#1
|
||||
|
||||
من أنــا ! #مهاجرة_إلى_الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ` الحلقه 🌹1🌹 . . في غرفتها الصغيرة، الدافئة بكل تفاصيلها، بالذوق البسيط المرتب الراقي رتبت أمال كل جزء بعناية كبيرة، فهذه الغرفة هي عالمها الخاص جداً ، الذي تحب أن تخلو إليه كلما ضاق بها العالم الأوسع، حتى رائحة الغرفة لها عبق خاص ومريح، في زاوية هذه الغرفة الصغيرة استطاعت آمال أن تخصص محراباً روحانيا مريحا للروح، انتقت فيه كل الألوان الملائكية التي يمكن للمرء أن يحلق من خلالها إلى العالم الأرحب. هاهي آمال تقترب من سجادتها بعدما لبست وشاح الصلاة الخاص بها، كان لونه كلون السماء المشبعة بالغيوم البيضاء، وقفت بين يدي رب العزة ورفعت كفها للسماء وتمتمت: يا محسن قد أتاك المُسيء، أنت المُحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك" وبدأت تصلي صلاة الليل كما اعتادت كلّ ليلة، كانت تؤمن بأنّ الصلاة ليست بعدد الركعات، إنما بمستوى حضور القلب، فإن رأت في روحها إقبالا أشبعت تلك الروح، وإن رأت فيها إدبارا تعاملت معها بلطف ومرونة، وأدعية قصار، أنهت آمال تلك الليلة صلاتها، ومن ثم ختمت ليلتها بدعاء رجب المخصوص بعد كل صلاة( يا من أرجوه لكل خير......) وخلعت وشاح الصلاة، واتجهت لسريرها، ولكن فجأة ثمة ما يستوقفها، إنها هي من يستوقفها، فقد رأت صورتها في المرآة، اقتربت من المرآة شيئاً فشيئا وبدأت تنظر إلى نفسها وتتفحصها وتخاطب نفسها: أهذه أنا؟ آمال ما الذي حلّ بكِ يا آمال؟! أيعقل أن أكون أنا) تطرق آمال رأسها ومن ثم تعود للمرآة، تقرّب وجهها: ويلي كم أصبحتُ سمينة، ومن يراني يعتقد أنني في الثلاثين من عمري، اممم لا يهم، ومن يهتم أصلاً، فلأذهب للنوم فغداً لديّ محاضرة الساعة الثامنة صباحاً ودكتورنا لا يحب التأخير، فلأنطلق للنوم) تخلد آمال إلى سريرها، وتتناول هاتفها لتضبط الوقت لصلاة الصبح، ومن ثم تعرّج على المجموعات الخاصة قي برنامج الواتس أب، تدخل إلى قروب العائلة الخاص بالفتيات وإذا بمائة محادثة فائتة، تعجبت كثيراً، فعادة لا يتحدثن فتيات العائلة بهذا الكم إلا إذا كان هناك حدث مهم، بدأت آمال تقرأ تلك المحادثات، وإذا بضربات قلبها تتسارع، وتنفسها كذلك، وبدأت تكرر بهدوء: قاسم، قاسم" تبتسم وتواصل" أيعقل أنّ قاسم سيعود" ثم تعود لرشدها وتخاطب نفسها: آمال ما بكِ؟ لم أنتِ سعيدة؟ فترد بسرعة على نفسها وهي تبتسم: إنه قاسم، أتعرفين ما يعني قاسم - تغطي آمال وجهها بكفيها خجلاٌ وكأنَ أحدا ينظر إليها- قاسم سيعود، ذكريات الطفولة، لعبنا، مرحنا". تعود آمال لقروب الفتيات في الواتس أب، وتبدأ بالكتابة: زينب أصحيح أنّ أخيك قاسم سيعود؟ زينب: نعم يا آمال، الخميس سيكون بيننا بعد غربة طالت سبع سنين آمال: والآن بعد أن أصبح طبيباً ما بقي إلا البحث عن عروس تليق به. تبدأ الفتيات بالضحك والغمز واللمز في القروب ندى: ها، ما الذي ترمين إليه يا آمال؟ هيا أفصحي، هل عاد بكِ الحنين إلى الطفولة؟ وردة: احم احم، هههه آمال، لا تنسي حينها كنت صغيرة ورشيقة ولطيفة، وحتى يفكر بكِ قاسم كخياراليوم ، اممم أعتقد أنّ أمامك مشوار طويل. ليلى: ما الذي تقصدينه يا وردة، لقد انقطع نفسي من الضحك، ما هو هذا المشوار ها؟ تنحيف، ونحت ورجيم وتجميل هههههه، ولا تنسي النظارة التي بسمك قاعدة قنينة البيبسي، ههه يعني عملية تشريط أيضاً، وااااهههههها فتيات العائلة حولوا المحادثة إلى مباراة للسخرية والضحك على آمال، وآمال مصدومة من ردة فعلهم، هي معتادة نعم على جو المزاح الذي يدور بينهن، ولكنها الفتاة التي اعتادوا على هدوئها واحترامها للجميع، هي التي لا تؤذي أحداً ولا تحاول أن تستفز أحداً، فتاة في حالها، طيبة وحنونة وصادقة، ما الذي جعلهم يتجاوزنّ حدودهن معها إلى هذا الحد؟ في هذه الأثناء قاطعت زينب الجميع: أعتقد أنكن تجاوزت حدودكن أخواتي مع آمال، كلامها كان طبيعياً جدا، لم هذا الأسلوب؟! أغلقت آمال الهاتف، صمتت طويلاً تحاول أن تستوعب ما قرأت، ثم انفجرت في البكاء، ولكنها الإيجابية التي لا تعطي لهذه الأمور التافهه شأناً في حياتها، مسحت دمعاتها، وتوجهت للمغسلة، غسلت وجهها، توقفت قليلاً أمام مرآة الحمام:" نعم أنتِ سمينة يا آمال، والنظارة تشوهك، ولا جمال جاذب يشدّ أحداً إليكِ كبقية الفتيات في عمركِ، لا عليكِ يا آمال هيا عودي للنوم، فغداً سيكون أجمل" وعادت إلى السرير وخلدت إلى النوم استعداداً لاستقبال يوم جديد. هاهي أشعة الشمس تتسلل من طرف ستارة نافذة آمال لتداعب وجهها الحنون وكأنها توقظها بلطف ودلال، تفتح آمال عينيها وتتمغط، ثم تنفجر بالضحك، لتحدث نفسها: هههههه و كأني ببنات العائلة البارحة بفعلتهن أخوات سندريلا، ههههه هذا يعني أنني أنا سندريلا الجميلة، تنفجر بالضحك مجدداً، لترمي بغطاء السرير جانباً وتنهض بكل نشاط، " بقي ساعة ونصف على موعد محاضرتي، لا وقت طويل لديّ" تصل آمال الجامعة وتدخل الفصل الدراسي قبل الوقت ، بل وقبل الجميع، يصل مجموعة من الطلاب، يطلّ أحدهم من الباب، يسأله زميله: هل وصل الدكتور؟ وآخر يقول: دعونا ندخل، وآمال تسمع حديثهم خارج الصف 📍ترى ما الحديث الذي دار بين الشـ [اقتطعه واتساب] * للأمانة منقول من الواتساب :) نسألكُم الدعـاء
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ التعديل الأخير تم بواسطة نسيت انساك ; 09-13-2015 الساعة 12:51 PM |
#2
|
||||
|
||||
تسلم الأيادي على هذا الطرح
قصة رائعة بارك الله فيك |
#3
|
||||
|
||||
الحلقه 🌹2🌹
كانت امال تسمع حديثهم خارج الصف، فيرد آخر: لمَ ندخل؟ ويخفض صوته: أو تعتقد أنك ستجلس مع ملكة جمال الكون؟ يضحكون بصوت منخفض، فيسأل آخر: خخخ ترا من بالداخل ؟ ها ؟ أخبرني، فيرد عليه : ملكة جمال السمينات " ههههههههه كلّ ذلك يجري على مسمع من آمال، ينكسر قلب آمال كثيراً، بل أنها لم تستطع حبس دمعتها: تتكلم مع ذاتها: ربِّ، تعلم أني لا أهتم بما يتنابزون به عليّ، إنما ما يؤلمني أنني لا أؤذي أحداً، ولا أدوسُ على طرف احد، وأتعامل مع الجميع بمنتهى الإحترام والأدب، أتعاون مع زملائي، بل وكلّ ملخصاتي رهن إشارتهم، لا أبخل على أحدٍ ممن حولي بما أستطيع، فلم هذه المعاملة؟!