وهمست في أذنه: منتظر، زينب خلوقة و جميلة، وطيبة ومؤمنة، وأعلم أنّك متيمٌ بها، فلا تضيّع الوقت، ولا تخسرها،

فضغط منظر على كف زينب بحنان وقال: لا تقلقي، رتبت أموري" فابتسمت آمال واستدارت ناحية زينب احتضنتها، وقالت لها: غاليتي، قريباً سأراك عروسة"

فخجلت زينب وأحمرّت وجنتيها، ودعتهما آمال، وهمّت بالإنصراف إلى الداخل، وفجأة وإذا بصوت من بعيد..

📍ترى من ي[اقتطعه واتساب]




التوقيع

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

رد مع اقتباس