الصوم عبادة
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : قال الله تعالى : ( الصوم لي و أنا أجزي عليه ) .
فالصوم امتحان و اختبار ، لصدق الإنسان مع الله ، و كشف لعلاقته به ، و حبه له ، و رغبته في الإخلاص له ، بكف النفس عن الملذات و الشهوات ، و تغلب حب الله و الاستجابة لإرادته على حب الإنسان لذاته ، و انقياده وراء رغباته و شهواته . لأن الصوم يضع الإنسان في امتحان عسير ، يتطلب منه الانقطاع عن كل متع الحياة ... من الطعام ، و الشراب ، و الملذات ... إلخ .
فالصائم يعبر بصيامه عن انتصار حب الله و الإخلاص له داخل ذاته على حب نفسه و متعها و لذائذها ... و هذا الإنتقال من حب الذات ، و التعلق بلذائذها و شهواتها ، إلى حب الله ، و التعلق به ، يحدث أروع آثار التغيير الذي يحقق له الإرتباط بالله ، و التوجه إليه ، و التقرب منه ، و النظر إلى كل شيء في الحياة من خلال هذه العلاقة المنتصرة مع الله ، فيتحقق بذلك إصلاح النفس ، و تقويم السلوك ، و تربية المشاعر .
من هنا كان الصوم فريضة على كل الامم ، ... و عبادة في كل دعوات الأنبياء لأنه الطريق إلى الله ، و لأنه الرياض التي تنمو ، و تزدهر ، و تثمر ، فيها ملكات الخير ، و نوازع الكمال البشري .
قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } و لذلك جاء قول رسول الرحمة صلى الله عليه و آله و سلم : ( الصائم في عبادة ، و إن كان على فراشه ما لم يغتب مسلماً ) .
|