ولمَ كلّ هذه الأحداث تتجمع فجأة عليّ؟! تتنفس آمال الصعداء: لن يوقفني شيء عن بلوغ أهدافي في الحياة، ورب العالمين لا ينظر إلى أشكالنا، إنما ينظر إلى قلوبنا وأرواحنا، فإن كنت ربّ لم تمنحني شكلاً يعجب الناس، فيكفيني أنني أملك قلباً ترضى أنت عنه، آمنتُ بك ربي" تمر الأيام ويحدد موعد وصول الدكتور قاسم، أمل العائلة وطبيبها الأول، الشاب الوسيم جداً، الخلوق جداً، الشاب الذي يجمع بين الإلتزام، والإنفتاح على الغرب، الشاب الواعي المثقف ، الشاب المؤمن الطموح، الشاب الذي تطمح إليه كل فتاة، ولذا تجد بنات العائلة كلهنّ ينتظرنّ قدومه بحماس كبير، فمن تلك التي ستحظى بقاسم؟ هكذا كنّ يتهامسنّ، فقد تجمعت العائلة بأكملها يوم الخميس يوم وصول قاسم في بيت الخالة حياة، وهي والدة قاسم، المرأة القوية الشخصية، الأتكيت، المثقفة، المضيافة، كانت الأمهات تتجمع في مجلس العائلة الصغير، والرجال في الديوانية الخارجية، أمّا الفتيات فكنّ في الصالة الداخلية، وقد ارتدت كل واحدة منهن حلّة جديدة، وتزينّ بمساحيق التجميل، وكأنه يوم العيد قد حل، إلا آمال، فقد اتشحت بعبائتها السوداء، وكانت على طبيعتها كعادتها. تقترب وردة من آمال، وتحاول أن تخلع آمال عبائتها: آمال اخلعي هذه العباءة، كأنكِ عجوز بيننا، وضعي لك قليل من البودرة، مع قليل من الكحل وأحمر الشفاه، لونكِ باهت" فترد عليها آمال بلطف وأدب: شكراً يا وردة لا أحبذ، أفضل أن أكون كما انا. ليلى: آمال، إنه قاسم، رفيق الطفولة، أممم هههههه. آمال: وإن يا ليلى، قاسم، إن تذكرني فسيتذكر أجمل ذكريات الطفولة، فما له وشكلي. تقاطعهم ندى: دعوها يا بنات على راحتها، في كل الأحوال المنافسة كبيرة، فمن الذي سيلتفتُ إليها بين كل هذه الأعداد، وكل بنت منكن أجمل من الأخرى" زينب أخت قاسم تشعر بخجل كبير من وقاحة الفتيات، فتقترب من آمال لتأخذ بخاطرها، إلا أنها تتفاجأ بكلام آمال: عزيزتي زينب، لا عليكِ، اهتمي بضيوفكِ، أنا لا أبالي بهذه الترهات" تبتسم آمال فتبادلها زينب الإبتسامة: أنتِ رائعة يا آمال كما عهدتكِ" في هذه الأثناء تدخل الخالة حياة إلى الصالة التي تجتمع فيها الفتيات فتتهافت البنات عليها، كل واحدة تحاول أن تتودد إليها، علها تكون زوجة ولدها الوحيد، فالخالة حياة لديها إبنتان وولد هم، فاطمة إبنتها الكبرى متزوجة ومسافرة مع زوجها الذي يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، و قاسم هو الإبن الوحيد، ومن ثم زينب في سنة ثانية جامعة، وهي في عمر آمال تقريباً، بينما ترحب الخالة حياة بالجميع كعادتها ولا تستثني أحدا. أما آمال فلم تغادر مكانها إلا حينما اقتربت منها الخالة فوقفت احتراماً لها وقبلت جبينها، وعادت إلى حيث كانت تجلس، في هذه الأثناء بدأت الفتيات باللغمز واللمز مجدداً، وفجأة تدخل الخالة نرجس بضوضائها وهرجها