#1
|
|||
|
|||
روايه كبرياء وهوى
الفصل الأول
الأعزب الثري ما إن يأتي أعزب ثري للعيش في مكان ما حتى يعتبره كل جار زوج المستقبل لإحدى بناته . قالت السيدة بنيت لزوجها ذات يوم :" عزيزي السيد بنيت , هل سمعت بأنه تم مؤخرا تأجير نذرفيلد؟" أجاب السيد بنيت: " لا , أبدا" قالت :" لكنها أجرت , لقد أخبرني السيد لونغ بذلك الآن " لم يعط السيد بنيت أي جواب . ثم سأل زوجته :" هل تودين معرفة من سيسكن هناك؟" " لا مانع لدي من سماع ذلك إن كنت ترغب في إخباري " " حسنا يا عزيزتي السيدة بنيت , تقول السيدة لونغ أنه تم تأجير نذرفيلد إلى سيد شاي يملك ثروة هائلة . إنه من شمال إنكلترا . وصل يوم الاثنين بعربة ذات أربعة جياد ليرى المكان . وافق في الحال على استئجاره عندما شاهد جماله . سيسكن هناك في شهر سبتمبر ( أيلول ) لكن خدمه سيصلون في الأسبوع القادم" " هل تعرف اسمه؟" " اسمه بنغلي " " هل هو أعزب أو متزوج؟" " إنه أعزب يملك ثروة كبيرة " " ياله حظ عظيم لبناتنا!" " لماذا؟ كيف يمكن لذلك أن يؤثر فيهن؟" أجابت الزوجة :" عزيزي السيد بنيت ؟, كيف يمكن أن تكون ساذجا إلى هذا الحد ؟ أنت تعرف بالتأكيد أنني أفكر في أنه ربما يتزوج إحداهن" " هل أتي إلى هنا لهذا السبب؟" " هذه سخافة ! لكن من المحتمل جدا أن يقع في حب إحداهن ويتزوج منها . لذا من الأفضل لك أن تسرع إلى زيارته" "ليس هذا ضروريا أبدا . يمكنك أن تذهبي مع البنات كما يمكنك أن ترسليهن بمفردهن . من الأفضل أن ترسليهن بمفردهن لأنك جميلة كأية واحدة منهن , وربما أعجب السيد بنغلي بك أكثر" " إنك تسرف في امتداحي ياعزيزي ! صحيح أنني كنت جميلة عندما كنت شابه , لكنني لا أتظاهر بأنني مازلت كذلك . عندما يصبح لدى المرأة خمس بنات شابات ينبغي أن تتخلى عن التفكير في جملها" " حسنا ! أخشى أن أقول أنني لن أقابل السيد بنغلي" " لكن فكر في بناتك! فكر في الثروة التي يمكن أن يحصلن عليها! أن السير وليم والسيدة لوكاس سيزورانه للسبب عينه , مع انهما لا يزوران الغرباء عادة . ينبغي أن تذهب بالتأكيد . إنه لمن غير الممكن أن أذهب لأقابله ما لم تقم أنت أولا بذلك" " من المؤكد أن السيد بنغلي سيسر جدا بمقابلتك . سأبعث معك برسالة أعد فيها بالموافقة على زواجه ممن تعجبه من بناتي. لكن ينبغي ألا أنسى إضافة كلمة خاصة تمتدح عزيزتي الصغيرة إليزابث " " هذه سخافه ! إنها ليست أفضل من شقيقاتها . إنها ليست أجمل من جاين ولا حسنة المزاج مثل ليديا لماذا تفضلها دائما؟" " كل البنات سخيفات وجاهلات , لكن إليزابث هي أكثر ذكاء من شقيقاتها " " سيد بنيت , لماذا تتحدث دائما عن بناتك بهذا الشكل ؟ أنت تستمتع بمضايقتي وليست لديك أية شفقة على أعصابي المرهقة!" " أنت مخطئة يا عزيزتي . إني احترمك جدا وأحترم أعصابك فأنا أسمع أعصابك المرهقة منذ عشرين سنة على الأقل لكنني آمل في أن تكوني قادرة على أن تعيشي وتري كثيرين من الشبان أصحاب الثروات الهائلة يأتون للسكن في الجوار " " سيكون ذلك بلا جدوى طالما أنك ترفض أن تقوم بزيارتهم" بعد ثلاث وعشرين سنه من الزواج لم تفهم السيدة بنيت شخصية زوجها التي كانت مزيجا غريبا من الذكاء والسخرية والفكاهة والانطواء كان فهم عقليتها أقل صعوبة . فهي كانت ذات ذكاء قليل وعرفة أقل . كان مزاجها سيئا , كانت دائمة الانزعاج, وكانت تلوم أعصابها باستمرار . كان هدفها الوحيد في الحياة الحصول على أزواج أثرياء لبناتها وقد وجدت متعة عظيمة في زيارة صديقاتها والثرثرة معهن. </b> </i> |
#2
|
|||
|
|||
الفصل الثاني,,,
دهشة السيدات كان السيد بنيت أول من زار السيد بنغلي . وقد عزم دائما أن يزوره مع أنه أخبر زوجته كل يوم بأنه لن يذهب. وفي المساء بعد الزيارة كانت ما تزال غير عارفة بأنه قد ذهب . بعدئذ قال السيد بنيت فجأة وهو يراقب ابنته الثانية التي كانت منهمكة بتزيين قبعتها : " آمل يا إليزابث أن يعجب السيد بنغلي بها ". قالت والدتها بغضب :" لن نعرف أبدا ما يعجب السيد بنغلي فنحن لن نقوم بزيارته ". قالت إليزابث :" لكنك تنسين يا أماه أننا سنقابله في الحفلات الراقصه . وقد وعدت السيدة لونغ بتقديمه إلي" سألت كيتي :" متى ستكون حفلتك الراقصه التالية في مريتون يا ليزي؟". " في غضون أسبوعين" هتفت والدتها :" هذا مناسب ! ستكون السيدة لونغ غائبة حتى اليوم الذي يسبق الحفلة لذا لن تتعرف إلى السيد بنغلي قبل ذلك الوقت ولن تستطيع تقديمه إليك ". " عندئذ , يا عزيزتي , تستطيعين أن تقدمي السيد بنغلي إليها " " مستحيل يا سيد بنيت , مستحيل ! فأنا نفسي لن أتعرف إليه . لماذا تغيظني هكذا ؟ لقد سئمت من السيد بنغلي" " يؤسفني أن أسمع ذلك . لماذا لم تخبريني من قلب ؟ لو علمت ذلك هذا الصباح لما قمت بزيارته بالتأكيد إنه أمر مؤسف للغاية . لكن بما أنني ذهبت إلى منزله بالفعل , يترتب علينا التعرف إليه الآن ". كانت دهشة السيدات ما أراده تماما. وكانت السيدة بنيت على الأرجح الأكثر دهشة بينهن , مه أنها سرعان ما بدأت تقول بأنها توقعت ذلك طوال الوقت " كم أنت لطيف يا عزيزي السيد بنتي ! كنت أعلم بأنني سأقنعك بفعل ذلك. كنت متأكدة من أنك تحب البنات كثيرابحيث لا تفوت مثل هذه الفرصة . حسنا , كم أنا مسرروة ! كم هو رائع والدكن يا بنات. لست أدري كيف يمكن أن تكافئنه على لطفه . ففي سننا ليس من المبهج كسب أصدقاء جدد كل يوم, لكننا سنبدل ما بوسعنا لمساعدتكن . ليديا ,حبيبتي , أنا متأكدة من أن السيد بنغلي سيرقص معك في الحفلة القادمة , مع أنك الأصغر سناً" قالت ليديا بشجاعة" إني متأكدة من ذلك , لأنني الأطول قامة, مع أنني الأصغر سناً " لم تقنع كل الأسئلة التي طرحتها السيدة بنيت وبناتها الخمس السيد بنيت كي يصف السيد بنغلي لهن. رفض إعطاء أية معلومات . فكان عليهمن أخيراً أن يسألن جارتهن , السيدة لوكاس . فكانت أخبارها ممتازة . ابتهج السير وليم بالسيد بنغلي فهو شاب حقا , وسيم جداً , وفي غاية اللطف, والأفضل من كل ذلك , كان ينوي المجيء إلى الحفلة التالية مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء . ليس هناك شيء مبهج أكثر من ذلك. فالاستمتاع بالرقص هو خطوة باتجاه الوقوع في الحب. وهنالك آمال كبيرة في الفوز بقلب السيد بنغلي . قالت السيدة بنيت لزوجها:" إذا استطعت أن أرى إحدى بناتي تعيش في نذرفيلد , والأخريات متزوجات مثلها, فلن أتمنى أكثر من ذلك". بعد أيام قليله, أتى السيد بنغلي لزيارة السيد بنيت وجلس معه لمدة عشر دقائق تقريباً. كان يأمل في مشاهدة السيدات الشابات اللواتي سمع الكثير عن جمالهن, لكنه شاهد والدهن فقط. كانت السيدات أوفر حظاً , إذ شاهدنه من خلال نافذة في الطابق الأعلى أنه ارتدى معطفاً أزرق وامتطى جواداً أسود التعديل الأخير تم بواسطة خالد جاسم ; 08-18-2011 الساعة 02:33 AM |
#3
|
|||
|
|||
الفصل الثالث
أمسية رائعة بعد ذلك أرسلت دعوة إلى العشاء إلى السيد بنغلي. فكان الجواب مخيباً للآمال. كان على السيد بنغلي الذهاب إلى لندن في اليوم التالي, ولذلك لم يتمكن من قبول الدعوة . لقد ذهب إلى لندن ليحضر فقط مجموعة من الأصدقاء إلى الحفلة. وسرعان ما سمعوا انه أحضر معه اثنتي عشرة سيدة وسبعة أسياد. فأسفت البنات لوجود هذا العدد الهائل من السيدات , لكن قبل الحفلة بيوم , فرحن لسماع أنه أحضر ست سيدات بدلاً من اثنتي عشرة. وعندما دخل قاعة الحفلة, اشتملت مجموعته على خمسة أشخاص فقط؛ السيد بنغلي , شقيقتاه , زوج الأخت الكبرى وشاب آخر. كان السيد بنغلي وسيماً ذا أخلاق حسنة . كانت شقيقتاه مليحتين . وكان صهره , السيد هارست, يبدو مثل سائر السادة.لكن صديقه السيد دارسي , سرعان ما جذب انتباه كل شخص . كان رجلاً طويل القامة, وسيماً, ذا مظهر نبيل و( سرعان ما تردد أن) دخله يبلغ عشرة آلاف جنيه في السنة. قال السادة في الحفلة أنه رجل وسيم ؛ وقالت السيدات أنه وسيم أكثر بكثير من السيد بنغلي. أصبح السيد بنغلي بسرعة صديقاً لكل من كان في الغرفة. كان حيويا وأليفاً , وقد رقص طوال الليل وتحدث عن إقامة حفلة راقصة في نذر فيلد. وهذه التصرفات اللائقة جعلته محبوبا في كل مكان. أما السيد دارسي فقد رقص مرة مع السيدة هارست ومرة مع الآنسة بنغلي . رفض أن يُقدم إلى أية سيدة أخرى, وأمضى بقية الليلة يتمشى بهدوء عبر الغرفة . وافق كل شخص على أنه الرجل الأكثر تكبرا والأسوأ طبعا في العالم . وتمنى كل شخص أن لا يعود ثانية . وكان من أشد منتقديه السيدة بنيت التي اغتاظت بشكل خاص لأنه كان وقحا مع إحدى بناتها. كان هناك عدد قليل جدا من السادة في الغرفة بحيث جلست إليزابث بنيت من دون رفيق خلال رقصتين. وقف السيد دارسي بالقرب منها , واستطاعت أن تسمع حديثا جرى بينه وبين