اللقاء مع الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه
هذه الحكاية نقلها آية الله الحاج شيخ مجتبى القزويني أحد العلماء الأعلام في مدينة مشهد و الذي شاهدت منه العديد من الكرامات . فقال :
كان السيد محمد باقر من أهالي دامغان و قد سكن مدينة مشهد و أصبح من العلماء الروحانيين بعد أن درس على يد المرحوم آية الله الحاج ميرزا مهدي الأصفهاني الغروي .
وكان من المقربين الى المرحوم الأصفهاني و قد ابتلي بمرض السل العضال مما جعله ضعيفاً و نحيفاً جداً .
و في أحد الأيام رأيت السيد محمد دامغاني نشيطاًسريع الحركة باشاً هاشاً و لا يظهر عليه الضعف و الخور فعجبت من الأمر و سألته : كيف أصبحت هكذا يا سيد دامغاني ؟ فقال :
في أحد الأيام و عند الصباح ، لاحظت دماءً كثيرة قد خرجت من فمي و أصابني الخور و الهزال فيئست من حالي بعد مراجعة العديد من الأطباء فقررت الذهاب الى العلاّمة آية الله الغروي علّه يتضرع إلى الله في شفائي .
و عندما وصلت الى خدمته و شرحت له حالي ، بدا عليه الإنزعاج و جلس القرفصاء و قال بصوت حازم : الستَ سيداً علوياً يا رجل ؟ لماذا لا تطلب الشفاء من أجدادك ؟ لماذا لا تَمُثَل بين يدي صاحب الأمر و الزمان و تطلب حاجتك منه ؟
ألا تعلم بأن أجدادك الأئمة الميامين هم أسماء الله الحسنى ؟ .
ألم تقرأ في دعاء كميل ! يا من اسمه دواء و ذكره شفاء ؟ .
فإذا كنت مسلماً شيعياً و سيداً علوياً عليك الذهاب اليوم الى بقية الله ـ أرواحنا له الفداء ـ فتطلب شفائك منه .
و هكذا أخذ يتحدث إليّ بهذه الصورة حتى أخذتني نوبة من البكاء و خرجت من عنده راكضاً أ ريد مقابلة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه ) . وبدون أن أشعر بشيء و قد غلبتني العبرات فقطعت الحواري و الأسواق و وجدت نفسي في الصحن الرضوي الشريف . لكنني شاهدت الصحن بشكل آخر ! فقد كان خالياً من الناس إلا من أشخاص معدودين بينهم سيد تبدو عليه سيماء الهيبة و العزة و الكرامة فعلمت بأنه حجة الله في أرضه فقلت في نفسي :
قبل أن يذهب الجميع ، عليّ أن أناديه و أطلب منه شفائي . و ما أن فكرت بهذه الصورة في قلبي ، حتى لاحظت السيد و قد أدار رأسه الشريف الى ناحيتي و رمقني بنظرة من جانب عينه .
فتصبب جسمي عرقاً غزيراً و أخذتني رعشة مفاجئة ثم نظرت و إذا بالصحن الشريف على حالته الطبيعية مليءٌ بالزائرين و هم في حركة مستديمة . ثم وقفت عدة لحظات مبهوراً لا أدري ماذا أصابني و لكنني شعرت فجأة و كأنني كأقوى ما أكون و قد دبّ النشاط في جميع أعضاء جسمي .
و عندما وصل المرحوم الشيخ مجتبى ( رحمه الله ) الى هذه النقطة أصابته العبرة و تدفق الدمع من مقلتيه بغزارة و هو يقول : نعم هكذا أصبحت حالة السيد محمد باقر الدامغاني و هو في أتم صحة و عافية حتى وافاه الأجل المحتوم ( رحمه الله ) .
|