#1
|
|||
|
|||
تاليف قصة مرعبة (ملاحظة : القصة ذات طابع ذهني بحت .. وتغلب عليها ألعاب العقل حيث الشخصية ذاتها شخصيتان .. لذا تحتاج للتركيز قليلا)
تـأليف قصة مُرعبة خرج شاكر من منزله بعدما تشاجر مع زوجته التي كانت تعاتبه طوال الوقت بسبب هجرانه لــها وقيامه على الدوام بتأجير شققً ليختلي بنفسه ويُمارس عمله الأدبي الذي يتقنه ويكسب منه مالً وهو كتابة القصص وتأليفُها وعدم قدرته على فعل ذلك في المنزل مع زوجته .. فالكتابة تحتاج إلى التفرغ والهدوء والعزلة والأختلاء بالقلم والورقة وألا لن يستطيع التفكير جيدا وتنسيق جملتين بجانب بعض . تـأليف قصص الرعب والغموض هو مجال الكتابة الذي يبرع فيه شاكر .. كان يندمج كثيرا مع أحداث حكاياته التي يكتبها .. ويعيش حبكات قصصه .. ويحاور الشخصيات بصوتً عال .. كان ينغمس معها حد الهوس لدرجة أنه يرى الأحداث واقعا ماثلا أمامه , كان يحتك بمن يعيشون في قصصه ويخالطهم ويشعر بأحاسيسهم وكل ما يفعلونه . وبعد أن قام بتأجير شقة تلك الليلة كما جرت العادة أغلق على نفسه بأحكامً شديد داخلها يستعد لكتابة قصةً تُبهِرُ قارئِها وتخيف من يندمجُ في مجريات أحداثها , راح يُقلب تلك الفكرة التي خطرت في باله ليُحيكها نصٌ أدبي ويسردها حكاية يستمتعُ بها القارئ , مسك القلم وقــام يداور في شقته وبين جدرانها ينسق القصة داخل رأسه وينظر إلى الورقة من بعيدً على الطاولة ينتظرُ تلك اللحظة التي سيبدءُ فيها بسرد الحكاية , يفكرُ ويفكـــر في تلك القصة الغامضة المرعبة ومجرياتها وحبكتها التي تتحدث عن : شخص سيء الخلق يعيش في قريته .. وذات ظهرا غطى في نومه وأستيقظ ليلً ليتفاجأ بأن كل سكان القرية قد أختفوا . بدأ يكتب منغمسً .. ويكتبُ منغمــسً .. يكتب ويسرد ويعيش الأحداث .. يُنسق الحبكة بين أزقة القرية .. يبحث عن أحدً فيها عله يجد أحد .. يدخل هذا المنزل ويخرج من ذاك .. يصرخ بعالِ الصوت : أيــن أختفوا ؟ ينظر هنا وينظــــر هناك .. يتلافتُ في كل الأتجاهات .. يريد أن يلمح طيف .. يريد أن يشعر بنفس .. يريد أن يسمع همس .. يريد أحد .. لكن لا أحد ! مُندمجا في القرية وقصتها واختفاء أهلها .. مندمجا في ذلك الصمت المُدقع الذي حل بالمكان .. مندمجا وحده في ذلك السكون .. مندمجا في عالمً أستيقظ فيه ليلً ليجد نفسه وحيدا بين كل شيء , ظل يبحث ويبحــث لعله يلمح أنسان أو حيوان أو ذوات أرواح .. ألا أن كل ما حولــه يوحي بالغموض ويزيدُ من الأسئلة في رأسه أكثر . يعيش في صمته ذاك ووحدته .. في قريته وحكايته .. في شقته وأنغماسته .. في ورقه وقلمـــه , وبعد كل ذلك الهدوء والسكون والألـــغاز المحيرة دخل أحد منازل القرية وأغلق على نفسه وراح يبحث وراء كل حجر وتحت كل خشبة وفوق كل طاولة لعله يعرف ما الحكاية .. وفجــأةً عند ذاك .. سمع طــرق الباب ! توقف فـــــزعً ينظر إلى الباب وينظــر .. في صمته ينظر .. في خوفه ينظر لا يدري من وراء ذلك الباب الذي ظل يطرق ويطــــرق دون أن ينادي أحد , أحتار في أمــره .. أحتار في شقته .. أحتار في قصته , يوسوس بين نفسه .. يتساءل داخله بأسئلة عدة : - ويحــــــي ! - من هذا ؟ - من خلف الباب ؟ - هل أنا في القرية أم في الشقة ؟ - هل الطارق من أهل القرية أم من سكان العمارة ؟ - تبـــــا لذلك ! - هل أجيبه أم أتركه ؟ - لكن , لا أدري من ؟ - هل هو شخصٌ من الواقع أم من القصة ؟ - يا إلـهــي , أخشى أن يكون من الجــــان ؟ - اللعنة .. فليخبرني أحد من وراء الباب ؟ قاطعت حيرته تلك دقات الباب مرة أخرى مما أخافه وأصابه بحالة رهبةً وفــزع جعلت ركبتيه تصطكان ببعضهما , بعد لحظات الرعب تلك التي مــر بـها حاول بكل أستطاعته أن يستجمع قواه الخائرة .. يحاول ويحـــاول حتى أستطاع أن يجمع بعضا من الشجاعة بداخله وأجاب على الباب مناديــــاً : نعــم , من هناك ! ألا أن أحدا لم يتكلم مما زاد من هواجسه ورعبه حد الــموت , كان يعيش لحظاتً لم يعشهـا من قبل في كل قصص الخوف التي صاغها فوق الــورق , بينما دقُ الباب بدأ في الأزدياد حدة وقوة مما أجبره أن ينادي عليه مــرة أخرى مُهـــــددً : - أنت يا هذا ؟ - يا مـن خلف الباب ! - أخبرني من أنت ؟ - قل لـــي ماذا تريد ؟ - إذا كنت مُخطأً في العنوان فــ قد عذرتك ! - هيا , غادر المكان قبل أن أتصل بالشرطة ! - هيا .. هيـــا أرحل من عند الباب لأنني أمتلك سلاحً ولن أترددُ لحظة واحدة في أستخدامه ! ورغم تهديداته تلك ألا أنه لم يسمع جوابـــا أو حتى هــمس .. فلا هو الذي آتــاه السؤال ولا هو الباب الذي توقف عن الطــرق ! وبعد لحظــات الرعب والحيرة تلك التي عاشها وتلاعبت به وبوساوسه وأحاسيسه قرر نهاية الأمر مجبرا أن يفتح الباب ويقطع حالة الغموض والفــزع التي أنتابته مع الفضول الذي أعتراه وكاد أن يقتله قبل أن يقتـــــله الخوف . قليلا .. قليـــلا أقترب من الباب يرتجف .. أقترب إلى أن وصل وقام بفتحه ! وبعد أن فتحه رأى ما لم يتخيله .. رأى ما لــم يكتبه على ورقة من قبل .. رأى أغرب من كل قصة .. رأى وليتــه لم يـــرى .. رأى "امرأةٌ طويلة جدا تطوله بمتريــن .. مُغطاةً بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها" ! ولشدة ذهوله من هول المنظــر تجمد في مكانه خوفا دون أن يتحرك أو ينبس ببنت شفه كــمن رأى سيافا يحدُ سيفه ليغرزه في بطنه . متوقفا عند الباب في حالته تلك ينظر إلى المرأة وطولــها .. ينظــر إلى المرأة وسوادها .. ينظر إلى المرأة مرعوبـــا يتمتم في تلعثمه محتار : - لا يدري من هي ؟ - لا يعرف من أي العوالــم أتت ؟ - لا يعلم سخرية الأقدار التي رمتها عليه ؟ - هل هي من سكان واقعه أم جاءت من قصته ؟ - هل هي وحيدة في العمارة أم في القرية لوحدها ؟ - ويحــــي , ماذا تريد ؟ - تـــبا , لما هي طويلة هكذا ؟ شيئا فشيئــــا راحت تبتعد عنه فيما هو ينظــر إليها تارة وتــــــارة أخرى يلتفت شرقا وتارة غيرها يلتفت غرب لعله يصحى من ذلك الكابوس المرعب الذي يعيشه , يصفعُ نفسه بذات اليمين وذات الشمال لربما يفيق من ذلك الـوهــم , عند ذاك أشارت عليه المرأة أن يتبعُها .. وبالفعل لحقها .. وظل يتبعها ويمشي معها .. يمشي ويمشــــي حتى خرج إلى الشارع إلى أن توقفت هي .. بينما هو وجد نفسه يقف وسط الشارع الذي بدى خاليا من أي أحد .. خاليا حتى من القطط .. خاليا حتى من النفس .. خاليا من كل بشـــر عدى هذه المرأة . متوقفا في وسط السكة والمرأة على جانب الطريق متوقفةً بعيدة عنه وتنظر إليه .. وحتى تلك اللحظة لا يعرف أجوبة لكل تلك الألـــغاز التي تدور حوله : - هل هو لا يزال في الواقع أم في داخل القــصة ؟ - هل هي بشرٌ مثله أم شخصية في الحكاية تمردت عليه ؟ - هل هي جــــنٌ تلبسهُ أم هي المرأة التي تسببت في اختفاء أهل القرية ؟ لملم شتات نفسه الفزعة .. وسألــــــها : - من تكونين يا امرأة ؟ - هل أنتي حقيقة أم مجرد ورق ؟ - ماذا تريدين مني ؟ - أين أختفوا أهل القرية ؟ - لما سُكان العمارة لا يــــروكِ ؟ - لما لا يوجد أحد هنا ؟ - ما حكايتك ؟ - أم أنتي بذاتك الحكاية ؟ - أرجــــــوكِ .. أجِبيني ! وبعد أن مــــل الأسئلة ومـل سماع الأجوبة , قال مُعاتبً نفسه : - يـا إلـهــي ! - بدأ يلتبِسُ علي الأمــــر ! - لقد تخطيت الحدود هذه المــرة ! - لقد فقدت عقلي ! - يبدو أنني أنفصلت عن الواقع ! - ليتني جلست بجانب زوجـــتي وواسيتُها ! وبينما هو يلوم نفسه مُعاتبً أيـــاها سمع صوت المرأة تقول له وهي تُشير إلى يمينه : أنتبه .. سيارة ! وقبل أن يلتفت صدمته تلك السيارة المُسرعة وأسقطته أرضـاً ! لحظات وهو مُضرجا بدماءه حتى أجتمع عليه الناس ومعهم صاحب السيارة يطمئنون عليه بينما هو يلفظ أنفـــاسه الأخيرة , ظلوا المجتمعين حوله يسألـــونه عن أحواله .. وهل هو بخير .. وأن كانت هناك رسالة يريد أبلاغها لأسرته أو وصية يريد أيصالـها لأحد , ألا أنه توفي قبل أن يقول شيء وأنتقل إلى العـــالم الآخر وهو ينظـــر صوب تلك المرأة والسؤال بدى جليا في نظرته : .... من هـــي يا تُرى ؟ - هل كانت شخصيةٌ خرجت من قصته ؟ - أم خيالـــه تضارب مع واقعــه ؟ بقلمـــي |
#2
|
||||
|
||||
احسنت
قصة جميلة جدا و محتواها غريب سلمت اناملك
__________________
الحمدلله دائما و ابدا |
#3
|
|||
|
|||
جميل ما شاء الله
كلمة مبدع قليله في حقك ؟ سلمت يدك
__________________
_ (ربيّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) ربي لك الحمد حتى ترضى وبعد الرضا الحمد لله دعواتكم أحبتيّ :) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرعبة, تاليف, قشة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فصة مرعبة رعب حقيقي | الحلاا كلهـ | قصص وحكايا | 3 | 09-08-2012 03:26 AM |
بتفصيل كتاب المنشد الاسلامي تاليف الرادود : الحاج أباذر الحلواجي | الانوار الزاهره | أخبار الرواديد والتغطيات واعلانات الحسينيات والمساجد | 3 | 07-28-2012 04:33 PM |