|
صَدىَ أحزان آلَ الَبيَت "ع" القسم يحتوى على القصائد الرثائية بجميع انواعها واطوارها |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قصة يوسف المعرضَة في قناة الكوثر من تفاسير الشيخ الحجاري الرميثي 15 جزء بالصورة والحر ((بَيـــــــانٌ عاجِــــــــلٌ)) ((سِيناريُو قِصَـة يُوسُـف (ع) المَعرُوضَة فِي قَـَناةِ الكَوْثـَرِ الفَضائِيَـة)) هِيَّ مِـنْ تَفاسِيرِ العَلامَة المُحَقِق الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثِي مِـنْ العِـراق وَلِلبيانِ: فَلَوْ وَضَعتـُم كُلَّ سَطْرٍ مِنها مَعَ جَمِيع مَـنْ فَسَرَها مِـنْ فَطاحِلِ العُلَماءِ الأوَلِيـنَ وَالآخَرِين أسْـوَةً بِقَلَـمِ الشَيْخ الحَجاري لَـمْ تَجِـدُوا لَهُم قَلَماً لامِعاً يُعَـبِرُ عَنها بإخْلاصٍ عَمِيقٍ عَـنْ مَا يُطابِق مَعَ مَا يُطابِق فِـي كُلِّ حَلَقَةٍ مِنَ المُسَلْسَلِ الإيرانِي المَعرُوضِ عَنها تَمْثِيلاً فِي قَناةِ الكَوْثَرِ الفَضائِيَة,, ولَقـَد نَسَخَ الإيرانِيُونَ مِنْ تَفسِير الشَيْخ الحَجارِي ( 75 ) بالمِئَةِ تَمثِيلاً لِهذهِ القِصَة وَاعتَمَدُوا عَلى النِسْبَةِ المُتَبَقِيَة مِنْ التَفاسِير اتَخَذوها مِنْ أهْلِ الكِتابِ اليَهُود؟؟ 2ــ وَلِبَيانِ التَحقِيق وَالمُقارَنَة بِرَفعِ مَّنْ شَكَ بزَواجِ يُوسُف مِنْ زُلَيْخَة؟ اعتَرَضَ الشَيْخُ الحَجاري عَلى ذلِكَ وَأبْرَأَ نَفسَهُ وَقال هذا الأثرُ لَمْ يَثبِِت عَنْ النَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ فإنَهُ مَأخُوذ عَنْ أهْلِ الكِتابِ الذِينَ جَعَلُوا لِلتَوراةِ مُعجِزَةً لِزُلَيْخَةََ بأنَ اللهَ أرْجَعَها بَعدَ صَبْرِها مِنْ عُشْقِها لِيُوسُفَ إلى صِباها المُزْدَهِر بِجَمالِها الأوَل, غَرَضَهُم تَزيِّيفُ القُرآن؟؟ فلَمْ نَقِـف عَلى دَلِيلٍ يَثبت مَا ذَكَرَهُ بَعـض المُفَسِرينَ بِزَواجِ يُوسُف مِـنْ زُلَيْخَةَ اتَخَذها اللهُ زَوْجاً لِنَبِيِّهِ بَعدَ أنْ عَذَبَتهُ فِي السِجْنِ سِنِناً حَتى قالَت (لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِـينٍ) فهـذا المَشْهَدُ التابِع لِلروايَةِ الواهِيَة مُختَلَقٌ مِـنَ الكِذبِ عَلى الأنبِياءِ,, وَأقول: وَإنْ صَحَت تِلكَ الرِوايَـةِ بِنَقلِها, وَإنْ صَدَقَت أقـلامُ العُلَماءِ إنَها مُعجِزَةٌ صَدَقوها بعِقُولِهِم لإثباتِ نبُوَةِ يُوسُفَ أمامَ قَوْمٍ سَحَرَتهُم الكَهَنَةََ بآلِهَتِهِم,, لَوْ ثَبَتَ ذلِك مَعَ بَيانِ تِلْكَ الواقِعَةِ بإشْادَةِ الحَقِيقَةِ وَالعِلَةِ التِي تَرَشَحَت مِنها المُعجِزَة بِزَواجِ يُوسُـف مِـنْ زُلَيْخَةَ بَعـدَ إنْ كانَت هَرِمَـةً يَتَدارَكها المَوْت فَلَـنْ يَترُكَ اللهُ تَعالى مِنْ دُعاءِ يُوسُفَ لَها لأنزَلَ بِحَقِها آيَـةً تـُثِيرُ الناسَ الكافِرينَ إعجاباً بِرَبِّ يُوسُف حِينَمَا قامَت مِنْ ساعَتِها ذاتُ بَصَرٍ حَدِيدٍ, وَجِسْمٌ سَلِيمٍ, وَوَجْهٌ مُضِيءٍ وَهِيَّ فِي عِزِّ صِباها بِكْراً نَعرِضُ لَكُم تَفسِيرُ الحَلَقةَ (15) يُوسُفُ في البِئْـرِ وَمَعَهُ جُبرائِيلَ نَرْجُـو مُتابَعَـة القِصَــة بالكامِـلِ عَلى الرَوابِطِ فِي أدنـاه, وَشُـكْراً الجِزْءُ الثالِث مِنْ تَفسِيرِنا (يُوسُفُ فِي البِئْرِ يَحُول بِعينِهِ يَمِيناً وَشِمالاً) لَّمَا أبْعَدُوا الأخَوةَ العَشْرَةَ عَنْ قِرى يَعقُوبَ أمْيلاً طَرَحُوا يُوسُف أرْضاً وَوَضَعُوا أقدامَهُم عَلى صَـدرِهِ, وَأظْهَرُوا لَـهُ مَا فِـي أنْفـُسِهِم عَداوَتِهِم وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةً واحِدَةً, وَكُلَّمَا اسْتَغاثَ بِأحَدٍ مِنهُم زادُوا عَلَيهِ الضَرْب فَصاحَ بأعلى صَوْتِـهِ يا أبَتاه لَـوْ رَأيْتَ مَا يَصْنَعُونَ بِيَّ لَحَزَنتَ وَبَكَيْتَ بُكاءَ الثُكْلى لاَ يَنقَطِعُ أبَداً,, فأخَذَ شَمْعُون بِذُؤابَتِهِ بِشِمالِهِ وَالسِكِينُ بِيَمِينِهِ وَهُم مِنْ حَوْلِـهِ يُنادِونَهُ أُقَطْعَ رَأسَه: فَقالَ لَهُم يُوسُف, وَهُـوَ يَجِرُ بآخِـرِ أنفاسِهِ مِـنْ أثـَرِ آلَمِـهِ يا أوْلادَ يَعقُوب لَمْ يَخْطِرُ عَلى بالِي أنْ أفَكِـرَ يَوْماً بأعدائِي هُمْ أخْوَتِي؟ وَعَطَشَ عَطَشاً شِدِيداً وَقالَ: اسْقـُونِّي دِرْعَةً مِنْ مـاءٍ قَبْـلَ أنْ تَقتِلُونِّي قالـُوا يُسْقِيكَ يَعقُوب جُرْعَةً فَـلاَّ تَظْمَأَ بَعدَها أبَـداً, فَعَمَدُوا إلى مَا زَوَّدَهُ أبُوهُ مِنْ طَعامٍ أطْعَمُوهُ لِلكِلابِ,, فَعاتَبَ أخاهُ يَهُوذا وَقالَ: أتَقِّ اللهَ يا كَبِيرَهُم أَتَخْلِي بَيْنِّي وَبَيْنَ مَنْ يُرِيد قَتلِى قَالَ لاَ يَجِبُ عَلَيَّ إنْ أحُولَ دُونَ قَتلِكَ فإنَهُم يَقتِلُونَنِي مَعَكَ: وَلكِنْ أُدْخُلَ تَحتَ عَباءَتِي لأُحفَظُكَ مِنهُم فقَالَ شَمْعُونَ لأخِيهِ يَهُوذا مَّاذا تَفعَلَ بِهذا الوَلَد كَأنَكَ رَجَعتَ عَنْ عَهْدِكَ: قالَ, الرِجُوعُ عَنْ العَهْدِ أهْـوَنُ مِنْ وَقعِ القَتلِ الذِي لَيْسَ فِيهِ رِضَا اللهِ فإنْ أَرِدْتُم قَتلَهُ فاقتِلُونِي مَعَهُ فإنَنِّي أأبَّى قِتالَكُم وَلكِنْ أُريـدُ أنْ أعُـودَ إدراجَ يُوسُف إلى البَيْت بعدَمَا أخَـذتُ عَهْداً عَلَيهِ أنْ لاّ يُفْشِيَّ خَبَراً إلى أبيهِ بِمَا جَرى مِنكُم عَليْهِ, قالُوا: إنَكَ تَحْلُم, لاّ نَسْمَحُ لَكَ بإعادَتِهِ إلى يَعقـُوب حَتى لَـوْ اضْطِرُرِنَّا عَلى قََتلِكُمَا فلَّمَا عَلِمُوا الأخْوَةَ مِنْ أبِيهِم إنَ أراضِيَّهُم مُذأبَـةٌ بالسِباعِ الضارَيةِ قالَ شَمْعُون رَأسُ كِلْمَتِهِم (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا) وَقُولُوا لأبِيكُم أكَلَهُ الذِئْبُ, وَمِـنْ بَعـدِ أيامٍ (يَخْلُ لَكُـمْ وَجْـهُ أَبِيكُمْ) بَعـدَ أنْ يَنسى أثـار الجَريمَة مِنْ أيامِ حُزْنِهِ عَلى يُوسُف (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) بالتَوبَةِ وَالتَضَرُعِ إلى اللهِ تَعالى عَمّا جِئْتُم بهِ مِنَ الذِنبِ المَكْذُوبِ عَلى أبِيكُم لِيُغفِرَ عَنْ مَا وَقَعَ مِنْكُم بإبعادِ يُوسُف عَنْهُ وَحُزنَهُ عَلَيهِ,, أوَلَيْسَ إنَها تَوْبَةٌ فاسِدَةٌ مِمّا بيَتُوها فِي صِدُورِهِم إلى حِينٍ وَجَعَلُوا لَها ضَماناً عَلـى اللـَّهِ لِيَنالَهُم بالمَغفِـرَةِ مِـنْ بَعـدِ وَقعِهِـم فِـي الذَنـْبِ بإبعـادِ يُوسُف عَـنْ أبيـهِ, فَأنْساهُم الشَيْطانُ نَظائِرَ قََوْلَـه تَعالى بِقابِيلَ وَهابِيلَ وَقال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) الآيَـة دالَةٌ لاّ تَحتاجُ إلى تَبايِّنٍ وَالمَعنى يَجِرُها بأوْلادِ يَعقُوب العَشْرَةَ؟؟ حِينَ تَقرَّبا هابِيلَ وَقابِيلَ إلى اللهِ بشَيءٍ مِنْ زَواجِهِما, فتَقبَلَ اللهُ تَعالى قُربانَ هابِيلَ لإيمانِهِ, وَلَـمْ يَتَقبَلَ قـُربانَ الآخَـر ذلِكَ لِعَدَمِ إيمانِهِ, فحَسَدَ أخاهُ وَتوَعَدَهُ بالقَتلِ حِقداً عَلَيْهِ بِذلِك,, فرَدَ عَلَيْهِ هابِيلَ مُبَيِّناً لَهُ لاَ يَقبَلَ اللهُ عَمَلاً إلاّ مِنَ المُخْلَصِينَ ثـُمَ قالَ مُؤكِداً لَهُ وَهُوَ مُطمَئِنٌ (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلـَيَّ يَـدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَـا بِبَاسِطٍ يَـدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُـلَكَ إِنِّـي أَخَـافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)(المائِدة:28) وَعَلى هـذا النَـبَأُ العَظِيم الوارِد (قَالَ قَائِـلٌ مِنْهُـمْ) وَهُـوَ كَبيـرَهُم يَهُـوذا (لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) يا أوْلادَ يَعقوب إنَ اللهَ تَعالى يَأبَّى القَتلُ وَنُحنُ أوْلاد النَبِّيُّ التَقِيُّ الصَفِيُّ بـنَ إسْحاقَ بنَ إبْراهِيمَ خَلِيلُ اللـَّه, لَقد سَمِعنَّا أَبانَّا يَقُول أنَ أراضِيَّنا مُذأبَةٌ بالسِباعِ الضاريةِ وَإنَ يُوسفَ أخٌ لَنَّا وَهُوَ غُلامٌ صَغِيرٌ لَـمْ يَرتَكِبَ جُرْمـاً يَسْتَحِقُ القَتلَ عَليهِ (وَأَلْقـُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُـبِّ) الذِي يَبعِـدُ عَـنْ قَريَتِنَّا أمْيالاً وَأنتـُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنْهُ عَسى أنْ (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) المَّارَةِ الغـُرَباءِ إذا ألْقى وَارِدَهُم دَلْـوَّهُ فِي البئْـرِ فيَغتَنِمَ مِـنْ يُوسُف وَيَأخْـذهُ مَعَهُ فَيَكُونَ بَعِيـداً عَـنْ عِيُونِكُم (إِنْ كُنْتـُمْ فَاعِلِينَ) مُصِرينَ عَلى إبعادِهِ عَنْ مَحَبَةِ أبيهِ فعِنَدَها يَتَحَقَقُ غَرَضَكُم بالفِعلِ دُونَ قَتلِهِ, وَمِنْ ثـُمَ اذهَبُوا إلى أَبيكُم وَقولـُوا أكلَّهُ الذِئْـبُ وَمّا لَـهُ حِجَّةٌ عَلَيَّ وَعَليْكُم بِمّا صَرحَ عَنهُ حِينَ قالَ لَنَّـا: إنِّي أخافُ أنْ يَأكُلَهُ الذئِبُ وَلكِنَنا قََـَد ضَمَّنا لَـهُ أَنْ لاّ يَأكُلَهُ الذِئِبُ وَنَحنُ عُصْْبَةٌ مِنْ حَوْلِهِ لِقوَتِنَّا, فَشاءَ قَدَرَهُ بالمَوْتِ الذِي لاّ مُحالَ لِعَدِدِنا حَوْلَهُ بِنَجاتِهِ مِنَ الذِئْبِ,, وَقالَ نَفَتالِي: إنِّي أعلَمُ بالبِئْرِ مالِحاً فَتَجْتَنِبُ مِنهُ القَوافِل, قالَ شَمعُون وَلَوْ كانَ ذلِكَ أريدُ إبعادَهُ عَنْ أبيهِ وَكُلَمَّا كانَ مالِحاً تَتجَنَبَهُ القَوافِل هُوَ أفضَلُ لَنَّا بمَوْتِهِ مِنْ أنْ يَغتِنِمُوه,, وَاجْتَمَعُوا عَلى تَصدِيقِ رَأيِّ أخِيهِم يَهُوذا, ثُمَ أخَذُوا طَريقَهُم إلى الجُبِّ وَمَا بَيَتـُوا لِيُوسُفَ حَتى تَكَشَّفَت نِيَات صِدُورَهُم, وَغَلـُظُّت أكْبادَهُم مِنهُ بِحِقدٍ دَفِينٍ فجَّرَدُوهُ مِنْ قمِيصٍ لَهُ وَبَقِيَّ آخَرٌ ثُمَ طَرَحُوهُ أرْضاً وَرَبَطُوهُ مِنْ يَداه وَشَتَمُوه بمُحتَقَرِهِم, وَهُوَ يَصِيحُ يا أَبَتاه فَلاَ تَأخُذَهُم رَأفـَةً, أوْ شَفَقَةً عَلَيْهِ لِِصُغرِ سِنِهِ, فَشَنـُوا عَلَيهِ حَمْلَةً واحِدَةً لِيَقذِفُوهُ بالبِئْرِ وَكانَ بَيْنَ أيْدِيهِم كَالطَيْـر الذِي يُرَفرِفُ بِجناحَيْهِ وَهُـوَ يَصِيحُ وَيَصْرَخُ وَيَقُول لاَ تَقذفُونِي فإنِّي أخافُ ظُلْمَةَ البِئْـرِ, فَاسْتَنجَدَ بأخِيهِ يَهُـوذا, فَحالَ بَينَهُ وَقالَ تَمَهَلُوا عَنِّي قَلِيلاً لأَسْمَعَ مِنهُ مَاذا يَقُول: فَقالَ يُوسُف أخِي يَهُوذا إنِّي أحبُكَ وَأحِـبُ سَريرَتـُكَ, وَأحِـبُ أخَوَتِي جَمِيعاً بِرُغـْمِ جُرْمِهِم الـذِي اقتَرَفوه بِحَقِي, وَأيُ جُـرْمٍ ارتَكَبْتَهُ لأسْتَحِقَ بِـهِ هـذا المَـوْت,, وَعلَمُوا جَيِّداً أنَّا لاَ أُريدُ أنْ يُصِيبَكُم مَكْرُوهٍ بَسَبَبِي فإنْ أرِدتُم قَتلِي فَاحذَرُوا أنْ يَطَلِعَ أبِّي عَلى الظُلْمِ الذِي نَزَلَ بِيَّ مِنْ أيدِكُم, وَلاَّ تَخْبِرُوا بِـهِ أحَـدٌ مِنَ الناسِ مَخافةً أنْ يَعلَـمَ نَبِّيُ اللـَّهَ يَعقوب, فإنْ سَمَعَ مَا حَـلَّ بِـيَّ سَـوفَ يَلْعَنَكُم وَيُفنِيكُم عَنْ آخِرَكُم, وَعلَمُوا جَيِّداً مَا جَرى وَيَجْري اليَومْ لَيْسَ خافِياً أبَداً عَلى اللهِ مَازَلتُ أنَّا المُبَشَرُ المَوعُود مِنْ دُونِكُم لِرسالَةِ رَبِّي حَتى أراكُم ساجِدِينَ, فَـلاَّ يَخْدَعَكُم الشَيطانُ بِمَّا خُيِّـلَ لَكُم بأنَنِّي أمُـوت حَتى وَإنْ قَذفتِمُونِي بِسَبْعَةٍ آبارٍ مِثلُ هذا البِئْر لَنْ أمُوتَ سَوفَ أنادِيكُم وَأنَّا فِي رَحمَةِ رَبِّي,, فَتـُوبُوا إلى اللـَّهِ لِكَيْ يُقِيكُم عَـذاباً مُسْتَطِيراً جَزاءَ ظُلْمِكُم لَوَلَـدٍ عاجِـزٍ ضَعِيفٍ لاَ حِيلَةَ لَـهُ بَيْـنَ عَشَرَةِ ذِئابٍ أشْقِياءٍ, فإنَ عَذلَكُم هـذا لاَ يُبَشِرُ بِخَيْرٍ كَمَا تَعلَمُونَ أنَ وَالِدِي يَعقُوب قالَ: إنَ اللـَّهَ اصْطفاكَ رَسُولاً نَبِّياً وَأنتـُم تَعلَمُونَ ذلِك وَتَظلِمُونَنِّي عَلى هـذا النَحُـو,, فإنَنِّي أخْشى عَلَيْكُم يا بَنِّي إسْرائِيلَ أنْ يَكُونَ هـذا دَأبَكُم مَعَ اللاحِقِينَ مِنْ أنبِيائِكُم كَمَا كانَ دَأبُ قابِيلَ عَمَّا فَعَلَ بِقَتلِ هابِيلَ وَجَـرى عَليهِ القَلْمُ,, إنَ الجَريِمَةَ التِي اقتَرَفتِمُوها بِنَبِّيٍّ مَوعُودٍ تَأنِفُ مِنْها السِباعُ الضارِيَة أنْ تَقتَرِفها بِحَقِّ طَريدَةٍ تَلْحَقُها, وَلَقـَد أحيَيْتـُم مِنْ جَدِيـدٍ سُـنَةَ العاري بِسَفكِ قابيلَ بـِدَمِّ أخِيهِ هابِيلَ, فَاترِكُونِي إنِّي أوْعِدَكُم سَوْفَ أبعِـدُ عَنْ عِيُـونِ أبِّي دَهـْراً فَلَمْ تَرُونَنِّي بَعدَ ساعَةٍ,, فَقالَ شَمْعُون: أتَخْدَعَنَّا بِمُكْرِكَ يا بـْنَ راحِيل: فـَلاَ يُشْفيَّ لَـنَّا غَلِيلاً مِنْكَ حَتى نَراكَ مَيِّتاً فَرَمُوه فِي غَيابَةِ الجُبِّ الذِي يُسَّمى جُبّاً لِبُعدِهِ عَنْ قِرى يَعقوبَ أمْيالاً: فَلَّمَا بَلَغَ نِصْف البِئْـر قََََطَعُـوا الحَّبْلَ لِيَسْقـطَ فِيـهِ وَيَمُوت وَهُـوَ يَصيحُ أغِثنِّي يا رَّب, فَسَّقَطَ فِي الماءِ وَغـُطِسَ ثَلاثُ مَراتٍ حَتى شَهِقَ بآخِرِ زَفِيرِ لَهُ مِنْ أنفاسِهِ, فَيَأِسَ إنَهُ لاَ مُحالَ لِنَجاتِهِ؟؟ فَنادُوه ثَلاثـاً فَلَـمْ يََسْمَعُوا صَوْتاً لَـهُ, فَطْمَئِنَت قلُوبَهُم, وَأطفَئُوا وَقـْدَتَ أكبادَهُم حِينَ قَرَعَتْ رَجَةُ المِياهِ أسْماعَهُم وَانقَطَعَتْ أنْفاسَه فانْصَرَفوا عَنهُ وَبَقِيَّ يَهُوذاً يَبْكِي عَليهِ,, فَأخْرَجَ اللـَّهُ صَخْرَةً مِنْ قََََعـْرِ البِئْـرِ فَسَقَطَ عَلَيْها يُوسُـف قَبْـلَ أنْ يَصِلَ قََعرَهُ فَرَفَعَتهُ بِمَشِيئَِتِهِ تَعالى عَلى سَطْحِ الماءِ وَهُوَ مَغْمِيٌ عَلَيْهِ كالنائِمِ فَرَأى فِي غُشَيانِهِ شَيْخاً عَلَيْهِ سِماءَ المُتَقِينَ فَقالَ مَنْ طَرَحَكَ فِي الجُّبِ هذا؟ قالَ إخْوَتِي مِنْ أبِّى، قالَ وَلِّمَه فَعَلُوا بِكَ؟ قالَ: حَسَدُونِّي لِمَنزِلَتِي مِنْ أبِّي، قالَ أتَحُبَّ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الجُـبِّ؟ قالَ نَعَـم: فَانتَبَهَ يُوسُف مِـنْ مَآقِهِ وَبَكِيَّ مُتَعَجِباً كَيْفَ نَجِّـا مِـنْ أمْرِهِم يُفَكِـرُ وَهُـوَ خائِفٌ مِـنْ ظُلْمَةِ البَئْرِ وَوَحشَتِه, وَقالَ أيْـنَ أنـْتَ أيُها الرَجـلُ, فَناداهُ جُبْريـلَ مِـنْ وَراءِ الحُجِبِ سَوفَ أعُودُ لَكَ عَنْ قَريبٍ,, فَناداهُ يَهُـوذا لِيَتَحَقَقَ مِـنْ مَوْتِـهِ وَحَياتِـهِ: فظَّنَ يُوسُف أنَها رَحمَةٌ قََـَد أَدرَكَتهُم فأجابَهُ وَقالَ: أخْبِرَهُم يا يَهُوذا إنِّي لَـمْ أمُوت, فإنْ أخْرَجُونِّي مِنْ ظُلْمَةِ البِئْـرِ سَأكُونُ كَمَّا وَعَدتَهُم بَعِيداً عَنْ أبِّي لِيَتَحَقَقَ هَدَفَهُم بِمّا يُريدُونَ ذلِك؟ فأسْرَعَ إلَيْهِم يَهُوذا راكِضاً يَصِحُ يُوسُف حَـياً أدرَكَهُ اللهَ مِنْ مَوْتِكُم فهَمُوا لِيَرضِخُوه بِصَخْرَةٍ عاتِيَةٍ؟ فَمَنعَهُم يَهُوذا: وَقالَ (لاَّ) أعطَيْتِمُونِّي مَوْثِقاً أنْ لاَ تَقتِلُوه حَتى لاَّيَنتَقِضَ عَهْدِي مَعَكُم بِمَّا لاَأُفشِيَّ عَنكُم سِّراً لأِبِيكُم بِمَّا جَرى مِنكُم عَلَيْه,, وَيُوسُفُ يَحُول بِعَينَِيهِ يَمِيناً وَشِمالاً فـَلاّ يَجِـدُ أمامَهُ إلاّ ماءاً راكِـداً قَـَدْ يَرى فِيهِ خَيالَهُ الكاسِف, وَهُوَ يُفكِـرُ بِمِحنَتِهِ إذا جاعَ مَـنْ ذا الذِي يَسِدُ حاجَتَهُ بالطَعامِ إنَهُ يَنتَظِرُ فرَجَ اللهِ وَلُطْفَه بِـهِ وَبدَعوَةِ يُوسُف اقتَربَتْ مِنهُ رَحمَة اللهِ فألْطَفهُ بمَلائِكَةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمِحنَتِهِ وَجُبْريلَ مَعَهُم فَأُضِيءَ لَهُ البِئْرَ وَعَذِبَّ مَاؤَهُ وَكُلَمَّا شَرِّبَ مِنهُ أغْناهُ عَنْ الطَعامِ,, فَرَأى يَعقُوب فِي مَنامِهِ لَيْلَةَ غِيابِ وَلـدِه يُوسُف يَتَناهَشُوه أخوَتَهُ وَهُم عَلى صُوَّرِ الذِئابِ, فَعَبَرَ رُأياه لاَ بِحُسْبانَ الاهتِداءِ الذِي خَدَعُوهُ بأخْذِهِ مِنهُ,, وَغَضَبَ اللـَّهُ عَليْهِم بِـمَّا فَعَلـُوا بِيُوسُـفَ: وَقالَ (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْـهِ) رَسُولَنَا الأمِينُ جُبْريلُ أيَخْبرَ يُوسُف إخوَتَهُ قَبْـلَ انصِرافِهِم مِـنَ البِئْـرِ وَقـالَ (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُـمْ لا يَشْعُرُونَ) بإيحاءِ اللـَّهِ إلَيكَ: فأنَّا جُبْريلُ أْرْسِلْتُ لأِعَلِمُكَ الرِّسالَةَ وَالإلْهامَ وَالكَلامَ الخَفِيِّ السَماوِّي وَقالَ أنَتَ مِنْ فَرَجٍ وَمَخْرَجٍ مِنْ هـذِهِ الشِدَةِ العَصِيَة, فَـلاّ تَخْشى مِنْ أخوَتِكَ إنَهُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنَ البِئْـرِ مُلَطَخِينَ قََمِيصُكَ بِدَمِ شاةٍ مَكْذُوبٍ لِيَكُونَ أمْشى لِعُذرِهِـم لاّ لِغَدرِهِم بأنَـكَ مَأكُـول الذِئْـب وَهُـم حائِـرُونَ بِكَيْدِهِم المَكْشُوف لاّ يَسْتَطِيعُونَ الرِجُوعِ إلى أبيهِـم يَنتَظِرُونَ حَتـى يُداخِلـُهُم اللَّّيْلُ البَهِيم,, قالَ يُوسُفُ يا أمِينَ الله: هَلْ عَلى يُوسُفَ أنْ يَبْقى فِي قَعـْرِ هذِهِ البئْرَ قالَ وَلِماذا تَسْألُ عَنْ ذلِكَ, فالأمْرُ لَكَ فِي نَفسِكَ يا يُوسُف أنْ تُسَيِّرُها بِمَّا تَكُونَ فِي خارِجِ البِئْرِ أمْ فِي داخِلِها,, قالَ وَلكِن طابَ قَلْبِّي شَوْقـاً لِلقاءِ أبِّي,, قالَ جُبْرِيلُ: إذا قَـَد كُنتَ فارَقتَ أبُوكَ سُوَيعاتٌ مِنَ النَهارِ فإنَ الحَبِيبَ الفَرْدَ هُنَّا مِنْ حَوْلِكَ يُحِيطُكَ بِرَحمَتِهِ يا يُوسُف,, قالَ: وَمَا الذِي يَجْري عَلى أبِّي بَعدَ فَقدِي, قالَ يَجْري عَلَيْهِ مَا يَجْري عَلى مَـنْ كانَ بَـلاءَ عَهْـدَهُ بِفقدانِ حَبيبَه,, قـالَ هَـلْ ألتَقِي بِأبِِّـي بَعـدَ خرُوجِي مِنْ هُنَّا؟ قالَ جَبْرِيلُ: حَتى يَكتَمِلُ عُودَكَ وَلَقـَد قَـَدَرَ اللـَّهُ لَكَ الأحَد شَيْئاً آخَراً لاَ يَنبَغِي لَكَ أنْ تَعُودَ إلى أحضانِ أبيكَ يَعقُوبَ النَبِّي إلاَّ بَعدَ ثَلاثِينَ عاماً وَنَيْفاً,, فَهذا الإيحاءُ إمَّا يَكُونَ قَسَـمٌ مِـنْ يُوسُفَ أنْ يُنْبِئَهُم بالفِعلِِ الذِي فَعلُوهُ بِمِحنَتِهِ إيـاه لِشِدَةِ فَجْعِهِ وَفظاعَتِهِ وَهُـم لاّ يَشْعِـرُون, وَإمَّـا أنْ يَكُـونَ إرْسالُ مَلائِكةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمْحنَتِهِ فِي البِئْرِ إلى حِينٍ مَعلُومٍ,, فَلَمَّا سَمَعُوهُ يُنادِيهُم بـِسْمِهِ تَعالى إنَكُم لَخاسِرُونَ, شَمَتُوا بهِ وَأطفئُوا وَقدَّتَ أحقادَهُم بِمّا قَدَرُوا وَالأقدارُ تَضْحكُ لاّ يَعلَمُونَ عَنْ أمْرِِ اللهِ إنَهُ غالِبٌ عَلى أمْرِهِم بِمّا يَفعَلُونَ وَيَصنَعُونَ,, رَجاءً إنزِل تَحت وَتابع تَكْمِلَة التَفسِير |
#2
|
|||
|
|||
قصة يوسف المعرضَة في قناة الكوثر من تفاسير الشيخ الحجاري الرميثي 15 جزء بالصورة والحر الجِزْءُ الرابع
