أياز والغرفه المغلقه
وصل شخص يقال له (أياز) الى ما لم يصل اليه الاحرار من مرتبه رفيعه في الدوله حتى صار مستشاراً للملك رغم كونه عبداً اسوداً لا يؤبه به في ذلك المجتمع الطبقي القديم فقد كان يستشيره في كل شؤونه وكان اياز يمحضه النصح فحسده الوزراء والضباط على تلك المرتبه الرفيعه ولما لم يجدوا له مغمزا فتشوا عن دخيلة أمره تفتيشاً دقيقاً لعلهم يجدون ما يسقطه عن عين الملك ووشوا به وأخيراً وجدوا أن له غرفة ظنوا ممتلئة بالمجوهرات الثمينة فذهبوا الى الملك ووشوا به وقالوا ان أياز يستولي على أموال الدوله وقد خبأها في غرفه في القصر وأنه كل يوم عند وروده الى القصر قبل وصوله الى الملك يذهب الى تلك الغرفه ويفتحها ويدخلها وحده كان أيازثم يخرج منها ويغلق الباب ولا يدع أحداً يشاركه الدخول في الغرفه مرةثانية وهكذا ألحوا على الملك بهذه الوشايه حتى أوغروا صدر الملك ضده وظن الملك ان الامر كما ذكروا وفي ذات يوم كان أياز عند الملك فقال له:يا أياز اريد ان أذهب معك الى تلك الغرفة لنرى ما فيها فرحب أياز با لامر وصحب الملك والوزراء والضباط والوشاة الحاسدون معه الى الغرفه ففتحها ودخلوها فلم يجدوا فيها الاجلد كبش وعصا عوجاء وزوج نعال (اكرمكم الله ) من جلد بعير فقال الملك : ماهذا يا أياز ؟ قال أياز : كانت هذه امتعتي قبل أن اصل الى خدمة الملك ثم منّ الله علي ّ فوصلت بخدمة الملك وصرت مستشاراً له وحيث أن الانسان يسرع اليه التكبر جئت بهذه الأثاث التي كانت أثاثي في الزمان السابق ووضعتها في هذه الغرفه وكل يوم امر عليها حتى أتذكر سابق عهدي ولا أكن مستعلياً متكبراً في نفسي على الحق او على الخلق ورأى الملك كتابة هذين البيتين على جدار الغرفه :
أتذكر اذ لـــــــــــحافك جـــــلد شــــاة
وفي رجليــــك نــــــــــعلاً من بعيــــر
فسبحان الذي ســـــــــــواك شــخصاً
وعلمك الــــــجلوس عــلى الســرير
فأعجب به الملك وازدادت مكانته عندة
|