السيد بنغلي. ترك السيد بنغلي الرقص للحظة ليسأل صديقه الانضمام . قال له:" هيا يا دارسي ينبغي أن ترقص . أكره أن أراك بمفردك بهذه الطريقة الخرقاء. ينبغي أن ترقص". " لن أفعل بالتأكيد . أنت تعلم كم أكره ذلك , إلا إذا عرفت رفيقتي جيدا . شقيقتاك ترقصان , وليست في الغرفة أية امرأة أخرى أرغب في الرقص معها". هتف بنغلي:" لم أقابل في حياتي فتيات لطيفات كاللواتي رأيت في هذه الأمسية . فهناك عدة فتيات جميلات جدا". قال السيد دارسي وهو ينظر إلى الآنسة بنيت الكبرى :" أنتَ ترقص مع الفتاة الجميلة الوحيدة في الغرفة". " أوه, إنها أجمل فتاة رأيتها في حياتي! لكن هنالك واحدة من شقيقاتها واقفة وراءك مباشرة . إنها جميلة أيضاً , وقد تكون ملائمة . دعني أعرفك بها". نظر السيد دارسي إلى إليزابث للحظة. وبعد ذلك أشاح بنظره وقال ببرود:" إنها جميلة , لكن ليس بالقدر الكافي لتغريني . كما إنني لا أكترث للسعي وراء الشابات اللواتي لم يخترهن رجال آخرون . من الأفضل لك تعود إلى شريكتك وتستمتع بابتسامتها , فأنت تضيع وقتك معي". عمل السيد بنغلي بنصيحته . أخذ السيد دارسي يتمشى , ولبثت إليزابث في مكانها من دون أية مشاعر ود نحوه. لكنها سردت القصة لصديقاتها , لأنها تتمتع بروح الدعابة وتستمتع بكل ما هو مضحك. مضت الأمسية بشكل مفرح لكل العائلة, وقد لاحظت السيدة بنيت أن ابنتها الكبرى كانت محط إعجاب أهالي نذر فيلد فقد رقص السيد بنغلي مع جاين مرتين, وكانت شقيقتاه لطيفتين معها. فرحت جاين مثل أمها , لكن بطريقة أكثر هدوءاً. شاركت إليزابث في فرح جاين. ولم تكن كيتي وليديا من دون شركاء , وهذا كل ما رغبتا فيه من حفلة رقص. كما سمعت ماري بنفسها توصف على أنها أذكى فتاة في الجوار. لذا عُدن بفرح إلى لونغبورن, القرية التي يعشن فيها. أما السيد بنيت الذي رفض الذهاب إلى الحفلة , فقد كان يقرأ. قال زوجته وهي تدخل الغرفة:" أوه.,سيد بنيت , لقد أمضينا أمسية رائعة , إنها حفلة رقص ممتازة. ليتك كنت موجوداً . كانت جاين محط إعجاب الجميع, وتحدث كل شخص عن جمالها . وجدها السيد بنغلي جميلة جداً ورقص معها مرتين . فكر في ذلك يا عزيزي! لقد رقص معها في الواقع مرتين! كانت الفتاة الوحيدة التي طلب منها الرقص مرتين! طلب أولا من الآنسة لوكاس . وقد ثار غيظي عندما رأيته يطلب منها ذلك . لكنه لم يعجب بها أبدا ؛ لم يتمكن أحد من ذلك , أنت تعلم . لقد لاحظ جاين خلال الرقصة الثانية , وفي الثالثة رقص مع الآنسة كينغ وفي الرابعة مع ماريا لوكاس وفي الخامسة مع جاين ثانية وفي السادسة مع إليزابث وفي السابعة..." قاطعها زوجها قائلاً:" لو أشفق عليّ لما كان رقص بهذا القدر. إكراماً لله. لا تذكري المزيد عن شريكاته في الرقص! أتمنى لو أنه جرح ساقه في الرقصة الأولى!" تابعت السيدة بنيت:" أوه يا عزيزي , إني فرحة به. فهو وسيم جدا! كما أن شقيقتيه أنيقتان جدا. لم أر في حياتي أغلى من أثوابهن أنا متأكدة من أن التخريم على ثوب السيدة هارست...." قوطعت مرة ثانية. فقد رفض السيد بنيت سماع أي شيء عن الأثواب . لذلك , وعوضاً عن ذلك , وصفت بغيظ شديد وقاحة السيد دارسي. ثم أضافت تقول:" لكن إليزابث لا تخسر الكثير إن لم تناسبه. إنه رجل سيئ الطبع وبغيض للغاية ولا يستحق التقدير. لقد كان مختالا جدا بحيث لم يستطع أحد أن يتحمله . تمشى في الغرفة وهو يعتقد نفسه عظيما! وهكذا لم تكن إليزابث جميلة كفاية كي ترقص معه! أتمنى لو كنت هناك يا عزيزي كي تعطيه رأيك . كم أكره هذا الرجل!". |
#4
|
|||
|
|||
الفصل الرابع
طبائع مختلفة,, عندما كانت جاين وإليزابث بمفردهما, أخبرت جاين شقيقتها كم هي معجبة بالسيد بنغلي . قالت:" هو ما ينبغي أن يكونه الشاب. فهو ذكي , حسن المزاج وحيوي. لم أرى قط مثل هذه الأخلاق الطيبة". ردت إليزابث :" إنه أنيق أيضاً, مثلما ينبغي أن يكون كل شاب . لذلك فشخصيته متكاملة". " لقد سررت كثيراً لأنه طلب مني الرقص مرتين . فأنا لم أتوقع ذلك". " لم تتوقعي ذلك؟ أنا توقعت . وهذا هو الفرق الكبير بيننا. فالمجاملات تدهشك دائماً, لكنها لا تدهشني أبداً. لماذا دُهشت لأنه طلب منك الرقص مرة ثانيه؟ لقد كنت أجمل بكثير من أية امرأة أخرى في الغرفة! حسناً, إنه مقبول طبعاً, سأسمح لك بأن تحبيه فأنت أحببت الكثير من الأشخاص البلهاء". "إليزابث العزيزه!". " هذا صحيح! لقد أحببت الكثير من الناس . أنت لا ترين أي خطأ في أي شخص . كل شخص طيب ومقبول بنظرك . لم أسمعك أبداً تنتقدين أي شخص". " لا أحب أن أنتقد . لكنني أقول دائماً ما أفكر فيه". " أعرف أن تفعلين ذلك ؛ وهذا ما يدهشني . أنت تملكين مقدارا وافرا من الإحساس , لكنك عمياء تماما أمام أخطاء الناس . أنت تبالغين في حسن أخلاقهم ولا تتحدثين أبدا عن سيئاتهم . هل أحببت شقيقتي السيد بنغلي أيضا؟ إن أخلاقهما ليست مثالية كأخلاقه". " ليس في البداية. لكنهما امرأتان لطيفتان جديرتان بالمحادثة .ستعيش الآنسة بنغلي مع شقيقها وترعاه . أعتقد بأننا سنجدها جارة جذابة جدا". أنصتت إليزابث بسكون , لكنها لم تكن متأكدة . كان لديها ذكاء أسرع وأقوى من شقيقتها . فهي في الحقيقة لم تحب شقيقتي السيد بنغلي . فهما يمكنهما أن تكونا حسنتي المزاج كثيرا عندما تشاءا, لكنهما كانتا متعجرفتين ومغرورتين . وحيث عاشتا دائما في جو من الثراء والعلم والسخاء فقد اعتقدتا بأنهما أفضل من الآخرين. ورث السيد بنغلي عن والده مئة ألف جنيه تقريبا . وقد تلهفت شقيقتاه عليه كي يشتري مزرعة خاصة به. وفي تلك الأثناء , كانوا سعداء باستخدامهم نذرفيلد كمنزل خاص بهم بعد أن راق لهم . كان بين بنغلي ودارسي صداقة قديمة بالرغم من الفارق الكبير بين شخصيتهما . أحب دارسي بنغلي لطبعه الحلو ووده . و أُعجب بنغلي بدارسي لذكائه واعتمد على محبته . كان بنغلي نفسه ذكيا , لكن دارسي كان أذكى منه بكثير. وفي الوقت نفسه كان متكبرا ومتحفظا وصعب الإرضاء . كانت له أخلاق السيد, لكنه لم يكن ودودا أبدا. وكان بنغلي محبوبا أينما ذهب , فيما أزعج دارسي الناس في أغلب الأحيان. أظهرت الطريقة التي تحدثا بها عن حفلة مريتون التباين في شخصيتهما . قال بنغلي أنه لم يقابل قط في حياته ألطف من أولئك الناس أو أجمل من تلك الفتيات؛ كان كل شخص لطيفا وودوا ؛ وكانت الآنسة بنيت أجمل ملاك . فيما رأى دارسي من جهة ثانية, مجموعة عادية جدا من الناس الذين لم يجذبوا اهتمامه أبدا. وافق على أن الآنسة بنيت كانت جميلة, لكنه اعتقد بأنها تبتسم كثيرا. اتفقت السيدة هارست وشقيقتها معه في الرأي حول الآنسة بنيت . لكنهما قالتا أنها فتاة طيبة وأنهما يرغبان في رؤيتها مرة أخرى. وبما أن موافقتهما قد أُعطيت , فأن بنغلي كان حراً في التفكير في الآنسة بنيت كما يشاء. </b></i> </span> |
#5
|
|||
|
|||
الفصل الخامس
حديث عن الحب كانت تسكن بالقرب من لونغبورن عائلة لها علاقة صادقة حميمة بعائلة بنيت. فكان للسير وليم لوكاس ذات يوم دكان في مريتون , حيث كون ثروة صغيرة . وقد منح رتبى فارس عندما كان رئيس بلدية المدينة , فجعله هذا الشرف متباهيا جدا بحيث لم يعد يواصل العمل في دكانه. انتقل بعائلته إلى خارج مريتون إلى بيت دعاه مسكن لوكاس , حيث يمكنه التفكير بحبور في أهميته الخاصة. ولأن ليس له عمل آخر , فقد أمضى وقته بالتصرف بتهذيب مع كل شخص . ومع أنه كان فخورا جدا بفروسيته , إلا أن ذلك لم يجعله متغطرسا, بل على العكس , فقد بقي ودودا مع الجميع. كانت السيدة لوكاس امرأة صالحة. وكان لديها عدة أولاد. أكبرهن , وهي شابة حساسة وذكية , عمرها سبع وعشرون سنة تقريبا , كانت صديقة حميمة لإليزابث بنيت. في الصباح بعد حفلة مريتون , أتت الأوانس من عائلة لوكاس إلى لونغبورن للتحدث عن الحفلة إلى صديقاتهن, الأوانس من عائلة بنيت. قالت السيدة بنيت بتهذيب إلى الآنسة لوكاس:" لقد بدأت الأمسية بشكل جيد, إذ كنت الخيار الأول كشريكة للسيد بنغلي". " أجل , لكن بدا أنه فضل خياره الثاني. فقد سمعت السيد روبنسون يسأله عن أجمل فتاة في الغرفة, فأجاب في الحال_ أوه ! الآنسة بنيت الكبرى , بلا شك ؛ لا جدال في ذلك!". " حسنا ! كان ذلك أمرا إيجابيا حقا ! لكنه ربما لا يعني شيئا". قالت شارلوت:" لم تسمعي بشيء مفرح كهذا , أليس كذلك يا إليزابث ؟ فالسيد دارسي لا ينطق بمثل هذه الأشياء اللطيفة! يا إليزابث المسكينة!". " أرجوك لا توحي بأن إليزابث ينبغي أن تكون منزعجة مما قاله! فهو رجل سيء المزاج بحيث يكون الأمر بغيضا لو أنه أحبها, فقد جلس بجانب السيدة لونغ نصف ساعة من دون أن يفتح فمه". قالت جاين :" أخبرتني الآنسة بنغلي بأنه لا يتحدث كثيرا إلا عندما يكون بين أصدقائه المقربين . فمعهم يكون لطيفا". " لا أصدق ذلك. لو كان لطيفا هكذا لتحدث مع السيدة لونغ . في المرة التالية يجب أن ترفضي الرقص معه يا إليزابث". " أعتقد يا أمي بأنني أستطيع أن أعدك وعدا قاطعا بعدم الرقص معه". قالت الآنسة لوكاس:" على الأقل لديه العذر لكبريائه. فمن غير المدهش أن يتباهى بنفسه هذا الشاب الأنيق الذي ينتمي إلى عائلة مرموقة ولديه ثروة هائلة, وربما أمكنني القول بأن له الحق في أن يكون متباهيا". قالت إليزابث :" هذا صحيح تماما, وقد كان بإمكاني أن أصفح عن كبريائه بسهولة لو أنه لم يجرح كبريائي". زارت سيدات لونغبورن سيدات نذرفيلد . فقامت السيدات الأخيرات برد الزيارة . بدت جاين بنيت جذابة أكثر فأكثر إلى السيدة هارست والآنسة بنغلي . ومع أنهما اعتقدتا بأن والدتها لا يمكن احتمالها , وأن شقيقتيها الصغيرتين لم تكونا مثيرتين , إلا أنهما رغبتا في الصداقة مع الشقيقتين الكبريين . كانت جاين فرحة بذلك . لكن إليزابث ظلت تفكر في أنهما متعجرفتان حتى مع جاين , ولم تستطع أن تحبهما. وكان من الواضح أن السيد بنغلي نفسه معجب بجاين.واستطاعت إليزابث نفسها أن ترى أن جاين بدأت أيضا تقع فعلا في حبه. لكن جاين كانت دائما لطيفة مع كل شخص لدرجة أن الغريب لن يتمكن من أن يعرف من تفضل . وقد ذكرت إليزابث ذلك لصديقتها شارلوت لوكاس. فردت شارلوت :" ربما من اللياقة إخفاء مثل هذا السر عن الناس لكن ذلك يسيء إلى الحظ أحيانا . إذا أخفت المرأة عاطفتها عن الرجل الذي تحب فربما تفقده . وهي قلما تستريح أن لم يعلم أحد بأنها أحبته! هنالك القليل من الرجال أو النساء الذين لا يقعون في الحب حقا إلا بعد أن يتم تشجيعهم . ينبغي على المرأة عادة أن تبدي عاطفة أكثر مما تشعر . إن بنغلي معجب بشقيقتك بالتأكيد ؛ لكنه ربما لن يفعل أكثر من الإعجاب بها إلا إذا هي ساعدته على المضي". " إذا لم يستطع أن يرى كيف هي تشعر تجاهه, فلا بد أن يكون أكثر بلاهة مني!". </b></i> |
#6
|
|||
|
|||
الفصل السادس
العين الناقدة بينما كانت تراقب اهتمام السيد بنغلي بشقيقتها ,لم تدرك إليزابيث أنها نفسها كانت موضع اهتمام صديقه. في المرة الأولى لم يعترف السيد دارسي بأنها جميله. وفي المرة الثانية لم يبحث إلا عن العيوب فيها. لكن حالما أثبت لنفسه ولأصدقائه بأن التعبير الجميل لعينيها الداكنتين جعل من وجهها وجها ذكيا فوق العادة. ثم قام باكتشافات أخرى. فقوامها,مثلا, كان رشيقا ومقبولا, وسلوكها كان جذابا ومسليا. لم تدرك هذا الاهتمام, بل فكرت فيه فقط على أنه الرجل السيء الطبع الذي رفض أن يرقص معها. بدأ يرغب في أن تزداد معرفته بها. لاحظته إليزابيث أحيانا واقفا بالقرب منها ,ينصت إلى أحاديثها مع الرجال الآخرين. قالت لشارلوت أثناء حفلة مسائية أقامها السير وليم لوكاس:"سأعذبه.إن لديه عينا ناقدة,وإذا لم أعذبه فسرعان ماسأخاف منه". طلبت الآنسة لوكاس من صديقتها أن تغني ,فغنت بأسلوب طبيعي بسيط, الأمر الذي أدى إلى بهجة عظيمة. وسرعان ما كان أعضاء الحفلة الشباب يرقصون في نهاية الغرفة. وقف السيد دارسي بالقرب منهم غاضبا بصمت بسبب تبديد الأمسية. فضل الحديث الممتع. فتحدث إليه السبر لوكاس. "كم هي تسلية ممتعة للشبان يا سيد دارسي. ليس هناك شيء مثل الرقص. أعتقد أنه أحد الإنجازات العظيمة للجيل المتمدن" "بتأكيد, يا سيدي! إنه أيضا شائع بين الناس الأقل تمدنا. فكل همجي يستطيع أن يرقص!" ابتسم السير وليم, ثم تابع حديثه عندما رأى بنغلي ينضم إلى الراقصين: "إن صديقك يرقص بفرح, أنا متأكد من أنك خبير أيضا يا سيد دارسي". توقف وهو يأمل بجواب,لكن رفيقه لم يعطه أي جواب. وكانت إليزابيث تسير أمامها في تلك اللحظة, فخطرت للسير وليم فكرة لطيفه فجأة. فناداها قائلا: "عزيزتي الآنسة إليزابيث, لماذا لا ترقصين؟ سيد دارسي, اسمح لي أن أقدم إليك هذه الشابة. لا يسعك أن ترفض الرقص, أنا متأكد, عندما يقف جمال كهذا أمامك!" ثم أخذ يدها وأعطاها إلى السيد دارسي الذي, بالرغم من دهشته, كان يرغب بقوة في أخذها. لكن إليزابيث تراجعت على الفور وقالت للسير وليم بحزم: "في الواقع,يا سيدي, ليست لدي أية رغبة في الرقص. آمل بصدق أن لا تعتقد بأنني مررت من هذه الطريق لأبحث عن شريك!" طلب السيد دارسي, بتهذيب شديد, شرف الرقص معها, لكن من دون جدوى. فقد صممت إليزابيث على عدم الرقص. ولم تفلح حجج السير وليم في تغيير رأيها. "أنت ترقصين جيدا يا آنسة إليزابيث. هذا السيد لا يحب الرقص عادة, لكنني متأكد من أنه لن يعارض الرقص معك لنصف ساعة " قالت إليزابيث وهي تبتسم:"إن السيد دارسي مهذب جدا" "إنه كذلك حقا . لكن لا عجب!