ومرجها ، تمازح تلك وتضحك مع تلك. الخالة نرجس هي جارة العائلة، و هي شخصية مرحة، فضولية، ثرثارة، لا تترك أحداً في حاله، وقد اعتاد الجميع عليها، وتقبلها كما هي، أخذت جولة في الصالة ومن ثم تحولت إلى مجلس الأمهات. مر الوقت وإذا بهاتف زينب يرن، ترفعه وتقفز فرحاً، وتركض ناحية أمها: ماما ماما البابا اتصل يقول أن قاسم قد وصل وهم في طريقهم من المطار إلى البيت عشر دقائق تقريباً و ويكونون عند باب البيت، فتبدأ حالة الإستنفار في كل أنحاءه، البخور يدور، والعاملات يجهزنّ البوفيه المعد خصيصاً لهذا اليوم، وتبدأ الخالة حياة في تجهيز المبالغ النقدية التي ستنثرها على رأس قاسم، بينما الفتيات كلُ واحدة ترتب هندامها مجدداً، وآمال تراقب الوضع عن كثب وتتبسم بينها وبين نفسها وتقول في أعماقها: ما كذبت والله، الحال يشبه تماما أخوات سندريلا، ههه أينكِ أيتها الساحرة تعالي وغيري شكلي علي أحظى بنظرة من الأمير قاسم خخخخ" الخالة نرجس تلتفت إلى آمال فتقترب منها: ها يا آمال كل الفتيات يتزينن للأمير قاسم إلا أنتِ يبدو أنكِ غير مهتمة" هنا تنفجر آمال من الضحك، وكأنّ الخالة نرجس قرأت ما بداخلها، و بينما آمال في غمرة ضحكها، وإذا بصوت الهلاهل والصلوات وأصوات تكرر: حمداً لله على سلامتك يا دكتور، نورت البلد بعودتك، أهلا وسهلاً. وأخيراً تشرق شمس قاسم، يدخل في وسط العائلة التي تهافتت فرداً فرداً للسلام عليه، والخالة حياة تنثر النقود والورد عليه، بينما تمسح الجدة دموعها، أما زينب فلم تتمالك نفسها فقد دفعها الشوق إلى ان ترتمي في حضن أخيها، أمسك قاسم بكتفيها برفق ونظر في وجهها وهو يمازحها: ها لقد ازداد طولكِ قليلاً، وإذا به يلمح دمعة اللقاء في عينيها، فيمسحها بحنان، بينما الفتيات يتغامزن بعد هذا المشهد، ثم يعرج قاسم على والدته يقبل رأسها وكفيها، فتتهافت نساء العائلة للسلام على قاسم، ثم تتملق كل واحدة من الفتيات بطريقتها، وتتفنن في طريقة إلقاء التحية، وبينما كان قاسم يرحب في كل واحدة منهن، ويرد التحية عليهن بأدب واحترام، كانت عيناه تبحث عن أحدٍ ما، فجأة يمشي خطوات نحو زاوية السلالم، كانت آمال تقف جانباً تبدو خجلة وكأنها تريد ان تتوارى عن الأنظار، إلا أنّ قاسم لمحها من بعيد واقترب ليخصها بتحيته: كيف حالكِ يا آمال؟ هل أنتِ بخير؟ فارتجفت آمال، واحمرت وجنتيها، ولم تعرف بما تجيب، فأجابت بعفويتها: من أنا ؟ فابتسم قاسم: ها أنتِ كما أنتِ لم تتغيري، هههه، نعم أنتِ، وهل هناك آمال غيركِ هنا؟! فابتسمت وأنزلت رأسها خجلاً وردت: شكراً لك قاسم، أنا بخير وحمداً لله على سلامتك. هنا قطعت هدوء الموقف كعادتها الخالة نرجس: هاااا ماذا تقصدون، أتنثرون النقود ولا أحصل على شيء مما أنثرتم، أين حلاوة الوصول، وإلا إنكم ستضيعونها عليّ" يضحك الجميع ابتهاجا وفرحاً، ويتجه قاسم إلى ديوانية الرجال بينما تعود النساء للإستعداد لتناول وجبة الغداء على شرف الدكتور قاسم. كانت آمال في عالمٍ آخر، فهي لا تصدق ما حدث، بينما كنّ بنات العائلة يشتطنّ غضباً، فقد كانت وردة تقول متذمرة: نحن نتقرب منه ونرحب به، فيرد علينا من طرف أنفه، بينما هذه السمينة القبيحة، هو من يقترب منها، ويلاطفها ويمدحها، وعععع. ترد عليها ندى: أعتقد أنه يشفق عليها، وهل تريدني أن أصدق أن مثل قاسم يهتم لأمر واحدة بمستوى آمال، وهو من رأى وعاشر في الغربة أجمل الجميلات، لاااا مستحيل. آمال ما زالت تسرح في عالمها الجميل، وإذا بليلى مع بقية الفتيات يقتربنّ منها، بينما كانت ليلى تحمل في يدها وردة طبيعية، وتنتف بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وترميها في وجه آمال استهزاءً بها وتقول: يحبني، لا يحبني، يحبني، لا يحبني، وااااهااااااهههههها . إلى أين وصل بكِ خيالكِ ها ؟ اسمعي حبيتي، ليس معنى أنه خصك بالتحية، أن يكون معجبا بكِ. فتواصل وردة: معجب !! معجب بماذا مثلاً فترفع آمال رأسها ومن ثم تقف من على الكرسي بغضب وتقول: كفى، إلى هنا ويكفي تجريح. 📍ترى مالذي سيحدث [اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ |
#4
|
||||
|
||||
حلو على شكل حلقات ممتاز
يسلمووو |
#5
|
||||
|
||||
الحلقة 🌹3🌹
تتجه آمال لباب المنزل وهي تهمّ في الإنصراف، فتلمحها زينب وتركض ناحيتها: آمال آمال إلى أين؟ آمال تصمت لا ترد، تصل زينب إليها، إلا أنّ آمال تشيح بوجهها عنها، وكلما حاولت زينب أن تنظر إلى وجهها كلما كانت تحاول أن تشيحه في الجانب الآخر. زينب تقف مذهولة: آمال أنتِ تبكين! لم؟ ما الذي حدث؟ فتتعذر آمال : لا عزيزتي، إنّ شيئاً ما دخل إلى عيني وبدأت تدمع، لا تخافي، ولكن لابد لي من الإنصراف ، اعذريني. فتحت آمال الباب وانصرفت والدموع تملأ عينيها، في طريقها للمنزل، وهي تقود سيارتها استرجعت كلّ الماضي حلوه بمره، ولكنها حينما وصلت إلى محطة فقد والدتها بكت كثيراً: ماما ماما أين أنتِ؟ رحلتِ عني وأنا في أمسّ الحاجة إليكِ، رحلتِ وتركتني بين أربعة شباب أكبر مني سناً، ولكنني اضطررت لأن أكون لهم أما وأختا وصديقة، وبالخصوص بعد زواج والدي، أماه كم أتوق في هذه اللحظة لأن أرتمي في أحضانكِ، وأبكي كما الأطفال، ماما ، ماما، أو يظنون أنني بلا مشاعر؟ أو يظنون أنني بلا قلب؟ أو يظنون أنني بلا لسان بمقدوره الرد؟!، ولكنني تربيت أن أكون مؤدبة وخلوقة وصابرة، وأمنح الناس فرصة حين يسيئون، هكذا تعلمت حين قرأت باب ( حق من أساء إليك، في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام) آآآه يا أمي" كانت والدة آمال قد رحلت بمرض السرطان حين كانت آمال في العاشرة من عمرها، بينما كان لها أربعة أخوة يكبرونها مباشرة، محمد أخيها الأكبر وكان عمره آنذاك (18 عام)، علي ( 16عام)، عبد الله ( 14 عام) وأصغرهم كان منتظر ( 12 عاما) وكان الأقرب عمرا وروحا من آمال. آمال: " يااااه عشر سنين مرت، تزوج جميع إخوتي وتركوا البيت وانشغلوا في حياتهم، وما بقي غير أخي منتظر، وهو في آخر سنة جامعة، وها نحن الإثنان نعيش في بيتٍ خال من الأم والأب، ولكنني احمد الله أن أعطاني هذا الأخ الحنون، ساتصل به... ألو منتظر، منتظر: أهلا أخيتي، كيف حالكِ، لم أركِ اليوم ، افتقدتكِ في البيت آمال تختنق بعبرتها، ثم تتمالك نفسها : أخي، أحتاج أن أتحدث معك" ثم تنفجر في البكاء منتظر: آمال ما بكِ؟!