(يُوسُفُ فِي البِئْرِ وَمَعَهُ جُبْرائِيلَ) ((أوْلادُ يَعقُوب يَحمِلُونَ قَمِيص يُوسُف مُلَطَخٌ بِدَّمٍ إلى أبيهِم)) (وَجَاءُوا أَبَاهُـمْ عِـشَاءً يَبْكُونَ) فِي ظَلْمَةِ اللَّيْلِ البَهِيم حَتى لاّ يُـكتَشَف بكائَهُم مِنْ غَـيْرِ وقُوعِ الدَمْعِ عَلى الخَدَيْـن,, فَوَجَدُوا يَعقـُوبَ وَعيالَـهُ قاعِدِينَ عَلى قارعَةِ الطَريق يَنتَظِرُونَ مَتى يَأتُونَ بِيُوسُف، فَلَّمَا دَنـُوا مِنْهُ صُرخُوا بِوَجْهِهِ صَرْخَةً واحِدَةً وَرَفَعُوا أصْواتَهُم بالبُكاءِ، فَندَهَشَ يَعقُوب مِنْ أمْرِهِم وَعَلِمَ قَد أُصِيبُوا بِمُصِيبَةٍ, فَلَّمَا رَآهُم اجْتَمَعُوا صَفاً وَاحِداً وَشَقُوا جيُوبَهُم وَحَثُوا التُرابَ عَلى رِؤُوسِهِم:فَزَعَ يَعقُوب وَقالَ مَا بالِكُم هَلْ أصابَكُم فِي غَنَمِيكُم شَيءٌ: قالُوا (لاّ) قالَ إذاً وَأيْنَ يُوسُف (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ) فِي الجَري لِيَتَبَيَّنَ أيُّنا أسْرعَ رَكْضاً مِنْ أخِيهِ سَبْـقاً (وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْـدَ مَتَاعِنَا) لِيَحرِسُهُ مِـنَ الأغـْنامِ (فَأَكَلَـهُ الذِّئْبُ) لِبُعْدِنَّا عَنهُ (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَـنَا) أيْ بِمُصَّدِقٍ لِخَبَرِنَّا عَمَّا أكَلَهُ الذئِبُ (وَلَـوْ كُنَّا صَادِقِينَ) بِقَوْلِنَّا المَأخُوذ مِـنْ عَلائِـمِ حُزنِنِّا عَلَيْهِ الذِي لاَ يُـكادُ أنْ يَخْرُجَ مِـنْ حَـرارَةِ صِدُورِنَّا, وَتِلْكَ العَبَراتِ التِي تَفِيضُ بـهِ عُيُونَنَّا, وَبِمَّا إنَـنَّا قََـَد ضَمَنَّا لَكَ أنْ لاّ يَأكُلَهُ الذِئْبُ لِعَدَدِنَّا حَوْلَـهُ فََصِرنَّا غَيْرُ مُصَدَقِينَ عِندَكَ بِخَبَرِهِ,, فاصْطنَعُوا البُـكاءَ ظَـناً لِيَكُـونَ أبُـوهُم أصْـدَقُ لِعُذرِهِم لاّ لِغـَدرهِم بِقَتـْلِ أخِيهِم لِيَنْهَضَ بِتَصْدِيقِ حِجَتِهِم المَغمُوسَةِ بِالكِذبِ,, فَلَّمَا سَمَعَ يَعقُوب خَبَرَ وَلَدِهِ يُوسُف أكَلَهُ الذِئْبُ سَقطَ عَلى وَجهِْهِ إلى الأرضِ مَغشِياً عَلَيهِ فَقالَ يَهُوذا: الوَيْـلُ لَكُم لَقـَد ابتَلَيْنَّا بأبِينَّا إنَـهُ يَمُوت عَلى وَلَـدِهِ يُوسُـف وَأهْلُ القَريَةِ قَـَد فَزَعُوا عَلى صُراخِ النِساءِ فَمَّا تَصْنَعُونَ,, قالُوا دَلِيلُنَّا قَمِيصُ يُوسُف,فَلَمَّا أفاقَ يَعقوب مِنْ مَآقِهِ طَلَبَ اسْتِدراجَهُم إليْهِ فوَضَعُوا قَمِيصَ يُوسُف بَينَ يَدَيهِ مُلَطَخٌ بدَمِ كِذبٍ يَعتَبرُونَهُ بُرهاناًَ عَلى صِدْقِ دَعواهِم: وَقالـُوا, يا أبانَا لَقـَدْ وَقَََعَ بأخِينَّا يُوسُفَ عَلى حَـدِ قَوْلِكَ مَا كُنتَ تَتَوَقعَهُ وَتَحذَرهُ وَتَخْشاهُ عَليْـهِ بالأمْسِ أنَ أَراضِينَّا مُذأبَةٌ بالسِباعِ الضارِيَةِ فأكَلَهُ الذِئْبُ فِي غَيْبَتِنا عَنهُ,, (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) لاَ يُطِيبَ لَـهُ الأكْـلُ وَالشَراب, حَزيناً عَلى وَلَدِهِ يَنتَظِرُ اعتِرافَهُم لَهُ عَنْ وَقْعِ جُرْمِهِم, فاجْتَمَعُوا عَلى لَفِيفِ القِداحِ الواحِدِ وَبَيَتـُوا مَكْرَهُم عِندَ كَبيرِهِم يَهُوذا وَقالَ: يا أَبَتِ مَالَنَّا مِنَ القَوْلِ عَلَيْكَ إلاّ الذِي أَفصَحنَّا بِهِ لَكَ إنَهُ أكَلَهُ الذِئْبُ وَخَرَجُوا مِنهُ يَتَضاحَكُون فكَشَفهُم يَعقُوب عَنْ كَيْدِهِم, فَلَحَقَهُم جَرياً تَتبَعَهُ النِساءَ وَرجالَ القَريَةِ مَعَهُ وَقالَ لَهُم: وَلَـدِي يُوسُف لَـنْ يَنالَـهُ مَكْرُوهٍ وَدَلِيلِي عَلى ذلِكَ هـذا القَمِيصُ المَكْذوبِ بالدَّمِ؟؟ لكِنَنِّي عَلى يَقِينٍ مِنْ عِنـدِ رَبِّي بِمَّا (سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ) الأمارَةُ بالسُوءِ لَقَد زُيِّـنَ لكُم الشَيْطانُ بارتِكابِ هذا الفِعلِ وَصَوَرتِمُـوهُ فِـي أعيِّنِكُـم بِوَلَـدِي تَذبَحُـونَ جَديـاً عَلـى قمِيـصِ أخِــيكُم وَتَدَعُونَ أكَلَهُ ذِئْـبٌ؟؟ وَمَا كـانَ أشَـدُ غَضَب ذلِكَ الذِئـْب وَإشْفاقَََـَهُ عَلى قمِيصِ يُوسُف يَخْلَعَهُ بِلُطْفٍ مِنْ جِسْمِهِ حَيْثُ أكلَّهُ وَلَـمْ يُمَزِقَ قمِيصَه؟ أيَّا لِلعَجَبِ إنَ كَيْدَكُـم هـذا لَكَيْـد عَظِيـم, فَأطْرَقـُوا بِرِؤُوسِهِم حَـياءً مِـنْ مَخدَعِهِم, فَكَشَفَهُم يَعقُوب وَقالَ: لاّ أريدُ أنْ أراكُم أبَداً لَقد أثِرتـُم كامِنَ دائِي فَلابُدَ أنْ يَكتَشِفَ اللهُ أمْرَكُم وَيُبان كَيْدَكُم, ويُظْهِرَ سِرَّكُم وَيَفتَضِحَ سِترَكُم وَاللهُ لاَ يَغفَلُ عَنْ كَيْدِ الْخَائِنِين,, وَلَبَسَ يَعقوب مِئزَراً أسْوداً وَحَزَنَ عَلى إبْنهِ سِنِيناً وَقالَ (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) عَلى فِعالِكُم المَغمُوسَةِ بالمُكْر حَتى يَكْتَشِفَ اللـَّهُ تَعالى أمْرَكُـم, وَيُظْهِرَ عاقبَةَ كَيْدِكُم (وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تََصِفُونَ) بأعمالِكُم,, أَصْلُ الصَّبْر الحَبْس، وَكُلُّ مَنْ حَبَسَ شَيْئاً جَعَـلَ صَبْرَهُ إلى اللـَّهِ دَلِيلاً لِمَعنى الآيَة (وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)(يونس109) وَالمُرادُ بالكَذبِ التَّرغِيب وَالبَعـث إذا مَنَّتـْهُ الأمانِيَّ, وَخـُيَّلَت إليـهِ مِـنَ الآمالِ مّالاَ يُـكاد يَكُونُ كِذبـاً, وَبِمّا أنَ الكَـذِبَ لاَ يَدُومُ لأنَ نِـظامَ الكَـوْنُ مُرتَبِطُ ألأجْـزاءِ, وَليْـسَ فِي وِسْـعِ الكاذِبِ إذا سَـتَرَ شَـيْئاً مِـنَ الحَقائِقِ الكَوْنِيِةِ فلابُـدَ لِلكَشْفِ عَـن حَقِيقـَةِ إظـهارِ الكِـذب, فَكَشَفَ اللـَّهُ كَيْدَهُـم وَأنزَلَـهُ عَلى عَبـدِهِ مُحَمَدٍ صَلى اللـَّهُ عَلَيْهِ وَآلِـهِ: وَقـال (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) مُفتَعلٌ بمَكْرٍ حِينَ عَمَدُوا إلى سَخْلةٍ ذَبَحُوها فأخَذُوا مِـنْ دَمِّها وَوَضَعُوهُ عَلى قمِيصِ يُوسُـفَ لِيُوْهِمُوا بِكَيْدِهِم يَعقـُوبَ قَََََـَد فَتَكَ بِهِ الذِئبُ وَهُم عَنهُ غافِلُون,, ((خرُوجُ يُوسُف مِنَ البِئْرِ وَبَيْعَهُ عَبْداً لِلرَحالَةِ)) وَلَقـَد مَضى عَلـى يُوسُـفَ فِي البِئْـرِ ثَلاثـَةُ أيـامٍ سَـوِّيا: فـَقالَ جُبْرائِـيلَ يا يُوسُف قلْ فِي دُعائِكَ فإنَ اللهَ يُحِّبُ مَنْ يُناجِيه, فَاخَتَفى عَنهُ جُبريلُ وَقالَ يُوسُفُ (اللَّهُمَ يا مُؤنِسَ كُـلَّ غَريبٍ، وَيا صاحِبَ كُـلَّ وَحِـيدٍ، وَيـا مَلْجَأَ كُلَّ خائِفٍ، وَيا كاشِفَ كُلَّ كُربَـةٍ، وَيا عالِمُ كُلَّ نَجْوى، وَيا مُنتَهى كُلَّ شَكْوى, وَيا حاضِر كُـلَّ مَـلأٍ، وَيا قَريبٌ غـَير بعِـيدٍ, يا حَيُّ يا قيُّوم أسْألُكَ أنْ تَقذِفَ رَجاءُكَ فِي قلْبِي حَتى لاَ يَكُونَ لِي هَمٌّّ وَلاَ شِغلٌ غَيْرُكَ وَأنْ تَجْعَلَ لي مِنْ أمْري فرَجاً وَمَخْرَجاً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قدِيرٌ) وَسُبْحانَ مَّا خَتَـمَ يُوسُف بِدُعائِهِ وَقالَ: يا أرْحَمَ الراحِمِين لَقـَد غَرُونِّي بِنِّي أبِّي وَظَلَمُونِّي لكِنَنِّي أعلَمُ إنَكَ عَلامَ الغِيُوب تَنْظِرُ إلَيَّ بِعَيْنِ العَطْفِ أُنقذنِّي مِنْ جَوْفِ هذِهِ البِئْر يا رَبَّ إسْحاقَ وَيَعقُوبَ وَإبْراهِيم,, فَسْتَجابَ اللـَّهُ دُعاءََهُ: فأرْسَلَ لِنَجاتِهِ زَوْبَعَـةٌ حَمْراءٌ عاتِيَـةٌ فَشَتَت تِلْكَ القافِلَةِ وَأظَلَتهُم عَـنْ مَـسارِ طَرِيقِهِم الجـّاد, وَدَفـَعَ بأصْحابِها الإعصارُ وَإذا هُمْ بِمَقرَبَةٍ مِنَ البِئْرِ يَتَلَفَتُونَ يَمِيناً وَشِمالاً, وَكانَت بِضاعَتَهُم مِنْ الحِبُوبِ وَالفسْتِقِ قاصِدِينَ دِيارَ مِصْرَ مِنَ الشامِ,, قالَ مالِكُ بنَ ذَعَر أيُها الرَكْبُ المُزْمِعُ عَطَشاً لاَ تَقلَقوا فإنِّي أعرِفُ جَيِّداً تِلْكَ الشَجَرَةِ وَمَـا يُجاوِّرُها مِـنْ تِلالٍ إنَها تَبْعِـدُ عَـنْ قِـرى كَنْعان أمْـيالاً وَثَمَّةَ بِئْرِ ماءٍ بِقُرْبِها لكِنَهُ مالِحاً لاَيَصْلَحُنَّا شَراباً حَتى لِلدَوابِ وَالبَهائِم فَقالَ المُنْهِلُ لكِنَ أفرادَ القافِلَةِ سَيَهْلَكُونَ عَطَشاً فَمَاذا نَصْنَعُ يا مالِك,, قالَ مالِك: يَتَخَيَّلُ لِي أنْ مِـنْ وَراءِ ذلِكَ البِئْـرِ المالِح بِئْـراً عَذِباً انطَلِقُوا مَعِي فَلَمَّا شارَفوا البِئْرَ المالِح جَفَلَت الخَيْلُ وَالإبِْـلُ وَأخَذَت تَدُورُ حَوْلَهُ فكانَ كُلَّمَا وَجَهُوها فِي السَّـيْرِ برَكَـت الإبِـلُ وَلـَمْ تَِبْـرَحَ, وَالخَـيْلُ كَذلِكَ تَقذفوا مِنْ عَلى ظَهْرِها راكِبها,, ثُمَ قالَ لاَ وَاللهِ: لاَ يَسَعَنِّي أبَداً أنْ أفهَمَ هذِهِ البَهائِمُ؟ وَأيُ سِّـرٍ هُوَ هـذا فَقِفـُوا مَحَلَكُم الضَرْبُ لاَ يُجْدِي كُفـُوا عَنْ البَهائِمِ حَتى نَقِفَ عَلى سَبَبِ هذِهِ المُعجِزَة؟؟ وَقالَ المُنْهِلُ حَقاً يا مالِك شَمَّتْ الدَوابُ رائِحَةَ الماءِ فإنَها لاّ تُمَيِّزُ بَـيْنَ العَذِبِ وَالمالِح فَنَزَلَ القَوْمُ ليَسْتَرِيحُوا قَلِيْلاً وَإذا هُمْ قََد سَقَطَ مِنْ بَيْنِهِم رَجِلٌ مِنَ شِـدَةِ العَطَشِ, قالَ المُنهِلُ يا مالِك هَلْ حَقاً أنَ ماءَ هـذِهِ البِئْـرُ مالِحٌ هـذا الرَجِلُ يُـكادُ أنْ يَهْلُكَ مِنْ شِـدَةِ العَطَشِ, قالَ مالِك: إنَنِّي فِـي سَفَري مَرَرْتُ مِراراً فَوَجْدتَهُ مالِحاً لكِنَنِّي أُريدُ أنْ أُمَزِقَ لَكُم قِناعَ الشَكِ فاسْتَسْقوا مِنْهُ لَعَلَهُ يَنفَعَكُم أوْ تَشْرَبَ مِنهُ الدَوابِ,, وَإذا بِيُوسُفَ سَلامُ اللهِ عَلَيْهِ يَسْمعُ أصْواتٍ عَنْ وَقعِ أقدامٍٍ وَنِباحُ كِلابٍ فأطْمَئَنَ قلْبَـهُ,, فأرْسَلـُوا وَارِدَهُم فألَقى دَلَـوَه فَلَمََّا رَأى يُوسُـف الدَّلْـوَ اقتَرَبَ مِنـْهُ وَهُـوَ مُتَعَلِـقٌ عَلـى شَـفا صَخْرَةٍ مِـنَ البِئْـر فَأمْسَكَ بالحَـبْلِ فَأدخَلَهُ الرَّيْبَ فِي جُرْمِ أخْوَتِه عَمّا فَعَلُوا بِـهِ, فَظَّنَ إنَهُم لِيَذبَحُوه, فألَتَ الحَبْلُ مِنْ يِـَدِهِ وَسَحَبَهُ المُنْهِل بِدَلْوِّهِ وَصاحَ يا قَوْم أسْرِعُوا ماءَ البئْـر عَذِباً,, فَندَهَشَ مالِكُ وَقالَ أمْـرٌ عَجيبٌ لاَ رَيْبَّ عِنـدِي بَعـدَ الشَكِ كانَت مياهُ هذِهِ البِئْـر مالِحَةٌ فَكَيْفَ صَحَتْ لَكُم أنْ تَكُونَ عِذبَةٌ أمْلَئُوا أقرِبَتِكُم مِنهُ حَتى نَرْحَلُ عَنْ قَريب,, فَلَّمَا سَمَعَهُم يُوسُف إنَهُم قَـَوْمٌ غـُرباء وَألقـُوا الدَلَـوَّ ثانِيَـةَ فَنظَـرَ إليْـهِ وَتَحَـيَرَ فِي أمْـرِهِ وَخَشَيَّ مِـنْ مَسْكَتِ الحَـبْلِ فنَزَلَ عَلَيْـهِ جُبْريـلُ وَقـالَ يا يُوسُفُ أهؤلاءُ قَـَوْمٌ أمِرُوا بِاسْتِنقاذِكَ لِتَكُـونَ مَعَهُم بَعِيداً عَـنْ أبـيكَ يَعقُوبَ النَبِّي, وَأَتلَّى عَلَيْهِ قَوْلَهُ تَعالى (إِنَّـهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) يا يُوسُفُ الحَبْلُ أمامَكَ وَالخَيْرَةُ لَكَ فإنْ لَـمْ تَمْسُكَ بِـهِ سَوْفَ تُهْلَك فِي البِئْرِ فَمْسِكْ بِهِ يا يُوسُفُ وَاجْلـُسْ عَلى الدَلُوِّ فإنَ أخْوَتـُكَ عَلى مَقرَبَةٍ مِنْ هؤلاءِ القَوْم يُريدُونَ بَيْعَكَ عَلَّيْهِم, فطاوِّع بِمَا يَفعَلُونَ بِكَ مِنْ بَيْعٍ كَعَبدٍ بَعِيداً عَـنْ أبـيكَ يَعقـُوب النَبِّي, فأنَتَ فِي البَيْـعِ عَزيـزٌ عِنـْدَ قَـَوْمٍ يُحسِنُونَ فِداكَ فَلاّ تَحزَن عَلى أبيكَ فإنَهُ قََـَد كَشَفَ عَلى أُخْوَتِكَ عَلائِـمَ الإرتِيابِ لَـمْ يَـرِجَ خَدعَهُـم بالذِئـْبِ المَكْـذوبِ عَلى يَعقـُوبَ النَبِّـي بِـمَّا حَدَثَتـهُ نَفسُهُ البَصِرَةَ إنَكَ فِي حُفـْظِّ اللـَّهِ وَتَربِيَتَهُ لَكَ, وَهُـم الخائِفـُونَ وَلكِنْ أكْثرَ الناسِ لاَ يَعقِلُون,, يا يُوسُف: إنَ اللـَّهَ يُريدُ أنْ يُوقِعَ بَلائَهُ بِأوْلِيائِهِ قَبْلَ عِبادِهِ, فأنتَ أحَـدُ أوْلِيائِهِ إذا خُُيِّرْتَ بَيْنَ المَعصِيَةِ وَبَيْنَ الصَبْرِ عَلى الشِّدَةِ أنْ تَصْبرَ عَلى البَلاءِ سِنِيناً وَتُؤْثِر أنْ تُطِيعَ اللهُ تَعالى بَعـدَ فِعلِهِم هـذا فَهُم الأخْسَرُونَ إذا مَا لَمْ يَعتَرفوا بِخَطِيئَتِهِم لأبِيهِم وَيَسْتَغفِرُونَ الله,, فَأمْسَكَ يُوسُفُ بالحَبْلِ وَجَلَسَ فِي الدَلْـوِّ مُطْمَئِناً, وَمّـا راعَ ذِلِكَ المُنْهِلُ إلاّ وَفِي دَلْوِّهِ غُلامٌ يافعٌ مُتَعَلِقٌ كأنَهُ فلْقَةُ قمَرٍ فِي لَيْلَتِه,, فلَّمَا نَظَرَ إليهِ الساقِي كَأنَهُ فلْقـَةُ قمَـرٍ: صاحَ يا بُشْرى هـذا غـُلامٌ يافِعٌ لِتَعرِفـُوا حالَتَـهُ عَـسى أنْ تَرِدُوهُ إلى أهْلِـهِ, فاجْتَمَعَ القـَوْمُ المُسافِرينَ وَأخَذتهُم الدَهْشَةَ بِحُسْنِ رَوْنَقِـهِ, فَاختَلفـُوا فِي رَأيِِْهِم عَلى أنْ يَتَخِـذُوهُ عَبْداً لِحُسْنِ طِباعِهِ وَقالـُوا مَنْ أنتَ مَلاكٌ أمْ إنْسٌ وَمَاذا تَفعَلُ فِي داخِلِ البَئْـرِ المُظْلِمَة وَلَـمْ يَتَرَقَبُكَ المَوْت فانـْدَهَشَ يُوسُفُ مِـنْ غَرابِتِهِم وَلَـمْ يَفْصَحَ بالإجابَةِ عَلى حَـدِ سُؤالِهِم,, وَقالَ لَـهُ مالِك: أيُها الغِلامُ فَلِـمَ أنتَ ساكِتٌ لاَ تَفهَمَ كَلامَنَّا مالَكَ صامِتٌ مِنْ شِـدَةِ الخَوْفِ, فَمَّا بالـُكَ تَتَلَفَتُ يَمِيناً وَشِمالاً, هَـلْ تَبْحَثُ عَـنْ أحَـدٍ ضَيَعتَهُ أمْ كُنتَ الضائِعُ أنْتَ مِنْ بَيْنِّ يَدَيه؟؟ فَقـُلْ لَنَّا يا بُنَيَّ, كَيْ نُعِيدُكَ وَنذهَبُ بِكَ إلى حَيْثـُمَا تـُريد فَلاَ تَخَفْ لَـنْ يُؤذِيكَ أحَـدٌ مِنَّا فَمَا أسْمُكَ؟؟ قالَ أنَّـا عِبْْرانِيٌ وَاسْمِي يُوسُفُ: قـالَ مالِكُ: يا لِلغَرابَـةِ عِبرانِيٌ يَتَكَلَـم فَصِيحاً, فقُلْ لِي مِنْ أيِّ البِلادِ أَنْت وَمِنْ أيِّ القَبائِل وَمَا اسمُ أبيكَ: قالَ (لاَ) لَنْ أتَكَلمَ عَنْ ذلِك وَلاَ أُريدُ أنْ أرْجَعَ إليهِم أبَداً خذُونِّي مَعَكُم حَيْثُمَا تَذهَبُونَ أنَّا لاَ أُحِبُّ العَوْدَةَ إليْهِم بَعدَ ما جَرى عَلَيَّ وَإذا إخوَتَهُ العَشْرَةَ مِنْ أبيهِ كانًوا يَتَرقبُونَ القافِلَةِ التِي اسْتَأنفَت البِئِْر وَهُم فِي جَوْفِ كَهْفٍ عَنهَا, فَلَّمَا شاهَدُوهُ بَـيْنَ أيدِيهِم,, قالَ شَمْعُون أسْرِعُوا مَعِي كَيْ نُغلِقَ فَمَهُ إلى الأبَـدِ قَبْلَ أنْ يَفضَحَنَّا وَيَقُولَ كُلَّ شِيءٍ لَهُم مِنْ أمْـرِنَّا, وَيَفشَلُ كُلَّ مَا صَنعناهُ بِـهِ,, وَصاحُوا بأعلى أصْواتِهِم يا قََـَوْم هـذا عَـبْدٌ لَنَّا قََـَد أبـِقَ مِـنّا وَسَقطََ فِي البِئْـرِ وَنَحنُ عَنهُ غافِلُونَ؟؟ فوَرَدَ ذلِكَ بِشَأنِهم فِي التَنزيلِ (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) دَلِيلُ الآيَةَ هُنَّا يَقَعُ عَلى (وَأَسَرُّوهُ) لَيُوسُفَ (بِضَاعَةً) فـَوْقَ بِضاعَتِهِم وَكانُوا فِيـهِ فَرحِينَ بشِرائِِـهِ مِـنْ إخْوَتِـهِ (بِثَمَـنٍ بَخْـسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ) فَشَراهُ مالِك بنَ ذَعَر بـنَ نُوَيْت, وَهُـوَ عَلى دِينِ الحَنَفِيَةِ دِيـنُ إبْراهِيمَ خَلِيلُ الله,, وَالسَّرُ فِي الآيَـةِ: هُـوَ الإخفاءُ الذِي اشَتَرَطُوهُ أخوُتَـهُ عَلى المُسافِرينَ السَيارَةِ, وَمِنْ جُمْلَةِ هـذا الإخْفاءُ جَعَلـُوا يُوسُفَ بَعـدَ بَيعِهِ فِي رِحالِهِم مُخَبَئاً عَنْ ناظِرَةِ العِيُونِ خِشْيَةً أنْ لاَ يُكْتَشَفَ سِرَّ مَكنُونَهُم بِغـُنْمِهِ, أوْ يُفتَضَح أمْرَ إخوَتَهُ حَتى اسْتأنَفَت القافِلَةَ بالخِرُوجِ مِنْ أرْضِ كَنعانَ إلى مِصْرَ قاصِدِينَ بَيْعَـهُ الزاهِـد, وََباعُـوهُ ببَيـْعِ السَماح وَبـِدَراهِمٍ مَعـدُودَةٍ وَالعِدَّةُ لَدَيهِم إمّا أنْ تَكُونَ عشْرُونَ دُرهَماً أوْ أربَعُونَ وَكانَ عِندَهُم هذا الثَمَنُ قِيمَة كَلْبِ الصَيدِ إذا قُتِلَ فَتَقاسَمُها العَشْرَةَ بَيْنَهُم وَيُوسُفُ الأسِيرُ يَنْظِرُ لِنارِ الحِقدِ كادَت أنْ يُطفِئُوا بِها وَقدَتَ أكْبادَهُم فِي إبعادِهِ عَن أبيهِ فَسَّـرَ فِي نَفسِـهِ حَدِيثَهُم وَتَهْدِيدَهُم إليـْهِ, وَوافَقَهُم بِحَـظِ نَصِيبِهِ لِيكُـونَ عَـبْداً يُـباعُ وَيُشْتَرى خِشيَةً مِنـْهُ أنْ لاّ يَنتَقِضَ بَيْعَهُ وَيَقـَع القَتـْلُ مِنْهُـم عَلِيْهِ ثانِيَةً, فاسْتَسْلمَ لِرَبِهِ وَرَكِبَ مَتنُ الاغتِراب لِبَلائِهِ وَقالَ: أنَّـا عَبْـدٌ أبِقتُ مِنْهُم وَسَقَطْتُ فِي البِئْرِ وَهُم لاَ يَعلَمُونَ فَأسَّرُوهُ بِضاعَةً وَاشَتَرطَ الأخْـوَة عَلَيْهِم أنْ يَذهَبُـوا بـهِ بَعِـيداً عَـنْ أرْضِ كَنعانَ وَهُـمْ لاَ يَعلَمُونَ بِأخِيهِم بأيِ أرْضِ يَعِيشُ حَتى ألْقَت القافِلةُ عَصاها بِمِصْرَ (وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) الزُهْدُ الرَغبَةُ عَنْ الشَيءِ, وَالمُزْهِدُ القلِيلُ الشَيء وَكانَ شِراءَهُم هُوَ شَيءٌ زَهِيدٌ قلِيلُ بِمّا كانُوا فِيهِ فَرحِينَ, وَلِهذا أَسَّرُوهُ عَنْ ناظِرِةِ العِيُون وَواجَدُوهُ بِضاعَةً لهُم وَهُـم لاَ يَشْعِرُونَ بِهذا العَبْـدُ بِـمَا يُغيِّرُ اللـَّهَ لِِّمَا لَـهُ فِي ذلِكَ مِـنْ الحِكْمَةِ العَظِيمَةِ, وَالقـَدرُ الحافِظ بأهْـلِ مِصْرَ برَحمَتِهِ لَهُم, وَبمَّا يَجْري عَلى يَدِي هذا العَبْدُ الذِي يَدخِلُ بِلادَهُم فِي صُورَةِ أسِيرٍ رَقِيقٍ ذَلِيلٍ, ثمَ بَعدُ هـذا يُمَلِكُهُ اللهَ تَعالى أَزِمَةََ الأمُور بَعدَ سِنِينٍ, وَيَنفَعَهُم بـهِ فِي دِنياهُم وَأُخْراهم وَهُم لاَ يَعلَمُونَ بِعلْمِ اللـَّهِ مّا يُحِيطَهُم بِنبُوَةِ يُوسُف وَهُم عَنهُ غافِلُونَ إلى حِينٍ بأنَهُ الحاكِمُ اليَقظْ لِيُخْرِجَهُم مِنَ حَلَكِ الظلُوماتِ إلى النُور,, طالِع الأجْزاء المُتبقَِيَة (14) عَلى هذهِ الروابط مُباشَرة بدُون تَحمِيل افتَح أجزاء القِصة العَشرِة الأولى http://www.hajaryat.net/vb/showthread.php?t=34466 الأجزاء الخَمسَة الثانية http://www.hajaryat.net/vb/showthread.php?t=34466&page=2 كَذلِكَ افتَح أجزاء القِصَة العشرَة الأولى http://al-3abbas.com/vb/showthread.php?t=144788 الأجزاء الخَمسَة الثانِيَة http://al-3abbas.com/vb/showthread.php?t=144788&page=2 كذلِك افتَح أجزاء القِصَة العشرَة الأولى http://www.alkathemi.com/vb/t3671.html الأجزاء الخَمسَة الثانِيَة http://www.alkathemi.com/vb/t3671-2.html كذلِك افتَح أجزاء القِصَة الخَمْسَة العشر http://www.basrah4ever.com/vb/showthread.php?p=33179#post33179 نَتمَنى لَكُم التَوفيق على فَهْم القِصَة حَمِل مُجَلَد قِصَة يُوسُف كامِلاً ورد لِحاسِبِتكَ وَيَسْمَح بَنَشْـرهِ لأصحابِ المَطابِع والمَكاتِب http://www.lamst-a.net/dld9DQ82329.rar.html http://www.lamst-a.net/dld9DQ82329.rar.html |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
15, من, المعرضَة, الحجاري, الرميثي, الشيخ, الكوثر, بالصورة, تفاسير, جزء, يوسف, في, والحر, قشة, قناة, قِصَة يُوسُف 15 جزء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ينشر العلامَة الشيخ الحجاري الرميثي جزءاً من تفاسيرِه القرآنية المذكورة (1028) موضوعا | الشيخ الحجاري الرميثي | المواضيع الإسلامية | 1 | 10-07-2011 06:24 PM |
أحسنُ ما أنزلَ في قصَة طالوتَ وجالوت, وقتلَ داوود جالوت: تفسير الشيخ الحجاري الرميثي | الشيخ الحجاري الرميثي | المواضيع الإسلامية | 2 | 09-26-2011 09:17 PM |
قصة النبي عُزير أماتهُ الله مائة عامٍ ثمَ بعثهُ حياً: من تفسير الشيخ الحجاري الرميثي | الشيخ الحجاري الرميثي | المواضيع الإسلامية | 2 | 09-11-2011 08:37 PM |
أفضلُ تفسير نزلَ في هذا العصر لآيـة المباهلة للعلامَة الشيخ الحجاري الرميثي | الشيخ الحجاري الرميثي | المواضيع الإسلامية | 1 | 09-07-2011 11:14 PM |
فيديو مقابلة الشيخ (حسين الاكرف) على قناة الكوثر ,جديد | الانوار الزاهره | المرئَيآت الإسلامَيةَ | 3 | 02-12-2011 01:45 PM |