من يمكنه أن يرفض مثل هذا الشريك ؟" ابتعدت إليزابيث وقد بدت ساحرة. لم يؤثر رفضها في رأي السيد دارسي فيها . وكان يفكر فيها بفرح عندما أتت إليه الآنسة بنغلي. "أستطيع أن أحرز ما تفكر فيه" "أشك في ذلك". "أنت تفكر في كم هو غير مرض أن تمضي أمسيات كثيرة بهذه الطريقة ومع مثل هؤلاء الناس! أوافقك الرأي,في الواقع.فأنا لم أشعر من قبل بمثل هذا السأم الشديد. البلاهة والضجة! عدم أهمية هؤلاء الناس! إنني أرغب بالتأكيد في أن أسمع آراءك عنهم!" "إن تخمينك خاطئ تماما. فأفكاري أكثر انسجاما. كنت أفكر في الابتهاج العظيم الذي يمكن اكتشافه في عينين جذابتين في وجه امرأة جميلة". ركزت الآنسة بنغلي عينيها مباشرة على وجهه وسألت عن السيدة التي يفكر فيها .أجاب السيد دارسي بشجاعة عظيمة : "الآنسة إليزابيث بنيت". رددت الآنسة بنغلي:"الآنسة إليزابيث بنيت! أنا مندهشة! منذ متى هي المفضلة لديك؟ومتى أتمنى لك السعادة الزوجية؟" "هذا تماما هو السؤال الذي توقعت منك طرحه.إن خيال السيدة سريع جدا, فهو يقفز من الإعجاب إلى الحب,ومن الحب إلى الزواج بلحظة". "لكن إذا كنت جديا سأعتبر أن الزواج قد تدبر تماما.ستكون لديك حماة ساحرة حقا,وطبعا ستكون دائما معكما في بمبرلي". </b></i> |
#7
|
|||
|
|||
الفصل السابع
حمى شديدة كانت الإبنتان الصغيرتان في العائلة,كيتي وليديا, منشغلتين في ذلك الوقت . في كل يوم كانتا تسيران إلى مريتون, على بعد ميل, لزيارة شقيقة والدتهما, السيدة فيليبس , التي تزوجت محاميا ينتمي إلى تلك البلدة. في كل ليلة كانتا تنقلان الأخبار الكثيرة.فوج جنود وصل مؤخرا إلى مريتون, ومن المقرر أن يمكث فيها طوال الشتاء. في كل يوم اكتشفت كيتي وليديا المزيد عن الضباط, الذين سرعان ما بدأتا التعرف إليهم شخصيا . إن ثروة السيد بنغلي , التي أثارة اهتمام والدتهما, لم تكن شيئا بالمقارنة مع بذلة ضابط صغير السن. وذات صباح, بعد الاستماع إلى ملاحظتهما عن هذا الموضوع, قال السيد بنيت بهدوء: "لابد أنكما اثنتان من أسخف الفتيات في البلدة. لقد ارتبت في الأمر لمدة طويلة و لكنني الآن متأكد منه". قالت السيدة بنيت:"أنا مندهشة يا عزيزي لأنك تظن بأن بناتك سخيفات ,وقد ثبت أنهن ذكيات جدا". "يسعدني أن أقول إن هذا هو الأمر الوحيد الذي لا نتفق عليه. فأنا ما زلت أعتقد بأن ابنتيك الصغيرتين سخيفتان فوق العادة". أوشكت السيدة بنيت أن تجيب عندما دخل خادم الغرفة برسالة إلى جاين بنيت . ابتهجت السيدة بنيت وهتفت فبما كانت ابنتها تقرأ: "حسنا يا جاين , ممن هي؟ ماذا فيها؟ ماذا يقول؟ حسنا يا جاين ,أسرعي وأخبرينا, أسرعي يا حبيبتي!". قالت جاين :"إنها من الآنسة بنغلي , وهي تتمنى علي أن أتناول العشاء معها ومع السيدة هارست, فالرجال خارجون للعشاء مع الضباط". قلت السيدة بنيت: "سيكون الرجال في الخارج؟ ذلك حظ سيء للغاية". سألت جاين: "هل يمكنني أن أستخدم العربة؟" "لا يا عزيزتي,من الأفضل أن تذهبي على صهوة الجواد,لأنه من المحتمل أن تمطر. وعندئذ سيتوجب عليك قضاء الليلة هناك". آثرت جاين أن تذهب بالعربة ,لكن كان عليها الذهاب على صهوة الجواد.ودعتها أمها عند الباب مع أمنيات كثيرة فرحة بطقس رديء. وقد تحققت أمنياتها. فما أن غادرت جاين حتى بدأت تمطر بغزارة . قلقت شقيقاتها عليها كثيرا, لكن والدتها كانت فرحة. استمر المطر يهطل طوال المساء, ولم تتمكن جاين من العودة بالتأكيد . "إنها فكرتي الجيدة!" قالت السيدة بنيت أكثر من مرة وكأنها هي من أرسل المطر .لكنها لم تعرف كم أحسنت تدبير الأمور حتى الصباح التالي . فبعد الفطور مباشرة, أحضر خادم رسالة من جاين. كانت مريضة جدا نتيجة أصابتها بالبلل في اليوم السابق. وقد ألح أصدقاؤها اللطفاء في نذرفيلد على أن تبقى هناك حتى تتحسن. قال السيد بنيت:" حسنا يا عزيزتي, إذا أصيبت ابنتك بمرض خطيرـ إذا ماتت ـ فإن ما يبعث على الارتياح أن تعرفي أنها قضت نحبها أثناء محاولتها الإيقاع بالسيد بنغلي". "أوه, أنا لا أخشى موتها.سوف يعتني بها جيدا. وطالما أنها تمكث هناك ستكون بخير". "كانت إليزابيث متلهفة حقا على رؤية شقيقتها. كانت العربة في الاستخدام, فقررت أن تمشي . صاحت والدتها :" كم أنت سخيفة! ستكونين مغطاة بالطين عندما تصلين إلى هناك. ولن تكوني ملائمة للرؤية". "سأكون ملائمة لأرى جاين ـ وهذا كل ما أريده. إنها مسافة ثلاثة أميال فقط. سأعود للعشاء". ذهبت بمفردها, قاطعة بسرعة حقلا بعد حقل. وأخيرا وصلت إلى نذرفيلد بساقين متعبتين وجوربين قذرين ووجه يتقد بسبب الجهد الذي بذلته . اقتيدت إلى غرفة الطعام حيث جلس الجميع باستثناء جاين . وبصعوبة استطاعت الآنسة بنغلي و السيدة هارست أن تصدقا أنها مشت ثلاثة أميال في وقت مبكر من النهار, في مثل هذا الجو الرديء, وبمفردها. كانت إليزابيث متأكدة من أنهما يستخفان بها. لكنهما استقبلاها بتهذيب بالغ, وكان شقيقهما أكثر من مهذب ـ كان لطيفا ومحبا. تحدث دارسي قليلا ولم يتحدث السيد هارست أبدا.كان الأول يتأمل بإعجاب اللون المتوهج الذي منحه الجهد لوجه إليزابيث. فيما كان الأخير يفكر في فطوره فقط. لم تنم جاين بنيت جيدا وأصابتها حمى شديدة. ذهبت إليها إليزابيث فورا وأمضت النهار كله إلى جانبها. أتى الطبيب وأمر جاين بملازمة الفراش وتناول بعض الأدوية التي أرسلها لها. عند الساعة الثالثة شعرت إليزابيث بأن عليها الذهاب إلى البيت وقالت ذلك مرغمة. قدمت الآنسة بنغلي العربة إليها لكن جاين أبدت قلقا شديدا على فراق شقيقتها بحيث اقترحت الآنسة بنغلي أخيرا أن على إليزابيث البقاء في نذرفيلد أيضا.وافقت إليزابيث على ذلك شاكرة, وأرسل خادم إلى لونغبورن لإخبار عائلتها |
#8
|
|||
|
|||
الفصل الثامن
كبرياء ووقاحة دعيت إليزابيث إلى العشاء عند الساعة السادسة والنصف. سأل الجميع كيف أصبحت جاين, لكنها لم تكن أفضل حالا. أعربت الشقيقتان ثلاث أو أربع مرات عن أسفهما وعن كراهيتهما الوقوع في المرض ـ ثم لم تعودا تفكران في ذلك. وقد أحيت لا مبالاتهما بجاين, عندما لم تكن معهما, كراهية إليزابيث لهما. كان شقيقهما في الحقيقة الشخص الوحيد الذي أحبته في المجموعة. وقد جعلها قلقه الحقيقي على جاين, وعطفه على إليزابيث نفسها, تشعر بغربة أقل. لم ينتبه إليها إي شخص آخر. كانت الآنسة بنغلي وشقيقتها منشغلين بالسيد دارسي. وكان السيد هارست مهتما فقط بالطعام والشراب ولعب الورق. عندما انتهى العشاء عادت مباشرة إلى جاين. وحالما أصبحت خارج الغرفة بدأت الآنسة بنغلي في انتقادها: إن تصرفاتها في الواقع سيئة جدا ـ إنها مزيج من الكبرياء والوقاحة. ليست لديها أية حسنات على الإطلاق ـ باستثناء أنها تجيد المشي بشكل ممتاز. كم هو سخيف أن تمشي هذه المسافة البعيدة فقط لأن شقيقتها مصابة بالزكام! إن شعرها غير مرتب. وثوبها مغطى بالوحل. قال بنغلي: "ربما كنت على حق, لكنني لم ألحظ أي من هذا. أعتقد أن الآنسة إليزابيث بنيت بدت جيدة حقا عندما دخلت الغرفة غي هذا الصباح. لم ألاحظ ثوبها أبدا". قالت الآنسة بنغلي: " لقد لاحظتها يا دارسي, أنا متأكدة. أعتقد بأنه لن يروق لك أن ترى شقيقتك تظهر هكذا". "لا بالتأكيد". قال بنغلي: "إنها تظهر حبا نحو شقيقتها, وهذا لطيف جدا". قالت الآنسة بنغلي :" أخشى يا سيد دارسي من إعجابك بعينيها قد قل الآن ". "لا أبدا. فهي أكثر لمعانا من أي وقت مضى ". تلا هذه الملاحظة توقف قصير. ثم بدأت السيدة هارست الحديث ثانية: "لدي أعظم حب لجاين بنيت. إنها فتاة طيبة جدا وآمل أن تتزوج رجلا جيدا. لكن بوجود مثل هذه الأم وهذا الأب, أخشى أن لا تتاح لها الفرصة. لها عم محام في مريتون. وآخر تاجر في تشيب سايد ! " ضحكت الشقيقتان بحماسة من فكرة أن يعيش أي امرئ في تشيب سايد. صاح بنغلي :" لو كانت تشيب سايد ممتلئة بأعمامها, فإن ذلك لن يجعلها أقل جاذبية ". أجاب دارسي :" لكن ذلك سيقلل بالتأكيد من فرصة زواجها برجل ذي شأن ". لم يجب بنغلي, لكن شقيقتيه وافقتا على ذلك بحماسة وضحكتا لبعض الوقت على أقارب صديقتهما العزيزة. جلست إليزابيث مع شقيقتها طوال المساء. كانت جاين ما تزال مريضة جدا, لكنها أخيرا استغرقت في النوم. عندئذ فكرت إليزابيث في أن من اللائق النزول إلى الطابق السفلي. وجدت الآخرين يلعبون الورق, فوقفت بالقرب منهم تراقب اللعب. كانت الآنسة بنغلي تسأل السيد دارسي عن شقيقته: " كم أنا مشتاقة لرؤيتها ثانية ! إنها مثال الجمال والأخلاق الحميدة ! إنها موهوبة جدا! فهي تعزف على البيانو