، هل أنتِ بخير؟ أرعبتني آمال : أنا بخير أخي لا تخف، فقط محتاجة أن أبوحُ لك بما في خاطري، وأستشيرك. منتظر: تعالي أخيتي، دقائق وأكون وصلت إلى المنزل. آمال: وأنا في طريقي للبيت أخي، شكراً لك. تصل آمال إلى المنزل، وإذا بمنتظر يترقب وصولها، فتندفع آمال إلى احتضان أخيها وهي تبكي، فيهدأها ويجلب لها كوبا من الماء، ويجلسها على أريكة الصالة، ويجلس على جنب آخذاً بيدها : آمال ما بكِ؟ عهدتكِ قوية، فالأيام صنعت منكِ إمرأة ناضجة قبل أوانها. آمال تتنفس الصعداء: لكنني تعبت أخي، تعبت. منتظر: هيا قولي ما عندكٍ أسمعكِ أخية، كلي آذان صاغية آمال: لا أدري يا أخي من أين أبدأ، ولكن قبل ذلك لديّ سؤال، ألهذا الحد أنا قبيحة؟ منتظر: قبيحة!!! أستغفر الله، ما هذا الهراء يا آمال؟! وبدأت آمال تسرد لأخيها كلّ ما يحذث معها بالتفصيل، إلى حد آخر حدث في بيت الخالة حياة. منتظر يستمع إلى أخته بإنصات واهتمام تام، وبعد انتهائها يعتدل في جلسته، ينظر إليها متأملا وجهها البريء ثم يشرع في الحديث: اسمعي غاليتي الرائعة، جميلٌ ما صنعتِ، وإن دل على شيء، فإنما يدل على رفيع خلقكِ، ولكن مهم جداً أن تعي حقيقة ما يقوله إمامنا السجاد عليه السلام :" وحقّ من أساء إليك، أن تعفو عنه، فإن علمت أنّ العفو يضره انتصرت" ، وقال الله تبارك وتعالى { ولمن انتصر بعد ظلمه، فأولئك ما عليهم من سبيل} حبيبتي آمال، ما فعلته مع كل من أساء إليكِ كان قمة الأخلاق، { إدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة، كأنه وليٌ حميم}، ما فعلته يحتاج إلى قلب كبير، وقدرة كبيرة على الصفح والغفران، ولكن ما حدث لكِ كان يقتضي منكِ أمرأً آخر، لأنّ الإساءة إليكِ تكررت من ذات الأشخاص، وعليه صار عفوكِ وتسامحكِ مضراً، إذ توهموا أنكِ ضعيفة عاجزة غير قادرة على الرد. آمال: إذا ما كان عليّ أن أفعل أخي، هل كان يتوجب عليّ أن أصرخ في وجههم، أو أرد عليهم بنفس منطقهم؟! منتظر: لا يا عزيزتي، لا هذا ولا ذاك، بل عليكِ الرد بلطف، ومحاولة إيقاف هذه المهزلة بالنصيحة وبإيقافهم عند حدهم حتى لا يتكرر منهم ما حدث، والكلام ينطبق على زملائكِ في الجامعة وعلى بنات العائلة، وأكرر الرد بأخلاق رفيعة وبقوة شخصية وبحزم في حال تكررت الإساءة. آمال: وهذا ما فعلته أخي في بيت الخالة حياة. منتظر: ولكنكِ انسحبت باكية من المكان، وهذا ضعف، كان يتوجب عليكِ المكوث ومواصلة البرنامج، مع التحدث للفتيات بقوة وإيقافهن عند حدهن. تبسمت آمال في وجه أخيها وقالت: منتظر.. أنت رائع, شكراً لك. منتظر: أو تشكرينني أنا! بل اشكري إمامنا السجاد، وأنصحكِ بقراءة شرح رسالة الحقوق للاإمام زين العابدين للمحقق القبانجي. آمال: لن أشتري الكتاب، بل أنت من سيجلبه لي في عيد ميلادي القادم يضحك منتظر: بخيلة، بقي الكثير على ذكرى مولدكِ، قرابة الشهرين، آه منك. يضحك الإثنان، ويقرران الخروج لتناول وجبة العشاء لكسر الروتين. في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن، 📍[اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ |
#6
|
||||
|
||||
احسنتم
|
#7
|
||||
|
||||
الحلقه 🌹4🌹
في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن، اقتربت آمال منهنّ: السلام عليكنّ، فيردنّ عليها السلام، ومن ثم تقترب بتول منها: آمال، هل عرفتِ بموضوع المسابقة الأدبية في الجامعة لقسم اللغة الإنجليزية؟ آمال: لا يا صديقتي، ما الأمر؟ فترد عليها بتول بحماس: إنها مسابقة من عدة أقسام، الآن تم نشر شروطها، أنصحكِ يا آمال بالمشاركة، أنت متميزة وذكية، وبصراحة الجائزة شيء على مستوى، فالحائز على المركز الأول سيحصل على كورس مجاني مكثف في الصيف في جامعة أكسفورد في لندن. آمال: حقاً، أممم لقد حمستني كثيراً يا بتول، يبدو أنني سأتوكل على الله وسأسجل اسمي، وحتى لو لم أفز لن أخسر شيئا. في هذه الأثناء يرنّ هاتف آمال: ألو، أهلا زينب وعليكم السلام والرحمة، كيف حالكِ وكيف حال الخالة حياة، أنا بخير، أنتِ كيف هي أخباركِ وأخبار الجامعة، حياكِ الله عزيزتي، لا لا يوجد لديّ أي برنامج عصراً، تفضلي، سأكون في انتظارك عزيزتي. تنهي آمال محاضرتها الأولى مع وقت الصلاة تقريباً، فتتوجه مباشرة إلى مصلى الجامعة لأداء فريضتي الظهر والعصر، في المصلى تقف آمال إلى جنب فتاة من الطائفة السنية وتضع تربة الصلاة وتشرع في صلاتها، وما إن انتهت من فرض الظهر، حتى استدارت إاليها الأخت وبادرتها بالسلام، فردت آمال عليها السلام بأحسن منه وقالت: غفر الله لكِ أختاه، إسمي آمال وأدرس الأدب الإنجليزي. فردت عليها زميلتها : أما أنا فأسمي نوره من قسم إدارة الأعمال. آمال: تشرفت بمعرفتكِ. نوره: الشرف لي أختاه، أختي هل لي بسؤال؟ آمال: بالطبع نوره على الرحب والسعة تفضلي. نوره: اعذريني، ولكن ثمة سؤال يحيرني، يبدو أنكِ من الطائفة الشيعية، ولقد تاكدت من هذا الأمر حين وجدتكِ تصلين على قطعة الحجر تلك. آمال: نعم أنا من الطائفة الشيعية، وقطعة الحجر تلك هي من تراب كربلاء. نوره: كربلاء؟! وهل هو سبب صلاتكم عليها؟ تبسمت آمال في وجه نوره وقالت: سؤالكِ وجيه يا نوره، وشكراً لأنكِ سألتِ، وإليكِ الإجابة عزيزتي، واعذريني لأنني سأجيب حسب ما لديّ من معلومات. نوره:وأنا كلي آذان صاغية أخيتي. آمال: عزيزتي نوره، إننا نصلي على قطعة الحجر حسب تعبيركِ لأننا وحسب رأي علمائنا لا يجوز أن نصلي على ما يؤكل أو يلبس، ولذا فإن أفضل شيء للسجود هو التراب، لو عدتِ لسنة رسول الله ستجدينه يصلي على حفنة تراب. وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سبط رسول الله، وبعد أن سالت دماءه الطاهرة عليها، اتخذ شيعة محمد وآل محمد تراب كربلاء لقداسته مكانا لسجودهم، ولكن لا يعني ذلك أن شرط السجود غلى هذا التراب، فيجوز كما قلت لكِ أن نسجد على أي شيء مما لا يؤكل أو يلبس. نوره: أها الآن فهمت، يعني الموضوع اختلاف فقهي بيننا وبينكم، لأنّ علمائنا يجوزون السجود على القماش، فنحن نسجد على السجادة، شكرا لكِ أختي، تشرفت بمعرفتكِ، وأتمنى أن نجلس أكثر ونتطارح مثل هذه المواضيع. آمال: أنا أسعد منكِ حقيقة، وحاضرة إليكِ في أي وقت، ولديّ مجموعة من الكتب ستختصر عليكِ الكثير، و سأبدأ بإعطائكِ كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، كتاب رائع جداً سيجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكِ. نوره: حقاً، رائع جداً، ولكن اممم كيف لي أن أتأكد أنّ الكتاب موضوعي في طرحه؟ آمال: عزيزتي، الكتاب عبارة عن مطارحات بين عالم سني وعالم شيعي على هيئة مراسلات حقيقية، ولذا فإنكِ ستعيشين الدورين معاً، وستجدين ضالتكِ بإذن الله. نوره: لقد حمستني كثيراً لقرائته، شكراً لأنكِ منحتني من وقتكِ الثمين، وأعتذر لأنني أخرتكِ عن إكمال صلاتكِ. ضحكت آمال وقالت: نعم صليت الظهر، وبقيت صلاة العصر، وأنت تعرفين أننا نجمع بين الصلاتين، فالجلسة القادمة يبدو أنها ستكزن حول الجمع بين الصلاتين. ضحكت نوره وطلبت رقم آمال للتواصل معها، فتبادلا الأرقام وودعتها. أكملت آمال محاضراتها وعادت إلى البيت وإذا بمنتظر ينتظر وصولها ليتناولا وجبة الغذاء معاً، وحين اجتمعا بادرته آمال: آه لقد نسيت أن أخبرك أن زينب ابنة الخالة حياة ستزورني اليوم. وإذا بمنتظر يرتبك، ويتعلثم، وينزلق كوب الماء من يديه، فتتبسم آمال وتنظر إليه بنظرة جانبية: منتظر، ما بك، لم كل هذا الإرتباك، أمممم ما الخبر أخي هاااا . وتبدأ في الضحك منتظر: أنا لست مرتبكاً ولا هم يحزنون، أنتِ تتوهمين. آمال: لا بأس أتوهم، المهم سأنهي غدائي بسرعة، لأنها على وصول في أي وقت، تنهي وجبتها، وتقترب من منتظر شيئاً فشيئاً وهي تمازحه وتردد إحدى القصائد الحسينية التي تحفظها: خذني وياك أريد أبقى وياك، غربة هالدنيا غربة بلا أياك. فينقض منتظر عليها ليضربها مزاحاً، فتحاول الهروب ركضاً عبر السلالم متجهة إلى غرفتها وهي تضحك. في الخامسة تماماً يدق جرس المنزل، تتجه آمال لفتح الباب مستقبلة زينب بحفاوة: حبيبتي اشتقت إليكِ كثيراً. زينب: وأنا أكثر عزيزتي، كيف حالكم وكيف حال الأهل؟ آمال: بخير غاليتي، تفضلي, تدخل زينب وتجلس مع آمال في الصالة الداخلية 📍ترى ما ا[اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ |
#8
|
||||
|
||||
ربي يجزاك الجنـة نورت يشرفني تواجدك هنا ما أنحرم عمي العزيز _°
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
آمال . قاسم . منتطر . زينب . إبراهيم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ق ـصيدهـ عراقيهـ جديدهـ 2015 ll حسين نبضي من يدك ll علي الشويلي ويوسف الصبيحاوي | وردة عطرة | صَدىَ أَفرَاحَ آلَ الَبيَت "ع" | 35 | 01-30-2017 07:16 PM |
حبيبي أهديك شريان من نبضي .. | حوريه انسيه | قسم الشعر والخواطر | 2 | 09-13-2010 02:00 AM |