بشكل جميل " قال بنغلي: " إنه ليدهشني أن كل الشابات موهوبات في هذه الأيام. إنهن يرسمن اللوحات ويطرزن الستائر ". قال دارسي: " لكنني لن أقول أنهن موهوبات . فأنا لا أعرف أكثر من ست نساء موهوبات فعلا من بين كل أصدقائي ". قالت معاونته المخلصة, الآنسة بنغلي : " بالتأكيد, ما من واحدة يمكنها أن تكون موهوبة فعلا إن لم تعرف الكثير عن الموسيقى والغناء والرسم والرقص واللغات. وعلاوة على ذلك, ينبغي أن تتمتع بمظهر جذاب ومشية رشيقة وصوت جميل وأخلاق حميدة ". قال دارسي موافقا : "ينبغي أن تتمتع بكل ذلك , كما ينبغي أن تكون قد تثقفت بكثير من القراءة الجدية ". قالت إليزابيث: "لم أعد مندهشة لأنك تعرف ست نساء موهوبات فقط. بل إنني مندهشة لأنك تعرف إي منهن!" قالت السيدة هارست والآنسة بنغلي أنهما تعرفان الكثير من مثيل هؤلاء النساء. لكن السيد هارست طلب أن توجها انتباههما إلى لعب الورق, فسارعت إليزابيث بعد ذلك إلى مغادرة الغرفة. قالت الآنسة بنغلي عندما أغلق الباب : "إن إليزابيث بنيت هي واحدة من السيدات الشابات اللواتي يحاولن جعل أنفسهن جذابات للرجال بانتقاد جنسهن. وهذا في رأيي خدعة وضيعة جدا ". "بلا شك " أجاب دارسي الذي كانت تتحدث إليه " إن كل الخدع التي تستخدمها النساء أحيانا كي تجذب الرجال هي وضيعة قليلا. إن كل ما يمثل الخداع هو سيء ". لم تقتنع الآنسة بنغلي تماما بهذا الجواب, ولم تتابع الحديث. كانت جاين في الصباح التالي أفضل بقليل. أرسلت رسالة صغيرة إلى لونغبورن تطلب من والدتها القيام بزيارتها لتقرر ما ينبغي القيام به. وقد وصلت السيدة بنيت وابنتاها الصغيرتان بعد الفطور مباشرة . لو وجدت جاين في حالة خطرة لكانت السيدة بنيت تعيسة جدا. لكن بما أن المرض لم يكن خطيرا, فهي لم تتمن لها الشفاء السريع ومغادرة نذرفيلد. وبعد أن جلست لفترة قصيرة مع جاين , انضمت إلى السيد بنغلي وشقيقتيه. وفي الحال سأل بنغلي إن هي وجدت ابنتها أسوأ حالا مما توقعت . فكان جوابها :" في الواقع , يا سيدي, هي مريضة جدا ولا تقوى على الانتقال. وهكذا يعتقد الطبيب أيضا. ينبغي أن نلتمس منك إبقاءها هنا لمدة أطول بقليل ". صاح بنغلي : " الانتقال! لا تفكري فيه ! أنا متأكدة من أن شقيقتي لن تسمح به ". وافقت الآنسة بنغلي بتهذيب بارد على وجوب العناية الجيدة بجاين. شكرتها السيدة بنيت بإسراف. " لست أدري ماذا كان سيحدث لها لو لم يكن لديها الأصدقاء الطيبون. فهي في الواقع مريضة جدا , وتشعر بألم عظيم. لكنها دائما صبورة. إن لها أحلى طبع عرفته في حياتي, وأنا أقول دائما لبناتي الأخريات بأنه لا يمكن لهن التشبه بها. إن لديك غرفة جميلة هنا يا سيد بنغلي ومنظر ساحرا. لم أعهد منزلا في الريف جميلا مثل نذرفيلد. آمل بألا تغادره بسرعة ". "أنا أقوم دائما بالأشياء على عجل . فإذا قررت مغادرة نذرفيلد سأغادرها خلال خمس دقائق. لكن في الوقت الحاضر ليست لدي أية نية على المغادرة ". سألت إليزابيث والدتها عما إذا قامت شارلوت لوكاس بزيارة لونغبورن. "نعم, لقد زارتها البارحة مع والدها. كم هو مقبول السير وليم يا سيد بنغلي ! إنه أنيق جدا ولطيف جدا! إن لديه دائما ما يقوله لأي كان . وهذا هو رأيي في الأخلاق الحسنة, فالناس الذين يظنون أنفسهم مهمين جدا ولا يفتحون أفواههم هم مخطئون جدا", ثم نظرت إلى السيد دارسي. ارتعشت إليزابيث خوفا من أن تتفوه أمها بالمزيد. كررت السيدة بنيت شكرها بعد صمت قليل. وكان السيد بنغلي مؤدبا حقا في رده وأجبر شقيقته الصغرى على قول كل ما هو ضروري. تحدثت من حرارة, لكن السيدة بينت شعرت بالرضى وسرعان ما نهضت لتغادر. عادت إليزابيث توا إلى جاين. تركت السيدتين والسيد دارسي يتبادلون الآراء حول أخلاقها وأخلاق أقاربها. لكن الأخير لم يستدرج بسهولة لانتقاد إليزابيث, على الرغم من سخرية الآنسة بنغلي من "العينين الجميلتين". </b></i> |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
روايه, وهوى, كبرياء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كبرياء رجل | فلسفة واقعنا | قصص وحكايا | 3 | 02-29-2012 03:07 PM |
روايه احلى ما خلق ربي كامله | بنت السادة | قصص وحكايا | 106 | 05-03-2011 05:23 PM |
الإمام الكاظم(ع) يتحدى كبرياء هارون | sweet berry | المواضيع الإسلامية | 4 | 07-21-2010 05:27 PM |